يمر المشهد السياسي بتطورات متسارعة ومتقاطعة، خاصة بعد جريمة فض إفطار أسر الشهداء التي كانت بمثابة إنذار لكل القوى السياسية - في السلطة وخارجها- لنرى وندرك عمق الأزمة التي تمر بها البلاد من جراء الشراكة "الكاذبة "بين قوى الهبوط الناعم العسكرية والمدنية. ووضح التصدع في جدار السلطة، باستقالة أو التهديد بتقديم استقالات من منابر السلطة المختلفة، كما انعكس في القرارات الكثيرة والمتعددة التي اتخذها مجلس الوزراء لمعالجة بعض الأخطاء – وليس كل الأخطاء- التي أدت إلى تعميق الأزمة الحالية. ويزداد المشهد السياسي تعقيداً بتبادل الاتهامات بين أطراف توحدت حول سياسات المحاصصة المختلفة سواء في تعيين مدني مجلس السيادة أو الوزراء أو مجلس شركاء الفترة الانتقالية، ويحاول كل طرف أن يتهم الآخر بأنه المسؤول عن الأزمة، والمزايدة على خطورة الوضع المتردي الذي يمدد الفترة الإنتقالية. ويغيب عن البعض أن السبب الرئيسي وراء الأزمة الحالية هو تخلي القوى السياسية عن برنامج الحد الأدنى لقحت الذي اتفق عليه في يناير 2019، ومنذ أن قبلت بعض قوى قحت بالشراكة المعيبة، وتنازلت طوعاً عن مبدأ السلطة المدنية الكاملة، سقطت في مستنقع المحاصصة البغيض، وأصبح الهدف الأساسي ليس مصلحة البلاد العليا بل عدد الكراسي في السلطة - سيادي وتنفيذي- الولاة والخدمة المدنية، ودخلت بعض الحركات المسلحة عن طريق سلام جوبا -الذي أثبت فشله- مطالبة بنصيبها في كيكة السلطة، ولاعباً جديداً في التحالف الذي قاد لتكوين مجلس شركاء الفترة الإنتقالية، كسلطة عليا لا تعلو عليها أي سلطة أخرى. في وجه ذلك كله، يطرح الحزب الشيوعي رأيه بضرورة بناء أوسع جبهة ممكنة مستندة لتحالف عريض يضم قوى الثورة التي ناضلت منذ البداية ضد النظام مطالبة ليس فقط بإزاحة رأس النظام بل بإسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته، وملامح هذا الإصطفاف واضحة المعالم ومتواجدة في شارع النضال المستمر منذ بداية الحراك في ديسمبر 2018 إلى الآن، إن وحدة قوى الثورة في لجان المقاومة وتجمع المهنيين واللجان المطلبية ولجان التسيير وممثلي العمال والزراع والقوى السياسية حول برنامج الحد الأدنى هو البديل الوحيد والممكن لإتمام المشوار وتحقيق كافة أهداف ثورة ديسمبر المجيدة. ________ *_الميدان 3797،، الثلاثاء 25 مايو 2021م_*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة