سنوات الإنقاذ غلطة من غلطات التاريخ.. وما الإنقاذ إلا (هواء فاسد) تبدد في تلافيف ثاني أكسيد الكربون ومضى مع أبخرة المزابل.. فعلام هذا الهذيان وهذه (الفرفرة) التي تظهر وتختفي في الصحف والقنوات والأسافير بشحنة مقيتة سمجة من الحشرجات و(الهلاويس).. وقد راكم الله جماعتهم في صعيد واحد بعد أن تمايزت الصفوف وظهر الخبيث من الطيب و(فصلت العير) بإخوة يوسف..! وهؤلاء الصائحون الذين كانوا يأكلون من فتات (مخلاة الإنقاذ) لن يستطيعوا لي عنق التاريخ والعودة بالوطن إلي عهد الجهالة والسرقة والنصب.. ولن تجدي (مراسيلهم) التي تتسلل من الباب الخلفي لمجلس السيادة لتلتقي برئيسه.. فهذه شخوص (منتهية الصلاحية) من مستوزري النخاسة و(مخلوعي المخلوع) الذي اكترتهم الإنقاذ واستأجرتهم بالمقابل في صفقاتها الخاسرة.. فالأمر أمر ثورة لم يعرف العالم لها مثيلاً كانت بمثابة (الكفارة) التي لا تعدلها كفارة لهفوة السنوات الثلاثين.. سنوات الجدب والعقم والانقطاع والخراب.. وهي ثورة إذا لم يعرف حقيقتها بعض الملتحقين بقطارها (جبراً أو مسايرة) أو بحكم الموقع والمنصب والوظيفة والجهة والمؤسسة أو بطبيعة (أحكام الانتقال) عليه أن يتبيّن موضع إقدامه سواء في مجلس السيادة أو في المؤسسات النظامية والهيئات القومية أو في (عزومات الحتانة) فلا مجال بعد الآن للمداهنة والتآمر من وراء ظهر الثورة ومن يريد أن يعبث بالثورة من الباب الخلفي سيصطدم بما لا قبل له من حكم الشعب المُبرم الذي لا رجعة فيه على الإنقاذ وتابعيها ومستوزريها وصحفييها ومطبليها ومليشياتها.. وهو (خيار خائب) في كل الأحوال.. فمن غير الله في يوم البعث الأكبر يستطيع أن يحيي العظام وهي رميم! هذه القامات القصيرة التي تحاول مقاربة فلول الإنقاذ أو الاستهانة بالثورة هي قامات دون هذا الوطن الكبير فالسودان بلد عظيم وليس مرتعاً (للهوانات).. بلد مشى إنسانه على أحقاب الدهر مرفوع الرأس منتصب القامة وكانت ثورته تعبيراً على علو كعبه وسمو مكانته وفرادة إنسانه وهو ليس بلداً فارغ الجراب أو (بلد أي كلام) نبت على ظهر الأرض كما تنبت الأعشاب (البروس).. هذا بلدٌ تفتخر فيه المرأة باستشهاد أخيها في حومة البسالة والتصدي فتقول (دقيت الجسر حارس مشارع الحق)! هذا وطنٌ يتميّز بتنوع خصيب في أعراقه وأعرافه وجغرافيته وثمرات أرضه وهو البلد الذي تعترف الدنيا المعاصرة بطيب معدن أهله وجسارتهم في الحقوق وعراقتهم في الديمقراطية قياساً بالعوالم من حولهم، وتشهد لأبنائه وبناته في جهات الدنيا الأربع بالحس الإنساني واحترام الذات والنبوغ والإبداع والأريحية وبذل المعروف! وهؤلاء الذين يريدون التقليل من شأنه بسبب الجهل أو الغفلة أو العنجهية سيرتد عليهم جهلهم (ويصكهم على وجوههم) ويبقى السودان منتصباً بقامته المديدة.. لقد انتفض المارد الذي شهدت الدنيا بعنفوانه وإبائه للضيم والطغيان.. وطوى إلى غير رجعة عهد الإنقاذ الزنيم...! هل يظن الفلول أن صمت التلفزيون القومي عن رصد سرقاتهم وجرائمهم، أو توالي تقارير (محللي الفساد) عبر بعض المواقع والصحف ومن خلال (مناديبهم) في قناة النيل الأزرق وغيرها يمكن أن يهيض أجنحة باز الثورة الأشقر..؟! مَنْ هؤلاء الأقزام الذين يتقافزون في وجه الثورة مثل ضفادع المستنقعات ويحسبون أنهم يمكن أن يعيقوا زحف فتيانها وكنداكاتها نحو إقامة دولة الحرية والعدالة والديمقراطية..؟! صحيفة الديمقراطي
09-21-2020, 04:57 PM
عمر سعيد علي عمر سعيد علي
تاريخ التسجيل: 08-20-2015
مجموع المشاركات: 885
Quote: وهي ثورة إذا لم يعرف حقيقتها بعض الملتحقين بقطارها (جبراً أو مسايرة) أو بحكم الموقع والمنصب والوظيفة والجهة والمؤسسة أو بطبيعة (أحكام الانتقال) عليه أن يتبيّن موضع إقدامه سواء في مجلس السيادة أو في المؤسسات النظامية والهيئات القومية أو في (عزومات الحتانة)
ردم زي الردم . . مرتضى الغالي كاتب متمكن وممتع . . تحية طيبة يا عماد الدرديري . .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عماد الدرديرى
عمر سعيد علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست