|
خارطة طريق قومية لتجاوز أزمة "كورونافايروس"
|
06:31 PM April, 20 2020 سودانيز اون لاين Hani Arabi Mohamed-كوكب الأرض مكتبتى رابط مختصر
(1) الوضع الحالي: دولة محدودة القدرات، لم يستقر فيها نظام الحكم ولا النظم الإدارية والسياسية حتى الآن. تسود فيها الأميّة وتنخفض معدلات التعليم، ويمتاز شعبها بلا مبالاة غريبة وشجاعة تصل إلى حد التهور. خرجت هذه الدولةُ منهكة من ثلاثين عاماً من التجارب الأيديولوجية سبقتها ثلاثون عاماً أخرى من التخبط وسوء الإدارة. بدأت هذه الدولة برنامجها لمكافحة انتشار الفيروس بإغلاق الحدود. أو على الأقل الرسمية منها. فَقِطاعُ مقدّر من الحدود الدولية مع سبعة دول لا يخضع لأي حراسة أو سلطة. وهو ما يفتح ثغرات مهددة للأمن القومي بكافة فروعه. حتى هذا الإغلاقُ الرسمي لم يسلم من استثناءات تسببت في وصول المرض مع المسافرين العائدين الذين رفضوا الحجر الصحي أو هربوا منه. وما زال بعض المواطنين في خارج البلاد يطالبون بإعادتهم إليها دون أي ضمان بأنهم سيلتزمون بالحجر الصحي عند عودتهم. لم تجر السلطات اختبارات عشوائية، ولم تدر برنامجاً للفحص القومي، ولا لضمان استمرار الخدمات الصحية الأخرى في بلاد تعاني من كثرة الأمراض المزمنة والمستوطنة. وهذا أيضاً صعّبَ الأمور أكثر. يتركز ثلثا سكان البلاد في ولايتي الخرطوم والجزيرة فيما يتوزع الثلث الباقي في جميع الولايات الأخرى مترامية الأطراف [لا أعلم بوجود إحصاءات دقيقة تدعم هذا الزعم]. الخدمات الصحية متواضعة. أطباء البلاد يهاجرون ويخدمون في كافة دول العالم تقريباً. وخدمات الطرق والنقل متواضعة – وزاد الطين بلةّ – مع وجود أزمة وقود وقطع غيار حادة أوقفت الكثير من المركبات. جاء إغلاق الولايات كمحاولةٍ لوقف تمدد المرض. لكن محاولات السكان الهروب من الخرطوم باستخدام كل ما يتحرك زاد من الازدحام ورفع من احتمالات انتقال المرض. وحجّة الكثيرين كانت أن الخرطوم حالياً مغلقة وهم يعتمدون في معيشتهم على رزق اليوم باليوم. في ظل هذه الظروف التي ذُكِرَ بعضها فقط أعلاه يصعب الحديث عن وضعِ خارطة طريق لتجاوز الأزمة. لكنني سأحاول ذلك. وأرحب بفتح نقاشٍ مع كل من يمكنه أن يساهم بمعلومة أو فكرة أو مشاورة أو أي شيء آخر لتصل البلاد إلى بر الأمان.
|
|
|
|
|
|