في مثل هذا اليوم ومنذ خمسة أعوام رِن هاتفي المحمول حوالي الثالثة فجرا بتوقيت غرب كندا ،، لا أغلق هاتفي عادة ،، لم أتبين رقم المتصل في ذلك الوقت المتأخر من الليل لسببين أولهما انني دائماً ما اضع نظارتي الطبية عند المنضدة المجاورة الي فراشي حال ايوائي الي فراشي مما يجعل الرؤية متعذرة من دونهما ،، والسبب الآخر ان صوت النحيب والبكاء الحار كان يأتيني بقوة ،، من الطرف الاخر مما فتح باب هواجسي علي كل الشرفات ،، لم يحدثني المتصل عن اي شئ ولم أشاء انا السؤال ،، كان يصيح نائحا ان حميد قد مات قالها ثلاثا ومات الهاتف في يدي . سريعا ادركت حجم الفاجعة ،، بكيت طويلا دون حوجة لمعرفة التفاصيل عن كيف وأين ولماذا مات محمد الحسن سالم عمر الشهير بحميد ،، رغم برودة الجو في ذلك الوقت من العام ،، خرجت إلي سيارتي خوف ان يصيب صوت نواحي ونحيبي ،،حيرة وازعاجا لجيران لي لا علم لهم بحجم الفاجعة ،، بكيت طويلا ،، بكيت بأعلى صوت ،،بكيته بحق .. بعد اكثر من ساعتين أعدت الاتصال بذلك الشخص الذي وردتني منه تلك المكالمة وكان علي الطرف الاخر صديقي بدرالدين الامير من الدوحة ،، بكينا كثيرا ،، لا اذكر اننا تحدثنا في اي شأن سوي البكاء والنحيب ،، انقطع الاتصال .. عاودته وعرفت ان حميد لن يعد بيننا .. تعود معرفتي به إلي سنوات دراستي بالمرحلة الثانوية بمدينة ودمدني ومنها امتدت لسنوات طوال ،، لا حوجة لي للتعريف به ،، ولا بوصف خصاله وافعاله ،، توطدت علاقتي به واهله ،، فطون شقيقته وعوض بكاب ،،سيد احمد وعباس و و و .. كل الاهل بنوري و دويم ود حاج ،، سنوات طويلة مرت و عدنا يضمنا وطن اخر ،، محطة الدوحة إبان عملي في الخطوط القطرية .. كنا بالسكن .. بدر الدين الامير ،، عبدالمنعم الفكي ،، مصطفي يوسف ،، ،، صديق تناد ،، عبدالله الكابوي ،، و اخيراً محمد السني دفع الله .. كان بيتنا لا يخلو من محبيه وعارفي شعره لحظة واحدة ،، كان سمحا وبسيطا ،، ذكريات كثيرة في تلك الديار ،، مسعود محمد علي .. النور عثمان ابكر ،، مصطفي عثمان ،، هاشم كرار ،، ال كبلو ،، ،، نوح عبدالواحد ولهذا الرجل أفضال لا تكفيها مجلدات ( عوفيت يا ابا بكري ومصطفي) ،، قسم عبدالواحد ،، محمد تناد .. الماحي ،، محمد سليمان ،. عمار ،، علم ،، الفنان صديق احمد ،،الفنان محمد كرم الله ،،محمد عبدالعاطي ،، اولاد نوري بالريان وإفطار الجمعة الراتب ،، ، كثيرون وكثيرون ،، كان يقضي الليالي الطوال معي في غرفتي اكتب له ما يمليه علي من إشعار توطئة لطباعة ديوانه .. السرة بت عِوَض الكريم ،، حجرالدغش ،، مصابيح السماء الثامن طشيش .. قبل ان يرحل بيومين كان ان اتصلت علي رقم هاتفه المعتاد وكان في زيارة زوج شقيقته فطون كما يحلو له مناداتها ،،( بكاب ) عليه رحمة المولي ،، والذي كان يعاني من الفشل الكلوي و يواظب علي عمليات الغسيل الدموي بمشفي احمد قاسم ،، تحدثنا طويلا مع الوعد بالحضور للسودان وقطعا زيارة نوري مرة اخري ،، اتصل بي في نفس اليوم الصديق بدرالدين و اخبرني بأمر محادثتي مع حميد وكان ان اقترحنا ان نعمل علي إقناع حميد بدخول القفص الذهبي بمساعدة صديقنا المشترك مسعود محمد علي ،، علي ان يتم ذلك في حضور ثلاثتنا إليّ السودان ،، ولم نك ندري لحظتها انه سيُزف عريسا الي السماء بعد يوم واحد فقط من تلك المكالمة ،، وداعا يا حميد ،، الي لقاء يا صاحب
03-23-2021, 07:57 PM
يحي قباني
يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة