غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 07:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2020, 06:03 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي

    06:03 AM May, 21 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    رؤيا الأمام عبدالرحمن المهدي كما رواها حفيده السيد الصادق
    رأيت أن الترك قد دخلوا جامع المهدي من الناحية الغربية وأن صفوف الأنصار منكسرة نحو الناحية الشرقية من الجامع ، ورأيت مولى لنصر الدين أخي يسمى جابرا قد سقطت منه الراية الزرقاء فقلت له في المنام: يا جابر ارفع الراية ” . لم أحدث أحدا بهذه الرؤيا ولكن خليفة المهدي سألني وقال لي ” هل رأيت رؤيا ؟ فقصصت عليه الرؤيا فقال لي ” من الذي قال يا جابر ارفع الراية أنت أم خليفة المهدي ؟ فقلت أنا . فكرر السؤال ثلاث مرا ت فأجبته عليه ، فقال لي أكتم هذه الرؤيا ولا تخبر أحدا ؟ . .. لقد شهد السيد عبد الرحمن بعينه الجزء الأول من الرؤيا يتحقق فزالت دولة المهدية ، وانكسر الأنصار ، وشتت شمل أسرة المهدي وأسر الخلفاء .. المدهش حقا هو أنه بينما قتل أو أسر كل شخص صاحب مكانة في المهدية كما قتل أو أسر أبناء المهدي والخلفاء ترك السيد عبد الرحمن مع العائلات بالصورة التي قصها هو في مذكراته ” .






                  

05-21-2020, 06:04 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    يقول السيد الصادق في برنامج "زيارة خاصة" الذي بثته الجزيرة في مايو/أيار 2005 إن أمه احتفلت مرة بعيد ميلاده -الذي يوافق يوم ميلاد المسيح عليه السلام- فقط لأنه وافق عيد الفطر، واستبشرت كثيرا بهذا التوافق بين مناسبتين دينيتين إحداهما مسيحية والأخرى إسلامية، غير أنه يؤكد أن ذلك بالنسبة إليه لا يترتب عنه "أي معنى غيبي".
                  

05-21-2020, 06:06 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    قال الصادق المهدي ؛ في مذكراته لمجلة الوسط ؛ بتاريخ 27-4-1994 ؛ العدد 126 ؛ ما يلي

    ==========================

    انني فتحت عيني علي الحياة ؛ علي صدي بعض الاحاديث العارضة ؛ وكانت تصدر من ثلاثة اشخاص

    اولها : حديث قاله عمي السيد يحي عبدالرحمن المهدي ؛ زان يكبرني باربع سنوات. وهو كطفل في الرابعة من عمره ؛ كان يردد " مهاجر سياتي من كبكابية" . والمعني الذي كان يقصده؛ ان شخصا ما ذا دور سياتي من كبكابية ؛وكان بعض نساء الاسرة من اللواتي كن علي وشك وضع حملهن يسأل يحي المهدي: "هل هذا مهاجر" ؛ فيجيب بالنفي. وذات يوم حكت لي والدتي ان يحي قال لها" مهاجر جاي الخميس " . وبالفعل ولدت يوم الخميس ؛ وكانت هذه اشارة غيبية غامضة
                  

05-21-2020, 06:07 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    ويواصل الصادق المهدي مذكراته ويقول :

    =======================

    ثانيها: ان جدي الامام عبدالرحمن روي انه عندمت جاء خبر ولادتي ؛ كان يقرا سورة ابراهيم . زكان والدي يريد ان يسميني ابراهيم . ولكن كان لدي جدي ضيف ؛ وبيتما هما جالسان ؛ جاء طائر القمرية واستقر علي عمامة جدي ؛ الذي اقر بان هذا نبا . وخلال حديثه مع الضيف الزائر ؛ اخبره بمولدي ؛ ورد عليه الضيف: "لماذا لاتسميه باحد اسميك؟" ؛ وكان اسم جدي الامام عبدالرحمن الصادق ؛ ولهذا ربط ما بين الراي والنبا وسماني الصادق

    لهذه الحقيقة كنت المس منذ يداية صلتي به انه يعاملني معاملة خاصة ؛ حتي ذات يوم وانا معه ؛ وكنت في سن صغيرة ؛ قال لوالدي: " ابنك هذا ما شي يسد فرقتي" ؛ اي سيملا الفراغ بعدي . وعندما قال ذلك بكت امي ؛ فقال لها: "الموت امر لابد منه
                  

05-21-2020, 06:08 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    ثالثهما : ان جدتي السيدة ام سلمة بنت المهدي؛ رات رؤيا وحكت لبنتها في حضوري ؛ وقالت انها رات في رؤياها انني اقف علي مئذنة ؛ واقول" اذن في الناس بالحج ؛ ياتوك رجالا وعلي كل ضامر ؛ ياتين من كل فج عميق" وقالت لوالدتي: " ابنك هذا سيكون له شان" .؛
                  

05-21-2020, 06:09 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول

    -الجمعة 29 نوفمبر 2019
    زار السيد الصادق المهدي إمام طائفة الأنصار الجزيرة ابا أعرق معاقل طائفته وخاطب الآلاف من أنصاره فيها ، حيث تحدث في جزء من خطابه عن الثورة التي اجمع عليها الكل بأنها الاعظم في التاريخ السوداني قائلا انه رأي رؤية اشارت له بسقوط النظام عبر انفجار بداخله.!! نعم بهذه العبارة االمبهمة والغامضة و المحاطة بسياج كثيف من القداسة وصف الإمام الصادق المهدي اسقاط الثورة للنظام .
                  

05-21-2020, 06:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول
    أنا بستمع الآن لإعادة خطاب الصادق المهدي على قناة الشمالية ، زي ما عارفين إنو الصادق اليوم قام بزيارة لدنقلا.
    الصادق تحدث عن أشياء كثيرة بما فيها ، ما أسماه الصادق ، الأكاذيب والشائعات التي يطلقها الخصوم ضده.
    لكن ايضا تحدث عن الرؤى بتاعتو هو. قال هو كان رأى رؤية أيام كان في السجن زمن حكومة النميري ورأى رؤية منامية ان حكومة النميرى ستسقط وقد سقطت !!!. قال الرؤيا التانية إنو هو كان في السجن في عهد الانقاذ ومعاهو المرحوم عمر نور الدائم ، قال إنو جاهو المرحوم عمر نوالدائم وقال ليهو ما تشوف لينا الجماعة ديل بيمشوا متين (يعني جماعة الانقاذ) ، قال الصادق إنو بعد الكلام دا هو رأى رؤيا إنو الإنقاذ سوف تنتهي بمشكلة بين جماعة الإنقاذ فيما بينهم...قال ايضا قبل فترة قصيرة أرسل له أحد الناس من معارفه ( اظنو قال دكتور كان مريض على فراش الموت) وطلب من الصادق ان يحضر اليه. قال الصادق أنه قام بزيارة ذلك الرجل ، وان الرجل قال له أنه رأى الصادق في رؤيا منامية، رأى ان الصادق كان يسير في الطريق وكان يمشى خلفه رجل يحمل ورقة بيضاء وانه بعد مدة قصيرة قام ذلك الرجل بتسليم الوقة للصادق وكان مكتوب فيها ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ).
    إنتهى
                  

05-21-2020, 06:12 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    يتزامن عيد ميلاد رئيس حزب الأمة السوداني وزعيم كيان الأنصار الإمام الصادق المهديمع ذكرى أعياد ميلاد المسيح، وهو ينظر، بشكل خاص، لهذا التزامن من منطلقات غيبية،حين ظل يفتل على جديلة الخلق الاستثنائي في شخصيته، والتي تنطوي على قدر هائلمن التسامح والاستشراف.
    ولد الإمام الصادق المهدي يوم الأربعاء25 ديسمبر/ كانون الأول 1935 وقد بلغ من العمر(84) عاماً، منطلقاً من لحظة هبوطه الأولى على الأرض من إشارة سماوية، حيث يردد أهلبيته، بأن طائر القمري هبط على كتف جده السيد عبد الرحمن المهدي، مناغياً بصوتٍعذب، كما لو أنه يبشر بمقدم الإمام، الذي أطل على الوجود بقدميه وليس برأسه مثلمعظم بقية الأطفال.

    الإشارات الغيبية

    لتأكيد الإشارت الغيبية في حياة الإمام الصادق المهدي، ثمة رواية أخرى بأن امرأة منإقليم دارفور زعمت ولادة طفل مميز سوف يكون له شأن في ذلك اليوم وهى تتحدث إلىوالدته (رحمة جاد الله) قبل أن تحمل به، إلى جانب رواية أخرى بأن ثمة ضيف غامضبثياب بيضاء حضر إلى الأسرة صباح مولده، وبشرهم بالقول " الليلة عندكم ضيف"
    وبعيداً عن التفاسير الموضوعية، فإن المهدية نفسها فكرة صوفية مثقلة بالتصوراتالروحية، في بيئة شرقية خصبة لنمو الأساطير واجتذاب الأتباع والجيران، أو بالأحرىليست استثناء، كما انتهى إليه الكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف في روايته المعلمومرغريتا "عموماً ما من ديانة شرقية واحدة تخلو من عذراء عفيفة تلد قديساً"

    قداسة المواقف السياسية
    كما يبدو كل الروايات المتناثرة حول مولد المهدي تحاول أن تسبغ عليه هالة استثنائية،حتى لا تنحسر الأضواء عنه، ويأخذ للأبد زعامة كيان الأنصار، فضلاً على أهمية منحمواقفه السياسية واجتهاداته في الحياة العامة قداسة وعِصمة من النقد، دون أن يفقدحظوظه في القيادة، كرجل حكيم وأمين على الأمة السودانية، وهذا بالضبط يفسر زعامتهللحكومة والمعارضة معاً .
    في ظهوره النادر كسياسي بعاطفة غير متبلدة، تمرغ المهدي في تلك الصورة الذهنيةوهو ينبثق عن شخص محب للسلام، إلى حد أن لغة التخاطب داخل أفراد حزب الأمة هى(الحبيب) و(الحبيبة) دون استحياء ثقافي، كما ظل أيضاً يغدق على خصومه قدرا منالتسامح النبيل، حتى الذين طرحوا الشوك في طريقة، أو أساءوا إليه بقصد النيل منه،كان دائماً يمد إليهم يده بيضاء من غير سوء، ويبارك جهودهم، ولذلك لم يتردد إطلاقاً فيتقديم كتاب رسام الكاريكاتير الراحل عز الدين، وبين دفتي ذلك الكتاب رسومات تسخر منالمهدي نفسه، إلى درجة تصويره بأنف طويل ووصفه بـ(الصادق أبو كلام) !


    التنبؤ بالأحداث
    لكن أغرب ما في شخصية الإمام المهدي قدرته على التنبوء بالأحداث، وقراءة المستقبلومطالعة الأنجم على طريقة العراف الشهير (نوستراداموس) .
    لم يتوقف الإمام الصادق المهدي عن تلك الحالة أبداً، وقد كشف في أخر خطاب جماهيريله عن رؤية غيبية جاءته بشأن سقوط نظام عمر البشير بانفجار في داخله، وأردف بأنهرأى كذلك نظام الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري وهو ينهار باليوم والساعة، قبلأن يحدث ذلك. كما تعدت رؤاه السودان إلى مصر، إذ ذكر في أحاديث صحفية قبل سنواتأنه رأى في منامه الرئيس الراحل محمد مرسى وهو يفوز برئاسة مصر، كان ذلك فينوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2010 قبل تنحي مبارك بفترة ليست بالقصيرة، وزعم أنهرأى شخصًا في المنام يخبره بأنه سيتناول الإفطار مع الرئيس المصري، وعندما ذهبالصادق لم يجد مبارك، مضيفًا: “رأيت شخصا أطول منه وأشيب وأصلع” وأبلغ المهديمن حوله بأن (مبارك خلاص) مؤكداً أيضاً أنه رأى في المنام أكثر من عشرين رؤيا تحققتكلها .
    الاحتفاظ بالسلطة السياسية والروحية
    ربما تظهر تلك الفكرة التي يحاول الإمام المهدي ترسيخها لشخصيته الباهرة، شكل منالتناقض بين تصرفاته وأحلامه، فهو قد اشتهر بالتردد دائماً في إتخاذ المواقف، فضلاً عنفشله في جمع شتات حزب الأمة التي تمزق إلى عدة كيانات، ولعل محاولة التنصلأحياناً من الزعامة الصوفية، بإرتداء ثوب رجل العصر المجدد، والغارق في العلومالتطبيقية، تبدو مبهمة وغير واضحة، إن لم يكن يريد أن يحتفظ بالسلطة السياسيةوالروحية معاً.
    لا يستطيع الصادق المهدي انتقاد فكرة المهدية التي اشتهر بها جده، بادعاء أنه المهديالمنتظر، أو الإمام الغائب حيث انتهى بها المجال إلى ثورة وطنية أفلحت ضد المستعمر،وسرعان ما تعرضت لهزائم سياسية وعسكرية، لكنه يحفظ له أيضاً النهوض بمهامالتغيير واجتراح مفاهيم جديدة، تأخذ من التاريخ العبر دون أن تسقط في أحابيل أسره،وربما لأنه يدرك تماماً أهمية حاضنة الطائفة الشعبية التي جعلت حزبه يكتسح أخرانتخابات ديمقراطية.
    توريث الابن
    الآن، ورغم المحاولات الملحة التي يقوم بها المهدي لتوريث ابنه ضابط الجيش اللواء عبدالرحمن قيادة كيان الانصار، حيث التمس له العذر في مشاركة نظام البشير، وامتدحهكثيراً، لكي يسهل تحريره مما علق به من اتهامات مدمرة سياسياً، إلا أن البون يبدوشاسعاً بين الابن ووالده، من حيث الكسب الروحي والفكري، ومن حيث القبولالجماهيري أيضاً، ما يعني أن مهمة عبد الرحمن سوف تكون عسيرة ومعقدة، أوبالأحرى، وهذه ملاحظة جديرة بالاعتبار، ربما يكون الإمام الصادق المهدي آخر زعيمأنصاري يتمتع بالثقل الروحي والسياسي على نحوٍ خاص وفريد
                  

05-21-2020, 06:14 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    من حوار السيد الصادق مع افريقيا اليوم
    هل ترى أن الصفات التي ذكرتها متوفرة في أحد المرشحين؟
    أنا رأيت في منامي رئيس مصر وكان ذلك في نوفمبر 2010 قبل رحيل مبارك، فقد رأيت ان هناك أحد يقول لي أني سأتناول الإفطار مع الرئيس المصري، وأذهب ولم أجد مبارك رأيت شخصا أطول منه وأشيب وأصلع. فأنا قلت للناس وقتها أن مبارك “خلاص “، ولدي 20 رؤية تحققت من قبل، منها نهاية نميري وانتهاء نظامه، وأنا أؤمن بالإشارات الغيبية لأنها من الدين، وهناك أمثلة كثيرة تؤكد ذلك رؤية يوسف بأنه رأي أحد عشر كوكبا، وكذلك رؤية عزيز مصر عن السنابل، فإبن آدم فيه من روح الله، وهذا الحديث موجود كثير في السيرة وفي الحياة
                  

05-21-2020, 06:15 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    في حوار مع فاطمة أحمدون تشرته آخر لحظة
    ونحن في السجن أغسطس رأيت رؤيا أن هذا النظام سينتهي «يوم كده».. «شهر كده».
    هل رأيت الإمام المهدي أو الإمام عبد الرحمن في هذه الرؤيا؟
    - لا.. الحدث أن هناك شخصاً حكى لعمر نور الدائم عن رؤيا غريبة...
    عفواً الإمام.. من هو هذا الشخص تحديداً؟
    - يدعى مبشر وهو دفعة نميري ودرس معه.
    هل هو من أنصار المهدي؟
    -لا هو من أنصار المهدي «ولا حزب أمة»، ومع ذلك يكن للإمام المهدي احتراماً خاصاً.
    ماذا رأى مبشر في منامه؟
    - قال لعمر نور الدائم إنه رأى برميلاً في قبة المهدي بداخله نميري يحاول الخروج من البرميل فإذا بضباط يغلقون عليه البرميل، يعني «قفلوه بغطاء في برميل داخل قبة المهدي».
    هذه رؤيا مبشر، ما هي تفاصيل رؤيتك أنت؟
    - أنا جاءني شخص في المنام وقال لي رؤيا مبشر «ماشة تتحقق».
    من هو الشخص الذي زارك وحمل لك البشرى في المنام؟

    - «لا.. لا أنا ما بتذكر» لكن أذكر أنني استيقظت وقصصت عليهم الرؤيا الثانية.

    كنت في السجن وكم هي المدة بين رؤيتك ورؤيا مبشر بالإطاحة بنظام مايو؟

    - يعني حوالي شهرين ثلاثة كان ذلك في ديسمبر 1984م.

    أرسلت للسيد محمد عثمان الميرغني قريبنا وصديقنا مهدي الحلو وقلت له يا سيد النظام دا «ماشي ينتهي».
                  

05-21-2020, 06:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول
    د. عمر القراي
    عودة .. المهدية؟!(1)

    بعد الأزمة الأخيرة ، التي أدخل فيها السيد الصادق المهدي حزبه، بتوقيعه – دون الرجوع للقاعدة - على ما عرف باتفاق "التراضي الوطني" مع الحكومة، وبالرغم مما أثاره الناشطون في الحزب، من ضرورة التمسك بالديمقراطية، والاحتكام لمؤسسات الحزب، بدلاً من تصريحات (الإمام) ، ومواقفه الإنفرادية، خرج علينا السيد الصادق المهدي، بحملة جديدة، مفادها الدعوة لإعادة المهدية من جديد!! والاتجاه في حد ذاته لم يحدث لأول مرة ، فقد اشار اليه على استخفاء في كتابات سابقة ، ولكنه لم يسفر عنه كما فعل الآن.
    ولقد بدأ تلك الحملة بخطبة الجمعة ، ثم كررها في مناسبات أخرى، وكان مما قاله، في تلك الخطبة العجيبة: (لقد آن الاوان أن يرد إعتبار الدعوة المهدية لا في نطاق أنصار الله وحدهم ولكن على النطاق الأوسع ...)(الصادق المهدي 19/9/2008م). وفي شرح موضوع المهدية قال السيد الصادق: (تقديم قيادة صاحبها معروف بالصدق والامانة أعلن أنه خوطب خطاباً غيبياً بإحياء الكتاب والسنة وانه هو مهدي الله وان المهدية قائمة بهذين المبدأين ... وأن اتباع هذه الدعوة واجب لأن الله يقول "واتبع سبيل من أناب الي"...)(المصدر السابق) . والمستمعون وان كان معظمهم من الانصار، دهشوا لتوجيهه لهم ، باتباع المهدية الآن، في القرن الواحد وعشرين، وهي حركة انتهت، في القرن التاسع عشر!! لكن السيد الصادق، لم يدعهم في هذا الإستغراب طويلاً ، وانما قال: (أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز مهما كانت إنجازات المهدية التاريخية فقد قال الإمام المهدي: في مقبل الايام، تظهر لدعوتنا كرامة أكبر، مما ظهرت حتى الآن ...) (المصدر السابق) . فهو إذاً، يهيئ جمهور الأنصار- ولا يستثني أعضاء حزب الأمة- لمهدية جديدة قائمة ، يمكن ان ينخرطوا فيها الآن .. ورغم ان السيد الصادق، قد تحدث عن هذه الكرامة، في إطار ظن كتشنر بانه قضى على المهدية في كرري، ثم ظهور حزب الامة كاكبر حزب في السودان بعد نصف قرن، إلا ان الكرامة التي يقصدها حقاً، هي عودة المهدية الآن لتحل مشاكل السودان الحاضرة!! ولذلك قال (وفي بلادنا الآن في وجه استقطاب بين اقصاء وإقصاء مضاد فان بذرة الدعوة المهدية بما استصحبت من مستجدات تسعف الوطن برفع راية السودان العريض الذي يعطي كل ذي حق حقه والكيان الذي غرسته صالح للمساهمة في جمع أهل القبلة حول دعوة وسطية للإسلام وهو كذلك صالح للمساهمة في حوار الأديان والحضارات الذي سيؤدي في نهاية المطاف لميثاق روحي وأخلاقي تدين له الإنسانية ...)(المصدر السابق).
    إن ما دفع السيد الصادق، لطرح موضوع المهدية، الآن، بعد ان انشغل عنه بغيره من الأطروحات، طوال السنين الماضية ، هو ما وجده من معارضة، داخل حزبه، من ناحية .. ثم شعوره بتورطه في "التراضي الوطني"، ومحاولته الإبتعاد عنه، من ناحية أخرى . فهو يريد ان يلبس نفسه هالة من القداسة الروحية، تمنع الشبان الثائرين داخل الحزب، من نقده أو الإعتراض على قراراته، وإن خالفت الديمقراطية، واتجهت الى تمكين ابنائه وبناته من المواقع النافذة. ثم هو يريد أيضاً، ان يبلغ المؤتمر الوطني رسالة مفادها، أنه صاحب دعوة، يريد بعثها، ولا يستمد مشروعيته فقط ، من وجوده في السلطة مثلهم، ولهذا لن يذوب فيهم. ولقد أكد اختلافه معهم، حين أعلن تأييده للمحكمة الجنائية الدولية، وإن تحفظ على توقيف السيد رئيس الجمهورية، باعتبار انه قد يؤدي الى فوضى وعدم إستقرار . ومع انه قد حاول ان يجعل رأيه موضوعياً، الا انه لم يوفق في ذلك، إذ لا يمكن ان يعلن موافقته على المحكمة، واحترامه لها، ثم يرفض قراراتها، قبل ان تصدرها، بناء على توقعاته .. ومهما يكن من امر، فان موافقته على المحكمة، إنما يقرأها المؤتمرالوطني، على أنها بداية التنصل عن الإتفاق، الذي كان يفترض الإنسجام، في المواقف، بما فيها موقف المؤتمر الوطني، الرافض تماماً للمحكمة الجنائية الدولية، وللتعامل معها بأي صورة من الصور. ولعل السيد الصادق إختار أن يركز على المهدية، لأن شخصية المهدي، شخصية مقبولة لدى كثير من المثقفين السودانيين، حتى خارج حزب الأمة، باعتبار دوره الوطني، في مقاومة وهزيمة الإستعمار التركي. ولكن السيد الصادق لا يقبل بذلك، بل يريد من كل السودانيين، ان يعتقدوا معه في المهدي!! ولذلك يقول: (فالمهدية الآن تدرس في مدارسنا بلا أدنى اعتراف للمهدية بصدق الدعوة بل يصّور المهدي كأحد الابطال الوطنيين ...) (المصدر السابق).
    والسيد الصادق يعلم ان الناس ، لو اعترفوا بصدق دعوة المهدي، فإن هذا لا يعني بالضرورة قبول المواقف المتضاربة، والمتخبطة ، للصادق التي يتأرجح فيها بين المعارضة والتراضي!! ولهذا فهو لم يطرح المهدية كحدث تاريخي، مر وانتهى ، وانما يرمي من وراء طرحها، الى ان الإعتقاد فيها، يجب ان يتبعه انتظار لظهورها، بصورة جديدة، على يد قائد جديد .. ولهذا ظل يؤكد كثيراً، ان الإسلام يحتاج الى بعث ، وان المهدية هي التي سوف تبعثه، فقد قال (إذاً سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة أو استعرضنا وجوداً واقعياً محدداً سنجد ان كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي) (الصادق المهدي: يسألونك عن المهدية ص 248). ويقول عن المهدية (أعطت مثلاً وابانت وسيلة البعث الإسلامي في زمانها وفي الزمان اللاحق) (المصدر السابق ص 35) . فإذا كانت المهدية ستبعث الإسلام، في الزمان اللاحق، فإنها -حسب فهم السيد الصادق- تحتاج الى شخصية ملهمة تقوم بهذا البعث .. وعن ذلك يقول السيد الصادق (هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة ويتحدث بالمنطق السائد في زمانه وبتعبير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان ومن صفة هؤلاء العمالقة ان الواحد منهم يشعر بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) (المصدر السابق ص 19). والشخص العادي، لا يمكن ان يكون لديه يقين، بأنه ملهم، الا اذا كانت لديه مسائل غيبية، غير عادية، ترسخ في نفسه هذا اليقين .. ولهذا فإن السيد الصادق يقول عن المهدي (خوطب خطاباً غيبياً بإحياء الكتاب والسنة وانه هو مهدي الله ...) (الصادق المهدي – الخطبة 19/9/2008م). فاذا كنا ننتظر بعث الإسلام، بالمهدية، من جديد ، فان المهدية لا تأتي بغير مهدي .. فمن المرشح لدور المهدي الجديد، غير السيد الصادق نفسه؟! ولما كان هذا الدور الخطير، يقتضي مسائل غيبية ، وإشارات روحية ، فان السيد الصادق المهدي، يحدثنا عن نفسه ، فيقول (فتحت عيني على الحياة على صدى بعض الاحاديث العارضة وكانت تصدر من ثلاثة أشخاص أولهم حديث عمي يحى عبد الرحمن وكان يكبرني بأربعة سنوات وهو طفل في الرابعة من عمره كان يردد "مهاجر سيأتي من كبكابية" والمعنى الذي يقصده ان شخصاً ما ذا دور ما سيأتي من كبكابية وهي مدينة معروفة في دارفور – غرب السودان- وكان بعض النساء في الاسرة من اللواتي كن على وشك وضع حملهن، يسألن يحى المهدي "هل هذا مهاجر؟" فيجيب بالنفي . وذات يوم حكت لي والدتي ان يحى قال "مهاجر جايي الخميس" .. وبالفعل ولدت يوم الخميس وكانت هذه إشارة غيبية غامضة . وثانيهم ان جدي الإمام عبد الرحمن روى أنه عندما جاءه نبأ ولادتي كان يقرأ سورة ابراهيم وكان والدي يريد ان يسميني ابراهيم ولكن كان لدى جدي الإمام ضيف وبينما هما جالسان جاء طائر القمرية واستقر فوق عمامة جدي الذي اقر بأن هذا نبأ وخلال حديثه مع الضيف أخبر بمولدي ورد عليه الضيف لماذا لا تسميه بأحد أسميك؟ وكان أسم جدي الإمام عبد الرحمن الصادق .. الحديث الثالث ان جدتي السيدة سلمى بنت المهدي رأت رؤيا وحكت لبنتها بحضوري وقالت لها: إنها رأت في رؤياها أنني أقف على مئذنة وأقول "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" وقالت لوالدتي: إبنك هذا سيكون له شأن) (مجلة الوسط العدد 126 بتاريخ 26/6/1994م).

    إن المسألة الأساسية، التي يعتمد عليها السيد الصادق المهدي، في إدعاء المهدية الجديدة ، هو ظنه ببداهة صحة مهدية جده الإمام محمد احمد المهدي، حتى انه يريد لكل الناس، ان يعتقدوا في ذلك بما فيهم الشيعة!! فقد ذكر انه تحدث عن فكرة المهدي، في سمنار (أقامته هيئة الاعمال الفكرية بالتعاون مع المستشارية الثقافية لسفارة جمهورية إيران في 6 سبتمبر 2006م بحضور علماء من أهل السنة والشيعة والصوفية فاستحسنوا الرأي ....) (الصادق – الخطبة 19/9/2008م). هذا مع ان عقيدة الشيعة، هي ان المهدي لم يأت بعد ، وهو عندهم السيد محمد الحسن العسكري، الذي إختفى في "سر من رأى" قبل حوالي ألف عام ، وهم ما زالوا ينتظرونه كل يوم ليعود!! ولقد سبق ان نبهنا لهذا التناقض، وذلك حين إفتتح السيد الصادق المهدي، مع القائم بالأعمال الإيراني بالخرطوم ، في اواخر السبعينات ، معرض الثورة الإيرانية بجامعة الخرطوم .. وقلنا يومها، أن حفيد المهدي الذي جاء ومضى لربه، يحتفل بثورة المهدي الذي لم يجئ بعد ، مع ان المهدي المبشر به في الحديث ، شخص واحد!! على انه من المعلوم، ان كثير من أهل السودان إعترضوا على مهدية السيد محمد أحمد بن عبد الله ، فخالفه العلماء، والصوفية ، و عدد من زعماء العشائر، ولم يسلموا له، حتى اخضعهم بحد السيف .. وذلك لأن مسألة المهدية ، مسألة جدلية ، تعتمد على أحاديث نبوية ، أدخل في التأويل ، من مجرد معناها الظاهر، وهي لهذا قابلة للأخذ والرد .. والسيد الصادق، يعطي من الناحية النظرية، الفرصة في الإختلاف، فيقول (قلنا ونقول للآخرين من إخواننا في الإسلام لكم ان تعتقدوا ما تشاءون في أمر المهدية ...)!! ومادام هو قد أثارها، ومادام يقبل من الآخرين الإعتقاد المختلف، ومادام قد قال ان الوقت قد حان لرد الاعتبار للمهدية ، فقد فتح الباب على مصراعيه ، للنظر فيها، والحوار حول تجربتها، وما يمكن ان يستفيده الناس من عبرها، ثم إمكانية إعادتها ، لتخدم غرض توحيد هذا الشعب، إن كانت تملك حقاً تلك القدرة، كما يزعم ، أو تجاوزها لمفاهيم ، اقدر على الاستجابة، لمقتضيات المرحلة الحاضرة، التي تعيشها بلادنا، بما فيها من تنوع في الأفكار، والثقافات ، والأديان .

    د. عمر القراي
                  

05-21-2020, 06:44 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول
    د. عمر القراي
    ٢

    عودة.. المهدية؟!(2)

    قال السيد الصادق: (فالمهدية الآن تدرس في مدارسنا بلا أدنى إعتراف للمهدية بصدق الدعوة بل يصور المهدي كأحد الأبطال الوطنيين...) (الصادق المهدي ، خطبة الجمعة 19/9/2008م).
    والحق ان صورة المهدي كبطل وطني، ثائر، استطاع ان يهزم الإستعمار التركي البغيض، رسخت في وجدان الشعب، لأنه شعب تواق للحرية ، وحريص على الكرامة ، وشديد الوفاء للذين يدافعون عنه ، بصدق، وتجرد.. ولقد كان الإمام محمد أحمد المهدي، من هؤلاء الصادقين الشجعان. فقد بدأ بالزهد، والتقشف ، وتجويد العبادة على نهج التصوف. ثم أنه عندما حارب، كان يقود الجيوش بنفسه ، ويكون في مقدمتها ، فلا يخاف، ولا يتراجع ، من شدة إيمانه بدعوته.. الأمر الذي انتقل الى أتباعه ، وهم يرون نموذجه أمامهم ، مما زاد اعتقادهم فيه ، وتصديقهم لكل ما يقول. ولعل كل هذه الإيجابيات ، بالإضافة الى الانتصارات المتتالية ، التي توجها بهزيمة الترك ، وطردهم ، جعل الحس الوطني يتعلق به ، كزعيم ، وكبطل ، دون الوقوف عند موضوع المهدية الجدلي ، الذي يحتاج الى مستوى من المعرفة ، لم يتوفر لعموم أهل السودان ، في ذلك الوقت.
    ولقد أدى تشكل الحس الوطني، تجاه المهدية بهذه الصورة ، لإحجام المؤرخين عن الحديث عن سلبيات المهدية.. ولهذا لم ترد في مناهج التعليم ، أي إشارة لما يمكن ان يعتبر نقصاً ، مما يعد قصوراً مزرياً، من الناحية العلمية ، التي تفترض الحياد الصارم. كما أدى وجود حزب الأمة في أول حكومة وطنية ، الى التأثير على كتابة التاريخ ، وتدريس المهدية بالصورة التي استمرت حتى الآن. وبطبيعة الحال ، كان ابناء المهدي واحفاده ، أحرص الناس ، على تصوير المهدية ، وكأنها كاملة ، لا عيب فيها ، حتى يعتمدوا عليها ، في جمع الأتباع ، وتبرير زعامتهم المتوارثة للطائفة وللحزب. على أنهم جميعاً ، لم يطالبوا كل الناس ، ان يعتقدوا في المهدية ، ولم يشيروا الى عودتها مرة أخرى ، كما فعل السيد الصادق المهدي ، كما ذكرنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع.
    على ان السيد الصادق المهدي ، وقد درج على التناقض ، والإضطراب،ً كما اوردنا مراراَ ، ربما صرّح في حديث آخر، بما يمكن ان يفهم منه ، أنه لا يعتقد ان محمد أحمد جده هو مهدي آخر الزمان ، الذي وردت به البشارات الدينية!! وانما يعتبره مهدي بالمعنى الحرفي للكلمة، أي رجل إهتدى وسعى في هداية الآخرين!! وبطبيعة الحال ، فإن هذا لم يُقبل من الأنصار، بل يشق عليهم ، ان يأتي من أحد احفاد المهدي ، وهم أولى الناس بتصديقه واتباعه.. ولهذا قامت هيئة شئون الأنصار، بالرد على السيد الصادق المهدي ، وكان مما جاء في ذلك الرد: (في ليلة السابع عشر من رمضان القى السيد الصادق المهدي خطاباً احتفالياً بمناسبة الإحتفال بغزوة بدر الكبرى ومعركة الجزيرة أبا الاولى ، وقال: أما بالنسبة للإمام محمد المهدي في السودان فقد تناولت جدل العلماء حول الموضوع في كتابي يسالونك عن المهدية ، ولكنني هنا أتناوله من زاوية جديدة الى ان يقول: وبنص أقواله وافعاله فهو ليس مهدي آخر الزمان بدليل أنه رفض مقولات الوقاتين وأنه مع كثرة النصوص الواردة عنه لم يذكر انه جاء في آخر الزمان ، وقال إنه أسوة بالصدر الأول الإسلامي عين خلفاء لخلفاء رسول الله ويقول ان مهديته هي مهدية بالمعنى الاصلي للكلمة شخص هداه الله وهدى به)(آخر لحظة 29/9/2008م).
    إن المرجع الاساسي لفكرة المهدية ، هو الأحاديث النبوية.. فقد جاءت في عدة احاديث، قيل انها زادت قليلاً على العشرين حديثاً ، عند أهل السنة ، وأكثر من ذلك عند الشيعة. ومع ان ألفاظ الأحاديث متباينة ، ومختلفة بين الرواة ، الا أنها جميعاً ، تقرر انه قبل قيام الساعة ، سيظهر رجل من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً. ولقد أدت هذه الاحاديث ، المتفق على صحتها ، على رواج الفكرة ، وانتشارها في كثير من البلاد، خاصة عندما ينتشر الظلم والفساد ، ويعجز الناس عن مقاومته ، فينتظرون الفرج من الله ، ويربطونه بظهور المهدي ، الذي يخلصهم من الظلم ، وينشر العدل، و الأمن في ربوع أوطانهم.. وعندنا في السودان ، قد راجت فكرة ظهور المهدي ، مع اشتداد قبضة الأتراك وتفشي ظلمهم ، (فقد روى بابو نمر الناظر السابق لقبيلة المسيرية عن جده علي الجلة الذي اصبح فيما بعد من قادة المهدية ، ان رجلاً جاءهم من الغرب واتصل بهم قبل محمد أحمد بسنوات. وكان ذلك الرجل يخرج الى العراء ويأخذ في استنشاق الهواء. وعند سؤاله قال انه يستنشق رائحة المهدي القادم. وتحدث يوسف ميخائيل في مذكراته عن رواج الفكرة في كردفان وفي الأبيض بالذات حتى كان يتداولها الأطفال في ألعابهم. وظهر على أيام المهدي من إدعاها. فهناك على سبيل المثال فخر الدين حسن معلاوي الذي قال بأنه المهدي المنتظر (1844م) وكاتبه محمد أحمد المهدي في هذا الشأن راجياً هدايته. وظهر بعد وفاة المهدي من رفع لواءها. وابرز مثلين هما أبو جميزة في الغرب ومحمد آدم البرقاوي في منطقة القلابات) (محمد سعيد القدال: الإمام المهدي لوحة لثائر سوداني. مطبعة جامعة الخرطوم. ص21). أما شهادة يوسف ميخائيل وهي قبل المهدية بسنوات فهي (وما تسمع الا السخط على الحكام وعلى كل من هو متولي على مصلحة في مصالح الحكومة وسبحان الله تعالى من ما جعله في قلوب خلقه صارت أغلب الناس من رجال الى نساء يقولو "ليس لنا مهدي؟ ما قالوا هذا اوان المهدي!" يعلم الله سمعت هذه الكلمة بأذني من أولاد الحارة وبعد كم يوم وما نشعر الا الاولاد بالحارة قاموا مع بعضهم البعض وعملوا لهم رايات: أهل فريق النوبة واولاد فريق حسن أفندي الصول ، أولاد النوبة المواليد قالوا: "نحن راياتنا رايات المهدي" واولاد حسن افندي الصول قالوا: "نحن راياتنا رايات الترك") (مذكرات يوسف ميخائيل. دار النصيري للنشر. ص 15).
    في هذا الجو، وعلى خلفية من التصوف ، ظهر محمد أحمد ، واشتهر بالتقوى والصلاح ، وهو سالك على نهج السمانية ، حواراً مجداً للشيخ محمد شريف نور الدائم، حفيد الشيخ أحمد الطيب البشير مؤسس الطريقة السمانية في السودان. ولقد كان محمد أحمد يشدد على نفسه كثيراً، ويأخذ بالاتجاه المعروف في التصوف ، الذي يرمي الى كسر النفس ، بل قتلها تماماً ، بكثرة المجاهدات حتى لا تتحرك فيها شهوة. فقد روي انه كان في البرد يجلس على صخرة في النهر، يتلو اذكاره وفي الحر يدخل الى غار، في باطن الأرض ، يصلي فيه!! (وقد حكى محمد أحمد لعبد المحمود نور الدائم قائلا: كنت إذا زرت سيدي الشيخ أحمد الطيب رضي الله عنه فإني أطرح رأسي على عتبة قبته واكلم الناس أن يطأوا على ظهري عند مرورهم الى زيارته ، وقاية للعتبة ، وذلك من ضحوة اليوم الى الظهر) (محمد سعيد القدال: الإمام المهدي لوحة لثائر سوداني. مطبعة جامعة الخرطوم. ص41-42). ومع ان مثل هذه المجاهدات ، قد ترفع صاحبها درجات عاليه من السمو الروحي ، إلا ان خطورتها تكمن في ان النفس تحتال على صاحبها ، كي يريحها من عناء هذه المجاهدات، بأن تصور له بكل سبيل، انه وصل الى مقام أكبر من كل الناس ، لتشغله بمهام أخرى، تبعده من المجاهدات الكبيرة ، التي كان يرهقها بها.. ولقد يظن السالك أنه متواضع ، ويلتصق بالأرض إمعاناً في تحقير نفسه، كما فعل السيد محمد أحمد ، ولكن العبرة بالتواضع الفكري وليس المظهري.. وعندهم ان المقامات التي تطالع السالك، انما هي إختبارات لمدى صبره على الإستقامة ، فعليه ان يصرفها عنه ، ولا يقف معها ، والا أضلته.. ولهذا كان كبار المرشدين من السادة الصوفية ، يوصون تلاميذهم بالاعتدال، ويقولون "النفس كالطائر إذا قبضت عليه بيدك بشدة قتلته واذا فتحت يدك طار". ولقد كان الشيخ محمد شريف نور الدائم، من كبار مشايخ الصوفية ، المسلكين ، ذوي المعرفة بدسائس النفس.. ولهذا قام بترشيد محمد أحمد على نهج الطريقة ، وعرف له ما حققه من الفضل والصلاح، وحين أخبره بانه المهدي ، لم يوافقه ، بل حذره ، ودعاه الى الصبر، على منهاج الإستقامة ، وحين سئل عن مهديّة محمد أحمد قال في ذلك ، ابياتاً من الشعر منها:
    لقد جاءني في عام زع لموضع * على جبل السلطان في شاطئ البحر
    يروم السراط المستقيم على يدي * فبايعته عهداً على النهي والامر
    فقام على نهج الهداية مخلصاً * وقد لازم الاذكار في السر والجهر
    أقام لدينا خادماً كل خدمة * تعز على أهل التواضع في السير
    كطحن وعوس واحتطاب وغيره ويعطي عطاء من لا يخاف من الفقر
    وكم صام كم صلى وكم قام * كم تلا من الله لا زالت مدامعه تجري
    وكم بوضوء الليل كبر للضحى * وكم ختم القرآن في سنة الوتر
    لذلك سقي من منهل القوم شربة * بها كان محبوباً لدى الناس في البر
    وكان لدينا عيشه صدقاتنا * وخادمنا عشرين عاماً من العمر
    الى الخمس والتسعين أدركه القضا * على ما مضى في سابق العلم بالشر
    فقال انا المهدي قلت له استقم * فهذا مقام في الطريق لمن يدري
    (راجع القصيدة كاملة في جغرافية وتاريخ السودان لنعوم شقير ص 642).
    ولعل هذا الخلاف الاساسي ، بجانب خلافات أخرى، هو ما حمل السيد محمد أحمد لترك الشيخ محمد شريف نور الدائم ، والتحق بالشيخ القرشي ود الزين ، وهو ايضاً ، من كبار مشايخ السمانية ، ولازمه حتى وفاته ثم شرع بعد ذلك في نشر الدعوة المهدية.
    وكان أول من استهدفهم محمد أحمد بدعوته ، اصحابه في الطريقة السمانية ، وكان حريصاً على ان يخبرهم بأن كل مشايخهم ، قد وافقوا على مهديته ، في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ففي خطاب له الى محمد الطيب البصير قال (ومن البشاير التي حصلت لنا بعدك: انه حصلت لنا حضرة نبوية حاضر عليها الفقيه عيسى فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويجلس معي ويقول للاخ المذكور: "شيخك هو المهدي" ، فيقول: اني مومن بذلك. فيقول صلى الله عليه وسلم: من لم يصدق بمهديته كفر بالله ورسوله قالها ثلاث مرات.... فيقول الشيخ الطيب: ان شيخك حين ولادته عرفوه أهل الباطن والحقيقة انه المهدي. فلما تم أربعين يوماً عرفته النباتات والجمادات بأنه المهدي... ثم يأتي الشيخ التوم ويقري على السلام بالمهدية .... ثم يأتي جدنا الشيخ البصير ويقري على السلام بالمهدية.... ثم يأتي الشيخ القرشي فيقري علي السلام بالمهدية... ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الشيخ عبد القادر الجيلاني لابس جبة وعليها سيور ، فيقول الشيخ عبد الله: ياسيدي يا رسول الله الناس منكرون الجبة ويتعففون عنها، افهي سنة واردة عنك أم لا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: وذات الإنسان رقع في راسه رقعة زرقاء وباطن شفتيه رقعة حمراء واسنانه رقعة بيضاء واظافره رقعة صفراء... ويقول صلى الله عليه وسلم: لو لا اني خشيت عليك ان تصير مغشياً لاريتك جبب الخلفاء الاربعة. وأمر صلى الله عليه وسلم عزرائيل ويقول: من هذه الليلة اصحب المهدي لا تفارقه... ثم تلى لنا جميع الاحوال الى دخول مكة ومنازعة أهلها ومبايعة الضعفاء والغرباء أولاً وثم مبايعة الشريف ملك مكة وجميع اشرافها معه...) (محمد ابراهيم أبو سليم: منشورات المهدية ص 14-18). ولسائل ان بسأل ، إذا كان المهدي قد شهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهد الجيلاني الذي توفي قبل حوالي ألف عام ، وشهد كل اشياخه السمانية ، وتحدث معهم جميعاً ، ولم يقع مغشياً عليه ، فلماذا يقع كذلك لو أراه النبي ، جبب الخلفاء الأربعة؟! ولقد يلاحظ ان المهدي قد صرح في هذه الحضرة النبوية ، ان النبي صلى الله عليه وسلم ، بشره بانه سيفتح مكة ، ويبايعه اشرافها ، وهذا لم يحدث له ولا لكل من زعم انه المهدي من قبله وبعده.. ويروى في التاريخ الشفاهي ، ان محمد أحمد قد مر وهو في طريقه لفتح الخرطوم بالنيل الابيض، والتقى بالشيخ برير في شبشه ، وكان يعرفه كزميل في الطريقة السمانية. فامسك بيده وقال له: "تاني غير مكة ما في فكة" فسحب الشيخ برير يده منه وقال: " أنا شجرات أبوي ديل ما بفوت منهن.. وانت مقرن البحرين ماك فايتو!! ". وبالفعل دفن الشيخ برير قرب تلك الشجرات ، ودفن محمد أحمد قرب مقرن النيل الأبيض والأزرق بأمدرمان.

    د. عمر القراي
                  

05-21-2020, 06:48 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منعودة.. المهدية؟!(3)

    إن السيد محمد أحمد بن عبد الله، لم يقل بأنه المهدي المنتظر فحسب، ولم يصف الذين أنكروا مهديته بأنهم ضالين، أو جاهلين بالدين، كما يفعل بعض المتصوفة، حين يتحدثوا عن مقامات روحية، ومشاهدات غيبية، لا يقبلها العامة.. وإنما قال ان من يشك، مجرد شك، في انه المهدي المنتظر يعتبر كافراً!! ولقد أصر على تكرار هذه الإتهام العظيم، الذي وصم به مخالفيه، في معظم نشراته، فمن ذلك مثلاً: (وقد أخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بأن من شك في مهديتك فقد كفر بالله ورسوله وكررها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وجميع ما اخبرتكم به من خلافتي على المهدية الى آخره فقد اخبرني به سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة في حال الصحة خال من الموانع الشرعية لا بنوم ولا جذب ولا سكر ولا جنون) (أبو سليم:الآثار الكاملة للإمام المهدي – الجزء الاول ص 137) والمهدية ليست من أركان الإيمان، فما الذي يجعل من يشك فيها ، أو ينكرها كافراً؟! والمسلمون الذين يعتقدون بصحة الاحاديث النبوية، التي اشارت لها ، يؤمنون بصورة عامة، بان المهدي سيجئ في آخر الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، ولكن لديهم الحق، في ان يشكوا في كل مدع لهذا المقام، حتى يثبت صحة ادعائه، بتحقيق كل البشارة النبوية بملأ الأرض عدلاً.. فإذا ظن أحدهم ان المهدي هو السيد الحسن العسكري، كما يظن الشيعة ، أو ظن انه هو السنوسي ، كما يعتقد بعض المغاربة فهل يجعلهم هذا كفاراً لأنهم لم يروا محمد أحمد أهلاً لذلك المقام؟!
    لقد بنى السيد محمد أحمد مهديته على رؤى نبوية ، ومشاهدات، ذكر انها تأتيه في النوم، وأحياناً في اليقظة.. وما دام الناس لم يحضروا معه هذه المشاهد، وانما مصدرها الوحيد بالنسبة لهم محمد أحمد نفسه ، فكيف يتوقع منهم ان لا يشكوا فيما أخبرهم به؟! أليس من المعلوم ديناً، ان الرؤيا مهما كانت، لا تلزم غير صاحبها؟! وهي حتى بالنسبة لصاحبها قد تحتاج الى تأويل، لأن الرؤى عبارة عن رموز من حديث النفس، وخطراتها، ولهذا لا تؤخذ بها بظاهرها ولا تترتب عليها أي أحكام شرعية؟!
    والرؤيا قد تكون من الوضوح، والدقة ، حتى يظن رآئيها انها يقظة، وليست مناماً.. وقد يكون النوم لأقل من دقيقة، ويرى فيه النائم ، رؤى تشمل أحداثاً، لو كانت في الواقع، لامتدت ساعات طويلة.. وقد يرى النائم شخصاً يحدثه بكلام ، وبمجرد استيقاظه ، يتذكر كل تفاصيل الرؤية، الا ذلك الكلام ، فيحاول استرجاعه ، فتأتيه من داخل نفسه، المعاني التي استقرت فيها ، فيظن انها مما قاله له الشخص، الذي رأه في الرؤيا ، فيلحقها بالرؤية، وما هي في الحقيقة منها ، وانما هي من رغبة نفسه الملحة، فيختلط الأمر عليه.. لكل ذلك، وأكثر منه بكثير، في إشكالات الرؤى، ولكونها مزج بين صور العقل الواعي والعقل الباطن ، فإن السادة الصوفية كانوا يعتبرونها أدنى مستويات العلم، فلا يبنون عليها شئ من أمرهم ، وان قدروها كإشارات للمعاني، لو توفر لها التأويل الصحيح..
    ثم ان الشك في المهدية ، أو في غيرها ، لا يجعل صاحبه كافراً ، لأن الشك طرف من إيمان كل مؤمن.. ولا يتخلص الإنسان من الشك في مرحلة الإيمان ، وانما في مرحلة أرفع هي مرحلة اليقين.. قال تعالى يحكي عن ابراهيم الخليل عليه السلام (وإذ قال ابراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى!! قال: أولم تؤمن؟! قال: بلى!! ولكن ليطمئن قلبي...) فابراهيم قد كان مؤمناً، ولكن في قلبه شك، يريد ان يتخلص منه ، ويبلغ تمام اطمئنان القلب.. ولما كان ذلك لا يتحقق الا بالرؤية (قال خذ اربعة من الطير فصرهن اليك، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً، ثم ادعهن يأتينك سعياً ، وأعلم ان الله على كل شئ قدير). فلما ذبح ابراهيم الطير وقطعه، ووضعه على رؤؤس الجبال، ثم دعاه فالتأمت اطرافه، وطار الى ابراهيم، زال شكه وبلغ اليقين.. ولذلك قال تعالى (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).. الشاهد انه عندما كان شاكاً في كيفية أحياء الله الموتى، لم يخرجه الله من الإيمان، ولم يغضب عليه، وانما ساق له من البراهين ما أزال شكه.. وهذا مالم يفعله المهدي، لمن شكوا في مهديته، حين وصمهم بالكفر، مع انه لم يسق اليهم الأدلة التي تزيل شكوكهم..
    ولقد حاول المهدي، ان يجد أدلة على مهديته، متشبهاً فيها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكما كان من علامات النبي، خاتم النبوة على كتفه، فان المهدي قد قال (وقد أعلمني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم: ان الله جعل لك على المهدية علامة وهي الخال على خدك الأيمن وجعل علامة أخرى: تخرج راية من نور فتكون أمامي)(أبو سليم: الآثار الكاملة للإمام المهدي – المجلد الاول ص 98). ولكن الفرق هو ان علامة النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت معروفة لأهل الكتاب، قبل ظهوره، ولم يذكرها هو.. فقد جاء في السيرة، أن سلمان الفارسي، قد تنقل من المجوسية الى اليهودية الى النصرانية، وكان كل رجل صالح ، يحوله عندما يقترب أجله ، لمن بعده.. ولما كبر القسيس الذي كان يخدمه سلمان، اخبره بان يذهب للمدينة ذات النخيل، حيث يظهر النبي القادم، ومن علاماته انه لا يأكل الصدقة ، ويقبل الهدية، وعلى كتفه خاتم النبوة. وبالفعل قدم سلمان المدينة، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم له تمر على انه صدقة ، فلم يأكله. وفي اليوم التالي، قدم له تمر، وذكر انه هدية فأكل منه.. فصحبه سلمان حتى كشف كتفه فرأى خاتم النبوة فأسلم. (راجع سيرة ابن هشام – المجلد الاول). ولكن محمد احمد المهدي ، بعد ان ذكر انه المهدي ، بحث عن علامات ، فوجد ان لديه خال في خده، فقال ان النبي اخبره بان هذا علامة مهديته!! ولم يذكر أي من معاصري المهدي أو اتباعه أو معارضيه ، بانه رأى راية من نور تخرج أمامه ، فإن كان يراها المهدي وحده، ولا يراها خصومه واتباعه ، فما العبرة بها؟!
    ومع أن وصف أناس يشهدون ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله بالكفر، لمجرد شكهم في مهدية السيد محمد أحمد أمر خطير، في ميزان الدين، إلا أن الأخطر منه، ان السيد محمد أحمد عاملهم بالفعل، مثل معاملة الشريعة الإسلامية للكفار، فقتلهم ، وأخذ اموالهم ، وممتلكاتهم غنائم، وسبى نساءهم ، واستحل أعراضهم ، وهو لا يتردد في تلك الأفعال، ويخبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم أجازها له!! يقول المهدي في رده على يوسف الشلالي: (وقولكم انا قتلنا جملة من المسلمين المتوطنين بهذا المكان ظلماً وعدواناً باطل ، لأنا ما قتلنا الا أهل الجرادة بعد ان كذبونا وحاربونا. وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم واخبر جميع أهل الكشف بأن من شك في مهديتنا وانكر وخالف فهو كافر ودمه هدر وماله غنيمة ، فحاربناهم لأجل ذلك وقتلناهم وبعد ذلك لما انقاد باقيهم لحكمنا رجعنا لهم جميع امتعتهم التي بأيدي اصحابنا رفقاً بهم مع انها حلال لنا) (المصدر السابق ص 123). على ان المهدي احياناً يفقد هذه الوثوقية الشديدة، ويتجه الى تبرير قتاله للمسلمين، بآراء بعض الفقهاء!! فقد قال (وقولكم ان الذين قتلناهم من العسكر مسلمون ومتبعون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ونسأل عن دمائهم بين يدي الله تعالى باطل لأن القطب الدرديري قد نص في باب المحاربة على ان أمراء مصر وجميع عساكرهم واتباعهم محاربون لأخذ أموال المسلمين منهم كرها فيجوز قتلهم...)(المصدر السابق ص 123). وفي خطاب من المهدي لعساكر ابوكلام (إنه ياحبيبي اول وصول جوابنا اليك قم بنفسك وابحث متروكات جبر الدار الحميدي واظبتها جميعاً واحضرها لدينا سريعاً لأنه مات كافراً فتركته غنيمة للمسلمين. وقد جعلناك نائباً عنا في هذا الامر واخترناك له فلا تتهاون فيه. وان تعرض عليك احد في تركت "تركة" المذكور فقد ابحنا لك دمه وماله ... وان اولاده ونساءه وجميع ما احتوى عليه ملكه غنيمة للمسلمين...)(المصدر السابق ص 133). ويبدو من هذه القصة المحزنة، ان المدعو جبر الدار الحميدي، قد كان مسلماً ، ولما اعترض على المهدية ، اعتبر كافراً، واستحلت امواله ونساءه!! وأعجب من هذا، ان من يعترض على ابو كلام وهو يقوم بهذه المصادرة ، يباح دمه وماله أيضاً، حتى لو كان مسلماً غير معترض على مهدية محمد أحمد، أو كان حتى من الانصار، فإن توجيه المهدي لم يستثن أحداً!!
    وهكذا بدأت المهدية كثورة على ظلم الأتراك، ولكنها أثارت كثيراً من الحروب، كان وقودها السودانيون المسلمون، من الذين كانوا جنوداً يتبعون أمر الاتراك، أوغيرهم من القبائل، والمجموعات، والأفراد، الذين إختلفوا مع محمد أحمد في انه المهدي المنتظر، فقتلهم دون رحمة، وأخذ اموالهم غنيمة دون تردد.. وكان يرسل الحملات بقيادة أتباعه، فيخضعون القبائل والمجموعات، التي تبدي أدنى تباطؤ في إطاعة اوامره، لينكلوا بأصحابها، أبشع تنكيل. حتى جأر الناس بالشكوى للمهدي، مما يفعله بهم أنصاره، ولكنه بدلاً من التحري ، ثم معاقبة اتباعه ان كانوا مخطئين، يؤكد لهم ، انهم استحقوا ما حدث لهم ، فقد كتب (من خليفة رسول الله محمد المهدي بن السيد عبدالله الى جماعة الشيخ منة وجماعة الشيخ عبد الرحمن سليمان وجميع الأهالي والعمار المتضررين من شرذمة سرايا أخوانهم المشهورين بالأنصار.... وأما ما أصاب من ما ذكرتموه من الموت والضرب والوثوق بالحديد ونتف اللحية وغيره ، وكله بسبب اساءتكم الادب معي ، وعدم مناصحتكم في الله ، وتواطئكم على الخلاف. فكان حقكم طاعتي وسماع قولي وامتثالكم للشيخ موسى الأحمر. فجميع ما نالكم مما ذكرتموه فبما كسبت أيديكم....) (المصدر السابق ص 350).
    ولما كانت مثل هذه التوجيهات، وهذه المعالجات ، تشجع اعتداء الناس على بعضهم، وليس هنالك قانون يحكمها، ويمكن للقوي ان يأخذ حق الضعيف، بحجة مخالفته للمهدية، ولما كان أمر الغنائم نفسه، مغرياً للنفوس الضعيفة ، التي لم تجد فرصة في التربية ، فقد خرجت بعض القبائل، التي كانت موالية للمهدي، على اوامره، وأنكرت مهديته ، وانفردت بالغنائم، وقطعت الطريق ، فكتب اليهم (فمن عبد ربه محمد المهدي بن السيد عبد الله الى طائفة الحرانية والطريفية والسريحات والحيادية المعدودين لنصرة الدين ومحاصرة اعداء الله الكافرين. أما بعد ، وكان ظننا بكم ذلك ، والآن بلغني عنكم انكم تركتم الجهاد والمحاصرة في سبيل الله وخرجتم حاملين الاسلحة الغنيمة هاربين من الله ورسوله والجهاد في سبيله وقتلتم ما قتلتم وسلبتم ما سلبتم ونهبتم ما نهبتم وقطعتم الطريق لكافة المهاجرين الينا ولبستم لباس اعداء الله الترك وتشبهتم بهم ، فاننا لم نرضى لكم ولم نأذن لاحد في لبسهم. وما حملكم على مخالفتي مع تكرار جواباتي اليكم...) (المصدر السابق ص 457-458). ومع انه لا يمكن لأحد ان يتصور ان يفعل الاصحاب رضوان الله عليهم مثل هذه الأفعال، والنبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم ، إلا ان المهدي قد كتب (وقد بشرني صلى الله عليه وسلم بأن اصحابي كأصحابه ، وان ادناهم له رتبة كرتبة الشيخ عبد القادر الجيلاني...) (المصدر السابق ص 107).
    ولقد إهتم المهدي كثيراً بأمر المقامات ، ودرج في معظم كتاباته، للإعلاء من قدره، وقدر اصحابه ، ربما بغرض كسب ثقة الناس، وارهاب خصومه دينياً.. على ان ذلك، يعتبر مفارقة لنهج التواضع ، الذي هو أصل الخلق الرصين، الذي يهدي اليه العلم الصحيح. وفي هذا الاتجاه، إعتبر خلفاءه خلفاء الخلفاء الراشدين، كما إعتبر نفسه، خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم. وحين سمع بحركة السنوسي في ليبيا، والتفاف أهل المغرب حوله، واعتقاد بعضهم بأنه المهدي، كتب اليه قائلاً (فمن عبد ربه الفقير اليه محمد بن السيد عبد الله الى حبيبه في الله الخليفة محمد المهدي بن الولي السنوسي... وأعلم يا حبيبي ، قد كنا ومن معنا من الأعوان ننتظرك لاقامة الدين قبل حصول المهدية للعبد الذليل.... ولا زال التاييد يزداد من الله ورسوله وأنت منا على بال حتى جاءنا الاخبار فيك من النبي صلى الله عليه وسلم انك من الوزراء لي. ثم لا زلنا ننتظرك حتى أعلمنا الخضر عليه السلام باحوالكم وبما انتم عليه. ثم حصلت حضرة عظيمة عين النبي صلى الله عليه وسلم فيها خلفاء اصحابه من اصحابي فأجلس أحد أصحابي على كرسي ابي بكر الصديق واحدهم على كرسي عمر واوقف كرسي عثمان فقال: هذا الكرسي لابن السنوسي الى ان ياتيكم بقرب أو طول ، واجلس احد اصحابي على كرسي علي ، رضوان الله عليهم أجمعين. ولا زالت روحانيتك تحضر معنا في بعض الحضرات مع اصحابي الذين هم خلفاء خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.) (المصدر السابق ص 335-337).
    ولم يحضر السنوسي للمهدي، ولم يحفل بثنائه عليه، أو اخباره بان النبي صلى الله عليه وسلم عينه خليفة له، بل لم ير فيما أرسل اليه المهدي، ما يستحق الرد، أو التعليق فأهمله تماماً!! بل يروى انه قال ساخراً (من هذا المسكين من دنقلا ، الذي يريد من هم أمثالنا ، ان يتبعوا من هو مثله؟!) (راجع أحمد محمد البدوي: مسكين من دنقلا).

    د. عمر القراي

    ٣

                  

05-21-2020, 06:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول

    ٤

    عودة.. المهدية؟! (4)

    لقد نتج من إعتقاد المهدي في مهديته ، واعتبار ان من يخالفه هذا الإعتقاد كافر، أن قتل عدد من السودانيين المسلمين، وعدد من الاتراك المسلمين، الذين انتصر عليهم ، ووقعوا في الأسر، فقد جاء: (المهدي جاته حضرة نبوية في حقهم بقتلهم ارسل الى الشيخ اسماعيل بقتل محمد سعيد باشا والى المك عمر بقتل علي بك شريف والى ابراهيم المليح بقتل احمد بك دفع الله ومحمد آغا ياسين واصدر لهم الاوامر بذلك وصار قتل الجميع) (مذكرات يوسف ميخائيل. دار النصيري للنشر. ص 37). ولعل تكرار مثل هذه الحوادث، وتفشي القتل ، هو الذي جعل الجو السائد، يتقبل هذا الامر بيسر ، فينتقل بعد وفاة المهدي، بزيادة كبيرة تجعله ظاهرة ، الى الخليفة عبد الله.. فلو أن المهدي توقف عند هذا الامر، وحرص على عدم قتل المسلمين من معارضيه، إعتباراً لحرمة الإسلام ، ولعظم أمر أزهاق الروح عند الله ، لسار الخليفة على نفس المنوال، ولما قتل كل من يخالفه دون رحمة، كما سنرى، ولتغير تاريخ السودان الحديث.
    ولقد إلتحق السيد عبد الله ، بالمهدي، وآمن به ، قبل ان يدعو المهدي نفسه لمهديته!! فقد جاء عن أول لقاء بين الرجلين: (قيل انه لما رآه وقع مغشياً عليه ولم يفق من غشيته الا بعد ساعة أو اكثر. ولما افاق عاد فنظر الى محمد أحمد، وتقدم لمصافحته ، فأغمى عليه مرة ثانية ثم أفاق وتقدم الى محمد أحمد حبواً على الأرض، فأخذ يده وشرع يقبلها وهو يرتعد ويبكي. فقال له محمد احمد: من انت يا رجل وما شأنك؟ قال: يا سيدي أنا عبد الله بن محمد تورشين من قبيلة التعايشة البقارة وقد سمعت بصلاحك الى دار الغرب فجئت لأخذ الطريق عنك. وكان لي أب صالح من أهل الكشف وقد قال لي قبل وفاته انك ستقابل المهدي وتكون وزيره. وقد اخبرني بعلامات المهدي وصفاته، فلما وقع نظري عليك رأيت فيك العلامات التي أخبرني بها والدي بعينها، فابتهج قلبي لرؤية مهدي الله وخليفة رسوله ومن شدة الفرح الذي شملني أصابني الذي رأيته...) (نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان. دار عزّة للنشر والتوزيع. ص643-644).
    على ان هذا الموقف، نفسه ، قد تكرر من قبل ، فقد روى الزبير باشا، عن مقابلته مع السيد عبد الله ، قبل ذلك بعدة سنين، فقال (وبعد فتح دارفور طلب مني أرضاً في قيجة غرب الكلكة فاعطيته إياها، على ان يكف عما كان به من التدجيل فرضي. ولكن لم يمض الا القليل حتى اتاني منه كتاب وانا في داره يقول فيه: "رأيت في الحلم انك المهدي المنتظر واني احد اتباعك فاخبرني ان كنت مهدي الزمان لاتبعك" .. فكتبت له في الجواب: "استقم كما امرتك انا لست بالمهدي وانما انا جندي من جنود الله احارب من طغى وتمرد") (المصدر السابق ص583). فإذا صحت هذه الروايات ، فانها تعني ان السيد عبد الله، كان يبحث عن زعيم قوي ، يمهد له الطريق للزعامة بعده ، وهو أمر يدخل في باب الكياسة و السياسة، ولا علاقة له بالدين..
    ولقد رأى البعض، ان السيد عبد الله، هو الذي أقنع محمد احمد بالمهدية!! ولعل في ذلك قدر من المبالغة، ولكن ما لا شك فيه، هو ان إيمان السيد عبد الله المبكر بالمهدي، واظهاره التسليم التام له - ولو انه ربطه بالاحتفاظ لنفسه بالخلافة - قد وقع موقعاً حسناً في نفس المهدي، جعله يفضله على سائر اتباعه.. ولما كان اتباع المهدي ، لا يرون في السيد عبد الله كفاءة كبيرة ، تجعلهم يذعنون له، بل ان أهل الشمال ينظرون بتعال للقادمين من الغرب ، ولما كان متوقعاً من أهل المهدي، ممن عرفوا بالأشراف، الطمع في ان يرثوا أمر المهدية من بعده، فقد حرص المهدي، على تقريظ عبد الله، ومطالبة الانصار بطاعته والتسليم له، حتى اسرف في ذلك على نفسه، وعلى الدين.. فقد كتب الى اتباعه: (أعلموا أيها الاحباب ان الخليفة عبد الله خليفة الصديق المقلد بقلائد الصدق والتصديق فهو خليفة الخلفاء وأمير جيش المهدية المشار اليه في الحضرة النبوية ، فذلك السيد عبد الله بن محمد ، حمد الله عاقبته في الدارين.
    فحيث علمتم ذلك يا احبابي ان الخليفة عبد الله هو مني وأنا منه وقد اشار اليه سيد الوجود صلى الله عليه وسلم فتأدبوا معه كتأدبكم معي وسلموا له ظاهراً وباطناً كتسليمكم لي وصدقوه في قوله ولا تتهموه في فعله. فجميع ما يفعله بأمر النبي صلى الله عليه وسلم أو بإذن منا لا بمجرد اجتهاد منه ولا هو عن هوى بل هو نايب عنه في تنفيذ امره صلى الله عليه وسلم والقضاء باشارته. فان فعله بكم وحكمه فيكم بحسب ذلك.
    واعلموا يقيناً ان قضاءه فيكم هو قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمراً ان تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" فمن كان في صدره حرج لأجل حكمه فذلك لعدم ايمانه وخروجه من الدين بسبب غفلته وذلك بشاهد قوله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" ولا شك في شرك من استنكف عن حكم الله ورسوله سيما بقول صلى الله عليه وسلم: "ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي" الخ الحديث. مع انه خليفة الصديق واول المصدقين في المهدية. فانظروا لمكانة الصديق عند الله ورسوله بنص القرآن العظيم وانظروا لمن اورثه الله مكانة الصديق واوزره بالباطن بالخضر عليه السلام. فهو مسدد مؤيد من الله ورسوله ويد من ايادي الله لنصرة دينه باشارة سيد الوجود صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في فضله كثير. فحيث فهمتم ذلك فالتكلم في حقه يورث الوبال والخزلان وسلب الايمان. واعلموا ان جميع افعاله واحكامه محمولة على الصواب لأنه أوتي الحكمة وفصل الخطاب ولو كان حكمه على قتل نفس منكم أو سلب اموالكم. فلا تعترضوا عليه فقد حكم عليكم بذلك ليطهركم ويزكيكم من خبايث الدنيا لتصفى قلوبكم وتقبلوا على ربكم. ومن تكلم في حقه ولو بالكلام النفسي جزماً فقد خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين ، ويخشى عليه من الموت على سوء الخاتمة والعياذ بالله ، لأنه خليفة الصديق الذي قال الله في حقه "إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا" وقال صلى الله عليه وسلم "ان آمن الناس علي في الصحبة أبوبكر" وقال أيضاً عليه السلام "ما طلعت الشمس على أحد بعد النبيين أفضل من ابي بكر". وحيث علمتم ذلك فهو بمنزلته الآن لأن اصحابنا كأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وهو المذكور خليفتنا في الدين وخلافته بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم. فمن كان منكم مؤمناً بالله واليوم الآخر ومصدقاً بمهديتي فليسلم للخليفة عبد الله ظاهراً وباطناً. واذا رايتم منه أمراً مخالفاً في الظاهر فاحملوه على التفويض بعلم الله والتأويل الحسن واعتبروا يا أولي الابصار بقصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام حكاها الله في كتابه العزيز كحكم داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام لتسلموا من الشكوك والأوهام.
    وانما انذرتكم بهذا رحمة لكم وشفقة عليكم. وليبلغ الشاهد منكم الغائب لئلا تسبوه وتنسبوا له الظلم والجور فتهلكوا...) (منشورات المهدية: أبو سليم ص66-68).
    أول ما تجدر الإشارة إاليه ، هو ان هذا المنشور العجيب ، إعتمد على مسائل غيبية، وافتراضات لمقامات روحية ، ليبني عليها سلطة دنيوية لا تنازع.. فهو يمكن لحكم الخليفة كسلطة مطلقة، لا تقبل المعارضة ، حتى لو كانت بالخاطر!! ثم هو يقوم على التهديد والوعيد بغضب الله ، لمن يعترض على الخليفة ، ولا يتوعد الخليفة بشئ ان هو مارس المفارقة الدينية ، التي ضرب لها المثل ، باخذ اموالهم وقتلهم ، مما يجعل ميزان العدل يسقط تماماً في دولة يفترض انها دينية.
    والحجة الاساسية ، التي يعتمد عليها المهدي ، في ان الناس يجب ان يطيعوا الخليفة ، مهما فعل بهم ما يخالف الشريعة، هي ان النبي صلى الله عليه وسلم ، هو الذي عينه خليفة.. وهذه هي نفس الحجة ، التي اصبح بها هو المهدي.. ولكن الناس لم يشهدوا ساعة تنصيبه مهدياً ولم يشهدوا ساعة جعل عبد الله التعايشي خليفة ، فكيف يسلمون لهذا الأمر دون إعتراض؟! فإن كان المهدي قد اقام من نفسه نموذجاً، يمكن ان يقبله سائر اتباعه ، فان الخليفة قد قصّر عن ذلك النموذج تقصيراً كبيراً، مما اثار كافة الخلافات ، والحروب ، التي اندلعت مباشرة بعد وفاة المهدي.. كما بنى المهدي مطالبته اتباعه بالطاعة المطلقة للخليفة على انه مثل ابي بكر الصديق رضي الله عنه. ولكن الصدّيق نفسه ، لم يخلفه النبي صلى الله عليه وسلم بنص صريح، حتى لا يمنحه قدسية ، تمنع الناس من الاعتراض عليه، كما فعل المهدي.. بل ان الصدّيق حين ولي الخلافة قال (وليت عليكم ولست بخيركم فان رأيتموني على حق فاعينوني وان رأيتموني على باطل فقوموني.. اطيعوني ما أطعت الله ورسوله فيكم فان عصيت فلا طاعة لي عليكم) (راجع تاريخ الطبري). وهكذا جعل الصدّيق الاكبر نفسه تحت القانون لا فوقه ، ورد الطاعة الى الحق لا الى شخصه ، واعطى الجماهير مشروعية المعارضة ، وحق تقويم الحاكم ، وعدم طاعته في الباطل.. ولكن المهدي قال: (واذا رأيتم منه أمراً مخالفاً في الظاهر فاحملوه على التفويض بعلم الله والتأويل الحسن واعتبروا يا أولي الابصار بقصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام)!! والعبرة من قصة موسى والخضر، هي ان هنالك فرق بين علم الشريعة وعلم الحقيقة.. ويجب على كل صاحب علم ان يتقيد بعلمه، ويكون صادقاً في ذلك. ولهذا لم يقبل موسى عليه السلام ما فعل الخضر، واستنكره ، وكرر ذلك ، حتى شرحه له الخضر، واتضحت حكمته فقبله عقله.. ولما كان الخضر يتصرف في منطقة، لا تظهر حكمة الفعل فيها، لمن غابت عنهم الحقيقة، فانه كان وحيداً، ورفض ان يتبعه موسى، حتى لا يرى ما لا يستطيع ان يتحمله.. ولقد قص الله علينا من خبرهما (قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا * قال انك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا).. فإذا كان المهدي يرى ان الخليفة صاحب علم باطن مثل الخضر ، فان هذا لا يؤهله لأن يحكم الناس، إلا ان يتنزل اليهم بما تطيق عقولهم ، ويتقبل اسئلتهم ، ونقدهم ، ويملك القدرة على إقناعهم. وموقف الناس يجب ان يكون مثل موسى، ما داموا في مرحلة الشريعة الأدنى، ولهذا من حقهم ان يستنكروا اذا رأوا أمراً مخالفاً لما علموا من ظاهر الشرع.. فالقصة إذاً ليست في مصلحة المهدي ، هذا فهم بديهي ، لا يغيب عن كل من له نظر في أمر الدين ، فكيف بمن هو مهدي ، يريد ان يملأ الارض عدلاً؟!
    وأبعد من هذه عن مقاصد الدين ، ان يطلب المهدي من الناس، ان يسلموا للخليفة ظاهر وباطناً!! وذلك حيث يقول (فمن كان منكم مؤمناً بالله واليوم الآخر ومصدقاً بمهديتي فليسلم للخليفة عبد الله ظاهراً وباطناً). ويقول أيضاً (ومن تكلم في حقه ولو بالكلام النفسي جزماً فقد خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين).. ومعلوم إن الله قد تجاوز للناس في الشريعة ما جال في خواطرهم، وما حدثوا به نفوسهم ، فقد جاء في الحديث (إن الله قد غفر لأمتي ما حدثوا به نفوسهم ما لم يقولوا أو يعملوا).. فلماذا يريد له المهدي ان يحاسبهم على ما غفره الله لهم من خواطرهم ضد الخليفة؟!
    ومن الإسراف، والتزيد الذي لا يليق بالعلماء ، قول المهدي عن الخليفة (واعلموا يقيناً ان قضاءه فيكم هو قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمراً ان تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" فمن كان في صدره حرج لأجل حكمه فذلك لعدم ايمانه وخروجه من الدين بسبب غفلته وذلك بشاهد قوله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" ولا شك في شرك من استنكف عن حكم الله ورسوله سيما بقول صلى الله عليه وسلم "ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي" الخ الحديث. مع انه خليفة الصديق واول المصدقين في المهدية. فانظروا لمكانة الصديق عند الله ورسوله بنص القرآن العظيم وانظروا لمن اورثه الله مكانة الصديق واوزره بالباطن بالخضر عليه السلام. فهو مسدد مؤيد من الله ورسوله ويد من ايادي الله لنصرة دينه باشارة سيد الوجود صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في فضله كثير)!! فليس هناك رجل من الأمة إذا قضى أمراً، كان قضاؤه قضاء النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يقرأ الناس في حقه الآيات التي نزلت في حق الطاعة للنبي الكريم. وذلك لأنه ليس هناك من اطاع الله مثله، حتى يطيعه الناس بصورة مطلقة. وكيف يخرج مسلم من الدين، لو شعر بحرج من حكم حكمه عليه الخليفة عبد الله، وكأن الخليفة هو النبي الكريم؟! هل يحدث كل ذلك لأن الله أورثه مكانة الصدّيق؟! فما ظن المهدي بمن اعترضوا على الصدّيق نفسه، من كبار الأصحاب؟! ألم يعترض عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وغيره من كبار الأصحاب، جهرة ، حين عزم على قتال المرتدين؟! ألم تعترض عليه السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، حين منعها ميراثها في النبي من أرض فدك؟! ألم يعترض عليه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويمتنع عن البيعة ، حتى توفت فاطمة؟! (راجع تاريخ الطبري). فاذا لم يخرج هذا الخلاف، والإعتراض الصريح ، هؤلاء الأصحاب ، من الدين، فلماذا يخرج من الدين من خالف الخليفة عبد الله التعايشي؟! ولماذ لا يعرف المهدي هذه الأمور، وهي من بديهيات الإسلام؟!

    د. عمر القراي
                  

05-21-2020, 06:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول
    ٥

    عودة.. المهدية؟! (5)

    نسبة للتوقف الذي حدث لصحيفة اجراس الحرية، لم يستطع كثير من القراء، متابعة هذا الموضوع بالقدر المطلوب. ولربما غاب لبعد الشقة ، الدافع وراء التعرض لنقد المهدية، في هذا الوقت بالذات. فلقد بدأت هذه السلسلة، بسبب خطبة قدمها السيد الصادق المهدي عن المهدية، دعا فيها الى ان يصدق الناس بمهدية محمد أحمد بن عبد الله، ولا يعتبرونه مجرد بطل وطني، فقد قالفالمهدية الآن تدرس في مدارسنا بلا أدنى اعتراف للمهدية بصدق الدعوة بل يصّور المهدي كأحد الابطال الوطنيين...) (خطبة السيد الصادق المهدي يوم الجمعة 19/9/2008م). ولم يكتف بذلك، بل اوجب علينا جميعاً اتباع المهدية، فقال (تقديم قيادة صاحبها معروف بالصدق والامانة أعلن أنه خوطب خطاباً غيبياً بإحياء الكتاب والسنة وانه هو مهدي الله وان المهدية قائمة بهذين المبدأين... وأن اتباع هذه الدعوة واجب لأن الله يقول "واتبع سبيل من أناب الي"...)(المصدر السابق). ولقد اقترح علينا السيد الصادق، بأن الوقت قد حان، لرد الاعتبار للمهدية: (لقد آن الاوان أن يرد إعتبار الدعوة المهدية لا في نطاق أنصار الله وحدهم ولكن على النطاق الأوسع...) (المصدر السابق). وعندنا ان رد الاعتبار، لا يتم بغير تقييم، ولهذا شرعنا فيه. ولقد رأينا ان حديث السيد الصادق عن المهدية، انما هو محاولة تمهيد لإدعاء مهدية جديدة، وذلك بدلالة قوله (أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز مهما كانت إنجازات المهدية التاريخية فقد قال الإمام المهدي: في مقبل الايام، تظهر لدعوتنا كرامة أكبر، مما ظهرت حتى الآن...) (المصدر السابق). ولهذا فضلنا ان ننظر في المهدية القديمة نفسها، وهل نحتاج الى تكرار تجربتها، فكانت هذه السلسلة من المقالات.
    ذكرنا في الحلقة الماضية، ان المهدي قد ذكر ان الخليفة عبد الله التعايشي، قد جعل خليفة في الحضرة النبوية.. وانه خليفة الصدّيق رضي الله عنه، ولذلك يجب الا يعترض الناس على أي شئ يفعله، ولو قتلهم، وأخذ أموالهم، واوضحنا مبلغ المفارقة في ذلك. ولعل اول من تضرر من هذا التفويض، وهذه السلطة الروحية الممنوحة بغير حساب، هو الخليفة عبد الله نفسه. فقد اتجه الى التمديد فيها، متبعاً نفس أسلوب الرؤى والحضرات، وجاعلها مصدره ، ومرجعه الرئيسي، والمبرر لكل ما يفعله. ولقد خشى الخليفة ، ان يظن الناس ان الكرامات قد انقطعت بوفاة المهدي، فلا يعطونه المكانة التي يتطلع اليها. ولذلك كتب في أول منشوراته (واعلموا ان المدد الإلهي الذي أيد الله به مهديه عليه السلام لم ينقطع بانتقال المهدي عليه السلام الى الدار الآخرة. فلازال عزرائيل عليه السلام حامل راية النصر ولا زال المصطفى صلى الله عليه وسلم مقدم الجيش. وكذلك امداد الله تعالى للمؤمنين بملائكته وجنه واوليائه لم ينقطع كما ان سيف النصر بيد العبد لله آيل الي من المهدي عليه السلام بمقتضى حضرة نبوية في حياته عليه السلام وكذا عمامة الخليفة الرابع كما هو مدروك عند الاصحاب وغير ذلك مما لا يحيط به الدفاتر)(منشورات المهدية – أبوسليم ص 93). ولعل الأنصار أنفسهم لم يصدقوا ذلك، لأن الخليفة لم يكن في حروبه منتصراً مثل المهدي، حتى يقوم أدنى لبس، بأن عزرائيل وسيف النصر والأولياء معه، وقد منوا جميعاً بالهزائم المنكرة، التي حدثت لجيوشه، في حروبه الداخلية والخارجية.
    ولقد كان الخليفة ، شديد الحرص على كرسيه ، لا يحتمل أدنى معارضة او اختلاف، ولعل هذا سبب معظم خلافه مع الأشراف، وحروبه الداخلية، وقتله للبطاحين، والشكرية، والجعليين، وقتله، وحبسه، لقادة المهدية الكبار أمثال الزاكي طمل، وابوقرجة، وأحمد ود سليمان، وغيرهم. ولكنني هنا لست بصدد المواقف السياسية، وخطئها من صوابها، وانما بصدد استغلال الدين، في هذه الخلافات.. فلقد كان الخليفة يتهم أحمد ود سليمان، الذي كان المهدي قد قربه، وجعله أمين بيت المال، بالتواطؤ مع الاشراف ضده. ولقد علم ان احمد يحتفظ بشعرة من رأس المهدي، خشي ان تجمع حوله، وحول الأشراف بعض الناس، فسأله ان يحضرها ليراها، فلما اعطاها له بلعها. ولعل همهمة سرت، تنتقد هذا الفعل، ولا ترى فيه التقدير الكافي للمهدي، أو الصدق المطلوب للتعامل. ولهذا كتب الخليفة ، عن حضرة حدثت له، قال فيها: (وبعد ان سلم الخضر عليه السلام قال لي ربك يقريك السلام والملائكة يقروك السلام والنبي صلى الله عليه وسلم يقريك السلام والمهدي عليه السلام يقريك السلام ويقول لك: بارك الله فيك فيما صنعته في الدين. ويقول لي الخضر عليه السلام: قال لك المهدي عليه السلام ان الله اخبر جبريل وجبريل عليه السلام اخبر النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر المهدي والمهدي عليه السلام اخبرني انا بأن اخبرك بأن الله قد جعلك هدية في الأرض من مشرقها الى مغربها، ويقول الحباك وقبل قولك قبل منا الهدية والذي يقبل منا الهدية قبلناه وآمن من مكر الله والذي لم يحبك ولم يسمع قولك صار من الفاسقين والفاسق مأواه النار.... ثم سألت الخضر عليه السلام عن سبب انقطاعه مني منذ انتقل المهدي عليه السلام فقال لي: سبب ذلك انه منذ انتقل المهدي عليه السلام كنت غافراً على شعرة من شعر المهدي عليه السلام أمنها لأحمد سليمان وولد سليمان حافظها بمحل ومرات في وقت انتقال المهدي عليه السلام يفتحها ويبكي ، وفي الخرطوم كذلك فتحها وأنا أخشى ان تقع منه في الهبوب أو تقع منه في محل وسخ وتروح فيه. واذا وقعت في الهبوب انا لا تضيع مني والوسخ لا يغيبها عني فلذلك مغفر عليها ليلاً ونهاراً وبعد ان بلعتها أنت أمس استرحت انا. واصل الشعرة المذكورة أمانة بطرف احمد ود سليمان لك فالآن اذا رضي ببلعك لها له ثواب حفظ الامانة من وقت أعطاها له الى الآن وان لم يرض لا ثواب له. ثم قال الخضر عليه السلام: ان القلب الذي تدخله هذه الشعرة آمن من النفاق وانها تدخله بنور. وجميع هذه الحضرة سببها هذه الشعرة. وأما السر في هذه الشعرة التي بلعتها في ضريح المهدي عليه السلام وقال الدنيا جميعها إذا هاجموها لا توازن هذه الشعرة..... يقول الخضر عليه السلام أخبرني المهدي عليه السلام بان اخبرك ان في ساعة الحرب النبي عليه الصلاة والسلام معك والمهدي عليه السلام معك والخضر عليه السلام معك والملايكة معك. فقلت له: الملايكة الذين معي من هم؟ فقال: جبريل ومكائيل واسرافيل وعزرائيل ومنكر ونكير ورقيب وعتيد ومالك ورضوان وارواح جميع المؤمنين من أبينا آدم الى الآن معك وابينا آدم بذاته معك وكذلك جميع المؤمنين من الجن والله ناصرك وناظرك... وكيفية هذه الشعرة انها كانت طرف الحبيب أحمد ود سليمان جاعلها في ورقة لافيها وانه بيوم الاثنين أمس 27 ذو القعدة الذي يبين فيه التابوت الحبيب احمد من محبته لنا وارادته لنا الخير اراد ان يكشفها لنا من الورقة للتبرك بها ، فلما حضر لنا بها قبل انكشافها شممت رايحة عجيبة وأول ما بدى لي رأس الشعرة حصل لي انشراح قلبي وشيئاً لا يعلمه الا الله فتناولتها وقصدت ان اشمها فاراد الله ادخالها في فمي وابتلعتها حينئذ فطلبها الحبيب المذكور ففتحت له فمي فلم يجدها ولله الحمد على ذلك وجميع ذلك بمراد الله وقدره ....) (المصدر السابق ص 100-101).
    في هذه الواقعة العجيبة، يخبر الله تبارك وتعالى، عن طريق النبي صلى الله، وجبريل عليه السلام والمهدي، الخليفة انه هدية الله لأهل الأرض!! وهي هدية غريبة، من لا يقبلها بالطاعة التامة للخليفة يعتبر فاسق ويدخل النار!! ثم ظهر ان سبب انقطاع الخضر عليه السلام من الخليفة، هو انه كان مشغول بحراسة شعرة واحدة، من شعر المهدي كانت محفوظة لدى احمد ود سليمان.. وان الخضر يخشى ان تقع وتضيع في الهبوب!! فإذا كان المهدي نفسه مدفون تحت التراب، فما الخوف ان يدفن الغبار شعرة من شعره؟! وهل الخضر وهو من يعلم ما خفي على نبي الله موسى، ونبأه بما سيحدث لكل الاشياء المذكورة في قصة موسى والخضر، لايعرف ما اذا كان احمد ود سليمان سيضيع الشعرة أم لا؟! وهو يستريح لأن الخليفة بلع الشعرة ، وكأنه لم يكن يعرف ان هذا سيحدث!! وما قيمة هذا الخضر لنصرة المهدية ، وهو منزعج على شعرة؟! ولعل الخليفة قد لاحظ خلل منطقه، فيما يخص الخضر، وقدراته ، فبعد ان قال على لسان الخضر: (وأنا أخشى ان تقع منه في الهبوب أو تقع منه في محل وسخ وتروح فيه.) حاول ان يستدرك، فقال على لسانه ايضاً (واذا وقعت في الهبوب انا لا تضيع مني والوسخ لا يغيبها عني)!! فلماذا الإنزعاج إذاً؟! أما الشعرة نفسها، فقد بالغ الخليفة في وصفها، حتى قال ان الدنيا جميعها لا توزنها!! هل حقاً يصدق الخليفة نفسه، دع عنك غيره من الناس، ان شعرة من رأس المهدي توزن كل الدنيا؟! وان من تدخل في قلبه آمن من النفاق!! وكيف تدخل الشعرة في قلبه؟!
    وحين سأل الخليفة الخضر عليه السلام عن الملائكة ، الذين معه، ذكر له كل الملائكة، الذين ورد ذكرهم في القرآن والحديث. فالخليفة نفسه، لا يعرف أكثر من هذه الأسماء المعروفة، فلماذا لم يقل كل الملائكة ويختصر الأمر.. أليس هذا منطق مقلوب، لا يجوز الا على البسطاء ، ان يكون الملائكة معك وانت لا تعرف من هم وتسأل عنهم غيرك؟!
    لقد وجد الخليفة صعوبة في تبرير ما عمله اخلاقياً، فهو قد ذكر انه يريد ان يرى الشعرة، ولما احضرها صاحبها احمد له، أخذها وبلعها ، وحين طلب منه ارجاعها له ، فتح له فمه، ليريه انه بلعها!! ولم يجد ما يبرر به ذلك غير قوله (فتناولتها وقصدت ان اشمها فاراد الله ادخالها في فمي وابتلعتها حينئذ فطلبها الحبيب المذكور ففتحت له فمي فلم يجدها ولله الحمد على ذلك وجميع ذلك بمراد الله وقدره ....) (المصدر السابق ص 100-101). ولو كان الاحتجاج بالقدر يعفي من المسئولية ، فلماذا قتل الخليفة معارضية ، وعذبهم، ومن ضمنهم احمد ود سليمان نفسه؟!
    إن العجز عن تحقيق نموذج مقنع، والدخول في العديد من الخلافات، والمؤامرات، والحروب، هو الذي دفع الخليفة الى ان ينسب لنفسه، قدرات خارقة، ومكانة روحية سامية، تستوجب التسليم له والخضوع التام.. وتهدف الى تجريد المعارضين له، من اتباعهم من البسطاء، الذين يتأثرون بالاحاديث الروحية، التي نقلها الخليفة عن المهدي. وربما فعل الخليفة أشياء، كقتل بعض الزعماء الموالين للمهدي ، خوفاً منهم، ثم شعر بسخط عام على قتلهم، فإنه في هذا الحالات، يلتمس التبرير من الحضرات النبوية، ومشاهد الخضر، وغيرها. فلقد جاء مثلاً (إنه قد حصلت لي حضرة نبوية مبشرة: حضر لي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ومعه المهدي والخضر عليهما السلام فجلس سيد الوجود صلى الله عليه وسلم عن يميني واستقبلني بوجهه الشريف. وجلس المهدي عليه السلام مطرقاً أدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس الخضر عليه السلام من خلفي.... ثم اخبرني صلى الله عليه وسلم ان كافة الاجراءات التي صدرت مني، كقتل صالح الكباشي، وولد ابروف، ودارفور، وما فعلته مع الشكرية، والبطاحين، وما اجريته بالبقعة، وغيرها فهو صواب.)(المصدر السابق 105-106). ولقد علق البروفسير محمد ابراهيم ابو سليم، محقق هذه المنشورات بقوله (يعدد الخليفة هنا القرارات الخطيرة التي التي اتخذها: فصالح الكباشي زعيم الكبابيش قتل في مايو سنة 1887م وقتل المرضي ابوروف ومن اجتمع معه في سنة 1304هـ وقمعت حركة الأمير يوسف بن السلطان ابراهيم في دارفور في يناير 1888م وقتل مادبو زعيم الرزيقات في سنة 1304هـ ، ونكل بالشكرية تنكيلاً. ونكل الخليفة بالبطاحين لاعتدائهم على الانصار. ويبدو من اشارة الخليفة ان الرأي العام لم يكن معه في هذه الإجراءات)(المصدر السابق 106). ولم يكتف الخليفة بذلك، بل قال (اخبرني ايضاً ان الله تعالى قد كان ملكني زمام الكون جميعه والآن قد جعله في قبضتي...ثم اخبرني صلى الله عليه وسلم بمدة اقامتي في الدنيا ومفارقتي لها وما سيصير في الكون بيدي وبالوقت الذي ينزل فيه نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام وبانتهاء مدته وما سيصير بعده من التصرفات وبمدة بقاء الإسلام في الأرض انه لا يبقى بعد انتهائها على وجه الأرض مسلم... واخبرني صلى الله عليه وسلم بأني أفضل من كل من كان على وجه الأرض الآن بعد المهدي عليه السلام ...) (المصدر السابق 106-107).
    لقد اعتمد الخليفة عبد الله، في كل ما ذهب اليه من اقوال، وافعال، على منشور المهدي الذي اشرت اليه في الحلقة الماضية، والذي طلب فيه من الناس، ان يصدقوا الخليفة، في كل ما يقول، وان يطيعوه، ويتقبلوا حكمه مهما فعل بهم. (جمع الخليفة هذه المنشورات و طبعها بمطبعة الحجر واشهرها منشوره عن مكانة الخليفة) (منشورات المهدية – ابو سليم ص 93). فهل يظن أحد، بعد كل هذا، ان المهدي غير مسئول عن ما حدث في عهد الخليفة؟!

    د. عمر القراي
                  

05-21-2020, 06:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول
    ٦

    عودة.. المهدية؟! (6)

    قال السيد الصادق المهدي: (وفي بلادنا الآن في وجه استقطاب بين إقصاء وإقصاء مضاد فان بذرة الدعوة المهدية بما استصحبت من مستجدات تسعف الوطن برفع راية السودان العريض الذي يعطي كل ذي حق حقه والكيان الذي غرسته صالح للمساهمة في جمع أهل القبلة حول دعوة وسطية للإسلام وهو كذلك صالح للمساهمة في حوار الأديان والحضارات الذي سيؤدي في نهاية المطاف لميثاق روحي وأخلاقي تدين له الإنسانية...)(الصادق المهدي: خطبة الجمعة 19/9/2008م). فهل حقاً كانت المهدية دعوة وسطية للإسلام، تجمع أهل السودان دون إقصاء، ويمكن ان تقيم بينهم ميثاق روحي، يمكن ان يقدم للانسانية على اختلاف الأديان والأعراق؟!
    كان الخليفة عبد الله ، يشعر بعدم قبول الانصار، من أهل الشمال، له كخليفة، قبل وفاة المهدي، وبخاصة أهل المهدي المعروفين بالاشراف. وبمجرد وفاة المهدي، شاور أخاه يعقوب وكان يسميه (جراب الرأي)، فاشار عليه باستدعاء البقارة من غرب السودان، ووضع اقرباءهم منهم، في أرفع المناصب. ورغم ان المهدي أبعد أهله ، وولى الخليفة، الا ان الخليفة لم يتبع هذا النهج ، إذ جعل أكبر مواقع القيادة لأخيه يعقوب، وابنه شيخ الدين. وحين شعر الاشراف بالخطر، وكان منهم قادة من كبار قواد المهدية، بدأوا الإجتماعات والتذمر. وحاول الخليفة ان يحيط بهم، لكنهم قاوموا بالسلاح، وصدوا الهجوم عليهم. ولقد أرسل اليهم الخليفة طالباً الصلح لكنهم رفضوا ذلك، ولكنه (ارسل وفداً آخراً للاشراف معرضاً عليهم الصلح واجابة مطالبهم، وفي هذه المرة استجاب الاشراف لعرض الخليفة عبد الله، ولكنهم طالبوا أولاً بمعرفة الشروط التي سيتم بموجبها الصلح. وحرصاً من الخليفة على تحقيق الصلح، لم يضع شروطاً للصلح وانما أعطى الاشراف الفرصة أو الحق في وضع الشروط التي يريدونها، وبذلك تم الوصول الى اتفاق يوم الاربعاء 20 نوفمبر. وتعهد الخليفة بتنفيذ شروط الصلح كما طلبها الاشراف، وهي العفو عن جميع المشتركين في التمرد، وان يجعل للخليفة محمد شريف راتباً شهرياً من بيت المال. وقد استجاب الخليفة لكل هذه المطالب، ولكنه اشترط شرطاً واحداً ، كان بالنسبة له مهماً وضرورياً وقد تردد الاشراف في الاستجابة الى هذا المطلب، وهو ان يسلم الاشراف سلاحهم ويطيعوا الخليفة عبد الله طاعة عمياء. ورغم اجازة الوفاق، فإن الخليفة ترك الملازمين في ساحة المسجد مسلحين، لمقابلة أي انتكاسة من جانب الاشراف. وبعد عشرين يوماً من ابرام الصلح، إطمأن الخليفة للموقف فالقى القبض على أحمد ود سليمان أمين بيت المال ومحمد فوزي ومحمود وأخيه أحمدي وآخرين. ثم ارسلهم للزاكي طمل في فشودة وامره بالقضاء عليهم فقتلهم شر قتله. وبرر الخليفة عدم التزامه بشروط العفو بحضرة نبوية أصدرها في منشور جاء فيه "ثم قال لي – أي المهدي – إن احمد سليمان واحمد النور واحمد محمد خير وسعيد محمد فرح وفوزي واحمدي وصالح سوار الدهب فليكن حبسهم. فقلت للمهدي عليه السلام إن أهل الظاهر ينكرون علي ذلك ويقولون عفا عنهم ثم حبسهم، فقال لي المهدي عليه السلام ان الحق معك واهل الباطن معك فأحبسهم واتل على الاصحاب المنشور المحرر منا في حقك" ومن الجدير بالملاحظة، ان الحضرة تشير الى حبسهم، وليس الى قتلهم، وتم القتل بعيداً عن امدرمان خوفاً من الإثارة) (محمد محجوب مالك: المقاومة الداخلية لحركة المهدية "1881م-1898م". دار الجيل. ص 219-220). وهكذا استعمل الخليفة الغش والخداع، ونقض العهد، والخيانة ، ليصل الى غرضه. ولم يمنعه إسلام الأشراف ولا سابقتهم في المهدية ولا رحمهم مع المهدي ان يخوض في دمائهم. ولم يتردد في قتل غيرهم من الابرياء المسلمين، ويبرر فعلته النكراء ، بان ينسبها للنبي صلى الله عليه وسلم، أو للمهدي!! ومن عجب ان كل مؤرخينا، عندما يتناولوا هذه الأحداث ، يسمونها فتنة الاشراف، مع انها فتنة من فتن الخليفة ، راح الاشراف ضحيتها ، لولا ان تاريخنا لم يكتب بحياد.
    ولم يقتصر الخليفة على تقتيل الاشراف ففي (كردفان عصى الكبابيش أمر المهدي والخليفة عبد الله بتنفيذ الهجرة وكان لهم موقف من المهدية إذ قتل زعيمهم التوم فضل الله والمهدي لم يزل بالابيض وتولى المقاومة والعصيان فضل الله صالح الذي نشط بعد مغادرة زقل لدارفور ولكن الخليفة شن عليه حملات من ثلاث جهات وقضى على حركته. وفي أرض البطانة تعرض الشكرية للتنكيل من جانب الخليفة.... وفي جنوب شرق الجزيرة تعرضت قبائل الحميدة وبني حسان والقواسمة والعقليين والعلاطين والبطاحين لحملات للانصار نتيجة لعدم انصياعهم لاوامر الخليفة برفض الهجرة الجماعية والمجاهرة بالعصيان للحركة المهدية) (المصدر السابق ص92).
    ومن قواد المهدية البارزين، المنة اسماعيل، جاء عن ذكر بلائه (وكان في جملة الذين عاهدوا المهدي على الجهاد في كردفان المنة اسماعيل شيخ قبيلة الجوامعة فحشد نحو عشرين ألف من عربانه وهاجم قاعدة الطيارة ... فاخذها عنوة وأعمل في أهلها السيف والحربة فلم ينج منهم الا اليسير... وفي اليوم التالي انقلب المنة على العساكر الآتين من الابيض فقتلهم عن آخرهم وارسل البشائر الى المهدي في قدير) (نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان ص687). ولا يعرف على وجه التحديد، لماذا انقلب المهدي عليه، ولقد قيل انه ادعى انه خليفة المهدي، بدلاً من عبد الله.. أو ادعى انه الخليفة الثالث، الذي اعطى المهدي مقامه للسنوسي ورفضه، المهم (ارسل المهدي جيشاً بقيادة عبد الرحمن النجومي وعبد الله النور وحمدان ابوعنجة وفرق من الجهادية وراية حاج خالد وراية ود ابو صفية.... وعندما رأى الجوامعة هذا الجيش الكبير تفرقوا عن المنة ودخل عليه رسل المهدي فرفض مقابلتهم بحجة انه متمكن او مشغول بذكر الله. فدخلوا عليه وأوثقوه كتافاً هو وابنه ووالده وأمين بيت ماله وساروا به نحو الابيض وفي الطريق تسلموا أمر المهدي بقتلهم ونفذ فيهم حكم الإعدام. ويقال ان الخليفة عبد الله هو الذي اصدر الأمر بقتلهم دون استشارة المهدي وتهدئة للخواطر قيل ان المهدي قال بان الفكي المنة طهره القتل وعفا عنه) (محمد محجوب مالك: المقاومة الداخلية لحركة المهدية "1881م-1898م". دار الجيل. ص 171-172). ولقد كثرت الشواهد، على ان الخليفة، كان في حياة المهدي، يسارع بقتل بعض المعارضين، ثم لا يملك المهدي، وقد قال فيه ما قال، ان يخطئه علناً فيما فعل، فحياة اولئك الناس، كانت عند المهدي أسهل من مخالفة الخليفة وإغضابه. ومن تلك الاحداث، ما حدث بعد فتح الأبيض، فقد سلم محمد سعيد باشا حاكم الابيض، وبايع المهدي، هو وكبار ضباطه، فأمنهم المهدي على ارواحهم وممتلكاتهم. ولكن (اتي الخليفة عبد الله الى معسكر الاسرى وجلس في خيمة الحاج خالد العمرابي المار ذكره فدعا اليه سعيد باشا وعلي بك شريف ونظيم أفندي والصاغ محمد جمعة من رجال نظيم واحمد بك دفع الله ومحمد ياسين ناظر قسم خورسي وعثمان أغا سليمان ومشلي آغا حسين وكلاهما من سناجك الابيض وجعل كل اثنين منهما في عهدة شيخ من مشايخ العربان المخلصين لهم وأوعز اليهم سراً ان يقتلوهم فجعل سعيد باشا ومحمد جمعة في عهدة الشيخ اسماعيل ود الأمين شيخ الغديات. وعلي بك شريف ونظيم افندي في عهدة الشيخ نواي شيخ الحوازمة. واحمد بك دفع الله ومحمد ياسين في عهدة الشيخ مادبو شيخ الرزيقات. وعثمان سليمان ومشلي حسين في عهدة الشيخ مكي ود ابراهيم شيخ عربان حمر فذهب كل شيخ بفريستيه الى بلده وقتلهما) (نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان ص705).
    ولم يستقر حكم الخليفة، لكثرة الحروب الداخلية، التي خاضها.. ففي غرب السودان خاض حروباً في جبال النوبة، قادها حمدان ابو عنجة، قتل فيها الكثير من أهل الجبال. وكان محمد خالد زقل، وهو من الأشراف، اقرباء المهدي، قد استولى على كل دارفور عام 1884م واصبح حاكماً لها، تحت إمرة المهدي.. فلما توفى المهدي، اراد الخليفة عزله، فدعاه للحضور لأمدرمان. فتحرك بجيشة نحوها، ولكن الخليفة خاف ان يصل بسلاحه، ويدعم الاشراف، فارسل الى حمدان ابو عنجة، فقابله في كردفان وجرده من سلاحة، وارسله مكتوفاً بالسلاسل الى الخليفة. ومن القواد الذين ابلوا بلاء شديداً ، في نصرة المهدية، الشيخ مادبو.. فبعد وفاة المهدي أمره الخليفة بالحضور لامدرمان ، لتجديد البيعة ، وزيارة قبر المهدي. فلما لم يحضر اهدر الخليفة دمه، وكلف كرقساوي بالقبض عليه. وبمساعدة الأمير يوسف تم القبض عليه. وبينما هو في طريقة لامدرمان، التقى بهم حمدان ابوعنجة (وامر بارساله للسجن وفي اليوم التالي أمر فعقلوه وقطعوا رأسه فارسل الى الخليفة في امدرمان فعلقه في الجامع....) (المصدر السابق 1046-1047). ومن الوقائع ما حدث في دارفور والذي قتل فيه بعد عدة وقائع الأمير يوسف سلطان الفور نفسه عام 1888م ، رغم انه من أول من ناصر المهدية في الغرب. ومن الوقائع ايضاً حروب الخليفة مع ابي جميزة، الذي ادعى انه خليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهزم جيوش الخليفة مرتين، وتوجه نحو الفاشر لاسقاطها، لولا ان الجدري اصابه في الطريق فقضى عليه. وكان الخليفة قد كتب اليه (فان من كان متصفاً بخلافة عثمان رضي الله عنه على الحقيقة لا يكون بهذه المثابة بل يكون مقتفياً لاثره وسالكاً لنهجه. وهل بلغك ان عثمان رضي الله عنه جرد سيفه على مسلم أو سعى في الارض فساداً أو حارب احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) (المصدر السابق ص1052 -1053). والخليفة عبد الله يعتبر نفسه خليفة ابي بكر الصديق/ ويمكن ان توجه له نفس الاسئلة، فيما يخص ابي بكر، فإن الخليفة خلافاً لابي بكر، قد قام بقتل المسلمين وقتل اصحاب المهدي الذين كان يعزهم ويحترمهم.
    (وخلاصة القول ان الخليفة عبد الله استطاع ان يقضي على المقاومة الداخلية لحكمه من جانب القبائل المعادية، كما استطاع تنفيذ الهجرة الجماعية بالقوة واستمر في عمليات الجهاد التي لم تلق نجاحاً الا في الجبهة الشرقية ضد الأحباش. ان هذه الحروب الداخلية والهجرات الجماعية، قضت على الزراعة التي كان بها قوام الاقتصاد السوداني. واقفرت اماكن كثيرة من أهلها أما بسبب الهجرة او باسباب عدم الاستقرار، واعتداءات جيوش الانصارالتي كانت منتشرة في جميع انحاء السودان. وتعرضت البلاد لمجاعة كبرى اشتهرت بمجاعة سنة ستة " 1306ه – 1889م") (محمد محجوب مالك: المقاومة الداخلية لحركة المهدية "1881م-1898م". دار الجيل. ص 93).
    وبعد كل هذا الظلم ، والفجور في الخصومة، والعداء ، والاقصاء المتعمد، والعرقية البغيضة، إذا جاء السيد الصادق المهدي، ونصحنا باستعادة المهدية، حتى توحد بيننا، وتحقق لنا الوسطية المعتدلة، والمساواة بين كافة السودانيين،ثم نحملها للعالم فتسهم في حوار الاديان، فهل يمكن ان نصدقه؟!

    د. عمر القراي
                  

05-21-2020, 07:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول
    7

    عودة .. المهدية؟! (7)

    كنت في المقال السابق، قد ذكرت طرفاً من سياسة الخليفة عبد الله التعايشي الداخلية ، وحروبه ليس مع خصوم المهدية فحسب، بل مع بعض قادتها وزعمائها، وتعليق رؤوس بعضهم في فناء المسجد، إمعاناً في العنف ، والإرهاب، والتشفي، والإقصاء التام للقيادات التي اختلفت معه، مما ليس له علاقة من قريب أوبعيد باخلاق الدين وقيمه. ولقد أدى اشتعال الحروب، في كل مكان ، وانتقال الوشايات، للتخلص من الخصوم والمجموعات، التي كانت تتخذ من عداء الخليفة ذريعة لنهب أموال الناس، وانتشار الفقر والمجاعة، وما تسببه من نهب وسلب، مع ازدياد ضعف الأمن، لإهتمام الخليفة بحماية نظامه عن حماية المواطنين البسطاء، الى ان عاشت البلاد حالة من الإضطراب والفوضى.. ولقد ارتبطت حالة الفوضى، وغياب سيادة حكم القانون بالمهدية، للحد الذي جعل المواطنين البسطاء، يتجاوزون كافة ولاءاتهم العقائدية، ويسمون كل حالة من الفوضى مهدية ، حتى شاع التعبير (اصلوا الدنيا مهدية!) كناية عن الظلم وغياب سيادة حكم القانون.
    سأتعرض في هذا المقال، الى ملامح السياسة الخارجية للخليفة، والتي تمثلت في حملته لغزو مصر، وحروبه مع الحبشة، وما حدث فيها من اخطاء، أدت الى ذهاب المهدية، غير مأسوف عليها ، بعد ان زالت عن قلوب السودانيين، الذين كانوا قد استبشروا بها خيراً، حين ظنوا انها خلاصهم، من نير العسف التركي البغيض.
    لقد اتخذ الخليفة ، منذ البداية، سياسة الفتوحات كأستراتيجية. وهو في ذلك انما يحاول جهده اتباع المهدي، وتحقيق رغبته بنشر المهدية في ارجاء المعمورة. وكان اول ما فكر فيه غزو مصر ومن ورائها بريطانيا.. وكعادة المهدي ، بدأ الخليفة بارسال منشورات، فكتب الى أهل مصر منشوراً معنوناً الى (احبابنا في الله أهل الريف والجهات البحرية كافة) جاء فيه (واعلموا انه ما حملنا على نصحكم ولا دعاني الى بسط العنان في عظتكم الا مزيد الشفقة عليكم والخوف من ان لا تنجع فيكم المواعظ غروراً بالأماني الكاذبة وركوناً الى راحة الدنيا الفانية الذاهبة فتدور عليكم الدوائر كما دارت على من قبلكم في بلاد السودان) (مكي شبيكة: السودان في قرن – الطبعة الثانية ص 260). كما كتب الى خديوي مصر خطاباً طويلاً جاء فيه (واعلم ان ما دعوناك اليه هو الدين الحق القويم والمنهاج الواضح المستقيم فلا تعرض عنه الى نزعات الباطل فان الحق جدير بالاتباع والباطل حري بالتلاشي والضياع. ولو كان قصدي من هذا الأمر ملك الدنيا الزائل وعزها الفاني الذي ما تحته طائل لكان في السودان وملحقاتها كفاية كما تعلم من اتساعها وتنوع ثمراتها. ولكن ما القصد كما يعلم الله الا احياء السنة المحمدية والطريقة النبوية بين اظهر عامة البرية) (المصدر السابق ص 261). ولقد يلاحظ في هذه الخطابات، جنوح الخليفة للتعميم، فهو لا يطلب منهم شيئاً محدداً، وانما يريد فقط ان يدمغهم بالكفر، او المعارضة ، حتى يجد مبرراً لقتالهم. وفي خطابه للخديوي لم يدعوه للمهدية، لأن المهدي نفسه غير موجود، ولم يطرح الخليفة على نفسه، او اتباعه، اشكالية الدعوة للمهدية في غياب المهدي.. ولذلك ذكر في هذا الخطاب عبارات معممة مثل (احياء السنة المحمدية والطريقة النبوية)!! ويمكن للخديوي بطبيعة الحال ان يرد، ويشكر الخليفة على خطابه، ثم يذكر له ان اهل مصر تحت حكمه يحيون السنة المحمدية والطريقة النبوية، وعندهم من كبار العلماء في الازهر من يقومون بتنظيم هذه العمل. عند ذلك سيضطر الخليفة ان يفصح عن غرضه، في ضم تلك البلاد لحكمه، بغض النظر عن تطبيقهم او عدم تطبيقهم للاسلام. ولكن الخديوي تجاهل امر الخليفة ولم يرد عليه.
    ومع ان الخليفة دعا الخديوي للسنة المحمدية، الا انه دعا الملكة فكتوريا ملكة انجلترا، الى اتباع المهدية!! فقد كتب اليها ( ولما كان المهدي المنتظر عليه السلام هو خليفة نبينا محمد الذي اظهره الله لدعوة الناس كافة الى احياء دين الاسلام وجهاد اعدائه الكفرة اللئام وانا خليفته القافي اثره في ذلك فاني ادعوك الى الإسلام فان اسلمت وشهدت ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله واتبعت المهدي عليه السلام واذعنت لحكمي فاني سأقبلك وابشرك بالخير والنجاة من عذاب السعير) (المصدر السابق ص261). وواضح من لهجة الخطاب، واسراعه لذكر الجهاد ونعت خصومه بالكفر، انه لم يكن يعلم بمقدرة بريطانيا في ذلك الوقت، لذلك تحدث في جرأة لا يملكها العارفون. ولقد كتب الخليفة خطابات مماثلة ، لقبائل نجد والحجاز وملك الحبشة والسنوسي وسلطان ودّاي.
    في مايو 1889م تحرك عبد الرحمن النجومي بجيشه من دنقلا شمالاً بغرض غزو مصر. وكان كلما تقدم أخلى أهل القرى قراهم، وحملوا معهم مؤونتهم، حتى لا يجد الجيش ما يأكله. وكان ذلك من ضمن المقاومة الداخلية ، لحكم الخليفة ، ومن اكبر دلالات ضيق الناس به. وكان اثر ذلك على جيش النجومي كبيراً، إذ عرضه للمجاعة ، حتى كتب النجومي للخليفة ، وهو يطمع في الإذن له بالرجوع ، او ارسال مدد له ، ولم يظفر بشئ من ذلك. وقد جاء في ذلك الخطاب الغريب (سيدي وملاذي بعد اهداء مزيد السلام نرفع الى مكارمكم عن احوالنا واحوال الأنصار الذين معنا انه قد مسهم الضرر الشديد الذي ما عليه من مزيد واشتد بهم الحال وضاق الأمر جداً وان الجوع الحال بهم أضر بهم واذهب قواهم فورّم اجسامهم وغير احوالهم لأنه قبل دخول بلد العدو كان قوتهم التور الأخضر المر ونواه وانقطع عنهم من مدة. ولطول الطريق وكثرة المشقة ضعفوا فدخلوا البلد على حال ضعيفة ولشدة الضرر جلسوا جميعاً على الأرض وكثيرون منهم ماتوا جوعاً. أما ضعفاء اليقين منهم فلعدم صبرهم على البأساء والضراء رغبوا في الأعداء الجهادية والعبيد والخدم لحقوا أيضاً بالعداء وارتدوا عن الدين ولم يبق منهم الا النادر. ثم ان الجهادية الذين ارسلوا معنا طوبجية للمدافع من طريق سيدي يونس كانوا خمسة وثلاثين الجميع رغبوا في الكفرة وهربوا اليهم ولم يبق معنا منهم الا ثلاثة. أما بوابير الكفرة فما زالت سائرة معنا بالبحر تبيت معنا حيث بتنا وتقيل حيث قيلنا وعساكرهم ماشية بالشرق في خيل وجمال لمنع الأنصار ماء البحر. ولم يكن شرب الماء الا بقتال ومضاربة واستشهاد وجراحات) (المصدر السابق 270). إن المرء ليحزن، ويشعر بالاسى، لما لقى هؤلاء البسطاء المضللون، فبالرغم من ان الخليفة يتحدث عن الدنيا الفانية والزائلة، فانه لم يقم بقيادة أي من الجيوش، في حروبه الداخلية او الخارجية، حرصاً على تلك الحياة التي يكثر من ذمها. ورغم ما لحق بالجيش من الجوع والضرر، حتى انهم عجزوا عن الوقوف، فان النجومي يلوم من التحقوا منهم بالبعثات التي تمثل مناورات الغزو الإنجليزي، لالتحاقهم بجيش الاعداء الكفرة، وذلك بالرغم من انهم ضحوا حتى بلغوا الحالة التي وصفها، مع انهم وسط جيشه يعتبرهم من (العبيد) و (الخدم)!! فاذا كان رفقائهم في جيش الجهاد يعتبرونهم كذلك، فانهم لم يروا لهم ميزة ،على الجيش الغازي، ولذلك التحقوا به وانقذوا انفسهم من الهلاك، غير آسفين على جيش المهدية، الذي كان يسومهم المهانة. وكان السردار غرانفيل القائد الإنجليزي على صعيد مصر، قد التقى ببعض الفارين، وعلم منهم سوء حالة جيش النجومي، فكتب اليه يدعو للاستسلام. وكان مما جاء في خطابه (وقد بلغني انتهابك لممتلكات الناس المساكين الذين لا طاقة لهم بالدفاع عن انفسهم واخذك نساءهم واولادهم وتخريبك بلاداً كانت بالأمس عامرة مطمئنة. وكنت قد صممت على سحقك ومحو اثرك واثر انصارك عن وجه البسيطة بلا انذار ولكن عند مجيئي الى هنا وجدت انكم قوم مستضعفون مساكين تموتون جوعاً وعطشاً. وانا عالم سوء حالك انت وعالم انك فريسة لغيرة ذلك الخليفة الكذاب الذي جعل ابن عمه يونس عاملاً في مكانك وجعلك تحت طاعته وارسلك انت والأعراب الذين يخشى شرهم بحجة فتح مصر وهو انما يريد هلاككم فانه يعلم ان الذي ارسلكم اليه لمستحيل عليكم بل انتم ايضاً تعلمون ذلك ولكنكم لعماوة قلوبكم تظنون ان طاعة ذلك الكذاب واجبة... وعليه فاذا تقدمت الى الأمام فانت هالك لا محالة واذا رجعت الى الوراء فان جيوش حلفا واقفة لك بالمرصاد. واذا بقيت حيث انت مت جوعاً وعطشاً فاصبحت كالطائر في القفص لا منفذ له ولا معين. ولما كانت حكومتنا السنية مجبولة على حب الشفقة والانسانية ولا تريد قتل النفوس ولا سيما النساء والاولاد فقد جئتك بهذا ادعوك الى التسليم فاذا سلمت سلمت انت ومن معك من الأمراء والأعوان. واعلم انك تأخذ هذا الوعد من جنرال انجليزي. وأما اذا ابيت التسليم فليس امامك الا الهلاك كما بينّا لك. فاختر ارشدك الله الى الصواب أحدى الطريقين واني في انتظار الجواب على كتابي هذا مع رافعيه والسلام) (نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان ص 1116-1117). ولقد رد عبد الرحمن النجومي في اليوم التالي، ومع نفس الرسول، بخطاب جاء فيه (ثم نعلمك بان جوابك المرسل منك باعلامنا بحضورك وما جئت لاجله وصلنا ولآخر ما ذكرته فيه وزعمته من الأقاويل التي لا طائل تحتها قد علم لدينا ونقول لك أنا ما بعثنا من طرف السيادة الا لدعوة الناس والمسلمين وادخالهم في سور الرحمة والهداية اجمعين....أما ما ذكرته من كثرة عساكرك وقرب وصولها الخ فذلك لا يهولنا ولا يخيفنا بل لا نخشى احداً الا الله تعالى ولو الثقلين الانس والجن... فاعلم انا باقون على قتالكم وجهادكم واستئصالكم حتى لا ندع على وجه الارض منكم داعياً ولا مجيباً أو يفوز بالشهادة من يفوز ويلاقي الله تعالى.... فان اسلمت وسلمت جميع المدافع والجبخانات والأسلحة سلمت وعليك امان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومهديه عليه السلام وخليفته عليه الرضوان والا فهذا حجة عليك وذنبك وذنب من معك مطوق في ذمتك.) (المصدر السابق ص 1118). ولم تكن معركة توشكي التي وقعت في 3 أغسطس 1889م معركة متكافئة، فقد سحق جيش عبد الرحمن النجومي في ساعات، لقلة عتاده ، ولما لحق به من وهن قبل المعركة.. ومع ذلك ابدى النجومي واتباعه شجاعة وجلد. ورغم ان خطاب غرانفيل قد حوى صلفاً استعمارياً ، وكان خطاب النجومي مثلاً في الشجاعة والثبات على المبدأ ، الا ان غرانفيل قد اشار الى نقطة موضوعية. وهي ان النجومي كان والياً على دنقلا ، فارسل اليه الخليفة ابن عمه يونس الدكيم والياً ، وامره بطاعته ، رغم ان بلاء النجومي في وقائع المهدية لا يقارن بيونس الدكيم.. وحين جاء موضوع غزو مصر، لم يرسل اليه ابن عمه، وانما ارسل النجومي، في مهمة ، يصعب تصديق ان الخليفة كان يرى نجاحها.
    أما في الجبهة الشرقية ، فقد نجح حمدان ابو عنجة في حربه مع الأحباش، وانتصر عليهم واوغل في ارضهم، وكتب الى الخليفة (فدخلنا يوم الاثنين وجلنا فيها يميناً وشمالاً فاعجبنا بما شاهدناه من القصور الشامخات وأحرقنا فيها 45 كنيسة ما عدا الكنائس التي احرقناها بالديار المذكورة عند مرورنا بها وهي تزيد على 200 كنيسة) (مكي شبيكة: السودان في قرن ص 267). ولقد اخلى يوحنا ملك الحبشة بعض المناطق ، لإنشغاله بحرب الطليان ، الذين احتلوا مصوّع. وكتب الى ابي عنجة ، يدعوه للصلح وللإتفاق في وجه الاجانب، وكان مما ورد في خطابه (والآن فاذا حضرت الى بلادكم واهلكت المساكين ثم جئتم انتم واهلكتم المساكين فما الفائدة في ذلك.. والواقع ان الافرنج اعداء لنا ولكم فاذا غلبونا وهزمونا لم يتركوكم بل يخربوا دياركم واذا ضربوكم وكسروكم فعلوا بنا كذلك فالرأي الصواب ان نتفق عليهم ونحاربهم ونغلبهم... فاذا صار كذلك فهو غاية المنفعة لنا ولكم لأنكم انتم ونحن في الاصول السالفة اولاد جد واحد فاذا قاتلنا بعضنا بعضا فماذا نستفيد؟ فالافضل والأصوب لنا ولكم ان نكون ثابتين في المحبة جسداً واحداً وشخصاً واحداً متفقين مع بعض ومتشاورين بالشورى الواحدة ضد اولئك الذين يحضرون من بلاد الأفرنج والترك وغيرهم الذين يريدون ان يحكموا بلادكم وبلادنا مزعجين لكم ولنا اولئك أعداؤكم واعداؤنا) (المصدر السابق 267-268). ولقد قابل ابو عنجة، هذه الدعوة الاقليمية المتقدمة، للتعاون المشترك، بمستوى بعيد عن مستواها. فقد كتب اليه رداً جاء فيه (وأما طلبك الصلح منا وانت باق على كفرك فبعيد بعد المشرقين ودليل على ضعف عقلك وفراغ ذهنك فيالك من سفيه وياك من جاهل أتريد منا صلحاً ومؤاخاة ولم تدخل في الدين الحق وكتاب الله ناه عن ذلك؟ فان رمت الصلح فقل مخلصاً من قلبك أشهد الا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله وال فانا نقاتلكم ونخرب دياركم ونيتم باذن الله اطفالكم ونغنم اموالكم كما وعدنا الله ذلك في كتابه العزيز) (نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان ص 1076). ولقد توفى حمدان ابو عنجة وخلفه الزاكي طمل، الذي اعتقله الخليفة، نتيجة وشاية، وسجنه.. ثم رجعت الجيوش عن احتلال الحبشة ، حين انشغل الجميع بالغزو الانجليزي المصري للسودان. والذي اكتمل بهزيمة الانصار في توشكي، وفرار الخليفة من ميدان المعركة في امدرمان، ونهاية المهدية بمصرعه في ام دبيكرات في 24 نوفمبر 1899م.

    د. عمر القراي
                  

05-21-2020, 07:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    عودة .. المهدية؟! (8)

    لقد ذكرنا ان هذه المقالات، تستهدف مواجهة محاولة السيد الصادق المهدي لإعادة المهدية بصورة جديدة، يكون هو بطلها ، وقلنا في بداية هذه الحلقات ، ان السيد الصادق قد قال (أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز مهما كانت إنجازات المهدية التاريخية فقد قال الإمام المهدي: في مقبل الايام، تظهر لدعوتنا كرامة أكبر، مما ظهرت حتى الآن...) (الصادق المهدي – خطبة الجمعة 19/9/2008م). ولقد كرر السيد الصادق هذا القول مؤخراً ، وذلك حيث قال (روي عن الإمام المهدي انه قال في مقبل الايام تكون لنا كرامة تفوق ما تحقق الآن. وأي كرامة أكبر من ان تقدم دعوته بديلاً هو الأجدى لاستنهاض الامة بعد أكثر من قرن على وفاته؟)!! (خطبة صلاة عيد الاضحى بمسجد ودنوباوي 8/12/2008م) والسؤال هو: هل حقاً قدمت دعوة المهدي، وتجربة حكم المهدية ، بديلاً هو الأقدر على استنهاض الأمة؟! أم انها قسمت الأمة ، واعتدت على افرادها ، في ظلم ظاهر، وعسف بيّن، جعل أهل السودان يطلبون الخلاص ، ولو على يد المستعمر الاجنبي؟!
    وليس هناك حركة تغيير، يمكن ان تنسب بحق للدين ، ثم تقوم بتقتيل قياداتها، وزعماء البلد ، كما فعلت المهدية.
    فلقد سجن الخليفة عبد الله السيد محمد شريف، ابن عم المهدي، وابقاه في الحبس، ولم يخرجه الا لواقعة كرري. ثم ارسل في اثر الدناقلة ، وقبض منهم نحو ألف رجل، ليس لهم جريرة الا انهم من قبيلة الدناقلة ، التي ينتمي اليها السيد محمد شريف، حبسهم جميعاً بتهمة مساندة الاشراف. كما حبس ابناء المهدي: الفاضل ومحمد والبشرى ، بمنزل جدهم أحمد شرفي ومنعهم من مغادرته. ومن الأشراف أيضاً ، قبض الخليفة على القائد محمد عبد الكريم، وعبد القادر ساتي، طبيب المهدي ، وقيدهما، وارسلهما الى الزاكي طمل في فشودة، فقتلهما ضرباً بالفؤوس، وكان ذلك في أغسطس 1892م. ولقد كان الزاكي طمل من ابرز قواد المهدية.. وقد تولى قيادة الجيوش في حرب الحبشة بعد حمدان ابي عنجة، واخضع عدد من المتمردين على حكم الخليفة في غرب السودان ، وقاد حروب الخليفة ضد الشلك.. ومع ذلك استدعاه الخليفة ، وزج به في السجن ، ومنع عنه الأكل حتى مات جوعاً في 16 سبتمبر 1893م. كما استدعى الخليفة محمد عثمان ابي قرجة ، الذي كان يلقب بأمير البرين والبحرين ، لدوره المشهود في فتح الخرطوم ، وكان عاملاً على كسلا، واخبره بانه قد عينه حاكماً للجنوب، وكتب لحاكم الرجاف باعتقاله وحبسه. ولقد ترك ابوقرجة مكتوفاً لتأكله الضباع ، لولا ان الحملة الفرنسية قد اطلقت سراحه. ولقد الحق بابي قرجة ، القائد الذي اخضع دارفور للمهدية محمد خالد زقل، وهو مقيد ليحبس في سجن الرجاف. وكان من ضمن المقربين للمهدي اسماعيل عبد القادر الكردفاني، الذي كتب سيرة للمهدي، واثنى فيها عليه ، وذكر كراماته وانتصاراته. ولقد اتهمه الخليفة اثر وشاية بالخيانة ، ونفاه مغلولاً الى الرجاف، حيث ترك حتى مات في اوائل عام 1897م. أما أحمد علي الذي ولي منصب قاضي الإسلام ، فقد اختلف مع يعقوب أخ الخليفة ، فجرده الخليفة من امواله، وحبسه في السجن، ومنع عنه الأكل حتى مات في 1894 م. أما الشيخ الحسين الزهراء ، فقد كان من الفقهاء الذين درسوا في الأزهر، ولقد ولي القضاء بعد أحمد ود سليمان، الذي تقدم ذكره. فسجنه الخليفة حتى مات في سجنه عام 1895م. أما ود جار النبي، فقد كان من القواد البارزين ضمن راية علي ود حلو، فاختلف معه، وتحول الى راية يعقوب، فاشتكاه علي ود حلو للخليفة فعزله وقتله في 15 سبتمبر 1893م. ومن الانصار الذي قتلهم الخليفة، محمد نور الفادني.. فقد إعترض على قتل الخليفة للابرياء، ولما ذكر له ان المهدي قتل مثلهم، ادان ذلك، وندد بقتل المهدي للناس في فتح الخرطوم. ثم امتنع عن الصلاة خلف الخليفة، ولما قيل له ان يتبع ولي الأمر، ذكر بان الله هو ولي الامر. فقبض عليه الخليفة وشنقه في سوق امدرمان في فبراير 1887م.
    ومن الزعماء الذين اعتدى عليهم الخليفة خوفاً من مكانتهم، محمود ود زايد شيخ الضباينة.. وقد اشتهر بالشجاعة والقوة ، وحين حاول الخليفة قبضه ، وجده مستعداً باتباعه وسلاحه، فهادنه ، وخادعه ، ودعاه للتفاوض في معسكره ، فلما جاء قبض عليه وزج به في السجن. كما سجن الشيخ عوض الكريم أبوسن زعيم الشكرية ، وتركه به حتى ساء حاله ومات في سجنه في عام 1304هـ. وفي عام 1305هـ قتل الخليفة المرضي ابوروف ، شيخ الحسانية ، ومعه محروس شيخ العلاطين ، وابراهيم ود صابون شيخ العقليين ، والفقيه ابراهيم ود خالد. ولقد استدعى الخليفة محمد البشير علي طه ، شيخ الأحامدة الى أمدرمان ، فلم يحضر لما رآه من ما يحدث للزعماء ، فارسل اليه وقتله ، ونكل بأهله تنكيلاً في عام 1304هـ. وقتل الخليفة عبد الله ود سعد زعيم الجعليين، ومعه كل رجاله الذين بلغ عددهم حوالي 300 حين امر جيش محمود ود أحمد - وقوامه حوالي 10000 - وقد كان متوجهاً لمقابلة الجيش الغازي، ان يبدأ بقتل الجعلين، فكانت مجزرة المتمة في 1 يوليو 1897م. ولقد كان الأنصار في كل هذه المواقع والحروب، يرتكبون فظائع التقتيل، والتعذيب ، وقتل الابرياء، وقتل الأطفال، وسبي الحرائر من النساء. (راجع : شبيكة - أبو سليم - نعوم شقير - ضرار صالح ضرار).
    ولقد عزى كثير من المؤرخين، الفظائع التي احدثتها المهدية، الى فظاظة اتباع المهدي، وبداوة اطباعهم، ووعورة اخلاقهم، فقد جاء (وفي رواية أخرى ان أحد الانصار سأل المهدي "كيف اتبعك هؤلاء الأعراب الاجلاف؟" فتبسم المهدي وقال له: "يا أخي ان هؤلاء الاعراب الى الآن لم يتبعوني على ما أطلبه من إقامة الدين. وقد حضرت لي جوابات في هذا اليوم من أبا بأن منهم جماعة قتلوا سبعة من المسلمين ظلماً وعدواناً. ولكن يا أخي انا لما ألزمت بأمر المهدية، وتحتم علي، ولم اجد منه خلاصاً، كاتبت أهل المكانة وأهل الدين وطلبت منهم إجابة دعوتي، والقيام معي في تأييد أمر المهدية، على حالة مقبولة عند العقلاء. فمنعهم الجاه من اجابة دعوتي، فدعوت هؤلاء الأعراب الأجلاف، فاجابوني في الحال وهاجروا معي في الحال ، فلزمني لهم حق الصحبة القديمة. وجاءت المهدية على هذه الحالة المشوشة عند العقلاء حسب طباعهم وحسب مراد الله فعلى الناس ان يصبروا على جفوتهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا) (مكي شبيكة: السودان في قرن – الطبعة الثانية ص 247). هذا هو رأي المهدي في اتباعه، وتبريره ، لما ذكره ، من تقتيلهم للناس ظلماً، وعدواناً!! ألم يسمع المهدي قوله تعالى (من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً)؟! فهل رفض العقلاء لدعوته ، مبرر لقبول الجهلاء المعتدين على الابرياء، باسم الدين وباسم المهدية؟! وإذا كان المهدي قد جاء ليملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، ثم يعجز ان يغير أصحابه ، ويطلب من الناس ان يصبروا على جفوتهم ، بدلاً من ان يحملهم هم، على ان يصبروا على أوامر الدين ونواهيه، فهل يمكن ان يكون هذا هو المهدي المنتظر؟! ومادام أهل المكانة والدين، قد رفضوا المهدية ، فلماذا لم يصبر على حوارهم وجدالهم ، بدلاً من التحول السريع ، لمن اسماهم الأجلاف ، وكأن الغاية هي انتشار أمره ، لا ان يكون ذلك الأمر هو الحق؟!
    ومهما يكن من أمر، فان تحقير المهدي لاتباعه، وتصريحه علناً ، بما يقلل من شأنهم ، رغم ما بذلوا في نصرة مهديته ، لا ينسجم مع القامة الدينية السامقة التي ادعاها.. ذلك ان الذين بذلوا حياتهم من اجل أي جماعة، حري بتلك الجماعة ، ان تكرمهم وتقدرهم. ولقد استنكر الناس مؤخراً، رفض السيد أحمد المهدي إمام الأنصار، ان يدفن السيد عبد النبي علي أحمد الأمين العام لحزب الأمة ، رحمه الله، في قبة المهدي، بحجة انه لا يستحق هذا الشرف، رغم بلائه في الحزب وكيان الانصار، لأنه ليس من آل بيت المهدي!! ولكن السيد احمد المهدي، كان فيما ذهب اليه ، متبعاً وليس مبتدعاً ، وقد اعاد سيرة المهدي، في تقييم بعض اتباعه.
    لقد درج كثير من المهتمين بالتاريخ، وتقييم احداثه، على إدانة الخليفة عبد الله التعايشي، وعدم ادانة المهدي. ولعل السبب في ذلك، ان الخليفة واجه مرحلة التطبيق، واقامة الدولة ، التي تظهر فيها الأخطاء ، ويسهل فيها، وقوع المظالم بسبب الخوف على السلطان. أما المهدي، فانه عاش مرحلة الثورة على الظلم، وتحقيق آمال الشعب في هزيمة الأتراك. ولم يعش المهدي بعد فتح الخرطوم، ليمتحن في مجال الحكم والسياسة. ويرى بعض المؤرخين، انه بعد فتح الخرطوم، إكتشف خلل المهدية ، وسأل الله ان يموت، حتى لا يواصل فيها، وكان له ما اراد. جاء عن ذلك (وهناك أخبار وردت عن ثقات عن المهدي يرى فيها ان المهدية وردت على نهج يختلف عما كان يرجوه لها. فقد روى عن الشيخ محمد ود البصير انه قال "ذات يوم بعد فتوح الخرطوم طلبني المهدي نصف النهار وقال لي ان أمر المهدية كان طويلاً ولكن الأخوان غيروا وبدلوا ونحن اخترنا الآخرة فقلت كيف وانك كنت وعدتني بفتوحات كبيرة. فأجاب بأنها كلها نسخت لأنه لا يخفى ان القرآن ينزل من عند الله بواسطة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ويكون فيه الناسخ والمنسوخ) (المصدر السابق ص 247). فان صحت هذه الرواية ، فلا بد ان يكون الخليفة عبد الله التعايشي ، على علم بها، لمكانته المقربة لدى المهدي.. ثم لا بد انه تجاوزها ، ولم يحفل بها ، لانه استمر في استغلال المهدية ، وسعى لنشرها ، فلماذا لم يتخذ المهدي موقفاً أشد صرامة، وشفافية ، في اعلان نسخ مهديته ، بنفس القوة التي أعلنها بها في البداية ، وقاتل عليها الناس؟!
    ومهما يقال عن الروايات العديدة ، التي تسعى لتبرئة المهدي ، او الخليفة ، أو إعذارهما ، فان ما لا شك فيه هو ان حقبة المهدية ، قد كانت فترة سوداء في تاريخنا الحديث. فقد قامت على مفاهيم خاطئة ، ومغلوطة ، تنقصها المعرفة بالدين ، وتوجهها الأطماع السياسية ، التي ادت الى ارتكاب فظائع ومظالم، تستوجب الاستغفار لله ، والاعتذار للشعب السوداني، من جراء ما لحق به من فتنة المهدية. وعلى المؤرخين السودانيين، وكافة المثقفين، ان يقفوا وقفة صادقة، بغرض تصحيح تاريخنا الذي ندرسه لابنائنا، ونشيد فيه بالمهدية، وهو كله محض تزوير، وتلفيق ، لا يليق بأمة تنشد الحرية ، وتسعى لتحقيق الكرامة لافراد شعبها.. وليعلم السيد الصادق المهدي ، بأن محاولات ترقيع اخطائه السياسية العديدة، ومحاولة تلافي سوأة "التراضي الوطني" ، باعادة المهدية من جديد ، لن تفيد.. فأولى من الرجوع للمهدية، الاحتكام للمؤسسية ، والتقيد بالديمقراطية ، فليس في المهدية خير، يمكن ان يقدمه لنا اليوم، فانك لا تجني من الشوك العنب!!
    د. عمر القراي
                  

05-21-2020, 08:15 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    وشهد شاهد من آل المهدى .....( أن الأمام ذهب أبعد من التناسي ووقع في براثن تعظيم الذات والأنا التي لم يستطع الفكاك منها الي الآن حينما وجد صعوبة أمام المذيعة التلفزيونية في استذكار إسم عمه بشرى السيد حامد الذي صعدَ على أكتافه لتحقيق حلمه في رئاسة الوزارة وحزب الأمة. )
    الى مقال الدكتور حامد بشرى :
    (( لم أكن أنوي الرجوع الي هذه المقالة التي يرجع تاريخها الي مايو 2013 الا أن ملابسات الأحداث الجارية ومحاولات حزب الأمة المستميته لشق وحدة المعارضة حدا ببعض النشطاء الرجوع الي هذا المقال لتبرير حجتهم بتراجع وتنصل رئيس الحزب من الأتفاقيات التي يبرمها مع القوي السياسية الاخري التي أسقطت النظام البائد وعدم وضوح آرائه وفكره الذي يسبب ربكة في المشهد السياسي العام بل السعي والعمل بأدراك أو بغيره الي أجهاض الفترة الأنتقالية والأمثلة علي ذلك كثيرة آخرها طلبه بتجميد عضوية الحزب في قحت علي الرغم من عضويته في نداء السودان أضافة الي الزيارات المتكررة له من فلول النظام البائد أمثال أحمد عبدالرحمن محمد وعثمان خالد مضوي وسفراء نظام التمكين ، أما ثالثة الأثافي تتمثل في اللقاء السري الذي جري مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان . كل هذه الخطوات ترمي الي أضعاف وأبتزاز رأس الرمح في ثورة ديسمبر قوي الحرية والتغيير في حين أن المطلوب من كل الحادبين لمصلحة الوطن في هذا المنعظف التاريخي الخطير الذي تمر به البلاد وحدة الصف وليس الخروج عنها .
    الصادق المهدي ومحاولات تزوير التاريخ
    د. حامد بشري/ أوتاوا
    تقديم :
    " رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب "
    الأمام الشافعي
    يُعرف عن السيد الصادق المهدي إنه خطيب مُفوَّه حباه الله بفصاحة اللسان ووضوح البيان، كما أنه يُعدُّ من أكثر السياسيين السودانيين حظياً بحضور واسع عند مخاطبة الجماهير بلا منازع. فضلاً عن ذلك، فإن من بين ما يميزه إنه يدقق في أختيار العبارة ويشدَّ المستمع إلى حديثه خاصة ًحينما يستخدم اللهجة العامية السودانية، ويستعين بالأمثال الشعبية، ويغوص في بعض الأحيان في بحور اللغة، ويستولد ويستنبط منها جديد التعابير والكلمات حتي أنه لُقب بـ "أبوكلام" في فترة الديمقراطية الثانية. ولما كان الصادق يُحظي بكل هذه الميزات، علاوة على كاريزما القيادة السياسية التي أضاف إليها لقب "الإمامة" مؤخراً ، عليه يجدر بنا أن نتحقق فيما يرويه خاصة إذا أورد ذلك في إطار المسلمات والحقائق التاريخية التي لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من بين يديها.
    لقد تسنت لي مشاهدة اللقاء التلفزيوني "ساعة حرة" (3) علي اليوتيوب You Tube الذي جرى بين مقدمة البرنامج الأستاذة عفراء فتح الرحمن والسيد الصادق المهدي (أنظر الرابط http://youtu.be/cSYGrzWxAWEhttp://youtu.be/cSYGrzWxAWE والذي تمَّ بثه في فبراير 2013 ومن ضمن ما ذكر ورد الرأى التالي حول الخلاف الذي تمّ بينه وبين السيد محمد أحمد محجوب في العام 1966:
    سؤال من مقدمة البرنامج: المحجوب يقول تمَّ إفراغ مقعد برلماني لك (الضمير راجع الي السيد الصادق) وفي "النت" تمَّ إفراغ مقعد لك في منطقة كوستي علي وجه التحديد؟
    الصادق: ياست دي ماليها دخل بكده. أنا كنت زول مُعترف لي بأني كنت قائم بعمل سياسي (كبير جداً) . وأتُفق علي أنو أنا والسيد أحمد المهدي في ذلك الوقت كنا دون الثلاثين لما جرت الانتخابات، وكان في فكره من الناس أنو أنا والسيد أحمد ندخل في البرلمان، فكيف يكون ذلك والانتخابات ستُجري ونحن دون الثلاثين؟!
    الحصل بالضبط (والحديث ما يزال للصادق) هو أنه اتُفق من قيادة حزب الأمة إنه الإتنين ديل لازم يدخلوا البرلمان. في إتنين من أهلنا مُخلصين ومهتمين قالوا نحنا بندخل في هذه الانتخابات ولما تبلغوا (يقصد السن القانونية للترشيح للبرلمان) بنخلي ليكم المقاعد دي. كانوا هم خالي السيد أحمد عبدالله جاد الله، وأيضاً عمي إبن السيد حامد. قالوا نحنا مستعدين ندخل في هذه الانتخابات وعندما يلزم نخلوا لكم هذه المقاعد. والحصل فعلاً هذا الإجراء، كانت دائرة الجبلين ودائرة الجزيرة أبا، وديل مشوا في الخط ده تطوعاً منهم وعملوا هذه الخدمة.
    عفراء : أشكرك علي هذه الحقيقة التاريخية ولقولها بهذا الوضوح. إنتهى حديث السيد الصادق.
    أما حديثنا نحن فنقول، صحيح أن والدنا المرحوم بشرى السيد حامد بن السيد حامد من المهتمين والمخلصين لعقيدته الأنصارية ولحزب الأمة، ولكن لم يتم أي اتفاق معه قبل الانتخابات علي إخلاء مقعده للسيد الصادق أو لغيره كما زعم، بحكم إنني كنت شاهد عيان علي ما تمَّ. وليسمح لي السيد الصادق أن أسرد له ولمن يشاركه الرأي تفاصيل حول ما يسمي بحادثة التنازل هذه، لعلّ ذلك من جهة يساعد المؤرخين الذين يسلكون طرقاً وعرة في الوصول إلى الحقائق. ومن جهةٍ ثانية ربما وضع حداً لتضارب الروايات، بما فيها تلك التي تصدر من السيد الصادق أو عن طريق مكتبه!
    لنبدأ بتعريف الشخصية التي قال عنها إنها تنازلت له عن مقعد برلماني. الذي حدث أنه بعد ثورة أكتوبر وما تلاها من اتفاقٍ علي إجراء انتخاباتٍ برلمانية، حضر للوالد (بشرى السيد حامد) أعيانٌ ومشايخٌ من "دار سليم" و"الصبحة" و"نزي" و"دار محارب" وألحوا عليه بشدةٍ أن يترشح نيابة عنهم في الانتخابات القادمة. قبل الوالد هذا الطلب إلا أنه خاض معركة شرسة داخل حزب الأمة حتي يجد تزكية من الحزب تعطي الناخبين الحق في اختيار من يمثلهم. وفي اجتماع مع إبن عمه وصديقه السيد الهادي المهدي، أسرَّ إليه فيه بعدم موافقة الأجهزة الحزبية علي ترشيحه، بل تفضيل أشخاص آخرين من العاصمة نيابة عن أبناء الهامش، لكي يقوموا بتمثيلهم في تلك الدائرة الجغرافية. لم يجد الوالد أمام تلك المستجدات سبيلاً سوى تحدي الحزب ومؤسساته مخاطباً السيد الإمام بقوله: (أتحداكم جميعاً أولاد السيد عبدالرحمن أترشحوا في الدائرة في كفة واحدة، وأنا بشرى السيد حامد في الكفة الثانية والحشاش يملأ شبكتو). بالإضافة إلى ذلك، زاد على هذا التحدي بتأكيد معرفته الشخصية بأفراد وبيوتات هذه القبائل، والتي تقطن منطقة جنوب كوستي وتمتد من ربك إلى الرنك فخاطبه قائلاً: "يا السيد الهادي أنا بشرى السيد حامد، أستطيع أن أنادي راعي الضأن في الخلاء بإسمه، من منكم يا أبناء السيد عبدالرحمن يعرف هؤلاء القوم بمقدار معرفتي بهم؟".
    في حقيقة الأمر، كان يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ومشايخهم ونظارهم بل كان يتواجد في أفراحهم وأتراحمهم، صاهرهم وصاهروه. وقد جعله هذا التداخل والتمازج معهم، بعيداً عن العاصمة وجاهها ومالها ومناوراتها وأساليبها وألاعيبها. تحت هذه الحيثيات تمت الموافقة على مضضٍ بترشيحه بإسم حزب الأمة. وعلى عكس ما هو متعارف عليه وجرى به العرف والنُظم، لم يقدم له الحزب أي عونٍ لدعم حملته الانتخابية، خاصة وأنه كان من مرشحي الهامش الذين لم يحصلوا علي رضى السادة والسرايا. أضف الي ذلك أن التأمين الذي كان يُدفع كرسوم للجنة الانتخابات ويعتبر أحدي شروط الترشيح وهو عبارة عن 100 جنيهاً لم يكن متوفراً للوالد بل تبرع به أصدقاؤه. شارك مع الوالد في الحملة الانتخابية، علي ما أذكر، عمنا السيد عبدالملك السيد عبدالله حامد مؤسس مدارس دار السلام بمدينة ربك أطال الله في عمره ومد في أيامه، أما المشاركون الآخرون وجلهم رحل إلى الدار الآخرة، فهم العم الشريف بشرى عثمان والد الشاعر النابه عثمان بشرى، ولعل السيد الصادق استمع إلى قراءاته الشعرية حينما كان بالقاهرة، ووالده إبن خال الوالد وزوج ابنته عائشة، بالإضافة إلى الخال عبدالرحمن النيل، وخالد محمد إبراهيم، وإبن عمنا حامد صديق الذي التحق بالرفيق الأعلي مؤخراً، وآخرين أعتذر لهم إن لم تسعفنِ الذاكرة بذكر أسمائهم. ومن المآثر التي يجب أن تُدَّرس في مقررات حقوق الإنسان السياسية ومنظمات المجتمع المدني، أن عمنا عبدالملك إشترط لمشاركته في الحملة الإنتخابية أن لا يدعو أي من الناخبين للتصويت لإبن عمه، باعتبار أن ذلك يمثل تحيّزاً لناخبٍ بعينه، مما يتعارض مع مهمته التي تتلخص في شرح الطريقة الصحيحة للناخب لكي يدلي بصوته ويضع العلامة في الموقع الصحيح للمرشح الذي يريد التصويت له حتي لا يفقد صوته. هذه هي الحيادية التي رأيتها بأم عيني مِنْ مَنْ كانوا يقفون خلف الوالد في الحملة الانتخابية في سودان 65 أي قبل ما يقارب الخمسين عاماً في دائرة جغرافية تمتد من ربك حتي الرنك، وتقطنها قبائل رُحل وبها نسبة عالية من الأمية في ذلك الوقت، ويشهد الله أنه لم تُمارس في هذه الحملة الانتخابية أي نوع من التدليس أو الرشاء أو التزوير. كانت عبارة عن عهدٍ بين المرشح والناخبين، يتم في خِتامه قراءة الفاتحة، وتعقبها المقولة العبقرية السائدة آنذاك (الخائن الله يخونه)!
    هؤلاء القوم يا سيد صادق مسلمون بالفطرة، و يذكرني هذا برواية يحكيها الوالد عن مواطني هذه الدائرة ولعلك قد سمعتها منه مراراً وتكراراً. يُحكى أن والدكم السيد الصديق طلب من المهندس محمد عبدالكريم الذي أشرف علي إنشاء طلمبات دائرة المهدي بالنيل الأبيض، أن يطوف على مواطني هذه الدائرة قبل الانتخابات الأولي في عام 1958 ويتحسس آراءهم، ولمن سيدلون بأصواتهم، لحزب الأمة أم للحزب الوطني الاتحادي؟ وعند عودته وفي لقاء مع الإمام الصديق، وعندما واجهه بالسؤال كان رده إن هؤلاء القوم أنصار إلا أن رسالة "محمد" لم تصلهم بعد. هذه رسالة يُفهم منها أن الدستور الإسلامي والقوانين الإسلامية المستمدة من الشريعة الإسلامية، والتي تلكأ حولها السيد الصادق كثيراً وتردد في إزالتها، ويحاول حالياً أن يضعها كعقبة كؤود أمام قوى المعارضة، إضافة إلى أوهام الصحوة الإسلامية التي يدعو لها، كل ذلك يختلف كثيراً عن إرث الأنصارية الذي دعا له الإمام عبدالرحمن واقتفى أثره السيد الصديق! المضحك المبكي يا سيد بدلاً من أن تجتهد في توظيف أمكانياتك لتطوير هذا السلف فضلت أن تتبع فكر أخوان الشيطان وتتبني سياستهم وأصبحت لهم داعية بالوكالة في أحسن الأحوال وصرت أقرب اليهم من حبل الوريد في ذات الوقت الذي تبرأ منهم شيخهم ، عرابّ النظام واصبح يتخذ مواقف أكثر صلابة ووضوحاً وشجاعة منك حتي فيما يختص بالمسخ الذي أبتدعه وسماه قوانين سبتمبر أو ما يُطلق عليه زوراً وبهتاناً بالشريعة الأسلامية. هذه هي الملهاة ، أما الجانب الآخر الأكثر مأسوية فيتمثل في رغبتك بالمساومة في مصير هذا الأرث العظيم أرث الأمام المهدي لكي يكون تابعاً وليس متبوعاً وليته كان تابعاً لجهة تخاف الله وتخشي يوم الحساب وأنما بفضلك أصبح تابعاً للمؤتمر الوطني مع أنك لا تملك حتي الحق الأدبي في هذا .
    إنتهت الانتخابات بفوز الوالد (بشرى السيد حامد) وقد حصل على 10203 صوتاً من مجموع المسجلين البالغ عددهم 12702 في الدائرة 62 كوستي الجنوبية، كما جاء في كتاب الانتخابات البرلمانية في السودان لأحمد إبراهيم أبوشوك والفاتح عبدالله عبدالسلام، إذ كان ترتيبه الثالث على مستوي القطر من حيث عدد الأصوات التي نالها، وهذا يقف شاهداً علي ثقته في تحديه ومتانة صلته بناخبيه. وفي ظهيرة يوم من عام 1966 طرق باب المنزل الأعمام الأعزاء طيب الله ثراهم: السيد محمد الحلو موسى الذي شغل فيما بعد منصب وزير شئون الرئاسة، والسيد عبدالرحمن النور الذي تبوأ وزارة العدل وطلبا مقابلة الوالد. استظل ثلاثتهم بشجرة الليمون بذلك المنزل العتيد، في الوقت الذي كنت أشرف على إحضار ما جادت به يد الوالدة. ابتدر الحديث العم عبدالرحمن النور بقوله إن إبنك السيد الصادق المهدي قد بلغ عامه الثلاثين وهذه هي السن القانونية التي تجعله مؤهلاً لدخول البرلمان، ونحن حضرنا إليك لنطلب موافقتك على إخلاء المقعد البرلماني الذي تشغره الآن!
    قد يعجز العاقل عن استيعاب مثل هذا الطلب الذي يعبر عن سابقةٍ برلمانية تفتقت عنها ذهنية ما سمَّاه الصادق بقيادة حزب الأمة، في قوله إنه (اتّفق من قيادة حزب الأمة) والضمير مبني للمجهول، إذ لم يفصح عن القيادة التي اتفقت أو مع مَن اتفقت؟ والأنكي من ذلك أن هذا (الاتفاق)، ويُقرأ (الطلب) وجد الدعم والمساندة من سيادته حينما كان يشن حرباً على عمه بدعوى الطائفية، ومحاولة إدخال مفهوم الحداثة الذي فشل فيه لانه يتطلب معطيات لم تتوفر عند الأمام حتى هذه اللحظة. كان الطلب يعبر عن سابقة أعتقد أنها فتحت شهيته لسوابق برلمانية لاحقة في خرقه للدستور. ومما يدعو للإستغراب أن شخصاً بهذه المكانة السامية سوَّلت وزيَّنت له نفسه أن يطلب التنازل من شخصٍ آخر يتمتع بكافة حقوقه المدنية والدستورية، إضافة إلى أنه خاض الانتخابات بحُر ماله وأحرز هذه الأغلبية. لم يجد الطالب في هذا حرجاً أخلاقياً تجاه ذلك المسلك الذي تقاضي عن شعور النائب المُنتخب ورغبة الناخبين في اختيارهم لشخص بعينه. هذه هي النزوة والشهوة في الحكم التي دفعت صاحبها لإزدراء حقوق الآخرين. أما ثالثة الأثافي فأنه لم يكن هنالك أصلاً اتفاقٌ مُسبق كما ذكر الأمام في روايته!!
    طلب الوالد مهلة لكي يتشاور مع أبنائه وأهل بيته. وهنا حانت لي الفرصة في هذا الظرف لكي أدلو بدلوي وبحكم أنني لازمت الوالد في الحملة الإنتخابية، وكنت قريباً منه في مطالب أهل الإقليم، تمت صياغة المقترحات التالية كي تكون من استحقاقات التنازل عندما يتم:

    • في حالة انتخاب النائب القادم (وفي هذه الحالة هو الصادق المهدي) عليه أن يُلبي الوعود التي التزم بها عمه أمام مواطني الدائرة وتتلخص في: تأمين مراعيهم والتصديق لهم بحيازة أسلحة خفيفة لهذا الغرض، إلى جانب حفر آبار أرتوازية والشروع في بناء مستشفي بالجبلين، بحسبما أذكر.
    أما علي المستوي الشخصي فكان على النحو التالي:
    • على حزب الأمة الإستمرار في دفع راتب الجمعية التأسيسية وهو عبارة عن 100 جنيه لتسديد الإلتزامات الشهرية التي فرضت نفسها على الوالد بعد أن أصبح نائباً في البرلمان، ومن بينها أقساط العربة التي تم شراؤها من السيد عبدالمتعال صاحب شركة السهم الذهبي ووكيل شركة التايوتا في ذاك الوقت .

    • التصديق للوالد بحيازة قطعة أرض بأمدرمان لكي يُشيد عليها منزلاً حيث لا يملك أرضاً ولا منزلاً في تلك المدينة .

    تمت الموافقة علي طلباته بدون أي تردد من قبل الأعضاء المكلفين بذلك، وهم مولانا عبدالرحمن النور والسيد محمد الحلو موسى .

    كان ذلك هو الإتفاق الذي لم يُنفذ من قِبل أجهزة الحزب بعد أن تمَّ التنازل، وبالرغم من ذلك تمّ إخلاء الدائرة 62 كوستي الجنوبية لكي يترشح فيها السيد الصادق المهدي، ويصبح بعدئذٍ عضواً في الجمعية التأسيسية، حيث أدى اليمين الدستورية في 23 يونيو1966. هذه هي التفاصيل التي أهملها الصادق ، رغم اهتمامه المفرط بتاريخه وتاريخ هذه العائلة حينما سرد الوقائع التاريخية لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة. وإن كان الإمام لا يعلم بهذه التفاصيل فتلك مصيبة، أما وإن كان يعلم ولم يسرد كل الحقائق وملابسات (التنازل) فالمصيبة والأثم أفدح . إنني أُرجح أن تفاصيل هذا الاتفاق الذي تمّ إبرامه بين الوالد وحزب الأمة برئاسة الصادق المهدي، لم تكن غائبة عن الإمام خاصة وأن بها بنود لإلتزامات مالية تأتي مباشرة من خزينة الحزب، وقد يكون في تناسيها وعدم ذكرها مسوغاً يدخل في إطار (فقة الضرورة) أو عدم وجود ضحايا التنازل على قيد الحياة. ما يُحير حقيقةً أن الأمام ذهب أبعد من التناسي ووقع في براثن تعظيم الذات والأنا التي لم يستطع الفكاك منها الي الآن حينما وجد صعوبة أمام المذيعة التلفزيونية في استذكار إسم عمه بشرى السيد حامد الذي صعدَ على أكتافه لتحقيق حلمه في رئاسة الوزارة وحزب الأمة. (للتأكد من الصعوبة التي واجهها الصادق في استذكار إسم عمه يمكن الرجوع الي الفيديو على الرابط المرفق، وملاحظة إجابته للمذيعة عفراء فتح الرحمن، في الدقيقة الثامنة عشر والثانية الخامسة والثلاثين) نجد أن الإمام الخطيب المفوَّه تلعثم وصمت طويلاً حينما حاول أن يتذكر إسم عمه الذي تنازل له تطوعاً كما ادّعي بُناءً علي اتفاق مُسبق، وحينما عجز عن ذكر الإسم أسعفته بقايا الذاكرة بالرجوع إلى صلة الرحم حينما قال "عمي إبن السيد حامد"!!
    حقيقة الأمر إن نسب الوالد الي الإمام محمد أحمد المهدي يرجع إلى جده السيد حامد، وهو شقيق المهدي الذي استشهد في واقعة قدير الثانية عام 1882 أما أخويه الآخرين، محمد وعبدالله فقد استشهدا في حصار الأبيض عام 1883 (راجع إستقلال السودان بين الواقعية والرومانسية للدكتور موسى عبدالله حامد) مع كل ذلك نحمد للسيد الصادق ولهذه المقابلة إزالتها لبساً وتضارباً في الآراء حول الشخص الذي تنازل له وقطع الشك باليقين، والذي ورد في مكاتبات سابقة بعث بها بشرى النور، وعلى ما أظن كان مديراً أو مساعداً للمدير في ذلك العهد برسالة نقتطف منها التالي: "مع إحترامي لرسالة الأخ حامد بشرى حامد، هنالك معلومة يتوجب تصحيحها، وهي أن الذي تنازل للسيد الصادق المهدي هو خاله السيد أحمد عبدالله جاد الله في كوستي الدائرة 61 بشرى النور .... أمدرمان".
    للقارئ الحق في طرح استفسارٍ فحواه لماذا لم أخاطب السيد الصادق وأصحح حديثه برسالة شخصية له. وللرد علي هذا أود أن أوضح أنه لم أكن ننوي أصلاً الخوض في تفاصيل هذا الاتفاق بحكم أنه تمَّ في إطار عائلي، أما أن يأتي شخص في قامة الصادق ويغفل ذكره بل ويُحوّر الحقائق ويلوي عنق التاريخ ويصرح بأن هذا الاتفاق تم قبل الانتخابات، فإن ذلك ما حدا بنا توضيحه للرأي العام، وكذلك إنصافاً للتاريخ والذين شيّعهم الموت أو من هم على قيد الحياة. إضافة إلى أننا رأينا من حيث المصلحة العامة أن نُذكرّ الإمام بأسماء الأشخاص الذين لعبوا دوراً متواضعاً في وصوله إلى هذه المكانة السامية، خاصة وأنه في الفترة الأخيرة لاحظ كل الذين تربطهم به علاقة حميمة، وشاركوه ضروب النضال أنه أصبح حينما يلتقي بهم في المناسبات المختلفة ينسي أو يتجاهل مخاطبتهم بأسمائهم ويناديهم بـ"أزيك يا أخينا" . هذه التحية توضح أستهتاراً وتحقيراً لهؤلاء الأشخاص وتعكس شعوراً غير مُستتر بالمكانة العليا التي يضع الصادق فيها نفسه مقارنة بالآخرين خاصة أذا وضعنا في الأعتبار أن هؤلاء النفر جُلهم فاقت أعمارهم الستين عاماً وبعضهم رزق بذرية من الأحفاد علاوة على ورود ذكر كلمة (الإسم) في القرآن الكريم في أكثر من موقع (قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) البقرة ﴿٣٣﴾. عزيزي القارئ لك أن تتصور لبعض الوقت كيف يكون شعور الإمام إذا تجرأ شخصٌ وحياه بـ "إزيك يا أخينا أو إزيك يا زول؟"
    ثمة إضافة أخيرة، فقد ورد في حديث آخر للسيد الصادق في (ورشة تطوير الجزيرة أبا وريفها) في يوم السبت 6 أبريل 2013 ما يلي :
    (كانت الجزيرة أبا مجرد مسكن لبعض قبائل الجنوب، ومجرد مرتع لبعض قبائل النيل الأبيض الرعوية، وعندما استقر فيها الشيخ محمد أحمد أسس فيها خلوته للقرآن، ثم وفدت إليها أسرته لما فيها من غابات تصلح لصناعة المراكب، هذا العمل الذي كان مورد رزقها، ولكن الشيخ محمد أحمد كان متعلقاً بمعاني القرآن، لا مجرد حفظه وتعليمه، وكان يكثر من التعبد في غارين أحدهما صيفي والآخر شتوي).
    الحقيقة لم تتعود أذني علي سماع لفظ "الشيخ محمد أحمد". سمعت مؤخرأ بلقب "شيخ حسن" و"شيخ علي" هل كل هؤلاء الشيوخ يتبعون طريقةً واحدة؟ وهل وصلنا الي مرحلة صار يتفضل بها الصادق علي جده بالشياخة والتي أصبحت علي كل شاكلة ولون علي أيامنا هذه، ويتدثر هو بالإمامة التي فُصلت له وحده كما يحلو لمحبيه أن ينادوه "بالحبيب الإمام الصادق المهدي"

    يا أيها السادة وورثة المهدية وتراثها وتضحياتها وجاهها، إنكم جميعاً من دون هذا الإسم السحري Magic word "المهدي" لم تكونوا لتحققوا هذه الأمجاد وتنالوا النعم التي أنتم فيها تسبحون!

    فتواضعوا يرحمكم الله!! ))
    منقول من موقع : سودان للجميع
                  

05-21-2020, 07:27 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    شكرا أستاذ عبد الله عثمان

    طيب الصادق المهدى الشاف فى المنام سقوط نظام نميلا ونظمام الإنقاذ
    مالو ما شاف تآمر إنقلابى الإنقاذ على حكمه فيحبط إنقلابهم
    أم أن الحكم يذهب القدسية ويغيب الغيبيات!

    وما دام شاف فى المنام سقوط نظام الإنقاذ لماذا تهكم على بداية الثورة
    ووصفها ببوخة المرقة؟ وعندما خرج ماشيا من جامع ودنوباوى وتظاهر
    أنصاره أصدر تصريحا أنه لم يظاهر إنما كان ماشى يشيل فاتحة؟!

    وعندما رفض إتفاقية السلام للميرغنى ـ قرنق ما حلم بأن ذلك سيتسبب
    فى فصل الجنوب أم رآه وقصد فصل الجنوب؟!

    بعدين جرتقة العروس بطقوسها المعروفة وسط لمة وزحمة النسوان
    وهن فى أبهى حللهن وعطرهن وبخورهن دى فى ياتو شريعة وقددسية؟!!

    وهل حقاً بالإمكان أن يشهد عليه الناس بأنه صادق فيما يقول ويفعل، لتنطبق
    عليه مواصفات ذاك الصادق الذى يحلم برؤى غيبية تتحقق تبئه بالمستقبل؟

    بالمناسبة الشباب الثوار من فتحه صدورهم للرصاص كانوا حالمين برؤية
    مشتركة رأو نور ساطع يشع وسط ظلمات إلى أن أحال الظلام نوراً
    ولذلك ثاروا وأسقطوا النظام!

    يا حليل الذرى عندما غنى : الدنيا منى وأحلام
                  

05-21-2020, 07:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: نادر الفضلى)

    مرحبا يا أخ نادر الفضلي
    هذا حديث "شرحه في الكتاب مما يطول"

    ربنا يحفظ السودان

    متشكرون على المرور ورفد الخيط

    أيدكم معانا
                  

05-21-2020, 08:22 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    في مقال للسيد الصادق المهدي بعنوان (الماركسية قرآءة جديدة) كتب:
    (كان ماركس يصف نظريته بالعلمية، أي أنها تسلط الفهم العقلي على مفردات الواقع. فماذا يقول إذا تغيرت معطيات الواقع؟
    بعد انتصارات الثورة المهدية على قوى امبريالية قيل أن ماركس علق على الأحداث في السودان بقوله: إن الأخبار التي تأتينا من السودان في هذه الأيام مثيرة للفكر، وسوف تدفع بنا أن نراجع النظر في مجمل بنية المذهب الشيوعي لكي نراجع مقولة أن الدين هو مجرد إفراز للوضع الطبقي فإن الدين الإسلامي بهذه الصيغة المهدوية في السودان أصبح رافداً للثورة العالمية ضد الإمبريالية. أي أن النهج العلمي لا يضع قيداً أيديولوجياً يحجب معطيات الواقع.
    ولهذا نجد أن بعض الماركسيين السودانيين استطاعوا تلمس الثورية والتقدمية في سياسة المهدية الاقتصادية وفي شخص المهدي كثائر كما فعل المرحوم محمد سعيد القدال)

    ====
    جآءت بعض الردود في الأسافير منها:

    كتب احدهم
    و عرف كارل ماركس مافعلت المهدية بالسودان و السودانين وشعوبه لقام من قبره واعتذر لنا جميعا.
    عند العام 1885 كان عدد سكان السودان 6 مليون نسمه وعند دخول كتشنر ام درمان كان هناك 2 مليون سوداني متبقي على قيد الحياة وهالك من الجوع.
    4 مليون انسان ماتوا بالحروب والجوع والتهجير والمثقبة.

    كان تعقيبي (عبدالله عثمان)
    حديث السيد الصادق عن رأي كارل ماركس في المهدية لا يعدو كونه مثل ونسة المآتم
    لو للسيد الصادق مرجع موثق لأتانا به كما يفعل في تذييل كتاباته دايما

    رد علي آخر
    يا عبدالله ...
    يا عبدالله ...

    المقال قديم ... وهو ملئ بالمغالطات ... خاصة ماهو منسوب لماركس ... وهو في الحقيقة قول منسوب لدكتور محمد وقيع الله ... ولا سند توثيقي له في تاريخ ماركس ولا أحد من معارفه أو أصدقائه ...

    ومما ذكره د. وقيع الله أن الرسالة كتبها ماركس لانجلز ( غير موجودة في بريد الاثنين) بعد معركة شيكان بشهر في نوفمبر ١٨٨٣ علما أن ماركس مات قبل ذلك في مارس ١٨٨٣ ...

    إضافة إلي أن تفكيك مقالته من منطلق الفكر السياسي ومقارنته بالمنجز التاريخي سوف تقودنا الي بؤس بيٌِن في المحتوي وعلي الأخص المرتكزات التي بنيت عليها الدراسة وبالتالي مخرجاتها النهائية ...
                  

05-21-2020, 08:24 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    مواصلة لنقد نص السيد الصادق عاليه عن أعجاب ماركس بالثورة المهدية، كتب متابع درس ودرّس الماركسية:

    رجعت اليوم لخيطي ووجدت قد قمتما بزيارته.. واتحفتماه بآراء نيرة.. المشكلة في إقتباس السيد الصادق المهدي أنه أورد (حديثاً) لماركس.. صحيح أنه لم يوثقه.. لكن المشكلة ليست في عدم توثيقه.. المشكلة انه لم يورد غير (الحديث).. و ماركس لا يمكن أن يقول حديثا عاما ويطلقه في الهواء على عواهنه بدون دراسة ماركسية كما فعل هو وكما فعل زميله ورفيقه فريدريك انجلز في ثورة الفلاحين في أوربا وغيرها.. والسيد الصادق المهدي هنا تعامل مع ماركس وكأنه (نبي) وليس مفكراً باحثا في الاقتصاد السياسي وفي الاجتماع بل فيلسوفاً تطرق لكل القضايا بمنهج فذ لا يعيبه إلا عدم علاقته بالغيب..
    وأعتقد بأنه لو اتيحت لماركس فرصة لدراسة الفتنة المهدية لما جعل للصادق المهدي (جمبة) يرقد عليها..
    ماركس كان مهموما في كشف استغلال البشر للبشر في سياق تطورهم التاريخي.. وقد استغلت المهدية البسطاء بصورة جعلتها أسوأ من الإقطاع الأوربي إذ أن بعض المصادر تشير إلى أشكال من العبودية.. كانت تتم.. باسم الدين..
    وسوف يتم تصحيح التاريخ..
    وقد كتب عدد من المستنيرين من أبناء الأنصار عن ذلك كثيرا..
    نقطة أخيرة..
    شتان ما بين نقد الأستاذ محمود ونقد الصادق المهدي للماركسية.. فالماركسية كعلم مادي لا تُنازع إلا بما ذكره الأستاذ محمود وقد قدمت للبشرية إلهاما إشتراكيا مبنياً على علم مادي تاريخي فذ كان له فضل تطوير البشرية ورفع سقف أحلامها بعالم خال من الشر بكل تجلياته من استغلال وتفاوتات طبقية.. لكن.. قصور ماركس في قراءة المستقبل وغفلته عن الروح ما وراء المادة.. التي تسير كل صغيرة وكبيرة.. وتأكيده غير العلمي بعدم وجودها.. وعدم تأثيرها.. قد وضع استقراءات الماركسية للتاريخ في مأزق..
                  

05-21-2020, 08:27 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    كتب الجمهوريون ردا على السيد الصادق جآء فيه:

    رأى الشيوعية في الإسلام:

    لقد جاء بالموسوعة السوفيتية الكبرى عن الإسلام ما نصه: (ان الإسلام، كغيره من الديانات الأخرى، كان يقوم دائما بدور رجعي بحيث يكون سلاحا للضغط الروحي بأيدي الطبقات المستغلة تشهره على الطبقات العاملة الكادحة. وقد استخدم لإستعباد الشعوب في الشرق) المصدر السابق صفحة 14.. وتري الماركسية، كما هي في أصل فلسفتها عند ماركس وانجلز، ان الإسلام قد نشأ نتيجة لظروف اقتصادية، واجتماعية معينة، وعن ذلك جاء بالمصدر السابق صفحة 15 ما نصه: (وفيما يتعلق بتكون مجتمع طبقي في الجزيرة العربية، نرى ان ازمة اقتصادية واجتماعية اخذت تنشأ من القبائل المحلية فأدت إلى نشوء الإسلام الذي استخدم لتبرير عدم التساوي من الناحيتين الإقتصادية والاجتماعية. ولقد جاهدت الطبقة الأرستقراطية المتوارثة لكي تحل هذه الأزمة، ولهذا أصبح من الضروري توحيد القبائل العربية فكان الإسلام بما ينطوي عليه من دعوة قوية لفكرة التوحيد، خير معين لإذكاء روح الوحدة بين القبائل العربية، ثم ان تدهور تجارة الترانزيت في مكة قد ساهم بدوره في التعجل بظهور ونشوء معتقدات جديدة حول الإسلام).. (من كتاب ماركس وانجلز المنشور في المجلد الثاني والعشرين صفحة 488)..
    هكذا، فالشيوعية ترفض ان الإسلام هو من عند الله – وهذا امر طبيعي لأنها ترفض الغيب – وهي تعتبر الإسلام نتاج لظروف اجتماعية واقتصادية معينة تمت في الجزيرة العربية، وهو كبقية الديانات سلاح في يد الطبقات المستغلة تشهره ضد الطبقات العاملة والكادحة.. وفي نص آخر من نفس المصدر صفحة 16 جاء عن الإسلام والقرآن ما نصه (ان الرأى القائل "بشيوعية" الإسلام في باديء عهده، وان "محمدا" وهو الرجل المفروض فيه انه مؤسس الإسلام، كان ثائرا ومصلحا اجتماعيا كبيرا، انما هو رأى قصد به ان يخفي الجوهر الحقيقي للإسلام، فالقرآن الذي يدافع بشدة عن نظام الإستعباد "وهو يعتبر الرقيق نظاما من عند الله" والإستغلال وعدم المساواة في الملكية والمركز الاجتماعي بين الناس، انما ينهض دليل على بطلان ذلك الرأى المضلل)!! والآن لنرى ما هو رأى الشيوعية في القرآن..

    رأى الشيوعية في القرآن وفي النبي:

    لقد ورد في المصدر السابق، من صفحة 22 ما نصه: (اول من وضع سيرة لمحمد هو "ابن اسحق".. رجل من المدينة، جامع خرافات شعبية واساطير، وقد دعا كتابه "سيرة رسول الله".. ويوجد في هذه السيرة عدد كبير من الخرافات وكذلك في الكتب المتأخرة الخاصة بسيرته من الأساطير ما حجب محمدا التاريخي بالكلية. لا بل ان سيرة محمد، حتى في هذه الأيام تستمد بالدرجة الأولى، من مواد شبه خرافية، في القرآن، وهي مواد يقبلها دعاة الإسلام البرجوازيون دون اي نقد او تحليل").. هكذا فإن رأى الشيوعية في القرآن انه به مواد خرافية، ورأيهم في النبي الكريم، ان شخصيته التاريخية الحقيقية محجوبة بالكلية، وان ما يعرف عنه في كتب السيرة هو اساطير وخرافات!!
    ورغم رأى الماركسيين هذا الواضح في الإسلام وفي القرآن وفي النبي الكريم، وهو رأى ينسجم تماما مع فلسفتهم المادية، وفكرتها الاجتماعية، رغم كل ذلك فإن الصادق يدعو إلى صداقة المسلمين للسوفيت مقابل شروط واهية، وهي لن تتحقق مثل إطلاق سراح المسلمين السوفيت المعتقلين بسبب العقيدة.. والصادق انما يفعل ذلك لأن الطمع قد اعماه بالصورة التي جعلته في سبيل الوصول إلى السلطة يجعل من نفسه مطية لأغراض الشيوعية الدولية، خائنا بذلك قضية الإسلام والمسلمين وقضية العرب والسودانيين بل وقضية الإنسانية جمعاء!! والصادق، وهو حفيد المهدي، ويستمد وضعه الاجتماعي والإقتصادي، من ارثه الطائفي، هل يعلم رأى الشيوعية في المهدية؟؟

    الشيوعية والمهدية:

    لقد جاء بالمصدر السابق عن المهدي، اخذا من الموسوعة السوفيتية الكبرى (المجلد التاسع والعشرون صفحة 547).. ما نصه: (ويصور المسلمون السنيون "المهدي" على انه الحاكم المسلم المثالي الذي يجب ان يقوم بدور المصلح الاجتماعي الديني.. اما المسلمون الشيعة فانهم يعتبرون التعاليم المتعلقة بالمهدي من العقائد الدينية الأساسية. وينظر الشيعة إلى ظهور "المهدي" على انه عودة امامهم الثاني عشر للعالم. ولكي يصرف العلماء الإسلاميون، جماهير الشعوب عن الكفاح الطبقي، فقد عمدوا إلى بث فكرة المهدي في قلوب المؤمنين على انه المنقذ من الظلم الإقطاعي، وهكذا استخدموا هذه الآراء حول المهدي لمصلحتهم الخاصة عن طريق الإقطاعيين او دعاتهم العقائديين الذين امسكوا بأيديهم زمام تزجية ثورات جماهير الشعب).. هذا هو رأى الشيوعية في المهدية، فهم يعتبرونها فكرة قصد منها صرف جماهير الشعوب عن الصراع الطبقي، وهي عندهم فكرة تستخدم لمصلحة الإقطاعيين. ورغم ذلك فالصادق (المهدي)!! يدعو لصداقة الشيوعية، متنكرا لطائفته، وللفكرة، والشخص، اللذين استمد منهما أسباب زعامته.. فهو لولا انه حفيد المهدي ما كان يمكن ان يكون له اي وزن أو ذكر..

    ----
    المصدر

    الأخوان الجمهوريون
    هذا هو الصادق المهدي
    موقع الفكرة
    الفكرة دوت أورغ
                  

05-21-2020, 05:52 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    *الصادق المهدي قال: أنا عندي صفات نادرة غير موجودة لا في العالم العربي ولا في العالم الإسلامي*

    قناة الشروق
    برنامج "قريب منهم"
    تقديم بابكر حنين
    ٧ يونيو ٢٠١٩

    موجود على قناة اليوتيوب
                  

05-21-2020, 08:23 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    *الصادق المهدي قال: أنا عندي صفات نادرة غير موجودة لا في العالم العربي ولا في العالم الإسلامي*

    قناة الشروق
    برنامج "قريب منهم"
    تقديم بابكر حنين
    ٧ يونيو ٢٠١٩

    موجود على قناة اليوتيوب
                  

05-21-2020, 10:07 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    *الصادق المهدي قال: أنا عندي صفات نادرة غير موجودة لا في العالم العربي ولا في العالم الإسلامي*

    قناة الشروق
    برنامج "قريب منهم"
    تقديم بابكر حنين
    ٧ يونيو ٢٠١٩

    موجود على قناة اليوتيوب
                  

05-21-2020, 07:39 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالله عثمان)

    استهبال وخزعبلات ولد عبدالرحمن
    افضل من العنوان الموجود علي صدر البوست او هكذا اري انا حسب وجهة نظري السوية
                  

05-21-2020, 08:28 PM

Mirghani Taitawi
<aMirghani Taitawi
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 2056

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: عبدالقادر محمد)

    Quote: ان جدتي السيدة ام سلمة بنت المهدي؛ رات رؤيا وحكت لبنتها في حضوري ؛ وقالت انها رات في رؤياها انني اقف علي مئذنة ؛ واقول" اذن في الناس بالحج ؛ ياتوك رجالا وعلي كل ضامر ؛ ياتين من كل فج عميق" وقالت لوالدتي: " ابنك هذا سيكون له شان" .؛


    Quote: وانه بعد مدة قصيرة قام ذلك الرجل بتسليم الوقة للصادق وكان مكتوب فيها ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ).



    Quote: قال الصادق إنو بعد الكلام دا هو رأى رؤيا إنو الإنقاذ سوف تنتهي بمشكلة بين جماعة الإنقاذ فيما بينهم..


    الصادق عمره السياسي كله مقضيه نوم!!!.. ولو صحى ضرره على البلد أكتر من نفعه.

                  

05-21-2020, 10:40 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Mirghani Taitawi)

    Quote:
    حديث السيد الصادق عن رأي كارل ماركس في المهدية لا يعدو كونه مثل ونسة المآتم
    لو للسيد الصادق مرجع موثق لأتانا به كما يفعل في تذييل كتاباته دايما

    يعنى إلا يقول ليك ماركس جانى وحدثنى فى المنام ..
    وفى المنام بشوف الأحياء والمتوفين! .. فى توثيق أوثق من كدا!
                  

01-25-2021, 01:21 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: نادر الفضلى)



    اسأل الله له الرحمة والمغفرة وان يجعله من اصحاب اليمين ..!

                  

01-26-2021, 04:45 AM

Hasheem Karouri
<aHasheem Karouri
تاريخ التسجيل: 12-20-2015
مجموع المشاركات: 2804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: HAIDER ALZAIN)

    والله ياعبدالله بوست توثيقي جميل جدا .
    حتما سوف اعود لك .

    تحياتي ،
                  

01-26-2021, 07:10 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Hasheem Karouri)

    لا أرى أية أهمية للإستمرار فى هذا البوست.. بل أرى ضرورة عدم الإستمرار فيه.. الرجل الان بين يدى ربه.. وكان ممكنا نقده فى معارك ساس يسوس لأنه كان مؤثرا وفاعلاً ويتأثر الناس بما يقوله.. وهذا كان الوقت
    الذى فتح فيه البوست.. ولكن ما الفائدة الان ؟ طبعا ممكن النقد والكتابة من أجل التأريخ.. ولكن التأريخ لا يكتب إلا بعد عشر سنوات (على الأقل) من نهاية الأحداث بما فى ذلك وفاة المؤثرين فى تلك الأحداث.
                  

01-26-2021, 07:25 AM

Hasheem Karouri
<aHasheem Karouri
تاريخ التسجيل: 12-20-2015
مجموع المشاركات: 2804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Hasheem Karouri)

    الاخ / عبد الله عثمان . المحترم

    تحيه طيبة

    Quote: اولها : حديث قاله عمي السيد يحي عبدالرحمن المهدي ؛ زان يكبرني باربع سنوات. وهو كطفل في الرابعة من عمره ؛ كان يردد " مهاجر سياتي من كبكابية" .
    والمعني الذي كان يقصده؛ ان شخصا ما ذا دور سياتي من كبكابية ؛وكان بعض نساء الاسرة من اللواتي كن علي وشك وضع حملهن يسأل يحي المهدي: "هل هذا مهاجر" ؛
    فيجيب بالنفي. وذات يوم حكت لي والدتي ان يحي قال لها" مهاجر جاي الخميس " . وبالفعل ولدت يوم الخميس ؛ وكانت هذه اشارة غيبية غامضة


    Quote: ثانيها: ان جدي الامام عبدالرحمن روي انه عندمت جاء خبر ولادتي ؛ كان يقرا سورة ابراهيم . زكان والدي يريد ان يسميني ابراهيم . ولكن كان لدي جدي ضيف ؛
    وبيتما هما جالسان ؛ جاء طائر القمرية واستقر علي عمامة جدي ؛ الذي اقر بان هذا نبا . وخلال حديثه مع الضيف الزائر ؛ اخبره بمولدي ؛ ورد عليه الضيف: "لماذا لاتسميه باحد اسميك؟" ؛
    وكان اسم جدي الامام عبدالرحمن الصادق ؛ ولهذا ربط ما بين الراي والنبا وسماني الصادق


    Quote: ثالثهما : ان جدتي السيدة ام سلمة بنت المهدي؛ رات رؤيا وحكت لبنتها في حضوري ؛ وقالت انها رات في رؤياها انني اقف علي مئذنة ؛ واقول" اذن في الناس بالحج ؛ ياتوك رجالا وعلي كل ضامر ؛
    ياتين من كل فج عميق" وقالت لوالدتي: " ابنك هذا سيكون له شان" .؛


    في هذه الاقتباسات ، إئحاء للعامة ، انها معجزات من الله ، تحاكي معجزات الرسل والانبياء ، وقصصهم عند مولدهم ، وهو تشبيه القصد منه انه يوجد خيط يربط هذا ، بذاك .


    Quote: لكن ايضا تحدث عن الرؤى بتاعتو هو. قال هو كان رأى رؤية أيام كان في السجن زمن حكومة النميري ورأى رؤية منامية ان حكومة النميرى ستسقط وقد سقطت !!!
    . قال الرؤيا التانية إنو هو كان في السجن في عهد الانقاذ ومعاهو المرحوم عمر نور الدائم ، قال إنو جاهو المرحوم عمر نوالدائم وقال ليهو ما تشوف لينا الجماعة ديل بيمشوا متين (يعني جماعة الانقاذ) ،
    قال الصادق إنو بعد الكلام دا هو رأى رؤيا إنو الإنقاذ سوف تنتهي بمشكلة بين جماعة الإنقاذ فيما بينهم...قال ايضا قبل فترة قصيرة أرسل له أحد الناس من معارفه
    ( اظنو قال دكتور كان مريض على فراش الموت) وطلب من الصادق ان يحضر اليه. قال الصادق أنه قام بزيارة ذلك الرجل ، وان الرجل قال له أنه رأى الصادق في رؤيا منامية،
    رأى ان الصادق كان يسير في الطريق وكان يمشى خلفه رجل يحمل ورقة بيضاء وانه بعد مدة قصيرة قام ذلك
    الرجل بتسليم الوقة للصادق وكان مكتوب فيها ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ).


    وهذه بالتحديد ، شبيه بقصة " سيدنا يوسف " عليه السلام .

    --------------
    يقام سنويا بساحة الخليفة بامدرمان ، احتفالات بمولد النبي ( ص ) . تمارس فيه كل شعائر الوثنية والجاهلية ، ورقص هستيري جنوني ، لاشخاص غريبي الاطوار يسموا مريدين .
    وكل المريدين الموجودين هناك ، لديهم قناعة راسخه بمعتقدهم ، ومتعصبين لدرجة لاتوصف . يعبرون عن ذلك ، باطالته الشعر وبرمه ، اضافه لتعليق المسابح العملاقة علي صدورهم بفخر، وارتداءهم الجلباب الاخضر المرقع .
    وهؤلاء لن تستطيع الحديث معهم ابدا ، بل هم انفسهم لايتحدثون ، بل ( يهمهمون ) .
    بالطبع تتلمذوا في الخلاوي، ونهلوا وتشربوا بتعاليمها ، ولديهم قناعة راسخة بموضوع " المهدي المنتظر " . ولا مجال للجدال معهم . نهائيا .
    استغلال البسطاء ، وعمل غسيل مخ لهم ، هو السلم الذي صعد عليه قادتهم للاعالي ومازالو .
    -----
    تحياتي عبد الله عثمان ،،
                  

01-26-2021, 09:12 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Hasheem Karouri)

    نسأل الله الرحمة والقبول للسيد الصادق المهدي
                  

01-26-2021, 01:05 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: muntasir)

    واضح انو الكرور
    اقصد الكاروري
    مغرم
    بالهمز واللمز
    لهذا يكثر من الهمز واللمز لرجال لا يطالهم حتى بنباله
    مثل اكثاره من الهمزات في المفردة العربية
    واليكم نموذجا لكلمة
    Quote: إئحاء للعامة

    بالله الهمزات هنا اكتر من حروف جذر الكلمة نفسها
                  

01-26-2021, 02:59 PM

Hasheem Karouri
<aHasheem Karouri
تاريخ التسجيل: 12-20-2015
مجموع المشاركات: 2804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Ali Alkanzi)

    الكنزي المريض .

    مالها الهمزات ؟ يهمزك الشيطان ، الاصلو هامزك .
    قلت رجال لايطالهم حتي بنباله ؟ ههه ، زي منو ياجنكيز ؟
    طبعا دي الحاجات البتعجبك ، الصوفيه والدراويش ، يادرويش .

    ________
    ماتخلينا نخرب للزول بوستيه ، عندك كلام مفيد في السياق ، قولوا .
    ماعندك ، عندنا هناك بوست " ساري المفعول " ، امشي عشان انجضك ، وارفع ليك السكري ، ياسجمان
                  

01-26-2021, 09:23 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Hasheem Karouri)

    يعنى السيد بشرى حامد رحمه الله, باع مقعده للمرحوم السيد الصادق بمرتب 100 جنيه زائدا اقساط سيارة.. ولكنه بعد استقالته لم يجد مرتبا ولا اقساطا.. يعنى عشرات السنين ونحن مغشوشين ان الانصار فرضوا عليه التنازل فرضا..

    لا الوم الصادق ولا الحزب
                  

01-27-2021, 00:57 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Abureesh)

    الحمد لله الاخ عبدالله عثمان بان هنالك مساحه كبيره جدا فى ديننا الحنيف لهذه الغيبيات والتى ياتى بعضها يغظه كما فى ( يا ساريه الجبل)
    لكن المشكله فى زعيمكم الذى ادعى الوحى ( الرساله الثانيه) عديل كده

    رحم الله الامام الصادق المهدى بقدر ما اعطى للسودان والاقليم والبشريه

    دودى
                  

01-31-2021, 05:01 AM

Hasheem Karouri
<aHasheem Karouri
تاريخ التسجيل: 12-20-2015
مجموع المشاركات: 2804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Mohamed Doudi)

    الاحزاب التقليدية العقائدية ، خصوصا " الامه والاتحادي الديمقراطي " ، لهم اليد الطولي ، لما أل اليه الحال الان .
    فوق ..... لفضح احزاب البدع والخرافات ، والخزبعلات
                  

01-31-2021, 05:44 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Hasheem Karouri)

    الأخ محمد دودى.. سلام
    طبعا تعلم علم اليقين أن الأستاذ لم يدعى أى شئ.. ولكن هل ممكن تحدثنا عن دعاوى الإمام محمد أحمد المهدى؟

    وكما قلت الوحى فى المنام الذى يتحقق بحذافيره ليس شيئا حكرا على السيد الصادق عليه رحمة الله ورضوانه، ولكن أى شخص يمارس قيام الليل أو يمر بمرحلة روحية فيها يكون طاهراً على الدوام
    يمكن أن يتلقى الوحى فى المنام. أو حتى فى اليقظة. أنا شخصيا رأيت إنقلاب الحزب الشيوعى قبل يومين من وقوعه.. هاتف يقول الشيوعيين سيعملون إنقلاب يوم 19.. وكنا فى 17 يوليو.. وأخونا الفكى
    عابدين يا عبدالله جاءه درويش وقال له "حنديها هاشم.. موافق؟" الفكى قال ليه موافق.. وكان هذا قبل يومين.. حتى الأخ بكرى الحاج قال ليه لماذا قلت له موافق؟ فى شكل توبيخ.. الفكى قال ليه خو ما كان
    عارف الموضوع زاته وكان فى ذهنه أخونا هاشم الأمين فى بنك باركليز.. إذا هذه الامور موجودة ولا تعنى أى شئ. ربما تعنى فقط أن الذى تلقاها كان طاهرا فى ذلك الوقت.
                  

01-31-2021, 06:47 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Abureesh)

    خليك من منام الأمام
    استاذكم يزعم ان الانسان ذاااااااااااااااااااااتو بيصير الله .
    ويفصل صفات الله على نفسه ، ويزعم لنفسه مقاما اعلى من مقام نبينا الكريم ...
    كدا تعال ناقشنا في الكلام دا ، فكركم يحوى كمية اكبر الأساطير والترهات والتفسير الباطني والخزعبلات والهوس الديني وتقديس البشر ........
    الأنصار ديل ناس حارة ما ناس إنشاد عرفاني وسط البنيات ........
                  

02-01-2021, 06:10 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: محمد الزبير محمود)

    Quote: الأخ محمد دودى.. سلام
    طبعا تعلم علم اليقين أن الأستاذ لم يدعى أى شئ.. ولكن هل ممكن تحدثنا عن دعاوى الإمام محمد أحمد المهدى؟

    وكما قلت الوحى فى المنام الذى يتحقق بحذافيره ليس شيئا حكرا على السيد الصادق عليه رحمة الله ورضوانه، ولكن أى شخص يمارس قيام الليل أو يمر بمرحلة روحية فيها يكون طاهراً على الدوام
    يمكن أن يتلقى الوحى فى المنام. أو حتى فى اليقظة. أنا شخصيا رأيت إنقلاب الحزب الشيوعى قبل يومين من وقوعه.. هاتف يقول الشيوعيين سيعملون إنقلاب يوم 19.. وكنا فى 17 يوليو.. وأخونا الفكى
    عابدين يا عبدالله جاءه درويش وقال له "حنديها هاشم.. موافق؟" الفكى قال ليه موافق.. وكان هذا قبل يومين.. حتى الأخ بكرى الحاج قال ليه لماذا قلت له موافق؟ فى شكل توبيخ.. الفكى قال ليه خو ما كان
    عارف الموضوع زاته وكان فى ذهنه أخونا هاشم الأمين فى بنك باركليز.. إذا هذه الامور موجودة ولا تعنى أى شئ. ربما تعنى فقط أن الذى تلقاها كان طاهرا فى ذلك الوقت.


    الاخ المحترم ابوالريش
    يا حبيب الوحى خلص تانى مافى لان محمدا كان خاتم النبيين والمرسليين ( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما) الاحزاب 40
    هنالك فرق كبير بين الوحى والرؤيا...الوحى للانبياء والرسول فقط وياتى فى المنام , طريق رسول (ملائكه), من وراء حجاب الى اخره...
    اما الرؤيا الطيبه فيها جزء من النبوه كما قال الدكتور على جمعه...فعادى يا حبيب ان تاتيك رؤيا طيبه ولكن ليس لدرجه ان تتدعى رساله جديده او تكليف ربانى جديد لان القران هو اخر الرسالات على حسب
    معتقدنا كمسلمين ...اما شطحات محمود محمد طه سبقه اليها البهائيون والاسماعليه وهى قد تؤدى للخروج من الاسلام وانشاء دين جديد

    دودى
                  

02-01-2021, 06:25 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Mohamed Doudi)

    Quote: اما الرؤيا الطيبه فيها جزء من النبوه كما قال الدكتور على جمعه


    على جمعة دا موش هو ذاته القال للحكومة يجب قتل الإخوان المسلمين لأنهم لا يشبهوننا؟

    لكن يا دودى الخلاك تتبنى تخرصات الوهابية ما شئ هين تب.. دى يا سيدى الفاضل نفس دعاوى ترامب وأكاذيبه بدون أدلة.. وأهو زى ترامب جبت محامى فشنك. على جمعة.
                  

02-01-2021, 02:40 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Abureesh)

    كتب ابو الريش - معاتباً - يوم 26 يناير الآتي :

    Quote: لا أرى أية أهمية للإستمرار فى هذا البوست.. بل أرى ضرورة عدم الإستمرار فيه.. الرجل الان بين يدى ربه..



    ثم ... تأمل بما حدث بعد ذلك..
                  

02-01-2021, 05:29 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: HAIDER ALZAIN)

    Quote: على جمعة دا موش هو ذاته القال للحكومة يجب قتل الإخوان المسلمين لأنهم لا يشبهوننا؟


    الاخ ابو الريش
    الشيخ الدكتورعلى جمعه شيخ الازهر السابق من العلماء المعتدلين والحكماء فى العالم الاسلامى.. لم اسمع باى تصريح له يدعو لقتل الاخوان
    وان قال فانه مخطئ

    دودى
                  

02-01-2021, 06:04 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيبيات السيد الصادق المهدي: خيط توثيقي (Re: Mohamed Doudi)

    Quote: لم اسمع باى تصريح له يدعو لقتل الاخوان


    يا اخى العزيز دودى،
    زول يدعو لقتل مجموعة من المواطنين.. هكذا.. يرمى فوقهم بطانية ويقتلهم.. هل هذا خطأ أم جريمة يعاقب عليها القانون.. اليست محاكمة ترامب بذات هذه التهمة؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de