مؤتمر البجـــا

Quote: مؤتمر البجا بين ألاهداف والغَوْغائيّة كانت الدعوة العامة لقيام مؤتمر البجه خلال الليلة السياسية التي عقدت في بورتسودان يوم 7 يونيو 1957. وتم عقد أول مؤتمر عام في مدينة بورتسودان في ساحة تقع قبالة نادي البجة في الفترة من 11أكتوبرالي 13 اكتوبر1958م بحضور اكثر من خمسة عشر الف من البجه وغيرهم . كان حشداً فريداً لم يقصى منه أحد من البجه سواء كان من الناطقين بالبداويت أوالتجري بل شمل ايضا حتي الآسر والقبائل التي تسكن الاقليم الشرقي مثل آل بعشر وال بيومي وال بازرعة وأولاد الشمال النيلي والوسط الجميل وكل من إعتبر نفسه جزءاً من مجتمع البجه . وبما أن كل قبائل البجة التي حضرت المؤتمر كانت ممثلة بنظارها وعمدها ومشائخها ورجال الدين والأعيان والشخصيات الاعتبارية والمتعلمين فلذا كان الحضور ضخما شمل شخصيات حكومية ومعارضة كما تلقى برقيات من قيادات دينية وسياسية داخلية وخارجية . وابرز الحاضرين للمؤتمر كان رئيس مجلس الوزراء السوداني الأمير الاي عبد الله بك خليل ، والسيد / علي عبد الرحمن وزير داخلية السودان وكبار المسئولين الحكوميين من مديرية كسلا ومن مدينة بور تسودان وممثلي الأحزاب السياسية والإعلاميون من مراسلي الصحف. وقد حضرت الوفود للمؤتمر بالقطارات واللواري من كل مدن وبوادي مديرية كسلا ودون أن يتخلف احد ممن شملتهم الدعوة . حينما نبعت فكرة تكوين تنظيم للبجه كانت المجاعة تكتسح ارض البجة . والثالوث المرعب الجهل والفقر والمرض ضارب باطنابه في القري والارياف. تمثلت قضية البجه في الحرمان من التعليم والصحة و العمل حيث كانت الأمراض الفتاكة تحصد الأرواح بأعداد هائلة دون أن تجد المقاومة المطلوبة من الهيئات الصحية . وكانت مدينة بور تسودان بها حركة عمل نشطة إلا أن البجه لم تكن لديهم المؤهلات المطلوبة . وفرص العمل القائمة بالنسبة لهم لم تتجاوز البحرية ومجال الشحن والتفريغ في الميناء وهي عمالة مؤقتة ليس فيها أي حقوق أو ضمانات وقد اقترح المؤرخ المعروف محمد صالح ضرار علي الدولة عمل مشروع لاسكان عمال الميناء البجه بتسهيلات ميسرة واعفاءات من دفع الإيجار في موسم الصيف حيث يخف العمل في الميناء وكان المشروع المقترح هو عبارة عن مساكن شعبية يتم تمليكها بالإيجار لساكنيها وسمي الحي (ترب هدل) وتعني بالتبداويت (ربع خالي) او ربع الخراب وكان الهدف من التسمية تشويه سمعت الحي حتي لاينتقل العمال للسكن فيه ويتضرر اصحاب المساكن التي كانوا يستأجرونها. وقد كان الاستاذ المؤرخ محمد صالح ضرار قد بادر بفكرة إنشاء المدرسة الأهلية ببورتسودان في العام 1943م لتكون مؤسسة وطنية في مواجهة التعليم الاستعماري الذي كان يدرس مقررات تعمل على تشويه تاريخ البجه. كما انشأت الاستاذة كلتوم عمر موسي الامير يعقوب أول مدرسة متوسطة أهلية للبنات في بورتسودان التي لم تكن توجد بها مدرسة متوسطة حكومية للبنات وكان مقرالمدرسة في منزل المؤرخ محمد صالح ضرار (الاستاذة كلتوم زوجة ابنه رفعت ). وخرّجت هذه المدرسة تلميذات واصلن تعليمهن حتى تخرجن من جامعة الخرطوم. - كما افتتح المرحوم الأستاذ محمد دين إسماعيل البجاوي وهو من متعلمي البجه القلائل ( مدارس التنوير ) للارتقاء بمستوى التعليم لأبناء البجه واصدر كتيب بعنوان ( اللاي كليب ) ( مقبرة الأحياء ) . من مؤسسي مؤتمر البجا:- - الدكتور طه عثمان بلية وهو أول بجاوي يتخرج من كلية الطب(جامعة الخرطوم) افتتح عيادة خاصة بمدينة بورتسودان وهو من مواليد 1920 بمنطقة اداراويب غرب مدينة سواكن من قبيلة الهدندوة فرع (السمرأر ( البلياب)) تلقى تعليمه الأولي في سواكن، والوسطى بين مدرستي سنكات ومروي، وفي (1940) م درس الطب بكلية غردون الطبية، زامله فيها أربعة طلاب فقط، بعدها تخصص كطبيب باطنية من جامعة كمبريدج بلندن تخرج في (1946) م، اختاره إمبراطور اثيوبيا هيلاسلاسي للإشراف على علاجه وطلب منه ان يذهب معه إلى إثيوبيا، ليصبح طبيبه الخاص فأصبح بذلك ملازماً له في كل جولاته الإقليمية والعالمية وتزوج حورية بنت الامبراطور الاثيوبي هيلاسلاسي. واستقر هناك مدة من الزمن ثم عاد الي إلى بورتسودان، وكان عارفا بمجتمعه ومنطقته واسع الأفق عرف البجه بمعناها الواسع وليس بمفهومها الضيق ، توفي في 16/اغسطس 1960م عليه الرحمة . - محمد سعيد ناود : من مواليد مدينة بورتسودان عام (1926) من قبيلة(الحباب) درس الأولية والوسطي بمدينة بورسودان وتم قبوله بمعهد (بخت الرضا) عام 1952 ليصبح معلّماً لكنه أتجه الي العمل الوظيفي حيث عمل بشركة التلغراف الشرقية (الإيسترن) ببورتسودان،-من مؤسسي الحزب الشيوعي السوداني. شارك في الحركة الوطنية السودانية من أجل الإستقلال في فترة الدراسة ضمن الأحزاب السياسية حتي نال السودان إستقلاله. وبعد استقلاله في الفترة من 1958 -1956انشغل بتأسيس مؤتمر البجا (القومية التي ينتمي إليها والتي يتقاطع وجودها على الحدود بين شرق السودان وإرتريا) مع آخرين. التحق بالنضال الارتري في العام 1958م. توفي 16 سبتمبر 2010م في اسمرا عليه الرحمة. - محمد صالح ضرار من مواليد عقيتاي (جنوب طوكر) 13ذوالحجة سنة 1310هجرية الموفق 1882 م. من قبيلة البني عامر(عجيلاب) درس القرآن بجامع الشافعي بسواكن وهو ابن عشر سنين ثم درس مدرسة سواكن الاميرية سنة1903 م ثم تم قبوله بالثانوي سنة 1908م ولكن ظروفه المادية لمن تمكنه بالالتحاق بكلية غردون(جامعة الخرطوم اليوم). وكان محمد صالح ضرار واحداً من مؤسسي المؤتمروكتب كلمة قوية طالب فيها بانصاف البجه وحدد فيها المظالم ومعالم طريق الإصلاح وقد ألقاها نيابة عنه ابنه الأستاذ ضرار صالح ضرار . إن المؤرخ صالح ضرار هو أول من بعث قومية البجه بكتابة تاريخهم وتراثهم وتأصيل جذورهم كشعب له كيان خاص ونادى بوحدتهم داخل قوميتهم وضمن السودان الموحد، إلى جانب مناداته الدائمة بوحدة السودان مع الاحتفاظ بخصوصية كل قومية فيه بتطبيق نظام الحكم اللامركزي. كان منزل المؤرخ محمد صالح ضرار هو أول محطة يزورها كل من يتولى منصب معتمد في المدينة ليتعرف منه على تاريخ الشرق وسكانه وقبائله حتى يعرف كيف يتعامل مع مواطنيه، و السيد (كلمنت أمبورو) عندما كان معتمداً لبورتسودان، كان يزور المؤرخ بصورة منتظمة ويتناقش معه في مشاكل جنوب السودان بل وفي مشاكل السودان كله. عند تكوين حزب الأمه في مدينة بورتسودان استضاف منزل المؤرخ السيد عبدالله الفاضل والسيد الصديق المهدي اللذان حضرا لبورتسودان خصيصاً لتكوين حزب الأمه الذي أسسه وتولى رئاسته المؤرخ وذلك في العام 1948م. وهو والد الاستاذ المؤرخ(ضرار صالح ضرار) والمؤرخ سليمان صالح ضرار ووالد السياسية المخضرمه (امنه ضرار) . توفي في العام 1972 م (عليه الرحمة). - محمد بدري أبو هدية :- ولد بسنكات وبدأ تعليمه فى الخلاوى مابين سنكات وطوكر ، وانتقل فى العام 1941 الى الكتاب بسنكات ، ثم بالمدرسة الصناعية عطبرة ، وتخرج مهندسا فنيا والتحق بالعمل فى ورشة الحوض بالسكة حديد بورتسودان واسهم فى تأسيس نقابة عمال ورشة الحوض ببورتسودان ، بالاضافة الى نقابة عمال الشحن والتفريغ بميناء بورتسودان ، كان له القدح المعلى فى تأسيس نادى البجا بديم عرب عام 1951 ،وكان حريصا على تعليم الفتاة البجاوية منذ العام 1950 ، وامتدت اسهامات أبو هدية فى مجال التعليم الى كل مدن وأرياف الإقليم الشرقى مشاركا فى انشاء العشرات من المدارس فى المراحل المختلفة ومراكز التدريب المهنى والحرفى . كان فى طليعة المؤسسين لمؤتمر البجا عام 1958 توفي بمدينة سنكات في 8/9/2004 عليه الرحمة. وهنالك شخصيات واعلام اخرين ساهموا في تأسيس مؤتمر البجه لكن لم نتمكن من ذكرهم جميعا خلال هذه النافذه وان شاء الله نسرد سيرتهم في نوافذ آخري . . تم تأسيس مؤتمر البجه باعتبار البجه شعباً عريقاً متماسكاً لا قبائل متناحرة . أعضاء سكرتارية المؤتمر:- 1/ محمد سعيد ناود 2/ أبو موسى علي. 3/ محمد بدري أبو هدية وآخرون . افتتح المؤتمر سكرتير مؤتمر البجة الدكتور طه عثمان بلية بكلمة ضافية شملت أهداف المؤتمر ومطالبه. وألقى الدكتور محمد عثمان جرتلي قصيدة شملت أهداف المؤتمر ، ومطالب البجة والقي المناضل الاستاذ محمد سعيد ناود كلمة قوية تحوي المطالبة برفع التظلمات. ثم القي عدد كبير من ممثلي البجه كلمات بهذه المناسبة منهم :- 1/ عمدة (الأرتيقا) السيد كابيري محمود تولي . 2/ ناظر عموم قبائل (الهدندوة) السيد/محمد الأمين ترك . 3/ السيد/ سليمان علي كرار ممثلا (البني عامر). 4/ الخليفة علي نور ادريس ممثلا( الحباب). 5/ السيد/ اونور اوشيك نيابه ممثلا( الشيآب). 6/ السيد/ عمر محمد الأمين ممثلا (الحلنقا). 7/ السيد/ محمد أدم موسي ممثلا (العمر هاساب) . 8/ السيد / طاهر محمد عبدالقادر ممثلا (الكميلاب). ومن رموز المجتمع الذين حضروا المؤتمر:- - الشيخ بامكار محمد عبد الله والد الاستاذ جعفر بامكار والذي لم يكن وفاقيا مثل والده وهو من الذين تسببوا في شق وحدة قبائل البجه بكتاباته عن التاريخ بصورة اقصائية فيها كثير من التجني علي قبائل البجه التي تتحدث لغة التجري وهو مؤسس المدرسة الاقصائية في اقليم البجه دون منازع. ايضا من رموز المجتمع - الخليفة علي نور ادريس وهو والد الفنان إدريس (الأمير) صاحب الاغنية الخالدة (صب دمعي انا ياسواكن) والتي قدمها أول مرة في البرنامج الإذاعي (ساعة سمر) الذي كان يقدمه المذيع عمر عثمان ومن اغانيه زاهي في زيك في وسامتك وانا صابر على الصبر وأنا شوقي ليكم طال وأوبريت بجراوية والعديد من الأغنيات بلغة التقري. والفنان ادريس الامير من مؤسسي اتحاد الفنانين بمدينة بورتسودان في العام 1976 م وعند افتتاحه تغنى بنشيد (شعبنا للإمام لا انفصام ولا انقسام) له كتاب لم يطبع بعد باسم (بورتسودان) يتحدث فيه عن نشأة وتطور مدينة بورتسودان والأحداث المهمة التي شهدتها والشخصيات البارزة بها خلال قرن ونيف, كما له كتاب يتناول فيه مسيرته الفنية, وله ديوان شعر بإسم (عقلي انشغل) وهو مجاراة لأغنيات الحقيبة. أهم مطالب البجة في ذلك المؤتمر :- 1-المطالبة بالحكم اللامركزي. 2- بناء المستشفيات وتوفير الدواء. 3- انشاء المصانع واستغلال معادن المنطقة في تنميتها. 4- استيعاب ابناء البجه في فرص العمل المتوفرة وهي حق مكتسب. 5- تنفيذ مشروع خشم القربة الزراعي وتوفير المياه لري الاراضي الزراعية. 6- نشر التعليم وعدم نقل ابناء البجه من المدرسين لضرورة اللغة وفهمهم للمنطقة والسكان. 7- إشراك نواب الشرق في الوزارات حق ثابت ينص عليه الدستور. 8/ إقامة مصنع نسيج بسواكن ومصنع زراير بدرديب. وكانت هنالك مطالب اخري ولكن ذكرنا اهمها. الانجازات السياسية:- * في انتخابات عام 1965 البرلمانية، فاز بإحدى عشر مقعداً من مقاعد الجمعية التأسيسية. *شارك في الانتخابات العامة في عام 1986، ولكنه لم يحصل إلا على مقعد واحد فقط. واقع مؤتمر البجه اليوم: كثير من مطالب المؤتمر لم تتحقق الي يومنا هذا.* حيث المصالح السياسية والقبلية لعبت دورا مهما في تشرزم البجه وفقدانهم البوصلة ولما جاءت حكومة الانقاذ قضت علي ماتبقي من بصيص أمل . *الجيل الحالي من أبناء البجه مختلفين حتي في تعريف من هو البجاوي ومختلفين في كتاب التاريخ المدرسي الذي يحمل في طياته اربعة كلمات في حق اكبر قبائل اقليم البجه عددا ومالا وهذا الكتاب كان يدرس منذ سنين فقط تغيرت المرحلة الدراسية من الثانوي الي الخامس اساس. *هنالك أيادي خفية تحرك المشهد في شرق السودان مستغلة الجاهلية المتفشية في مجتمعنا البجاوي. ويحدث كل هذا خلال الفترات الانتقالية. البحث عن المستفيد هو بداية الخيط لمعرفة المجرم ،،، والله من وراء القصد ابراهيم جيلاني،،، المراجع: - مقال للاستاذ محمد سعيد ناود في سودانيس اونلاين. - منتدي التوثيق. - كتب للاستاذ المورخ محمد صالح ضرار مراجع اخري