الخرطوم بين ضفتي هاتين المدينتين- الأولى كانت تدير المشهد من خلف الستار-فتملكتها الجرأة والشجاعة لتدير المشهد من أمام الستار. والأخرى تصدر الموت عبر بنيها العابرون للحدود. وهكذا وقفت( الخرطوم) كالعذراء الصامتة التي يكسوها الحياء وقلبها ينبض من الرعب..لتتواصل رحلة النكوص في المشهد السوداني ويواصل الوطن نزيفه. الفئة التي تدير المشهد منشغلة بالظهور عبر وسائل الإعلام في محاولة لبث المسكنات في الجسد الشاب الثائر – لتستمر المعاناة والعوز للشعب البسيط. والممسك بالزناد يتحدث ويشير إلى البندقية . وفي خضم هذا المشهد الفوضوي نجد المتربص يحيك الدسائس ويحكم التخطيط لنهب المزيد من خيرات الوطن. وبالرغم من كل هذه الإشارات والدلائل التي تمثل كحقائق واضحة وظاهرة للعيان - نجد البعض يتحدث عن تجريم فئة دون الأخرى في مشهد الإخفاق الملازم للثورة السودانية. الثورة التي سرقت من شبابها الغض- لم تستطع كل الحروب التي إندلعت في السودان من هز منسأة الإنقاذ – بالرغم من عدتها و عتادها – الشباب هو من ازاح النظام السابق من المشهد ودفع ولا زال يدفع الثمن ارواحآ برئية. والنتيجة – إستبعادهم من المشهد السياسي – لتتسلق بعض الوجوه كراسي السلطة لتبدأ من حيث إنتهى الآخرون في مواصلة رواية السفسطة السياسية الفارغة. الخرطوم لا تملك قرارها.
تبآ لهذا الوضع البائس.
05-17-2021, 06:46 PM
الشيخ سيد أحمد
الشيخ سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 2664
جاء إكتشاف عبقرية أديبنا (الطيب صالح) عبر اسطر كتبها (....) وهو غير سوداني..كانت حروفه كفيلة بتغيير بوصلة النقاد نحو (اسفار ) الطيب صالح- لتنهال عليه عبارات الثناء والتقدير وهو ما مهد له الطريق لإعتلاء صهوة الحرف وتميزه. فإنطلق نحو براحات كبرى من الإبداع و التفرد. هذه الحادثة تؤكد إلى مدى بعيد عدم معرفة السودانيين بكوامن إبداعهم وبالتالي عدم معرفتهم بوطنهم. ظللنا على مر التاريخ نسمع بإمكانات السودان وموارده وأغفلنا التركيز على العنصر الذي سيوظف هذه الإمكانات والموارد في خدمة تطور الوطن. لذلك إستمرت هذه الفجوة مابين المورد ومكتشفه في الإتساع حتى أضحت عصية على الغلق. وإستمرأ السياسيين والعسكر البقاء على هذه الرؤية وكانها من دواعي الفخر التاريخية دون ان يحاول احدهم نبش تلك الموارد او السعي في سبيل ذلك للنهوض بالسودان. الأكثر اسفآ هو أن الدول الأخرى تدرك جيدآ هذه الموارد وتحاول بكل ما تستطيع أن (تقضم) من هذه الكعكة الشهية مستخدمة في ذلك كل انواع (الفهلوة) والذكاء بل والبلطجة في بعض الاحايين - كيف لا والدولة السودانية في اكثر حالاتها ضعفآ.
05-17-2021, 06:54 PM
الشيخ سيد أحمد
الشيخ سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 2664
الكثير من الآمال تتعلق بمؤتمر (باريس) وهي آمال مشروعة بلاشك. ولكن هل بالفعل سنشهد بعضآ من الدفع لعجلة الإقتصاد المتهالكة؟؟ وهل سنلمح ولو ملمح من ملامح البناء للدولة عبر مؤسساتها دون ان تبرز عبارة فساد أو مفسد أو إختلاس؟؟ الأهم هل سنشهد أمن وسلامة لكل من لم يحصل على ماكان يتمناه فخرج معبرآ عن رايه؟؟ لازلت أعتقد أن الداء في الشخصية القيادية التي تقود المشهد السياسي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة