|
Re: أحزان الجمهوريين: رحيل الأستاذ دفع الله م� (Re: Omer Abdalla Omer)
|
الله الله خبر حزين جدا يا عبدالله... الأستاذ سعيد والأستاذ جلال والأستاذ عبداللطيف والآن الاستاذ دفع الله موسى ...
لا حول ولا قوة إلا بالله
نسأل الله أن ينزل الأستاذ دفع الله موسى منازل الصديقين والشهداء ويجعل بركته فينا ويحسن في فقده عزاء الأسرة والأهل والجمهوريين ويلزمهم الصبر.
إنا لله وإنا إليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحزان الجمهوريين: رحيل الأستاذ دفع الله م� (Re: Dr. Ahmed Amin)
|
الوداع لشيخ مدني .. آخر الرعيل الاول، واكبر المعمرين الجمهوريين.. الاستاذ دفع الله موسى ..
هذه ليست ترجمة للاستاذ والعم والأخ دفع الله وما ينبغي لي ، فحياته مسيرة نضال وكفاح استمر منذ ميلادي ، وعاصر كل الحكومات الاستعمارية والوطنية والعسكرية والشمولية بكل مسمياتها .. وعاصر جميع الاخوان الاوائل بكل اطيافهم المتباينة ، وسجل فقيدنا تاريخ الفكرة الجمهورية على طائره المحمول في عنقه، والذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها.. وإنما هذه محاولة، ارجو ان تكون موفقة، في لفت الأنظار إلى هذه الفحولة، ليتقصى الباحثون سبر غورها واستخراج كنوزها.. توفى فقيدنا في آخر جمعة من شهر رمضان ، وكانت صبيحة آخر ليلة من الليالي الوترية ..وكانت أول ذكرى لمجزرة الاعتصام الدموية .. الاستاذ دفع الله موسى زميل دراسة للاستاذ سعيد الطيب شايب في مدرسة التجارة الثانوية ..من مواليد أوائل الثلاثينات..انضم للفكرة الجمهورية في أوائل الخمسينات..كانت عندما تعرض جريدة الجمهورية في معارض الفكرة الجمهورية تعرض نسخة منها وعليها تاريخ 1954 وبها مقالة للاستاذ دفع الله موسى في أحد صفحاتها .. سافرت إلى مدني للعزاء في وفاة الاخ عبد الباقي اسماعيل في 1972 برفقة البروفيسور محمد احمد محمود وكان شيخي وقتذاك ..قام الفقيد بترحيلنا إلى منزلتنا عند سيف ابراهيم مساء ، وبعد الفجر جاءنا لينقلنا إلى مواصلات الجزيرة بعربته الموريس.. عندما كنت من اخوان مدني في منتصف السبعينات كنا ننتظر قدومه من الغيط آخر كل شهر لنأخذ منه مساهمة المفتشين الشهرية وكانت كبيرة ..وكان يقضيى إجازة الرفاهية في الترحيل وخدمة الإخوان حتى يعود لمكان عمله مرة أخرى.. وفي المؤتمرات التي تعقد بالخرطوم كنت دائما أكون معه في منزلة العم نصار ومعه كوكبة من قدامى المحاربين بمدني.. وبعد ان تقاعد للمعاش فتح منزله بالقسم الأول بمدينة مدني ليكون مأوى للجمهوريين بعد كل حملة للكتاب المسائية.. فقد كنت أقوم مع الاستاذ سعيد بترحيل الاخوات يوميا لحملة الكتاب بالسوق الكبير ( بالدائمة وهو تعبير استحدثه العركي للعربة )على ان يكون تجمع الإخوان والأخوات بعد الحملة في منزل الاستاذ دفع الله..ويقوم مع زوجته باكرامهم وحسن ضيافتهم حتى رجوع الاستاذ سعيد ليتم ترحيل الاخوات إلى منزل الاستاذ سعيد ومنها إلى منازلهن.. كان كلما تحدث مشاكل وصدامات في الحملة تستدعي تدخل الشرطة وقد تقود في بعض الاحيان إلى اعتقال الإخوان يقوم الاستاذ دفع الله بضمان الاخوان واخراجهم من الحبس ..وفي مرة كان العدد المحبوس كبيرا وعلى رأسهم الاستاذ سعيد وتم الاتصال بالمحامي أحمد سليمان ليحضر من الحصاحيصا ويقنع المتحري بعمل الضمان وإخراج الإخوان جميعهم وكان الضامن هو الاستاذ دفع الله .. باع منزله بالقسم الأول وبني بالقرب من إخوانه منزله الحالي ليكون منارة للاخوان بمدني والقرى المجاورة .. كان في زمن الحركة العامة كثير الأمراض وبخاصة ارتفاع الضغط ..فقد كان يسجل أرقاما عالية جدا وتستمر لفترات طويلة ويستنجد بالأستاذ سعيد ويجلس في صالونه يوميا لساعات طويلة ويظن انه قد يفارق الحياة في آية لحظة..عمل أكثر من عملية للبواسير وعدد مماثل للغضروف وسافر إلى مصر عدة مرات بغرض العلاج ..كان والده يزور الاستاذ سعيد بانتظام وهو في كامل صحته ويستغرب من كثرة أمراض الاستاذ دفع الله.. وتوفى والده ..وتوفى الاستاذ سعيد وتبعه الاستاذ جلال والاستاذ عبد اللطيف والاستاذ الباقر والاستاذ الفاضل وغيرهم من الإخوان بمدني والخرطوم ثم جاء دوره ليتوفى بالأمس فقط ويثبت بذلك مقولة ان المرض لا يقتل وإنما يقتل الاجل .. ما في زول بموت قبل يومه .. بعد انتقال الاستاذ جلال في 2004 عينه الاستاذ عبد اللطيف شيخا على مدينة ود مدني .. والمشيخة في أيام ما بعد التنفيذ مسئولية جسيمة متعددة العواقب والمخاطر ولا يقوى عليها إلا من اختارته العناية وامدته بكامل الرعاية والعون والثبات ..واستحق زميل الاستاذ سعيد ان يكون خليفة له في أهله ومدينته من بعده .. فكان ملأ السمع والبصر وملجأ القاصي والداني ..كان غابة والناس حطابة.. كان مرفأ الامان ،ومجمع الحبان ،ومثبت القلوب من الزيغ والطفشان.. تزوج شقيقة العم عثمان أبوبكر وتوفيت بعد ما يقارب العشرين سنة من الزواج ..ثم تزوج شقيقة الاخ وداعة الشيخ حرم الشيخ وانفصل عنها بعد ما يقارب العشر سنوات وكانت ملكة الضيافة بمنزل القسم الأول.. واخيرا تزوج الاخت فتحية المبارك وظلت بجواره لتكون زوجة الشيخ، وام ، واخت الإخوان، إلى أن وافته المنية صباح اليوم .. هذه شذرات نثرتها على عجالة، وبها الكثير من الثقرات ، واعرف ان العجالة لا تحمد في موقف كهذا ،ولكن ابت نفسي ان تلوذ بالصمت عاجزة، ولا تنبس بكلمة في وداعه، حتى ولو كانت عجلى ، وبغير استقصاء ..
بلغ عنا السلام ، واستخبرهم الحال ، واطلب لنا الثبات والهداية، وحسن الختام ..
جبريل محمد الحسن
| |
|
|
|
|
|
|
|