في عام 1989م سافرت من السودان قبل 18 ساعة تقريبا من الانقلاب المشؤوم و لما وصلت لبلد الغربة سألني الوالد رحمه الله عن احوال البلد كان ردي ان الحال لا يسر و ان الانقلاب على الديمقراطية وشيك و هذه المرة الانقلاب سيكون بنكهة و مكونات و طبخة الجبهة الاسلامية القومية، و بينما كنا نتناقش دخلت علينا جارة عزيزة احتسبها في مقام الوالدة رحمها الله، و كررت علي سؤال الوالد و كررت عليها اجابتي التي اجبت بها الوالد بدت عليها الحيرة (اتمحنت) و هي من الوطنيات اللائي لم يدخرن جهدا في معارضة نميري حتى سقط بعد حكم ديكتاتوري دام 16 ، رفعت راسها و قالت " و ديل يجيبوا ليهم 16 سنة تاني من وين" ، ضحكنا بمرارة و قلت لها "16 سنة هينه الخاذوق يقعدوا اكتر" ، بالامس الاول علمت انها اصيبت بالكرونا و الان ترقد طريحة الفراش بالعناية المركزة ، ليتني كنت بالقرب منها لاذكرها حديثنا هذا واهمس لها الحمد لله ان امد الله لك في العمر 30 سنة ورايتي بعينك و سمعتي باذنيك سقوط الكيزان المدوي، اسال المولى ان يشفها و يعافها حتى تراهم فوق المشانق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة