خاص السودان اليوم: يصاب الانسان بالدهشة من مواقف بعض السياسيين السودانيين من بعض الاحداث وخاصة تلك المرتبطة بالمشاركة مع النظام البائد والعمل ، معه وضمن آلته لقمع الناس أو تغبييش رؤيتهم أو الدفاع عنه وعن استبداده ، وبعد سقوط البشير ونظامه ، حاول البعض الاعتذار عن مشاركتهم مع النظام الظالم ، وكأنهم يخدعون الناس ويظنون ان المواطنين المكتوين بظلم الانقاذ وبطشها وفسادها سوف ينسون ذلك الذى حدث ، وكم من مظلوم ظلم بحضرة هؤلاء الذين يحاولون الاعتذار الان ولم يرفعوا الظلم عنه وينصروه أو على الاقل لم يعتزلوا مشاركة الظالم ولم يبتعدوا عن دعمه والبقاء معه ويأتون الان ليعتذروا عن اثمهم ويريدون من الناس ان تسامحهم ، لا والف لا فالمشاركة فى ترسيخ ظلم واعانة الطاغية على الاستبداد جريمة وعلى الاقل تكون عقوبتها غضب الناس على هذا المشارك فى الظلم وعدم قبول اعتذاره. وكثيرون هم الذين اشتركوا فى النظام البائد ومنهم من احترم نفسه والتزم الصمت وهذا أفضل من اولئك الذين حاولوا الدخول فى الشأن العام من جديد ساعين الى ايجاد موطئ قدم لهم فى الساحة وحجز مقعد لهم فى المشهد الجديد غافلين أو متغافلين عن ان هذا الشعب لم يعاقبهم ولو فعل لكانوا يستحقون ، من هؤلاء الذين وصلت بهم البجاحة والصفاقة ان يسعوا الى لعب دور جديد فى الساحة السيد عبد الرحمن الصادق المهدى الذى شغل منصب مساعد البشير الى لحظة سقوطه وكان يدافع عنه الى آخر لحظة ويسخر من الثورة والثوار مرافقا الطاغية فى حركاته وسكناته ويريدنا ان ننسى له مافعل ، لا يا سيد عبد الرحمن فهذا لن يكون والاغرب من هذا ان ينبرى احد السياسيين المعارضين للانقاذ والناقمين عليها ليدعو الى قبول عذر المعتذرين عن مشاركة الانقاذ فى بطشها ، انها الدكتورة مريم الصادق المهدى التى ليست فقط تريدنا ان نعذر شقيقها فى مشاركته للطاغية فى حكمه وانما دافعت في لقاء تلفزيوني عن مشاركته كمساعد للرئيس المعزول عمر البشير، ابان فترة حكم الإنقاذ، قائلة بأنه اعتذر عن ذلك، وكان قرارا شخصياً منه، وليس قراراً مؤسسي من قبل حزب الأمة القومي. ومع ان البعض يقولون ان مشاركة عبد الرحمن فى الحكومة لم تأت بمعزل عن قبول والده والتنسيق معه ، وإن السيد الصادق المهدى بحسب رؤيتهم كان يلعب عملية تقسيم الادوار فهو ومريم يرفعون راية المعارضة ويقفون بوجه النظام بينما ابنه بشرى ضابط فى جهاز الامن والمخابرات وابنه عبد الرحمن فى القصر ضمن مؤسسة الرئاسة وانهم جميعا يلعبون على الناس ، ونحن لانتبنى هذا الكلام بشكله الذى ذكرناه ونقول لدكتورة مريم اننا لم نقل ان مشاركة عبد الرحمن كانت بقرار من الحزب ، لكن حتما لن يمكنك الدفاع عنه ومحاولة اقناعنا بان تلك مرحلة انتهت وكانك تمهدين لعودة اخيك للحياة السياسية فلا والف لا يادكتورة واعلمى ان اخاك غير معذور البتة.
05-04-2020, 02:14 PM
Osman Musa
Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة