|
|
|
 Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الثانية
المكان: سجن كوبر ، عنبر الدرجة الأولى
الزمان: مساء اليوم التالي للمؤتمر الصحفي للجنة ازالة التمكين
_______
•بشة (يصيح): يا عبدو ! .... (يخاطب نفسه) البني ادم ده مشى وين؟ ... يا عبدووووو
•اللمبي: أيوا يا ريس، أوامرك!
•بشة: أنت الغرباوي ده المقعدوا معانا شنو في العنبر؟
•اللمبي: أنا عارف؟ ... أنا قدمت شكوى لإدارة السجن عشان ينقلوه مننا، لكن ما في فايدة
•بشة: وحصل شنو؟
•اللمبي: مدير السجن ناداني وبهدلني ورمى لي الشكوى في وشي وقال لي: انت راجل عنصري وسخ.
•بشة: ليه؟ انت كتبت شنو في الشكوى؟
•اللمبي: قلت ليهم دايرين عنبر لناس الشمالية وما عايزين في العنبر بتاعنا ناس اضانهم زرقا.
•بشة (مستغرباً): كتبت "اضانهم زرقا"؟
•اللمبي: آي كتبتها، غلط؟
•بشة: ياخي انت البوديك تكتب للإدارة شنو؟ زول عمرك ما عندك اسلوب.
•اللمبي: طيب يا ريس ما نقول لهارونة: طالما علي كوشيب سلٌم نفسو، ما تمشي تسلم نفسك.
•بشة: انت نسيت انا وانت برضو مطلوبين للجنائية؟
•اللمبي (معتذراً): آسف يا ريس، تخيل نسيت؟
•بشة (بعد تفكير عميق): تعرف يا عبدو انا رأيي نحن برضو نطالب بتسليمنا للجنائية...
•اللمبي (مذعوراً): ده كلام شنو ياريس؟
•بشة: اسمعني كويس، انا وصلتني معلومات موثوقة انو الجماعة ديك سجونهم خمسة نجوم … سكن مجان واكل على مستوى وخدمات طبية… نحن دايرين شنو احسن من كده؟
•اللمبي (متردداً): وأولادنا؟
•بشة: انا ما عندي اولاد.
•اللمبي: انا قصدي اسرنا.
•بشة: يعني شنو؟ اقعد هنا انتظر حبل المشنقة عشان وداد؟ تخيل ام جضوم دي لحدي الليلة ما زارتني؟
•اللمبي: تزورك كيف؟ المدام مشرفة سجن النساء. انت نسيت يا ريس؟
-يتبع-
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الثالثة
المكان: سجن النساء ام درمان
الزمان: ظهيرة يوم بعد مؤتمر لجنة التمكين
_________
يفتح باب العنبر وتدخل هند مصطفى مقتادة من احدى حارسات السجن.
الحارسة (تدفع بهند لداخل الغرفة وتخاطب وداد بابكر التى تجلس مطأطئة رأسها على بمبر منخفض في طرف الغرفة): جبنا ليك زميلة جديدة، اكيد بتعرفوا بعض.
وداد (ترفع بصرها للقادمة الجديدة ثم تصيح مندهشة): هندوية؟!
هند (غير مصدقة): سجم خشمي! وداد مالك ضعفت كده؟ … انت عيانة؟
وداد (بصوت واه): انا وقعت وقعة سودا يا هندوية
هند: الحصل شنو؟
وداد: المسجونات شغالين فيني بهدلة من يوم ما جيت. عاملين ثوريات. الزعيمة بتاعتهم قالت لي في اول يوم : اعتبري نفسك من الليلة الخدامة الشخصية بتاعتي. وباقي المسجونات برضو مستلمناتي
هند: نحن اصلاً جايبننا مع الاشكال دي لشنو؟ نحن ما معتقلات سياسيات؟
وداد: انا سألت ادارة السجن نفس السؤال، المدير قال لي: سرقة المال العام واستغلال النفوذ جرائم جنائية وحكاية سيدة السودان الاولى ولا التانية ما بتغير شيئ في الموضوع.
هند: سجم خشمي، انا لما قلت للسجانة: انا زوجة محمد نجيب ، مدير الشرطة الاسبق، قالت لي بكل احتقار: طظ…
وداد (بيأس): ولسه ياما تشوفي يا هندوية
هند (بذعر): في شنو تاني؟ قصدك شنو؟
وداد: اصبري وحتشوفي العجب. انت مسكوك في شنو؟
هند: ناس وجدي بلوني…شكيتهم لي الله
وداد: انا ما خايفة من شيئ قدر الجماعة ديل، تخيلي بقيت اهلوس بيهم؟
هند: كيف؟
وداد: المسجونات قالوا لي إني بكورك وانا نايمة: معليش يا وجدي… بشة غشاني… انا تبت يا وجدي…
(في هذه اللحظة تدخل احدى المسجونات مسرعة)
المسجونة (لاهثة): وداد المعلمة دايراك… بسرعة…
وداد (تنهض مسرعة): حاضر
(تنطلق وداد مسرعة لساحة السجن، حيث تجلس السجينات في فترة الراحة وقد توسطت الجمع الزعيمة وهي سجينة ضخمة الجثة، يبدو عليها الكثير من الشراسة).
الزعيمة: سنة يا وداد عشان تجي؟
وداد (متلعثمة): انا جيت طوالي يا معلمة
الزعيمة: قشيتي العنبر؟
وداد (بخوف): انا … انا كنت عايز ابدأ هسه
الزعيمة (بصوت غاضب): العنبر لازم يتقش من الصباح، نحن ناس نضاف، انا ما بقبل بالفوضى في العنبر بتاعي… الأخرك شنو لحدي هسه؟
وداد: انا آسفة، لكن الليلة جابوا لينا هند مصطفى…
الزعيمة (مقاطعةً): ومنو هند مصطفى دي ؟ وعملت شنو؟
وداد: هند زوجة محمد نجيب ، مدير الشرطة الاسبق، قبضوها في قضية اراضي…
الزعيمة (مقاطعة): ايوا عرفتها، موش دي السارقة مية وتلاتين قطعة في بحري؟
وداد (بتردد): ما عارفة…انا ماسألتها…
الزعيمة (بغضب): ما عارفة يا وسخة، تسرقوا اموال الشعب الغلبان وتعدّموا البلد التعريفة وتجوا تقولوا ما عارفين؟
وداد: أسمعوا يا جماعة، انا ممكن ادي كل واحدة منكم مبلغ كبير بعد ما تطلعوا من هنا و…
الزعيمة (تقاطع بغضب): اقفلي بوزك يا خاينة، نحن كان اضطرتنا الظروف او اضطرونا الحكام الفاسدين للجريمة، نحن نموت ولا نخون بلدنا…
(يصمت الجميع، ووداد تقف مطأطئة رأسها امام الزعيمة)
الزعيمة (بغضب): أمشي سوقي زميلتك الحرامية ونظفوا العنبر والحمامات، عايزكم تخلصوا قبل المغرب، وإلا حتشوفوا غضب المظلومين بتاع التلاتين سنة…
وداد (بذعر): امرك يا معلمة (تمسك بيد المعلمة) انا تبت على ايدك يا زعيمة، سامحيني...
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الرابعة:
المكان: سجن كوبر عنبر الدرجة الأولى
الزمان: بعد يومين من مؤتمر الصحفي للجنة ازالة التمكين
________________
•العنصري المغرور: يا استاذ حسين انت الطاهر التوم كان بيجي يصرف برضو؟
•دبدوب: كيييف؟ امال شغال متطوع؟ بتسأل لي شنو يا استاذ الطيب؟
•العنصري: لاني ما شايفه هنا، الحكاية فيها خيار وفقوس؟
•دبدوب: انت زعلان ليه؟ حتستفيد شنو لو اعتقلوا الطاهر ؟ (بصوت منخفض): عنصري وكمان حاسد؟
•العنصري (بحدة): انت بتطنطن بتقول شنو؟
•دبدوب (وقد فاجأته عدوانية العنصري): ما قلت حاجة، قصدي يمكن يقدر يدافع عننا لو خلوه برا.
•العنصري (متهكماً): انت بتغش نفسك؟ الطاهر التوم يدافع عننا ليه؟ انت لو في محله بتعملها؟
•دبدوب (متلعثماً): انا بصراحة …
•العنصري (مقاطعاً): الاجابة معروفة، لا انت لا الطاهر عندكم الشجاعة تدافعوا عن زملاءكم.
•دبدوب (متظاهراً بالغضب): انا ما بسمح ليك تتكلم معاي بالطريقة دي، انت قايل نفسك منو؟ الدنيا اتغيرت، ود اختك مشرّف معانا هنا (يبتسم بسخرية)…
•العنصري: ألزم حدك يا مرتزق، نحن أولياء نعمتك.
•دبدوب (ضاحكاً بسخرية): انت ولي نعمتي يا جاهل، يا مقطّع؟ انا من المؤسسين لدولة المشروع الحضاري.
•العنصري: مشروع حضاري بتاع شنو؟ حنستهبل على بعض؟ حسنتكم الوحيدة هي فصل الجنوب.
•دبدوب: طبعاً لازم تقول كده، لانك عنصري.
•العنصري: انا قايلني ناكرها ؟ آي عنصري وافتخر بعنصريتي. اسرتنا كلها عنصريين. الكائنات السوداء دي نحن كنا زمان بنطردهم من جامع حلتنا.
•دبدوب (بخبث): بالمناسبة انتوا اصلكم من وين؟ لونكم ما لون السودانيين الاصليين!
•العنصري (متلعثماً): نحن… نحن من الاشراف…
•دبدوب (مقاطعاً بسخرية): كلكم اشراف ومن آل البيت، قوم لف، بلا استهبال (هاهاها)…
•العنصري (يوشك على البكاء): صدقني نحن من الاشراف…
•دبدوب (ممعناً في السخرية): ما بصدقك …يعني عشان لونك فاتح شوية بقيت من الاشراف؟ انت عنصري لا غير.
•العنصري: طيب يا دبدوب. ( صائحاً بأعلى صوته): يا عمر… يا ولد يا عمر….
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الخامسة:
المكان: منزل العنصري المغرور
الزمان: بعد يوم من زرة العنصري في مكاتب جريدة الانتباهة
___________
_ترررررن …ترررررن
العنصري المغرور: ألو ، منو معاي؟
غندرة: معاك ابراهيم غندور، ازيك يا حلبي، حمد الله على السلامة، الحصل شنو؟
العنصري: الله يسلمك يا غندرة ، والله زروني زرة … انا قلت ما بمرق منها حي ، الله لا يوريك. لولا ناس البوليس لسه معانا كانوا اكلوني ني…
غندرة: وانت من ديك نفَسك قايم؟
العنصري: ما عارف اعمل ليهو شنو؟ بلعت مهدئ… استعملت بخاخ الازمة بتاع المرة… شربت كركدي بارد… ما في فايدة…
غندرة: لا حول ولا قوة الا بالله، الجماعة دخلوا فيك خوفة شديدة
العنصري: خوفة ساي ؟ الجماعة الهمجيين ديل كانوا حيضيعوني في شربة موية.
غندرة (ضاحكاً) لكن انت يا حلبي زاتك غلطان، لزومو شنو تتكلم كلام انت ما قدره؟
العنصري (بغضب): انا قلت الف مرة كلمة "حلبي" دي انا ما بريدها، تانياً كلام شنو الأنا ما قدره؟
غندرة (ساخراً): قاعد تنبذ في الناس اليوم كله، حرقتك كلمة حلبي؟ بعدين انت عارف كلامك ده كان بسبب لينا احراج قدر شنو مع الدول الافريقية؟
العنصري (منفعلاً): ياخي يلعن ابو افريقيا كلها، نحن مالنا ومالهم؟ نخلص من الجنوب، تقول لي الدول الافريقية؟
غندرة: نقاطعهم ونطلع من الاتحاد الافريقي ولا شنو رأيك ؟ انت يازول صدقت انك صحفي ومحلل سياسي؟
العنصري (يتمتم): انت عارف اكتر حاجة بكرها فيك فلسفتك الفارغة دي. انا كان راسي فاضي قيراط، انت راسك فاضي قيراطين
غندرة: ياخي الاولاد ديل ما كان يفكوك من غير ما يدفعوك تمن طولة لسانك الوسخ ده
العنصري: انا لساني وسخ يا برميل الزبالة؟
غندرة: انا غلطان البتكلم مع واحد رويبضة زيّك … فعلاً زي ما قال واحد من جماعتنا ، انت الجدادة الودتنا الكوشة
العنصري (منفعلاً): انا جدادة يا حلوف … يا … يا…
غندرة (مقاطعاً وباعلى صوته): عنصري وسخ (ويقفل الخط)… تووووووت …
العنصري (يخرج من طوره، مغتاظا من قطع الخط): ألو … ألو… رد يا حيوان …اوعك تضرب هنا تاني…يا جبان... تووووووت …
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة السادسة
المكان: سجن كوبر
الزمان: ظهيرة يوم حار من اخر ايام شهر يونيو
———
اللمبي: يا ريس قالوا الايام دي الكهرباء قاطعة في البلد والجماعة بدوا يتململوا.
بشة: أنا ما قلت ليكم أصبروا وحتشوفوا الشعب حيهتف: عائد … عائد يا بشير !
العريبي الضار: أنا متأكد الشعب الوسخ ده حيعرف غلطته وحيرجع ندمان وسافي التراب.
بشة: لكن بعد البلد ترجع لينا أمانة ما حأوريهم نجوم الليل في عز الضهر، وقروشي حأرجعها دبل.
(يفتح باب العنبر ويدخل مدير السجن في جولة تفقدية وتحدث جلبة داخل العنبر)
يصيح احد الحراس: أعمل طابور تفتيش يا مسجون…
(يسرع الجميع للإصفاف في طابور امام الأسرة…)
مدير السجن: شايف كنتوا عاملين اجتماع ، انتوا لسه ما دايرين تفهموا الحاصل؟
بشة (مضطرباً): أبداً سعادتك، مجرد ونسة عادية…
أحد الحراس: سيادتك انا كنت واقف قدام الباب وسمعتهم قالوا: لما نرجع حنوري الشعب نجوم الليل في عز الضهر…
مدير السجن (بغضب): منو القال كده؟
الحارس: من الصوت أعتقد انو الرئيس المخلوع القالها…
بشة (مذعوراً): والله العظيم ما أنا، أسال الباقين!
اللمبي (متلعثماً): كلامو صاح، أعتقد احمد هارون القال كده…
هارونة (ثائراً): أنا يا كذاب ، يا عديم الذمة؟
المدير (بغضب): ما عايز اسمع صوت! بالله انتوا بشر تحكموا الشعب ده تلاتين سنة. انتوا مجرد زبالة، فاهمين؟
الجميع (بصوت واحد): فاهمين
المدير (بقرف): الله لا يعيد ايامكم… إنصرفوا!
(يذهب كل واحد إلي سريره وهم يغمغمون)
المدير (بنهرة): بتطنطنوا بتقولوا شنو؟ الماعاجبو كلامي يجيني راجع!
العريبي الضار (يلتفت للمدير ويقول بمسكنة): ما في حاجة سيادتك، كنا بنقول وقت الصلاة جا…
المدير: فعلاً انتوا مجموعة من تجار الدين، لازم تدخل الصلاة في الموضوع يعني. أنتوا لو بتعرفوا ربنا ما كان ده حالكم. انصرف!
العريبي الضار (يطأطئ راسه في انكسار ويتوجه لسريره).
يخرج المدير والحرس المرافق من العنبر، يسود صمت طويل، يقطعه صوت هارونة…
هارونة (بإستهزاء مقلداً صوت البشير): أنا عمري كضبت عليكم؟
بشة: ياخي ما خلاص، عملوا ليك حاجة؟ بعدين أنا القلت ليهم انت القلت الكلام ده؟
هارونة (يلتفت إلى اللمبي محذراً): هوي يا عنصري، بطّل حركات الحقارة بتاعتك دي وإلا أنا بفضح أسرارك كلها!
عوض الجاز (خارجاً من الحمام): شنو يا جماعة ؟ أسرار شنو العايزين تفضحوها؟
اللمبي (منفعلاً): أسأل الوهم ده ! قال حيفضح أسراري ! … أسرار شنو؟ ما نحن دافننوا سوا؟
هارونة: أنا وهم يا عبيط؟ أنت عارف أنا عندي أسرار توديك التوج.
اللمبي (يلتفت لبشة متسائلاً): التوج دي كمان شنو؟ الزول ده بهضرب ولا شنو؟
بشة (يفكر قليلاً، ثم يبتسم قائلاً): سيبك منو يا عبدو، مولانا بهزر معاك ساي…
عوض الجاز (محذزاً): يا جماعة انتوا الظاهر بديتوا تفقدوا اعصابكم، أنتوا نسيتوا نحن قدامنا تحدي كبير لإعادة الانقاذ ودحر التمرد؟ الجماعة ديل لو استمروا في العبث بتاعهم دي نحن حنفقد كل مكتسباتنا. لازم نخطط لثورة مضادة.
بشة (مذعوراً ومشيراً لباب العنبر محذراً): وطي صوتك، الله يخرب بيتك! (يخفض صوته هامساً): الحيطان ليها أضان… مدير السجن لو سمعك حيمسح بينا بلاط العنبر.
عوض الجاز (متسائلاً): وأنا في الحمام سمعت واحد بكورك، ده كان المدير؟
اللمبي (بإنكسار): آي، سمعونا بنتكلم عن رجوعنا للسلطة، هرشنا ليك هرشة كعبة.
عوض الجاز: قال ليكم شنو؟
اللمبي: قال لينا: أنتوا زبالة…
هارونة: (مقاطعاً): قال لازم تفهموا انو الشعب رفض نظامكم.
عوض الجاز (بإستهزاء ): وما يرفض، نحن ماشين نسأل الشعب؟ زي ما إستلمناها زمان حنرجعها تاني…
العريبي الضار (يحتضن عوض الجاز منتشياً): عفيت منك يا ابو الجاز، ده الكلام…
اللمبي (يقف مبشراً لبشة): أبشر يا ريس!
بشة (منتهراً اللمبي): اقعد يا عبدو ! كمّل كلامك يا الجاز، بس وطي صوتك، الله يخليك!
عوض الجاز (هامساً): طبعاً انتوا عارفين قروش البترول انا ما وردت منها ولا تعريفة للخزينة، ودي حتنفعنا نشتري كمية كبيرة من الذمم، من ضباط وصحفيين وسياسيين من الأحزاب التقليدية وخلافه… يعني زي ما كنا بنعمل طول الوقت.
بشة (بسرور): وبعدين؟
عوض الجاز: وطبعاً انتوا عارفين شيخ علي عندو كتائب مدربة ومسلحة…
هارونة (مقاطعاً): انت شفت الكتائب دي ولا تهويش وجعجعة ساي؟
عوض الجاز (مستنكراً ومعاتباً): موش عيب تقول كده عن شيخ علي؟ تهويش وجعجعة؟
هارونة (ساخراً): بصراحة وقت الحارة ما شفناهم، كانوا مستنين شنو؟ والمسلحين الهاجموا المعتصمين في القيادة اتنين من الجيش خلوهم يشردوا ويخلوا العربات والاسلحة. قال كتائب ظل قال، قوم لف بلا فقر معاك.
عوض الجاز: الحصل ليك شنو يا مولانا؟ انت فقدت ايمانك بمشروعنا؟ (ملتفتاً لبقية الحضور): الزول ده بقى خطر علينا…
اللمبي: كلامك صاح، الزول ده خطر علينا و…
عوض الجاز (مقاطعاً ومنتهراً اللمبي): وأنت أكبر خطر، ما من الليلة، من أول يوم.
بشة (وقد ضاق صدره): كمّل يا عوض!
عوض الجاز (بضيق): ياخي انت شابكني كمّل…كمّل، ما تسكت الهبل ديل!
بشة (بتصنع وابتسامة عريضة): روقوا يا جماعة الخير، يوم عيد الثورة باقي ليهو يومين بس، عايزين نربها برا السجن.
يدخل أحد الحراس ويصيح بأعلى صوته: انتباه يا مسجون!
يصاب الجميع بالذعر
يصيح اللمبي بخوف: يخرب بيتك يا عوض الجاز…
الحارس: إعلان للجميع، الغداء حيتأخر الليلة حتي الساعة اربعة.
يتنفس الجميع الصعداء وهم يتصببون عرقاً.
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة السابعة:
المكان: سجن كوبر
الزمان: عصر يوم ٣٠ من شهر يونيو
——-
(يفتح باب العنبر ويدخل احد الحراس بابراهيم غندور)
بشة: اهلين غندرة ، الجابك شنو ؟ ان شاء الله جايب لينا اخبار حلوة…
اللمبي (بإبتهاج): سقطت؟
غندرة (بإستهزاء): تسقط بشنو ؟ بي شوية الزواحف بتاعينكم ديل؟
علي الورع (مستاءاً): زواحف؟ انت حتردد كلام اعداءنا ؟ ديل حراس العقيدة ومجاهدين الدين…
هارونة: بالله يا فار الفحم خلينا من الكلام المسيخ ده، أنا بطني طامة منو !
على الورع (مستغرباً): فار الفحم ؟ (ملتفتاً للبقية) الزول ده جنّ عديل…
هارونة (منفعلاً): ما جنيت، لكن قرفت من وعودكم الكاذبة، كل مرة تقولوا انتظروا يوم ستة ابريل حنقلبها، إنتظروا يوم تلاتين يونيو حنولعها نار… كلو كذب ودجل…
الفاتح عزالدين: يا جماعة مولانا ده الحصل عليهو شنو؟ معقول ده احمد هارون بتاع امسح… أكسح…ما تتجيبو حي؟
اللمبي: ياخي ده قارفنا من يوم ما دخلنا هنا …
علي الورع: شنو يا عمر ما تقول حاجة!
بشة (بيأس وإحباط): أقول شنو؟ … وين كتائب الظل بتاعتك؟ ما قلت الليلة بنمرق…
علي الورع: أنا قلت ليك الليلة بتمرق؟ ما بتذكر كلام زي ده. نحن شغالين ليل نهار وبنجهز لعمل كبير.
الفاتح عزالدين: آي …نحن افتكرنا الليلة رب رب رب حتقلبوها…
بشة (بصوت باكي): ما دام لسه بتخططوا وما جاهزين ليه تصحوا فينا الأمل؟ انا صدقتكم لدرجة امبارح حلمت اني قاعد في القصر وباكل في شية…
اللمبي (بهيام): شية… يا سلام، والله زهجنا من الفول والعدس…
هارونة (مقاطعاً ومستهزئا): هسه انتوا دايرين ناسنا البرا يقلبوها عشان يرجعوا جماعة أشعب ديل للسلطة؟
بشة (مستنكراً): بتقصد منو يا هارونة بأشعب؟
اللمبي: قاصدك انت يا ريس…
بشة: أنا ما سألتك يا عبدو، بتقصد منو يا هارونة ؟
هارونة: قصدت القصدتو… زي ما قالوا في المثل: الحرامي فوق راسو ريشة…
غندرة (بإستغراب): انتوا قاعدين كل يوم في المناكفات دي؟
علي الورع: فعلاً من هنا تأتي الهزيمة… واحد جنّ، وواحد بيحلم بشية، والتالت ما عارف زاتو انو حكومتنا قلبوها. انا بعد كده حأحاول أمرق نفسي وبس…
بشة (مذعوراً ومعتذراً): أنت زعلت يا مولانا؟ نحن آسفين… ما قصدنا نزعلك. يلا يا عبدو وهارونة اعتذروا لشيخ علي!
اللمبي: آسفين يا شيخ علي، ما تزعل!
هارونة (مشيحاً بوجهه بعيداً): انا ما بعتذر وانا متأكد انو ما حتقدرا تعملوا اي شيئ…"ذا قيم إذ اوڤر"
الفاتح عزالدين (يهمس لغندرة متسائلاً): قال شنو الزول ده في الأخر؟
غندرة (بقرف): يا جماعة الزول الأمي ده جايبنوا معانا ليه؟
علي الورع (بحسرة): وده سبب تاني من أسباب الهزيمة…
غندرة: انا متوقع الايام الجاية حيجيبوا لينا كتيرين من الأشكال دي. بعد فشل تخطيطنا حيكون في بل شديد…
بشة: يارب ما يجيبوا الخال…
غندرة: أها ده اول واحد اتوقعه…
هارونة: أعوذ بالله، عنصري تاني؟
علي الورع: وين يا جماعة العريبي الضار؟ ما شايفه من الصباح…
الفاتح عزالدين: دكتور نافع ماسكو اسهال من ما سمع بالقبض على جماعته في أركويت، الله لا كسبهم ناس لجان المقاومة…
علي الورع: وقاعد من الصباح في التواليت؟
هارونة (ساخراً): بيحاول يلحس كوعو (هاهاهاها)…
(يفتح باب العنبر ويدخل احد الحراس): إنتباه يا مسجون ! حنوزع الغداء بعد ربع ساعة…
بشة: الغداء شنو الليلة؟
علي الورع (بصوت خفيض لا يسمع): فعلاً أشعب…
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الثامنة:
المكان: سجن كوبر
الزمان: وقت الظهيرة بعد ايام من موكب ٣٠ من يونيو
———
(الجميع مستلقون في اسرتهم، الفاتح عزالدين يقف بجانب شباك صغير يراقب بوابة السجن بإهتمام)
الفاتح عزالدين: في حركة ما عادية الليلة، الظاهر إعتقلوا ناس جداد.
بشة (بإهتمام): إتعرفت على واحد؟ (في سره) يارب الخال ما معاهم.
الفاتح عزالدين: إتخيل لي شفت أبوغزالة…
غندور: أبوغزالة ده منو؟ ما بعرفوا…
هارونة: ما بتعرف مسليمة الكذاب بتاعنا ؟
علي الورع (معاتباً): عيب يا مولانا ده كان فارس الحرب النفسية ايام الجهاد في الجنوب، وياما كانت اخباره الملفقة سبب في اضعاف معنويات العدو…
غندور (بضيق): ما عرفتو ياخي، هي غلوتية؟
الفاتح عزالدين: قصدي اسحاق فضل الله.
غندور: وابوغزالة دي شنو؟
نافع المضر: طلعوها عليهو زمان المرجفين زمن الجهاد في الجنوب، لأنو قال في غزالة جات للمجهادين وقالت ليهم اضبحوني…
غندور: ما سمعت بالقصة دي… هو فعلاً قال كده؟
هارونة (مستهزئاً): وأكتر من كده، ما قلت ليك مسيلمة؟
بشة (مخاطباً الفاتح عزالدين): شايف زول تاني؟ (في سره) ما تقول لي الخال!
الفاتح عزالدين: شايف أنس عمر نازل من الكومر وفي ضابط شاب ماشي عليهو…
عوض الجاز: ادى ليهو التحية العسكرية طبعاً… الزول ده لواء…
الفاتح عزالدين: لا… اعتقد تف ليهو في وشو…نعم … أنس بيمسح في وشو.
عوض الجاز (بغيظ): ده بطل من ابطال الحركة الاسلامية ، تف ليهو في وشو؟
الفاتح عزالدين: آااي… وهسه مسكو من قفاهو وساقو لجوه…
عوض الجاز (بحسرة): أنس ده كان اسد في نضال الطلبة، ده مرة حرق المقر بتاع الاتحاد لما الشيوعيين كانوا عايزين يسقطوا مرشحنا.
غندور: هو لواء في الجيش ولا الشرطة؟
عوض الجاز: لا جيش، لا شرطة، ولا حتى دخل كلية عسكرية، عملناهو نحن لواء …كده رجالة.
نافع المضر (منتشياً): عفيت منك يا ابو الجاز، يا سيد الرجال…نحن اسياد البلد دي
بشة (بلهفة): ما تخلصنا يا فاتح، شايف الخال؟
الفاتح عزالدين: في واحد قابضو عسكري "كربون" ، الظاهر حاول يقاوم هسه دخلوه من البوابة، بيشبه خالك يا ريس…
هارونة (بقرف): كملت الناقصة، طيب مادام بيقاوم ما يودوهو الحبس الانفرادي…
بشة (بهمس): يا ريت…
اللمبي (مخاطباً الفاتح عزالدين): ما شايف أعور الكلب؟
الفاتح عزالدين (ضاحكاً): قصدك صلاح قوش؟ يا جنابو الزول ده ما شرد لأمريكا…
اللمبي(يعض على لسانه): شرد ابن ال……
هارونة: وانت شايلها معاه تقيلة كده ليه؟
اللمبي: الزول ده الريس قال لي: أنا عينتك بدل صلاح قوش، امشي استلم منو الجهاز. مشيت ليهو، لطعني ساعة برا وبعدين اعتقلني…
نافع المضر (بإستهزاء): أنت مشيت ليهو براك، انت ورقبتك، ما معك قوة من الجيش؟
عوض الجاز (ساخراً ): دي زي حكاية الدفاع بالنظر…
علي الورع: حسبي الله فيكم، خربتوا شغل عمرنا...
بشة: يا جماعة الزول ده كان مفترض حسن النية وقوش غدرو…
عوض الجاز (ضاحكاً بهستيريا): حسن نية، نحن هسه قاعدين هنا إلا من ورا حسن النية دي، أنا بسميها سذاجة وعبط…
اللمبي (ثائراً): أنت ذودتها يا عوض، كلمة زيادة بطفق ليك وشك…
بشة: عيب يا عبدو، نحن زملاء … (يلتفت للفاتح عزالدين): انت كمان خلاص أبعد من الشباك! أخبارك كلها زفت)…
(يفتح باب العنبر ويدخل احد الحراس)
الحارس (صائحاً): إنتباه يا مسجون! بعد شوية جاي فوج جديد، فضّوا ليهم كم سرير!
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة التاسعة:
المكان: سجن كوبر
الزمان: عصر يوم من اول ايام يوليو
———
(يفتح باب العنبر ويدخل احد الحراس مقتاداً إسحاق فضل الله وأنس عمر ودافعاً بهم للداخل بقوة، نزلاء العنبر ينظرون للقادمين بترقب)
الحارس: شوفوا ليكم سريرين فاضيين واترزعوا…
(يصفق الحارس الباب بعنف وينصرف، الجميع ينهضون لمصافحة النزيلين الجديدين)
علي الورع: الحارس ده مالو بيعاملكم كده؟… ما عوايدهم ناس السجن.
أنس عمر (بغيظ): والله من ما اعتقلوني اهانات ومسبات، شيئ تفاف وشيئ كفيت، وكمان واحد قال لي: انت مفروض المشنقة طوالي
اللمبي: هم قبضوك وين؟ انا افتكرتك شردت…
انس عمر (يصمت متردداً)
اسحاق فضل الله (متهكماً): قبضوا في قفص جداد في الجريف…
انس عمر (مقاطعاً بغيظ): انت في زول سألك يا مسيلمة؟
عوض الجاز (بإندهاش): كدي خلي اسحاق، انت صحي قبضوك في بيت جداد؟ كنت بتعمل شنو هناك؟
هارونة (بشماتة وتهكم): بيعمل شنو؟ يعني بيلم البيض ولا شنو؟ اكيد مدسي (هاهاها)
انس عمر (ينظر لهارونة متعجباً من شماتته): آي مدسي عشان اقود الثورة المضادة…
عوض الجاز (بإستنكار): وغرفة القيادة بيت الجداد؟ (يشيح بوجهه عن انس ويبصق على الارض) …
غندور: ده اللواء صاحب التاريخ المجيد؟
انس عمر (ينكس رأسه ويجر قدميه نحو سرير خالي مغمغماَ): ياريتني شردت…
عوض الجاز (ببرود): وانت قبضوك وين يا اسحاق؟
اسحاق فضل الله: ما كنت مع انس سعادتك، انا قبضوني في المكتب.
بشة (بسخرية): وبتعمل شنو في المكتب؟ بتألف لحمدوك معجزات ولا بتنسج للبرهان خرافات وبطولات؟
(اسحاق يلوذ بالصمت وينظر لبشة بإندهاش)
اللمبي (بغضب): الريس سألك سؤال ما تجاوب مالك يا ابوغزالة؟
(اسحاق ينظر لللمبي بإذدراء ويلوذ بالصمت)
نافع المضر: الزول ده قطعوا ليهو لسانو ولا مالو كاضم كده؟
انس عمر (بأسى): ما قبيل اتكلم، كان بس مستني واحد يسألني قبضوك وين؟
علي الورع (متصنعاً الحلم): يا استاذ اسحاق شنو الحكاية؟ انت زعلان من حاجة؟
اسحاق فضل الله (بصوت باكي): آي زعلان، انا بعد العملتوا عشانكم وعشان الحركة الاسلامية تستقبلوني الاستقبال المهين ده؟ انا عملت شنو؟ ما كضبت وأختلقت القصص عشانكم…تقولوا لي ابوغزالة؟
هارونة: كل الناس مسمينك ابو غزالة، مش انت الكتبت القصة دي؟ زعلان ومحمبك مالك؟
اسحاق فضل الله (ثأئراً): انا بعترف اني كتبت قصص واختلقت حاجات ما حصلت، لكن انتوا دايرين تحاكموني ؟ انا لا كتلت مجدي محجوب، لا حرقت القرى في دارفور ، لا كتلت الاولاد الابرياء في معسكر العيلفون وكجبار ، لا اعدمت ضباط في رمضان، لا كتلت اطفال في مظاهرات لا اغتصبت رجال في بيوت اشباح، لا سرقت البلد لصالح الحزب ولا شردت الألاف من الموظفين، ولا دمرت النقابات، لا سرحت مئات الضباط والقضاة والسفراء. الشايف نفسو ما عمل ولا كان موافق على الحاجات دي، يجي يحاكمني ويقول لي ابو غزالة…
(يصمت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير… يسود صمت طويل يقطعه صوت علي الورع، الذي اراد لصوته ان يكون هادئاً، ولكنه خرج مبحوحاً كفحيح الافعى)
علي الروع: يا أستاذ اسحاق انت ابن الحركة…
اسحاق فضل الله (مقاطعاً بغضب): انا ما ابن الحركة الاسلامية، انا انخدعت بدجل الترابي وعرفت الحقيقة من زمان، لكن ما قدرت انسحب، (it was too late)
الفاتح عزالدين (يلتفت لغندور متسائلاً): معناها شنو الجملة الاخيرة دي؟
غندور (ينفجر غضباً): انت يا بني ادم ما دخلت مدرسة، ما حضرت حصة انجليزي، انا جابوني مدرس لسعادتك؟ قوم طير من جنبي!
اللمبي: معليش يا غندرة، الراجل ده ميكانيكي.
علي الورع (محذراً): كلام اسحاق ده خطير جداً، انا شايف المناكفات بتاعتكم دي حتكون عاقبتها وخيمة، واسحاق ده لو ادلى بشهادة زي دي، ياكم اتعلقتوا في المشنقة…
اسحاق (ثائراً): قصدك شنو ؟ عايزين تقتلوني زي محمد طه محمد احمد ولا الناس الرسلتوهم يغتالوا حسني مبارك؟
عوض الجاز (متصنعاً الرفق ويرسم على وجهه ابتسامة صفراء، لم تخفي على اسحاق فضل الله): هدئ نفسك يا استاذ اسحاق، انت اعصابك تعبانة من كترة الشغل. من متين نحن بنكتل ناسنا؟
اسحاق فضل الله (يصيح بأعلى صوته): يا حراس … يا حراس… الجماعة ديل دايرين يكتلوني… الحقوني…
(ينظر الجميع بإندهاش لإسحاق وقد فاجأهم صراخه)
نافع المضر (يقترب من اسحاق مبتسما وفاتحاً ذراعيه لاحتضان اسحاق): روق يا استاذ انت بين اخوانك!
اسحاق (يفلت من نافع ويجري نحو الباب، صائحاً بذعر): بتاع بيت الاشباح عايز يغشني ويكتلني… الحقوني… الحقوني
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحبيب أمير .. تحياتي يا جميل
معقول ما شفت البوست ده ألا قبل قليل
ترسم الاحداث بالحروف !!!!! يا سلام يا أمير
تجسيد رائع للشخوص وانفعالاتهم
مبالغة .. انت لازم تدخل عالم المسلسلات والافلام
رائع .. واصل
وأعود لقراءة البوست مرة أخرى ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
تحية إجلال واحترام لك يا دكتور على هذه الدرر المنثورة في البوست.
انا قريت البوست من الحلقة الاولى لغاية النهاية وعجبني التسلسل وحبكة القصة وبالاخص الشخصيات وواقعيتها وانفعالاتها؛ كأنك شايف المشهد أمامك.
واصل يا دكتور أمير وأتحفنا بالبقية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة العاشرة :
المكان: سجن النساء ام درمان
الزمان: صباح يوم بعد مؤتمر لجنة التمكين
————-
(تجلس السجينات في باحة السجن في جماعات وبعضهن فرادي. وحول الزعيمة تجمعت شلتها في تناغم تام )
الزعيمة (بصوتها الأجش): وين وداد بابكر ؟ لابدة وين؟ (تجز على اسنانها) الليلة حتدسى مني وين؟
سعدية (وهي مسجونة نحيفة رشيقة الحركة): أمشي اناديها يا معلمة؟
الزعيمة (منتهرة): انتي لسه واقفة يا سعدية؟
سعدية (تنطلق جارية وهي تصيح): بناديها هسه…
الزعيمة (مخاطبة الاخريات): شوفتن البل بتاع امبارح؟
كوثر (وهي مسجونة يبدو عليها قدر من الثقافة): قصدك المؤتمر الصحفي بتاع لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد…
الزعيمة (مقاطعة): آي، نحن مسمينهم ناس البل، واحدين بيقولوا ناس وجدي، اساميكم دي نحن ما بنقدر نرصها زيك يا استاذة كوثر…
كوثر (معتذرة): آسفة ما قصدي يا زعيمة. نعم شفناهو…
(تعود سعدية وخلفها وداد تسير بخطوات متثاقلة ونظرات زائغة)
وداد (تقف على مسافة من الزعيمة وتقول بخوف): دايراني يا معلمة؟
الزعيمة (بسخرية): آي دايراك، سعدية قالت ليك غير كده؟
وداد (متلعثمة): ان شاء الله خير …
الزعيمة (بغضب): ومن وين يجي الخير؟ … انتوا خليتوا في البلد خير؟
وداد (تقف صامتة، ترتجف)
الزعيمة: واقفة بعيد مالك؟ … تعالي!
(وداد تقترب بحذر شديد من الزعيمة وتفاجئها الزعيمة بجذبها لها بقوة نحوها، ثم تمسكها من خدها الايسر بشدة)
الزعيمة (بغضب): وداد انت قلت لي شنو المرة الفاتت، يوم قبضوا هند؟
(وداد تحاول الكلام، ولكن شدة امساك الزعيمة بخدها تحول دون ذلك، تتساقط دموعها فتطلقها الزعيمة)
وداد (تمسح دموعها): قلت ليك: جابوا لينا هند مرة محمد نجيب…
الزعيمة (مقاطعة): وغير كده؟
وداد (تحاول التذكر، ونظرات الزعيمة تشتت تفكيرها): ما عارفة انا قلت شنو…
الزعيمة (صارخة): ما قلت لي: انا تبت على ايدك يا زعيمة؟
وداد: قلت… أيوا قلت، وما كضبت عليك…
الزعيمة (بصوت كالزلزال): واللقوهو ناس وجدي عندك ده شنو؟ بيوت ومزارع، بإسمك وإسم اولادك… ده حالتك تبتي؟ وقبل ما تتوبي كان عندك شنو، مال قارون؟
(وداد تصمت ولا تدري ما تقول)
احدى السجينات (تسأل كوثر): قارون ده منو يا استاذة كوثر، برضو كوز؟
كوثر (تبتسم وتنظر للسائلة بإشفاق): ده واحد كان زمن النبي موسى وكان غني شديد…
الزعيمة (مقاطعة): خلونا من الكلام ده يا استاذة!… وداد انتوا تسرقوا وتقولوا تبنا من غير ما ترجعوا السرقتو؟
(وداد لا تجد ما تقوله فتصمت)
سعدية: ما نعمل ليه محاكمة هنا يا معلمة؟
الزعيمة (تفكر فيما قالته وتقطب جبينها ، ثم تبتسم قائلة): فكرة كويسة يا سعدية…
سعدية: أنا المنادي…
الزعيمة (تبتسم): كويس، القاضي معروف والمتهمة معروفة… ناقص منو؟
كوثر: ممثل الاتهام ومحامي الدفاع والشهود…
الزعيمة (بضيق): محامي الدفاع والشهود عرفناهم، الممثل ده شنو؟
كوثر: وكيل النيابة اسمه ممثل الاتهام او الادعاء
الزعيمة (بنفاذ صبر): خلاص خليك انت وكيل النيابة (تلفت لبقية الشلة) وانتن يا بنات ابقن الشهود!
سعدية: نبدأ هسة؟ الفسحة قربت تخلص…
الزعيمة (تصيح بصوتها الجهوري): الليلة العصر القعدة الاولانية…
كوثر (تميل على الزعيمة وتهمس مصححة): اسمها الجلسة الاولى…
الزعيمة (تصيح مرة اخرى): الليلة العصر الجلسة الاولى.
(تسمع صافرة وتصيح احدى الحارسات): الفسحة انتهت، ادخلن العنابر… اتحركن…
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الحادية عشر :
المكان: سجن النساء ام درمان
الزمان: عصر يوم بعد مؤتمر لجنة التمكين الاخير
——-
(في فترة الراحة تحلقت السجينات حول الزعيمة، جلست على بمبر ضخم. جلست على يمينها كوثر، وعلى يسار الزعيمة وداد، وامام الجمع الجالس على الارض وقفت سعدية)
سعدية (تصيح بصوتها الرفيع ، بعد رؤيتها لاشارة الزعيمة بالبدء): محكمة…
الزعيمة (تتنحح): الليلة عايزين نحاكم وداد بابكر القدامك دي…(تصمت برهة) ونحن لو في يدنا، كنا جبنا كل العواليق الفي كوبر وحاكمناهم، ما دام الحكومة ما قادرة تحاكمهم…(تلتفت لكوثر) ورينا يا استاذة كوثر الحاجات العملتها "بت الذين" دي (مشيرة لوداد)!
كوثر (تميل على اذن الزعيمة وتهمس): القاضي ما بينبذ المتهم…
الزعيمة (مندهشة، تصيح بصوت عالي): شكيتك لي الله يا استاذة، متين نبذتها؟
كوثر (تميل على اذن الزعيمة مرة اخرى وتهمس): كلمة بت الذين…
الزعيمة: سجم خشمي يا كوثر… انتوا جايين تحاكموا وداد ولا تحاكموني انا؟
كوثر (تبلع ريقها): طيب نبدأ، يا حضرة القاضي وداد بابكر زوجة الرئيس المخلوع متهمة بالفساد …
(تصيح احدى السجينات): هو ده فساد بالعقل؟ الله يخرب بيتك يا بشة…
الزعيمة (محذرة): البتتكلم تاني بقوم اشلتها … واصلي يا كوثر!
كوثر: وداد بابكر زوجة الرئيس المخلوع متهمة بالفساد واستغلال النفوذ (توضح بعد ان رأت اندهاش الزعيمة) يعني كانت بتستفيد من كونها مرة بشة.
الزعيمة: ورينا بالتفصيل! …
كوثر: وداد متهمة بأنها حولت إلى حساب منظمتها اكتر من اربعين مليون دولار ، حصلت عليها من نساء القادة الأفارقة لدعم أطفال الأيدز في السودان، وكمان متهمة بحيازة أراضي وعقارات راقية في السودان وفي الخارج.
الزعيمة (تنظر لوداد باستهزاء): منظمة شنو الكنت عاملاها يا بت بابكر مضوي؟
وداد (تنهض وتنظر للزعيمة بخوف): منظمة سند الخيرية…
الزعيمة (مقاطعة بإستهزاء): انتوا بتعملوا خير؟ وريني عملتوا ياتو خير!
(وداد تصمت وتنكس رأسها)
كوثر: المنظمات دي كانت عملية تمويه وواجهة لجمع الاموال وغسيل الاموال وتبيضها…
الزعيمة (بنفاذ صبر): انا راسي وجعني يا كوثر من كلامك الافرنجي دة، ما تتكلمني زي الناس!
كوثر (مندهشة، تصمت قليلا ثم تواصل بحذر): الناس ديل كانوا بياخدوا تبرعات الناس من جوا ومن برا للمحتاجين والعيانين ويختوها في جيبهم. لما كان واحد من التجار الكبار يكون عنده مشكلة وداير سلفية من البنك عشان يحل مشكلته يعاكسوا، عشان يشتروا املاكوا بسعر رخيص، وعملوا كده مع الامين ود الشيخ مصطفي الامين…
الزعيمة: ردك شنو يا وداد بابكر؟ الكلام القالته كوثر ده صاح ولا لا؟
وداد (بعد تفكير): انا يا زعيمة كنت عايشة في بيت جنب جهاز الامن مع راجلي، ما بعرف هو بيعمل شنو ؟ ولا بيقول لي ماشي وين ولا جاي من وين؟ كنت مشغولة ببيتي واولادي. بعدين ابراهيم وقعت بيهو الطيارة وبقيت ارملة، لحدي ما عرسني عمر البشير. ومن ديك عرفت القروش والعز. حسيت اني ما كنت عايشة.وعمر كان بيقول ليي: يا وداد انت حرم الرئيس، انت سيدة السودان الاولى، اي شيئ دايرها في البلد دي ليك ولاولادك ولي اهلك اخديهو وما زول بيسألك. ملأ لي رأسي بكلام زي ده. وانا لما شفتهم بيخموا من كبيرهم لصغيرهم، قلت اخم معاهم لي ولي اولادي اليتامى. والحكاية جرت، وما في زول سائل لحدما بقى لي الموضوع عادي، وحتى ضميري بقى ما بأنبي.
(تصمت وداد ويصمت الجميع وهم مستغربون مما سمعوا… يقطع الصمت صوت الزعيمة الاجش)
الزعيمة: بشة غشاك ياوداد، وانت مشتركة معاهو في الغش. كيف الرئيس يقول لمرتو: أي شيئ دايرهو اخديهو؟ بشة ده ما كان زول مقطع، لا ولد سلطان ولا وارث. يا وداد الشعب الغلبان ده ده شعب حر، لا هو عبد للترابي ولا لعمر البشير. دخلتوه في حتة ضيقة بالحرب سنين، وصبر، وعدمتوا البلد الخير، وصبر. تجوا تكتلوا للناس وليداتهم لما يقولوا ليكم: كفاية، نحن تعبنا؟
وداد (وهي مطأطئة راسها): انا كنت محرومة ولقيت البلد سايبة، والشيطان غشاني، شيوخ الدين بي دقونهم شفتهم بيسرقوا.
الزعيمة (بصوت هادئ، على غير عادتها): يا وداد اهلنا بيقولوا: كل شاةً معلقة من عرقوبها. ربنا حيسألك عن كل مسكين مات بالجوع وكل شافع مات من عدم العلاج، وكل ام حرقتوا حشاها لما كتلتوا جناها. لا بشة ، لا اولادك السرقتي عشانهم حينفعوك اليوم داك.
(وداد تنفجر باكية ويسود الصمت بين كل الحضور… تسمع صافرة وصياح الحارسة)
الحارسة: يلا يا بنات، الفسحة انتهت، ادخلن العنابر… اتحركن…
الزعيمة (بصوت حزين): الجلسة انتهت…
سعدية (ايضاً بصوت حزين): محكمة
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الثالثة عشر:
المكان: سجن كوبر
الزمان: بعد ايام من محاكمة وداد في سجن النساء بام درمان
(يجلس ابوفرار بقرب باب العنبر وامامه طاولة في موجهة الحضور وعلى يمينه عثمان ابو راس وعلى يسارة حسن كديسة. يلكز ابو فرار حسن كديسة، فيقف حسن )
حسن كديسة ( يصرخ بصوت عالي): محكمة…
ابوفرار (مخاطباً الجميع بصوت جهوري): نبدأ جلسة المحاكمة للكيزان، الله لا كسبهم دنيا ، لا آخرة. واخونا عثمان حيكون، زي ما قلنا وكيل النيابة…
مدير السجن (مقاطعاً): يا جماعة انا قلت ليكم ما في داعي للاساءة والسب الشخصي، يعني ما في داعي يا ابوفرار تدعي على المتهمين…
ابوفرار (يكتم غيظه): طيب، ابدأ يا عثمان، قول للناس دي، االشعب السوداني متهمهم بشنو ! خليهم يعرفوا، لو ما عارفين!
عثمان ابو راس (ينهض مواجهاً الحاضرين): بسم الله الرحمن الرحيم… (يلتفت لابي فرار) حضرة القاضي، بسم الشعب السوداني اتقدم بعريضة اتهام لهذه المجموعة الماثلة امامكم ولكل من أعانهم على اذلال هذا الشعب الصابر خلال ثلاثين عاماً . وانا حاختصر المرافعة في سبعة جرايم كبيرة لضيق الوقت (يصمت قليلاً، فيشجعه ابوفرار)
ابوفرار: ابدأ يا عثمان طوالي، بدون مقدمات!
عثمان: الجرائم التي نتهم بها نظام الانقاذ ألخصها في الآتي:
- الجريمة الاولى: الانقلاب على الديمقراطية: خططت هذه الشرزمة للوصول إلى الحكم منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، عبر ما يسمى بمشروع «الحركة الإسلامية» لاستلام السلطة، ونجح كبيرهم حسن الترابي في تنفيذ انقلابه المشئوم على السلطة المنتخبة عام ١٩٨٩.
- الجريمة الثانية: التمكين وافساد الجيش والخدمة المدنية: قام نظام الإنقاذ بفصل الآلاف من القضاة وضباط الجيش والموظفين في كل القطاعات، وصاغ لذلك قانوناً أطلق عليه «قانون الصالح العام»، بموجبه أدخل عناصر «الجبهة الإسلامية» إلى كل المناطق الحساسة في الدولة، دون مراعاة للكفاءة أو المؤهلات، وفي ذات الوقت شرد مئات الآلاف من الخبراء والكفاءات، ما أفسد الجيش وجهاز الدولة، فضعفت الخدمة المدنية، وسهل الاعتداء على المال العام، الذي أصبح يوزع بين المحاسيب.
- الجريمة الثالثة: الابادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور: الرئيس المخلوع وزمرته متهمون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية لاهلنا في دارفور. حكومة البشير واجهت الاحتجاجات المشروعة بعنف هائل، نتج عنه نحو 300 ألف قتيل، حسب تقرير الامم المتحدة، جُلّهم من المدنيين، ونزوح نحو 3 ملايين آخرين. وحكومة البشير قالت إن عدد القتلى لا يتعدى 10 آلاف شخص.
- الجريمة الرابعة: فصل جنوب السودان: زادت «الإنقاذ» الحرب الأهلية في جنوب السودان وقوداً بتحويلها من حرب بين الحكومة المركزية وحركة تمرد إلى «حرب جهادية»، وصراع بين الإسلام والمسيحية والكفر، ما أدى إلى قتل أكثر من مليوني شخص، ونزوح أعداد مثيلة إلى داخل البلاد، ولجوء أعداد كبيرة إلى خارج البلاد. وبسبب ضغوط دولية وتهديدات وإغراءات، وقّعت الانقاذ اتفاقية اسموها اتفاقية «السلام الشامل» مع «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في العام 2005 ادت لفصل جنوب السودان وفقد السودان لثلث مساحته، وثلث سكانه، وأكثر من 85 في المائة من عائدات النفط.
- الجريمة الخامسة: قتل وتعذيب المواطنين المخالفين لنظام الانقاذ: بدأت الانقاذ عهدها المشئوم بإعدام عدد من المواطنين بتهمة حيازة القد الاجنبي والاتجار به في سابقة لم تعرفها البلاد من قبل. ثم اقامت مراكز لتعذيب المعارضين وارهابهم والتنكيل فيما سمي ببيوت الاشباح. نكلوا بالسياسيين والنقابيين والضباط وحتى المواطنين العاديين. قامت حكومة الانقاذ باعدام مجموعة من خيرة ضباط الجيش في رمضان من العام ١٩٩١. وقاموا بقتل مئات الشباب في معسكر العيلفون وفي احتجاجات سبتمبر ٢٠١٣ وفي احتجاجات المواطنين على بناء سد كجبار. وختموا سجلهم الاجرامي بقتل المتظاهرين في ثورة ديسمبر المجيدة وارتكبوا مجزرة وحشية ودامية في صفوف المعتصمين بالقيادة العام.
- الجريمة السادسة: نهب المال العام: سخّرت «الإنقاذ» إيرادات البلاد لمنسوبيها، واستخدمت المال العام أداة للبقاء في الحكم، فمثلاً إيرادات البترول وحدها تقدر بنحو 90 مليار دولار ذهبت إلى تمويل الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام، وإلى جيوب المقربين. أثرى رموز النظام ثراء فاحشاً، وبنوا القصور الشامخات، وتزوجوا النساء ثلاث ورباع، في الوقت الذي عاش فيه عامة الشعب في فقر مدقع. حتى المشروعات «الفاشلة» مثل مشروعات السدود والطرق والجسور التي يباهي بها النظام، لم تستثمر فيها أموال البترول، بل شيدت بـ«قروض مجحفة» تركها على عنق السودان، ما زاد ديون البلاد من 12 مليار دولار أميركي حين تسلم السلطة تقريباً، إلى أكثر من 50 ملياراً تقريباً. مليارات الدولارات وضعت في حسابات رموز النظام، وعلى رأسهم المعزول عمر البشير، الذي كشفت «ويكيليكس» أن أرصدته في بريطانيا وحدها بلغت 9 مليارات دولار، بالاضافة لمليارات الدولارات التي يستثمرها أو أودعها رجال النظام في ماليزيا، لدرجة أن صحيفة محلية ماليزية نشرت أن «أموال السودانيين المودعة في بنوك ماليزيا»، تجعلها في المرتبة الثانية للأموال الأجنبية في البلاد.
- الجريمة السابعة: تبني الارهاب وإدخال السودان في عزلة دولية: كان نظام «الإنقاذ» على أيام عرّابه حسن الترابي، يملك أحلاماً وطموحات أكبر من حجم بلاده وقدراتها، كان الترابي يطمع في حكم «العالم الإسلامي» ففتح البلاد للجماعات المغضوب عليها والمطاريد، وزعامات المنظمات الجهادية المتطرفة في السودان، وأتاح لها إمكانات البلاد. فاستضافت حكومة الترابي/البشير زعيم القاعدة «أسامة بن لادن»، خلال الفترة بين عامي 1990 - 1996. فحوّل الرجل بإمكاناته المالية الكبيرة السودان إلى ساحة لممارسة أنشطة منظمته الإرهابية. فكانت النتيجة فرض عقوبات دولية وأميركية على السودان، وما يزال السودان على رأس «قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب»، التي أدرج فيها عام 1993، وما زال يعاني من آثار وجوده ضمن تلك القائمة سيئة الصيت، اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً. وبلغت ذروة استهتار نظام البشير بالقيم العالمية، باستقدامه للإرهابي الدولي الشهير «كارلوس»، والسماح له بالإقامة في السودان، على أمل أن توظفه في حروبها العبثية حول العالم الإسلامي، وأتت الطامة الكبرى حين حاولوا اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وقد حمّل الترابي المسؤولية لنائبه «علي عثمان محمد طه».
(يصمت عثمان ويتناول كوب الماء الموجود علي الطاولة ويشرب منه وسط صمت الحاضرين وترقبهم)
ابوفرار (متسائلاً): خلصت يا استاذ عثمان؟
عثمان: يا سيادة القاضي … كل جريمة من هذه الجرائم ترقي لدرجة الخيانة العظمى. هذه الشرزمة تربت على خيرات السودان ودرست في مدارسه وجامعاته دون مقابل، ثم جاءت لتعض اليد التي امتدت لها بالخير ولتذل الشعب الذي اطعمتهم ورباهم وعلمهم من عرق جبينه. لا اجد سبباً واحداً لما فعلوه بهذا الشعب الطيب ولا افهم عقليتهم الاجرامية المريضة. ولعل احدهم يرد على اتهاماتنا ويبرر ما فعلوه حتى يفهم الشعب ما حدث خلال ثلاثين عاماً من الفساد والاجرام.
ابوفرار (مخاطباً الكيزان، الذين زاغت ابصارهم وتصببواً عرقاً بعد مرافعة الاتهام): عايزين تردوا كل واحد براهو ولا تختاروا واحد منكم يتكلم؟
(تسمع همهمة من جانب الكيزان وتتقارب رؤوسهم ويتحدثون همساً، ثم يقف علي عثمان متحفزاً)
علي الورع: أنا حاتكلم وادافع عن نفسي وزملائي وعن عهد الانقاذ…
(مدير السجن مقاطعاً): اعتقد يا جماعة نعمل فترة راحة وبعدها نواصل… ربع ساعة كويس؟
الجميع: كويس…
حسن كديسة (ينهض بسرعة ويصيح): محكمة…
-يتبع-
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسلسل عصابة بشة (Re: أمير قناوي)
|
الحلقة الرابعة عشر والأخيرة:
المكان: سجن كوبر
الزمان: بعد حوالي ربع ساعة من مرافعة عثمان ابو راس
(في فترة الراحة الجميع في هرج وفوضى واحاديث متفرقة)
مدير السجن (بصوت عالي): الهدوء يا جماعة، عايزين نواصل…
(تهدأ الجلبة رويداً، رويداً ، ويسود صمت. يقفز حسن كديسة واقفاً، بعد ان لكزه ابوفرار ، ويصيح)
حسن: محكمة…نواصل الجلسة !
ابو فرار (مخاطباً علي الورع بإستخفاف): اتكلم يا فا… (مستدركاً) يا سيد علي! دافع عن جماعتك وعن عمايلكم!
علي الورع (ينهض بتثاقل استعراضي): بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله و…
ابوفرار (مقاطعاً): أسمع يازول هوي، نحن ما دايرين منك خطبة جمعة، نحن دايرينك ترد على كلام عثمان الكتير القالو قدامنا قبل شوية. ادخل في الموضوع، من غير لف ودوران !
علي الورع (وقد فاجاته مقاطعة ابو فرار): طيب… (يصمت حائراً، ثم يواصل) يا اخوان نحن كلنا عشنا ايام الاحزاب وشفنا الفساد والتخبط السياسي الكان سايد في البلد قبل مجئ الانقاذ…
احد السجناء (يصيح بغضب): قلتوا تجوا تزيدوها زايدة…
مدير السجن (مقاطعاً): خلوا الراجل يتكلم، مش قلتوا دايرين تسمعوا ردهم؟
ابو فرار (محذراً): البيقاطع بطلعوا بره… واصل يا فا… (مستدركاً مرة اخري) يا علي عثمان! رد على كلام استاذ عثمان!
علي الورع (متسائلاً): منو استاذ عثمان؟
ابوفرار (بغضب): استاذ عثمان وكيل النيابة بتاعنا، ما بتعرفو؟… لعلمك هو استاذ بالجد، ودخل السجن ظلم، زي الكتيرين هنا. عارف ليه؟ لانو ابى يبيع بيت ابوهو لواحد من جماعتكم، وعارف نحن مسمينوا ابو راس لشنو؟ عشان عندو مخ قدر حكومتكم كلها…
مدير السجن: خليهو يواصل يا ابو فرار !
علي الورع (مواصلاً بإمتعاض شديد): كنت بقول قبل الانقاذ الفساد كان مالي البلد والتمرد انتشر ووصل مناطق شمالية كمان وحكومة الصادق في تخبط واضح. ونحن كحزب وطني قررنا نضع حد للحاصل وننهض بالبلد ونقيم دولة حضارية على اساس الشريعة السمحة…
ابو فرار (مقاطعاً ومخاطباً المدير): سعادتك الجماعة ديل ما منهم فايدة. حيقعدوا يقولوا لينا نفس الكلام بتاعهم، السمعناهو تلاتين سنة. نحن بطنا طامة من الكضب بتاعهم. يا يتكلم زي الرجال، يا خلونا نتصرف معاهم…
مدير السجن (بحزم وتحدي): يعني شنو تتصرف معاهم؟
ابو فرار (بغضب): سعادتك عاجبك شغل الثعالب ده؟ ما يجاوب على الاتهامات ويبطل الاستهبال…
مدير السجن (مهدئاً): طيب اديهو فرصة شوية واتحملوا كلامو، حتى لو كان ما عاجبكم !
ابو فرار (معاتباً): سعادتك اتحملناهم تلاتين سنة، والليلة ما دايرين غير يقولوا لينا عملوا كدا ليه؟
مدير السجن (متفهماً): واصل يا سيد على ! بس ادخل في الموضوع ورد علي نقاط الاتهام السبعة بدن مقدمات. انت شايف الجو مشحون كيف…
علي الورع (متلعثماً): انا كنت حأدخل في الموضوع…
ابو فرار (بغيظ): طيب ما تدخل…
علي الورع (ينظر لابي فرار برهبة): ممكن استاذ عثمان يذكر لي النقاط وحدة وحدة، عشان أرد عليها؟
ابو فرار (بغيظ): قول ليه يا عثمان وحدة وحدة ! نشوف حيرد ولا حيواصل الاستهبال…
عثمان (يقف ويخرج ورقة من جيبه ويقرأ بصوت عالي): الجريمة الاولى الانقلاب على الديمقراطية…
علي الورع: اعتقد رديت على النقطة دي في بداية كلامي…
ابو فرار (متسائلاً ومستهزئاً): رديت قلت شنو؟ كل واحد ما عاجباهو الحكومة يعمل انقلاب؟
علي الورع (يصمت، لا يدري ماذا يقول)
ابوفرار (وقد نفذ صبره): انا بصراحة ما شايف فايدة من اللمة دي، ديل ناس متعودين على الكضب واتربوا عليهو، ما حنطلع منهم بأي فايدة. رأيكم شنو يا جماعة ننهي المولد ده؟
(يهتف المساجين): انهيهو … ما في فايدة… ديل ثعالب …
ابو فرار (مخاطباً المدير): سعادتك شايف الناس دي بتلف وتدور كيف. نحن عايزين ننهي الفلم الهندي ده ونرجع لعنابرنا. الجماعة ديل لازم يتحاكموا قدام الشعب كله، عشان الما عرفهم لحدي هسه يعرفهم. بس عندنا طلب اخير…
المدير (بإستغراب): طلب شنو يا ابو فرار؟
ابو فرار: نحن الناس ديل لو بيدنا دايرين نقطعهم حتت. ممكن تخلونا نكفّتهم؟ ولا حتى بس نتف ليهم في وشوشهم؟
(تتنقل ابصار الكيزان بين ابي فرار والمدير في خوف وهلع، في انتظار رد المدير)
المدير (بحزم): طبعاً ما ممكن اخليكم تعملوا كده. الجماعة ديل في حمايتنا ونحن ما وظيفتنا نعاقبهم. المحكمة هي بتصدر العقوبات…
(يتنفس الكيزان الصعداء ويتبادلون ابتسامات مقتضبة)
ابو فرار (مقاطعاً بغيظ): ومتين المحاكمات دي؟ ما خسارة الناس دي تكون عايشة لحدي هسه، بعد العملوا في بلدنا؟
المدير (متفهماً): يا ابو فرار ما تستعجلوا، ان شاء حيتحاكموا، والناس حتاخد حقها…
ابو فرار (يلتفت لحسن): خلصنا يا حسن !
حسن(يقفز واقفاً ويصيح): رفعت الجلسة… محكمة…
(يبدأ المساجين في الخروج وهم يرمقون الكيزان بنظرات ملؤها العداء والاحتقار وقد احنى الكيزان رؤوسهم تجنباً لتلك النظرات)
-النهاية-
| |
|
|
|
|
|
|
| |
أمير قناوي
علاء سيداحمد
خالد العبيد
محمد عبد الماجد الصايم
علي عبدالوهاب عثمان
محمد النور
الباقر ابوبكر ابراهيم
خضر الطيب
الشيخ سيد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست