ما زال مؤتمر باريس يثير الجدل وأضافت تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة حول نجاح المؤتمر جدلاً جديداً يدفع للتساؤل حول ما حققه المؤتمر من نتائج ملموسه. إن المؤتمر يمكن أن يوصف بأنه مؤتمر التعهدات والوعود بامتياز؛ فإذا كان رئيس الوزراء يعتقد أن ذلك نجاحاً، فالشعب سينتظر النتائج على معيشته وتوظيف أبنائه وتحسين خدماته. الحقيقة المرة التي لم يذكرها رئيس الوزراء أن تنفيذ التعهدات والوعود الصادرة من مؤتمر باريس في 17 مايو 2021م، حينما يصل السودان نقطة القرار حول ديون السودان وفقاً لمبادرة الهيبيك تتطلب مزيداً من الإجراءات للإيفاء بشروط صندوق النقد الدولي التي تبقى تنفيذها ضمن البرنامج المراقب من قبل موظفي الصندوق ، فمثلاً تنفيذ توحيد سعر الصرف ما زال ينتظر إلغاء الدولار الجمركي، مما سيؤدي لدورة جديدة من زيادة الجمارك على السلع الأساسية من وقود وأدوية وسلع غذائية. إن رئيس الوزراء لا يصارح شعبه بأن مؤتمر باريس كان حلقة من حلقات تنافس الدول الرأسمالية على موارد السودان، وأن فرنسا تسعى لإيجاد مكان لها في السودان، وأنها وغيرها يطوقون البلاد بالشروط وأن حكومة السيد حمدوك تسير في طريق تلبية هذه الشروط وفتح البلاد لسيطرة الرأسمالية العالمية. إننا مازلنا نرى أن طريق السودان للخروج من الأزمة الاقتصادية هو طريق الانطلاق من حشد الموارد الذاتية، وتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي داخلي يجعل من التعاون الدولي تكملة للجهود للخروج من الأزمة ومن مواقع السيادة الوطنية. ________ *_الميدان 3796،، الأحد 23 مايو 2021م_*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست