كانت 30ىونيو 2019. ثورة ثانية – بعد ان ظن مدبروا مجذرة القيادة انهم اجهضوا ثورة 19 ديسمبر المجيدة –وكانت ثورة 30 يونيو ضربة قاصمة وصاعقة لطموحات عودة النظام البائد من بوابة المجلس العسكري –و كان البرهان قد احتفل صبيحة المجزرة بإعلانه الغاء اي اتفاق تم بينه وبين قوى الحرية والتغيير - قرأ المجلس العسكري مجزرة القيادة على انها انتصارهم والحركة الاسلامية الكامل على الثورة – ثم كانت 30 يونيو لتقول للمجلس العسكري ، وكامل منظومة الردة والثورة المضادة –كذبتم – فإضطروا بعدها صاغرين الجلوس مع قوى الحرية –وتوصلوا معها إلى ما توصلوا اليه في الوثيقة الدستورية . المشهد يتكرر الان- وبعد عام واحد العراقيل التي يضعها المكون العسكري امام المد الثوري و شعارات الثورة وبناء الدولة المدنية – لا تحتاج لشرح –وليس اقلها تغوله على سلطات و صلاحيات الحكومة المدنية ،تعطيل اصلاح الاجهذة العسكرية والامنية ،اتساع التفلتات الامنية في الشرق والغرب والعاصمة . والتمسك بالمؤسسات والشركات الاقتصادية المدنية التابعة للجيش والشرطة والامن وعرقلة الاصلاح الاقتصادي والمالي ،عرقلة اصلاح المؤسسات العدلية والقضائية ،تعطيل محاكمات رموز النظام البائد بل و تعطيل تنفيذ حكما" هاما"صدر في حق مرتكبي جريمة اغتيال الاستاذ احمد الخير – وهو الحكم الوحيد والجاد خلال عام كامل والكثير والكثير الذي لا يتسع هذا المقال لحصره ومن ذات الاتجاه والمعسكر تتحرك قوى الردة والثورة المضادة بعد ان استجمعت قواها مستغلة سراديب الدولة العميقة وتهاون السلطات في انفاذ قرار حل حذبهم واجتثاثهم من مفاصل الدولة *ولا نعفي حكومة الثورة – والتي نؤيدها –ولا نألو جهدا"في نقد تقصيرها وبطئها وترددها *إذا" تشابهت الاحوال والظروف بين ما قبل 30 يونيو 2019- والان ما قبل 30 يونيو 2020- ولا يرجح قسوة ما حدث قبل 30 يونيو 2019 الا ماساة مجذرة 30 يونيو وفقد الثورة لاكثر من مأتين من خيرة شباب السودان- ولا يضاهي ذلك الان قبيل 30 يونيو 2020 الا ماساة الا يؤخذ لهؤلاء الشهداء قصاصهم وحتى تاريخه *لذلك ندعو ان تكون مليونية 30 يونيو صورة اخرى لمليونية 30 يونيو 2019- صورة مصغرة ومبهرة لثورة كاملة - المنتظر منها ان تحدث صعقة لكامل المشهد السياسي –تعيد به ترتيب اولويات المرحلة ،و ميزان القوى وبشكل واضح لصالح قوى الثورة وبقيادة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة –بديلا" عن الاختلال الذي تسعى قوى الردة والثورة المضادة لفرضه على الواقع السياسي - هذا يقتضي ان تتبنى قوى الحرية والتغيير ،تجمع المهنيين السودانيين ،لجان المقاومة معا" و بكامل التنسيق – هذه المليونية – و تقود مجتمعه عمليات التحضير والتعبئة لها – ويطلب رسميا" من اجهذة الاعلام الحكومية مشاركتها في التعبئة و نقل فعاليات المليونية - يكون لهذه القوى "قوى الثورة" خطابا" واحدا"في هذا اليوم يلخص الوضع الراهن، توصيفه ،الحلول التي تمثل راي و موقف هذه القوى - تكون قيادات هذه الاجسام في مقدمة الصفوف – ويطلب من مجلس الوزراء المشاركة لتفادي الايحاء بأنه في المعسكر الاخر المضاد "ولا استبعد ان يقفذ المكون العسكري للصف الامامي – بهدف طمس الوقائع" - غني عن الشرح – ان فشل هذه المليونية سيغري قوى الثورة المضادة –على اختلاف مواقعها والوانها –ويعطيها الامل في انها بدات تنتصر ويقوى اطماعها في افشال الفترة الانتقاليه –بإنقلاب مباشر او بتوسيع انشطتها المضادة – بالتظاهرات وافتعال الاذمات والاشاعات – ما يؤدي في المحصلة لتعطيل حكومة الثورة عن تنفيذ برنامجها واهدافها -لا يجب الاعتماد على الخروج والمشاركة العفوية للشعب – فقد جرت خلال عام واحد متغيرات كثيرة تفرض اعتماد قيادة حقيقية لانجاح هذه المليونية -لا يكفي ان يصدر حذب ما او مجموعة من لجان المقاومة بيانات يدعون فيها للخروج – فقاعدة الثورة الشعبية تريد ان ترى اصطفافا" ملموسا" لقياداتها و قد اصابتها اخبار الانشقاقات في اوساطها بالاحباط واهتزاز الثقة –خصوصا" وان قيادة الحرية والتغيير كانت قد انقطعت و لفترة طويلة عن التواصل المباشر مع الشارع وهي متوحدة حول شعارات واحدة و خطاب واحد -تشتكي قيادة الحرية والتغيير من ضعف وتباعد الخطوط بين مكوناتها وتقترح اعادة الهيكلة ،اعادة صياغة الخط السياسي لتحالفها ،وضم قوى لم تكن قد استوعبت في مراحل سابقة –كل هذا جيد ومطلوب وباسرع فرصة- ولكننا في لحظة تاريخية توجب على هذا التحالف ان يقود عملا مشتركا" موحدا"- يختبر من خلاله –بالممارسة- وحدته وقيادته وسط جماهيره- لا تحتاج الجماهير وحدها لهذا الذخم لرفع معنوياتها و هذا مهم في هذا الظرف الذي تضيق فيه الازمات المعيشية والصحية عليها حياتها – ولكن تحتاجه قوى الحرية والتغيير ايضا"لتتسلح به في صراعها مع قوى الهبوط الناعم والثورة المضادة والتي تصعد في استهانتها بالثورة و ب قحت يوميا".تحتاجه قوى الحرية والتغيير لتقويم وتصحيح مسار الثورة – ووفق اولوياتها واهدافها والتي تأخر الانجاز فيها كثيرا"- ولاسباب موضوعية في جزء منها و لاسباب الضعف الذاتي لقوى الحرية والتغيير في الجذء الاخر –و لا يكفي تعليق الاخفاقات والبطء في الحركة في مشجب عسكر السيادي و تغولهم على صلاحيات السلطة التنفيذية ولا على تزايد حراك الاخوان و عرقلتهم لمسار الثورة – و حسب -شعار ان "الثورة مستمرة"الذي رفع في اغسطس 2019 عقب التوقيع على الوثيقة الدستورية –وانكشاف عيوبها – هذا الشعار كان صحيحا" ولكن يجب الاعتراف بانه لم يتم الاهتمام به وصياغته في واجبات محددة و ملموسة يعتمد تنفيذها دائما"على ضعط الشارع و قيادة الحرية والتغيير- - مليونية 30 يونيو فرصة للتصحيح والاستقامة على هذا المنهج القيادي السليم – فالضغط لتحقيق اهداف الثورة- وتفكيك مفاصل النظام البائد و سياساته – و تعزيز وضع البلاد على سكة التحول الديموقراطي اكبر بكثير من الانجازات الرائعة للجنة تفكيك النظام البائد و محاربة الفساد. الباحث / محمد الأمين سليمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة