اختفاء مفاحئ و ملحوظ لكل من المدعو وزير المالية و وزير التجارة و وزير الطاقة و التعدين و انخفاض وتيرة الأكاذيب و الصمت يخيم على المشهد و كأننا نرقب أما فرجا في رحم الغيب او كارثة تحل علينا (لاىسمح الله)، القابعين على طريق الحرية و السلام و العدالة الراجين من رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الكثير امال زائفة، رأفة بهم فإنهم كالذين أعدوا أنفسهم لمائدة عيسى عليه السلام إذ حسبوا أنها خيرا لهم (المثل الأعلى لله رب العالمين) حسبنا أننا قوم تكالبت عليها الدول و من قبل أكلة القصاع أصحاب اللحى الضلالية و عسكر السلاح الاهوج و الطامعين في عز فوق الجماجم و العظام، لنا في هذه الدنيا زفرة او شهقة واحدة تفصل بين كيان و ملكوت، الخبز الحلال الحرام و الأيام دول بين الأحياء و لا عزاء للطامعين، إن تكن عزيز النفس داستك عجلات الدولار او تيه في الأرض أربعين عام، الثورة لا تساوم اندلعت من أجل العزة و الإباء و كرامة الانسان، لا من أجل التسول بباب الأغنياء، الحضارة قوامها الإنسان صانع الحياة و الحقيقة الوحيدة في الصراع بين من يريد أن يكون السودان و من لا يريد سوى الأنا هي انها لن تتنزل عليكم موائد و لن تمطر السماء ذهبا، و لن يهدي لكم الأمريكان و لاالعاربة و المستعربة و لا حتى الأفارقة الرفاه و النعم إنما عطاء بأخذ، قروض مقابل أشياء أخرى منح مقابل نزعة لحم من وجوهكم، العمل فقط لامكم و اباكم أرض السودان، كثرت الوعود و استراحت في اضابير الأمم و ارفف النقد الدولي و جامعة الدول و الاتحاد الأفريقي خلاصة القول انتبهوا بالأمس القريب سمعتم برفع الدعم السلعي و بالدعم المباشر من خزائن بنى العنكبوت فيها و افترش و ساقية جحا تدور بلا خجل (جنيه حمدوك) من جيب المواطن الأيسر إلى جيب الانتهازين الايمن، و بالأمس القريب جدا أيضا سمعتم بوفرة الدقيق (طحين) الخبز و المخابز و ان كادأن ينطقها (سيتدفق الخبز عليكم رب رب رب رب)، و الموت لا يزال يزور بني البشر حتى في صفوف الخبز، و بالأمس القريب أيضا سمعتم الوقود في شح لأسباب فنية، تعطل خط أنابيب نقل البترول و الازمة حتى اصلاح الخط تنفرج و تعود الحياة جنة نعيم ، هيهات بعد ان قام نفر من الأبطالاصلحوا و اقاموا الخلل في الخط و لم يتدفق النفط، و ظلت الأزمة تضرب القفا و عطشت المكائن و قلت الحركة و طالت الصفوف في إنتظار جرعة وقود، و بالمس القريب قال كبيرهم قبلهم ...أيام معدودة و تنفرج الأزمات و إذ بيده لا بيد عمرو تنصل عن مسؤولياته المدنية للعسكر ليضرب بيد من حديد، عندها سقطت كل الآمال و شكك في كل النظريات الإقتصادية الرأسمالية و الإشتراكية و المختلطة، و بات الناتج المحلي بين فوه بندقية و عربدة سياط على ظهور الغلابة، و الدين العام سداده من المنح و الأرض تشتكي و تنادي أنا لمن يفلحني و مائي قسمة بين عُماري، و بين واشنطن و ميونخ و دول البترودولار رحلات خيبات أمل ارتسمت خطوط شيخوخة في جبين الشباب، و الدم الحرام مسفوح في دارفور و جبال النوبة بين سطور أوراق و أحبار تنزف في شرفات و صالات و اروقة الفنادق و أمنيات المتحاورين الدنيئة، هذا و أم الشهيد احتسبت دم ابنها/بنتها لمحكمة السماء بيقين الزاهد في عدالة الإنسان، و نحن الذين بين الشباب و الشيخوخة هذا الجيل الذي عانى من ويلات الماضي و خيبات الحاضر لا يجد العزاء في ما سلب منه، ثلاثون عاما من عمر و أحلام و حرية، و كأننا كتب علينا الخروج من حيث دخلنا خلاصة الخلاصة الخدعة الكبرى علمنا أسرارها مذ تسلق الانتهازيون و صافحوا أيدي القتلة و حرروا شهادة وفاة الثورة (وثيقة الاتفاق السياسي)، و اتبعوها بتصريح الدفن (الوثيقة الدستورية)، و العحب العجاب لا زال الأمل الزائف يلعب في ضمائر البعض تارة دفاعا عن العوج بحجة وحدة الصف و تارة بتعظيم الفشل و تارة بتخوين صرخات الأحرار تحت وطأة النيران الصديقة نهاية الأمر الخير فيما يختاره الشعب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة