صحيفة العرب اللندنية صحراء مصر مصنع رحب لإنتاج الطاقة الشمسيةمحطة بنبان تجذب المطورين من القطاع الخاص مصريين وأجانب.الخميس 2020/03/05
الشمس في صحراء مصر تصبح نعمة في إطار توجه العالم إلى إنتاج الطاقة المتجددة كبديل للوقود الأحفوري الملوث للبيئة، وتنتشر اليوم الألواح الشمسية على امتداد عدة كيلومترات على الطريق جنوب البلاد، لتصبح بذلك محطة بنبان من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
أسوان (مصر) - على أحد محاور الطريق جنوب مصر، يتحول فجأة لون رمال الصحراء الصفراء إلى الأسود. ويمتد هذا الشريط لعدة كيلومترات، باتجاه الشمس، حيث تنتشر على طول الأفق الألواح الشمسية الضوئية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بلونها الرمادي الداكن.
ويعد هذا المشروع رهان مصر على التحول إلى طاقة المستقبل. وتعتبر محطة بنبان للطاقة الشمسية من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، وتستخدم فيها أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال حتى الآن.
وتغطي الألواح الشمسية مساحة تعادل 50 ملعب كرة قدم، لدرجة يمكن معها رؤيتها بوضوح من الفضاء ومن خلال الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية.
يرافق العمالَ بالمحطة عنصران متلازمان؛ الحرارة الشديدة وغبار رمال الصحراء، حيث ترتفع درجة الحرارة في فصل الصيف إلى أكثر من 50 درجة مئوية، مما قد يصيب العمال في حالة عدم تناول كميات كافية من السوائل والحماية من أشعة الشمس، إما بضربة شمس أو هبوط حاد في الدورة الدموية. لهذا يؤكد محمود زيدان، ضابط الأمن بأحد المواقع، أن العمال يمكنهم المغامرة بالنزول إلى أجزاء معينة من الموقع.
وتحذر لافتات التوعية الصحية الملصقة على المستودعات والحاويات المنتشرة في المحطة من مخاطر تغير لون البول، خاصة إذا أصبح لونه بنيا داكنا، “هذه علامة على نقص السوائل! يجب شرب الماء في الحال”، ويقول المهندس أحمد عاطف “من المهم تناول المياه طوال الوقت، حتى لو لم يكن هناك شعور بالعطش”.
ويوضح وزير التنمية الألماني جيرد مولر أن هذه المحطة الضخمة، التي تبدو من عالم آخر، تعد الفصل القادم لقصة نجاح يطلق عليها الطاقة الشمسية.
ويؤكد “نحن ما زلنا في بداية استخدام الطاقة الشمسية، ولم نصل بعد إلى نهاية المطاف، إنها بداية عصر نهضة جديد للطاقة الشمسية في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية”.
وبالفعل فقد شيدت محطات طاقة شمسية ضخمة في كل من المغرب وأبوظبي والصين والهند، أخذا في الاعتبار أن الصين، التي تصدر بجانب الولايات المتحدة والهند أكبر قدر من الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري على مستوى العالم، تأتي في طليعة الدول المنتجة للطاقة الشمسية.
محطات الطاقة الشمسية تصل إلى الحد الأقصى في ما يتعلق بالسطح، يوضح توم هيجارتي المحلل في شركة وود ماكينزي البريطانية لاستشارات الطاقة، “لا توجد أماكن كثيرة تتوفر فيها مساحة كبيرة بالقرب من مناطق التجمعات ذات الاستهلاك العالي للطاقة”، مضيفا “كمية الأماكن التي يمكن من خلالها نقل هذه الطاقة عبر مسافات طويلة محدودة جدًا”. جدير بالذكر أن نقل الكهرباء على نطاق واسع يعد باهظ التكلفة، وحتى يومنا هذا، يمثل تحديًا تقنيًا.
ويعتبر توسيع الشبكة من النقاط المحورية بالنسبة لمحطة بنبان للطاقة الشمسية، حيث تنتصب أبراج الضغط العالي على امتداد الأفق وكأنها عمالقة من المعدن وسط المشهد الصحراوي، ولهذا أخذ المستثمرون في مشروع محطة بنبان في الاعتبار إمكانية وجود نزاع على استغلال الأرض، خاصة وأن المحطة التي يمكن أن تغذي أكثر من مليون منزل بالطاقة الكهربائية، تحتاج أيضا إلى مساحة كبيرة من الأراضي لنشر الألواح الشمسية ولأماكن تخزين الطاقة ونقلها.
تغطي الألواح الشمسية مساحة تعادل 50 ملعب كرة قدم، لدرجة يمكن معها رؤيتها بوضوح من الفضاء ومن خلال الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعيةتغطي الألواح الشمسية مساحة تعادل 50 ملعب كرة قدم، لدرجة يمكن معها رؤيتها بوضوح من الفضاء ومن خلال الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية
ومن المعتاد أن تحدث مثل هذه الأمور، خاصة في حالة وجود أراض زراعية، وقد حدث بالفعل أمر مماثل في إيطاليا. وفقا لرأي هيجارتي، يجب التوسع بشكل أكبر في استخدام الطاقة الشمسية كما يجب أن تنمو السوق بصورة أسرع. ومع ذلك، يعتبر الحصول على الأراضي في البلد الواقع جنوب أوروبا من الأمور الصعبة، كما تعارض الإدارات والسلطات المحلية عادة التوسع في الطاقة الشمسية.
وتوضح دراسة حديثة أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون له إسهام أكبر في مجال حماية البيئة من خلال ما يعرف بـ”كهربة الاقتصاد”.
يشير التقرير الذي أعدته كل من بلومبيرغ، مشغل شركة إيتون للطاقة وشتات كرافت للطاقة الكهرومائية، أن هذا التحول قد يتجاوز الأهداف متوسطة المدى التي وضعها الاتحاد الأوروبي لحماية البيئة، مما يعني إمكانية تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 63 في المئة بحلول عام 2030، مقارنة بالنسبة المسجلة عام 1990، متفوقة على النسبة المنشودة حاليا وهي 40 في المئة.
يعتقد المحلل هيجارتي أن طفرة الطاقة الشمسية ستستمر لفترة من الوقت، ويتوقف هذا جزئياً على أسباب منها أن المكونات أصبحت أرخص. وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يزداد الطلب على الكهرباء بشكل مطرد، والعديد من المنازل ليست متصلة بعد بشبكة الكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، على عكس محطات الطاقة الهيدروليكية، يمكن لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أن تتطور بسرعة ولا يستغرق إنشاؤها سوى بضعة أشهر. ومع ذلك، تظل حصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع أنحاء العالم منخفضة للغاية، فالسيطرة حتى الآن من نصيب الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
اشترك دياب علي في مشروع بنبان منذ البداية، كان واحدا من بين 12 ألفا من العمال الذين شاركوا في تشييد المحطة. حفر في الرمال بمعوله لمد الكابلات، يعمل اليوم مساعدا في أحد المواقع بالمحطة. اضطر لأن يترك أرضه الزراعية لكي يستمر في هذا العمل، حيث يقوم إخوته حاليا بزراعة قصب السكر والقمح. وردا على سؤال إذا كان العمل في المحطة الشمسية أكثر مشقة من العمل في الحقل، أكد دياب أن “كل عمل له تحدياته وظروفه الخاصة”.
جدير بالذكر أن محطة بنبان الشمسية، أصبحت في نوفمبر الماضي أحد أكبر مجمّعات الطاقة الشمسية في العالم بعد اكتمال المرحلة الثانية من المشروع بقيمة 2.1 مليار دولار.
وهذا المشروع مُصمم لترسيخ قطاع الطاقة المتجددة من خلال جذب مطورين من القطاع الخاص الأجانب والمحليين والداعمين الماليين. ويوفر حاليا ما يقرب من 1.5 جيغاواط من الكهرباء للشبكة الوطنية في مصر، وأدى إلى خفض سعر الطاقة الشمسية بينما تقلص الحكومة دعم الكهرباء.
وتقدر الطاقة الوطنية لإنتاج الكهرباء في مصر حاليا بنحو 50 جيغاواط، وتهدف البلاد لزيادة حصة الكهرباء التي تتوفر من مصادر طاقة متجددة من نسبة بسيطة حاليا إلى 20 في المئة بحلول عام 2022 و42 في المئة بحلول 2035.
سلام عليكم الدول الاوروبيه تدعم مشاريع انشاء وتطوير الطاقه الشمسيه فى مصر تعتبر بنبان خطوه اولى ومتوقع انو تستفيد منها فى تصدير الطاقه الكهربائيه لاوروبا لاحقا. اما بالنسبه لمصر حل مشكله الطاقه حيخدم جانبين تخفيف الضغط السكانى على شريط النيل بخطط توطين فى الصحراء فى تجمعات تنمويه اضافه الى حل ازمه الغذاء باستغلال المياه الجوفيه فى مشاريع زراعيه فى الصحراء الغربيه وصحراء سيناء. يظل مبدا تنوع مصادر الطاقه ضرورى لتفادى اشكالات تذبذب امداد الطاقه فى حاله انخفاض مستوى المياه وبالتالى نقص امداد الطاقه الكهلرومائيه وايضا النقص الناتج من نقص المواد البتروليه المستخدمه فى التوليد الحرارى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد عبد الله الحسين
Asim Ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست