♧ اللون الخمري ليلة .. و الخد الزهري ليلة£

♤ و لنا في الألوان طشاش أيها الأحباب
ألوانَّا جايطة شديد يا شيخ .تلقى زولنا أخدر
ليموني و كمان بغنوا ليه:"زولي هوي .. زولي
اللخدر ..كان شفتو بخَدَر .. الشوق فوقي زاد
قليبي أصلن راد..و إن فات بلا ميعاد بتوشح
السواد..أسامر النجوم..همي البِقا لي زاد .. يا
زولي هوي منايَ ترجع ليَّا يا مشنق الطاقية "

▪ حدثنا الوريف هاتريك عن أبيه عن جده كابراً عن
كابرٍ نقول: في التوصيف زول أخدراني طويل كده .
و دا زول أخدراني خدرة زرعية نااااعمة كده. كان ذلك
بمثابة دلالة وسامة في عصور ما قبل الفسخ و الجلخ .
لكن برضو كان عندنا زول أصفر و زول أحمر نوع الحمرة
ديك(الأباها المهدي) و بصراحة ما عارفو ظاطو أباها ليه.
سوداني أسمراني أزرقاني(جل) و زول تاني أبيضاني !!

مواصفاتنا في الجواز الظهري القديم مسلن:
الطول 5 قدم و 6 بوصة ، و لون الشعر أسود
قرقدياً مان أم فلفلياً أو سبيبياً.و لون العيون
عسلية مع إنو كل غنانا في العيون السوداء
أهوى العيون السودة و أحب سمار في خدودها

● و اللون الأسمر قالوا خمري .. اللون الخمري ده
واحد و لا بختلف حسب ماركة الخمرة هسه الويسكي
لونو زي المريسة و لا كيف ؟؟ الزول السمح و اللون القمح
و بالجد دي ماركة مسجلة أصلية و تايواني (موش صيني)

▪بصراحة إلا بس السواد الكالح مظلوم معانا ،
قاعدين نتزاوغ منو ..ما عدا كجراي حين قال :
يا قطعة ليل في لوحة.. تتجسد أنثى زنجية
يا شهقة أعصابي الحيرى يا لذعة نار قدسية
الباذنجان الأسود ..في نهديك ثمار برية
و هذا على سبيل الغزل ....

ثم الطيب العباسي حين قال لفتاته الشقراء:
فلماذا أراكِ ثائرةً .. و علام السِبَابُ يضْطَرِدُ
والفراء الثمين منتفضٌ كفؤادٍ يشقى به الجسدُ
أَلأَن السّواد يغمرني .. ليس لي فيه يافتاة يدُ
و هذا على سبيل الاحتجاج و التذمُّر .

● لكن عمنا خليل فرح كتب و لحن و غنا :
صَبّـغْ الخـدين حُمرة .. بعد ساعة بتشوف صفرة
الاصفـرار ده كتيـر أخجلـوك يـا أميـر ولّا نُمّــت نهـار
فلو أرجعنا الاحمرار إلى الخجل فهل يكون الاصفرار
من نصيب تعسيلة القيلولة بالنهار و لا ما هل ؟!!!

▪ ود أخوياً لينا حنكوش مولود و متربي في بلادِي برة.
فمرة فطر معانا فطور رمضان في حلتنا أم صفقن عوراض و ليست
(حشرو عباس ) كما يحلو التندر بها على لسان عمنا جقود . أها الجنا
أكل معانا كسرة دبليبة لُقمة عيش ود عكر ، و كمان بي ملاح لوبة عفن
و كمان وكتين الملاح قصَّر و انكطع في يدينا ناولنا جدي الإبريق تماها
باركا لينا من موية الوضو. فالجنا قام بالله مطفر متل الملدوغ !! يا زول مالك
قول : بسم الله و كمل أكلك. قال: أكمل شنو ياخي و عمك دا غسل يدينو فيها
عديل كدا ؛ و ما فاضل إلا يكطع الجُمار!! أها لامن مشى لناس أمو و أبوه بيحكي
قال ليهم: المتخلفين ديل أكلونا ليك عصيدة بس موش بيضا زي بتاعت (ماما)
دي مختلفة لونا (بيربل) و عاملين عليها (طوبنغ) بي صوص كدا لونو بيجي!!

▪ فبالله عليك ولدنا الطريفي ما ليه حق وكت العربي محمد موسى في مسرح
دبي قال ليه حيي الجماهير ديل؛ قعد يتلفت جاي و جاي و قال: أحيييي أنا ☺

● ذكرنا أنو اللون الأسود الفاحم هو الوحيد المظلوم في عرف
ثقافتنا و أدبياتنا كظلم الحسن و الحسين من بين بانوراما الألوان
و التي يلاحظ سعيُنا اللاهث للتفنن في اختراعاتها ، ليس إلا دليلً
دامغُ لا، بل إنه عرض نفساني لرهابنا من وصمة عار السحنة السمراء.
و هو ما يفسر لنا ظاهرةً لافتةً هي أننا مصنفون بأننا الشعب الأكثر
انفاقاً من قوت يومه على كريمات تفتيح البشرة. و ذلك لشعورنا بأننا
مشيقحين (خاتفين لونين) ، لانا راضين ب(رأس) زنجية جيراننا
الأفارقة، و لانا لامين في التشبث ب(ذيول) خيبة أمل العروبة.

♤ هذا يقودنا مباشرةً إلى النبش مراراً و تكراراً في
قضيةٍ سبق لنا و طرحناها هنا تحت عنوان " عنصرية
مقنعة"من القِناع و ليست من القَناعة التي هي كنزٌ لا يَفنَى).
▪ موضوع وجب طرحه مِنْذُ زمان في ظرفنا الراهن المحيط.
حيث لا تزال تُثار نعراتٌ (منتنةٌ) كهذه منذ قديمٍ على منصاتٍ
شتى(للتناصل اللا-اجتماعي) عبر أثير الأسافير و قبل سنين عدداً
من انفصال جنوبنا الحبيب. و كم كنا نخشى مما آل إليه حالنا اليوم
من تمايُزٍ بغيضٍ و (تمركٌزٍ و تهميشٍ) بين أبناء جٍلدةٍ واحدةٍ و ترابٍ
واحدٍ ، تاسيساً على صفاتٍ و مزايا واهيةٍ تُطلَقُ جُزافاً هنا و هناك
بحكم عرقٍ أو دينٍ أو سحنةٍ أو خلفيةٍ ثقافيةٍ أو جهويةٍ و حيثُ:
( كلُّ زول عاجبو الصَّارُّو، و كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحونَ). و كمان
حلاة يقولو ليك نحنا و نحنا و العارف عزو مستريح ، قال!!