سطوة الشِعر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2020, 02:50 AM

المعز عبدالمتعال
<aالمعز عبدالمتعال
تاريخ التسجيل: 06-11-2011
مجموع المشاركات: 485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سطوة الشِعر

    02:50 AM June, 26 2020

    سودانيز اون لاين
    المعز عبدالمتعال-الولايات المتحدة ، ولاية كونيتيكت
    مكتبتى
    رابط مختصر



    سطوة الشِعر

    ظلّ شغفي بالشِعر مُتعتي منذ الصغر، متعة ليس لها حدود، كنت أرى هذا العالم من نافذة تُطل على بحر الشِعر العميق، تأثّرت كثيرًا بالشِعر، قرأته كأنّني أتنفسه، اترّنم به كما الغناء، ما القصيدة سوى بوحٍ صار كتمانه عصيًّا فانفجر.
    تذكّرت الشاعر الجميل عبد القادر الكتيابي حين قال:
    يختبئ الشِعر فيّ كما تختبئ خاصية المغنطة في جلد المغنطيس، ياله من شاعر، نزع المغنطة من جلد المغنطيس وارتداها عُمامة يوم عرس الوطن قائلاً:
    إنما هذا الزفاف اليومَ أعراس كثيرة.
    فاضربي دلّوكة الذكرى على يافوخها
    كي تخرج العين العنّية
    والمرارات المريرة.
    كيف تألّمت دلّوكة الذكرى بالضرب على يافوخها؟ كيف أخرجت لنا مراراتها؟ وكيف تأوّهت دلّوكة الأحزان؟.
    إنكفيت قليلاً، وتذكّرت خليل فرح، تفتّق صباح الكون، حين صدح الخليل:
    ياخفيف الروح، هو هذا نداك ام ندى الأزهار.
    أكاد أجزم أنّني شاهدته جالسًا مع الأحباب، يخلع طربوشه مُبتسمًا، مُتكئًا على نسمات الصباح.
    تُرى كم مرة أبكاني هذا البيت:
    في سموم الصيف لاح له بارق
    لم يزل، يرتاد المشارق
    كان مع الأحباب نجمه شارق
    مالو والأفلاك في الظلام.
    كيف ينعي خليل نفسه بهذا الفقد والألم؟ كيف يستنطق الحرف دموعًا؟ كيف صدح:
    عيني مابتشوف إلا شاهق، أين وجه البدر التمام.
    هو مكانك يا خليل، من شاهقٍ إلى شاهق، سدرة مُنتهى الروعة، رأيناك ياخليل، لاتزال قمرًا في بدر تمامه، قمرًا ساحر الدجى، قمرًا سرمديّ الضياء.
    تعجبّت من هذا الرثاء، كيف يختم المبدع حياته ويضع نهايتها ويجعلنا نتحرّق لفراقه بهذه اللوعة؟ وجدت الجواب حين داهمتني ذكرى رحيل الأحباب، وذاك الصبور، صلاح أحمد إبراهيم، ينعي نفسه عبر ملحمته الفريدة، نحن والردى، قائلاً:
    ما الذي أقسى من الموتِ؟
    فهذا قد كَشفْنا سِرّه،
    وخَبَرنا أمرَه
    واستسغْنا مُرّه
    صدئت آلاتُه فينا
    ولا زلنا نُعافرْ
    ما جَزِعْنا إن تشهَّانا
    ولم يرضَ الرحيلْ
    فله فينا اغتباقُ
    واصطباح ُومَقِيل.
    ياللأسى ياصلاح، يالصفاء روحك، حين يُجادلها اليقين فتنتصر، واجهت مصيرك بجدارة، ثم أبحرت في بحر الغياب.
    أذكر جيّدًا حين غاب مصطفى سيد أحمد، سألني بعض الأصدقاء، كيف ستقاوم هذا الفقد؟ قلت لهم، كأنّني أنتظر حُميّد يكتب عنّي فيرثيه، لعلّه يُخفّف حُمى الألم، شهقت دموع حُميّد وهو يرثي مصطفى سيد أحمد باكياً، يستحلفه البقاء:
    بالشمشِ ماروق الرجال
    وجّت جنائن غنيتك
    ماكان رحيلك غير دليل
    للجايي ماسك سِكّتك
    ياشدو عصفورنا البسيط
    كل الحلوق إتوكّتك
    إن مابتبيت فوق السبيط
    طوّل مسافة ركّتْك
    ماصمّتك مطرًا غتيت
    لا ريح لديح يوم سكّتك
    عذرًا إذا حال الوطن
    بالجاتو ذات ليل بكّتك
    ثم إنفجرت شلالات دموعه:
    ﺍﻟﺠﺮَّﺏ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﺎب ﻳﻤﺸﻲ
    ﻟﻮ ﺣﺮّﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷ‌ﺷﻮﺍﻕ
    ﻭﻣﻦ ﻗﻮﻟﺐ ﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺶِ
    ﻣﺎ ﻛﻮَّﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﺮقراق.
    أين وجدت هذه الحروف ياحُميّد؟ كيف نسجتها سجادة من الألم، ذرفت كثيرًا حين قرأت هتافه:
    قلنا الله بيخون الخائن
    لمّلمّناك والعين بتعاين
    مدّ النيل الوافي ضراعو
    سوّيناك باجور وجنائن
    شيّدنابك دور ومدائن
    حنّدكنابك حز الريح
    حرّكنابك شوقنا الكامن
    او قلّنابك ظل مطامن
    إنو حيشرق فجر العالم
    بي بني آدم طيّب وآمن
    ونفضل نطلق نار الغنية
    تالا الذِمم الخاتي نظامن
    تنسف ونجرف دبش الدنيا
    وغِشْ الفجر الكاذب لامن
    تبرق ويمرق شخب الباكر
    وتضوي سماك يايومها التامن.
    لم تتوقّف دموعي، تأوّه حُميّد باكيًا مصطفى مُجدّدًا:
    وين داجي ياقمر الهنا
    الكرّمنا عند مغرب مرق
    سايب لياليك لي نجوم
    واقفات وجوم على فد رجل
    فرع الغُنا الميّل هنا
    على مين وراكّ حيتّكل.
    تتعبني ذكرى مصطفى وحُميّد حد الإعياء، رحل حُميّد، بعد رحيل مصطفى، برحيلهما مالت فروع الغناء، وتساقطت أوراق الشِعر، ولم تسقط الأشجار.
    بدأت عواصف الذكرى تلوّح، هاهي شجرة محجوب شريف الظليلة، تقف في وجه الرياح، يرثي تحت فروعها عبد الكريم ميرغني، قائلاً:
    ياتلك الترامس
    وينو الصوتو هامس
    كالمترار يساسق
    ويمشي كما الحفيف.
    كم في الذهن عالق
    ثرثّرة المعالق
    والشاي اللطيف
    تصطف الكبابي
    أجمل من صبايا
    بينات الروابي
    والظل الوريف
    أحمر، زاهي باهي
    يلفت إنتباهي
    هل سُكر زيادة؟
    ام سُكر خفيف؟
    صدقت يامحجوب، أجمل اللحظات نقضيها حين نستطعم إرتتشاف الشاي مع الأصدقاء، حينها ترتعش المعالق، وتخفق الترامس، ويعلو الهمس تحت إغواء كوب شاي، وطقس إرتشاف.
    قرأت كثيرًا من الشِعر السوداني، إصطفيت منه ما إصطفى الشاعر د. طلال دفع الله جراحه هامسًا:
    تحتك نسيج الليل طويل
    الأناشيد الماخدة من حِزم الشعاع
    نار البدايات البتول
    للسحابات التلوِّح قوس قزح
    بُشْرَة هطول
    ولي ضِيا القمر المقرّح
    ضد قوانين الأفول.

    المعز عبد المتعال سر الختم
    نيوبريتن، الولايات المتحدة الأمريكية.
    28 يوليو، 2019






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de