يوما أسودا عليك " يا حليوة" قرية "حليوة" "السمحة وقمحة" مسقط رأس الشاعر محمد طه القدال رحمه الله ، تلكم القرية الملهمة التي استمد من جمال طبيعتها وبساطة أهلها لغة ومفردات أشعاره "العامية" ذات البصمة المتميزة ، والتي تغنى بها عدد من المطربين والفرق الموسيقية . الليلة يا "حليوة" ذكرك على كل لسان ، وقد رحل بعيدا عنك إبنك البار الشاعر القدال. إتوشحي بالسواد و "اترمدي"بالرماد وشيلي "الحفة". ياهو دا "الحزن "المالح " مطره يا "حايد المحن" فوق روسينا سوى "شو" و" جو" "كبا" و " الردحي " و " الثكليب" و "الجقليب" ، لاح للعين من بعيد وما "بتغبا " " الشامة" بت "حمدين" تقوقي" كما القمرية تنوح وتردح و " تسو " في" البدع" ، و "حامد العولاق" ، متحزم ومتلزم ، يبكي ويصيح ويعزي مع النسوان. " شليلك" يا " حليوة" ، الليلة "عد وراح" ، و غنمك " السدرن ورتعن" جف اللبن في "ضرعاتن " ، و" المزارع البات على عشقين" تراب أرضه ، وسماحة بت مزارعية" ، اتكسر "ملودو" وما حش "بلاده" ، وبالحسرة ما قدر يبلع ريقه الفي حلقه نشف وجف. "حليوه" السمحة وقمحة ، الليلة شايلة الحفة ، حزنانة على فارسها المغوار الما كمل السباق و "رمنو " الخيل في "اللفة". "حليوه" يا "موال" "غنا" ، غنيناهو مع "القدال " ، طربنا ، وانتشينا ، ورقصنا معاهو، ودا كله ما كفى . " صارت "حليوه" ، القرية الوادعة الصغيرة ، الكائنة في قلب "الجزيرة" ، بشعر "القدال" ، بلدة مشهورة ، وهام بحبها بين طيات السحاب ، وصارت "كرمكول" أخرى ، علما بأن المرحوم الطيب صالح طيب الله ثراه ، كان صديقا وفيا لفارس "حليوة" "القدال" ، ويا للحسرة ، مات الإثنان غريبين بعيدين عن الأهل والديار ، وهكذا شاءت الأقدار ،إلا انهما سيواريان الثرى في تراب الوطن الذي هاما بعشقه ، و "الشايلنو" " في حدقات العيون في أي مكان. إسحاق بله الأمين5/7/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة