لا أؤيد الاحتفال بيوم عيد الحب لأن الفكرة نفسها ولدت تحيط بها رائحة الموت، فالقديس فلانتين الذي سمي عيد الحب باسمه مات مقتولا على يد الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني، الذي أمر بإعدامه لأنه لم يطع أوامره بعدم تزويج الجنود في أيام الحرب فزوجهم سرا من خلف الأبواب المغلقة، وأصبح الناس يحتفلون بعيد الحب في هذا اليوم وكأنهم يحتفلون بيوم إعدامه.. والصحافي المصري الراحل مصطفي أمين، أقترح فكرة الاحتفال بالحب بعد أن شاهد جنازة يشيعها ثلاثة أشخاص فقط وقالوا له إن المتوفى لم يكن يحب الناس ولا أحدا يحبه، فقفزت إلى خاطره فكرة إشاعة الحب في هذا اليوم وتبعه المتبعون كأنهم يحتفلون بموت انسان لأنه لم يكن يحب الناس، مع أن القلوب المحبة يجب أن لا تكره حتى الذين لا يحبونها. الاحتفال بيوم الحب من وجهة نظري ما هو إلا سوق نخاسة يقام كل عام لتباع وتشترى فيه المشاعر، ويتسابق فيه المنافقون للتعبير عن حبهم المزيف، الحب الحقيقي هو شعور ينطلق من القلب كالسهم ليصيب قلوب الآخرين ولا يحتاج لجسر يعبره، ولا سبب يبرره، ولا هدايا يقائض بها الأحاسيس، ينبغى أن نتنفس الحب كالهواء الطلق، ونشربه كالماء الزلال.. عادة نمارسها يوميا لا مناسبة نتذكرها في السنة مرة، الحب طاقة متجددة تضخها القلوب لتنتج المشاعر الجميلة، الحب الحقيقي لا يعرف الاستكانة ولا يذهب في إجازة لا يعود منها إلا كل عام، هو متقد دائما في الصدور تشتعل به دواخل الأنقياء، هو أسلوب حياة ووسيلة نجاح.. المحبون ناجحون لأنهم يفهمون غيرهم ويهتمون بهم، ومن يفهم الناس سيعرف كيف يتعامل معهم لأنه يراهم بعيون صادقة ويتقبلهم بقلب صافي واحساس رقيق يدخل كالنسيم في النفوس وعلينا أن نعود قلوبنا لتبث مشاعر الحب وتجتاح الآخرين بالراحة والسلام. ما أجمل أن نتوضأ بالحب ونتعبد في محرابه يوميا لتصح قلوبنا وتصفو مشاعرنا وترتاح نفوسنا. ................... صفوف العيش والبنزين والمعيشة الضنك يجب أن تجعلنا أكثر قربا وحبا لبعضنا البعض
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
طلحة عبدالله
HAIDER ALZAIN
خضر الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست