تمر اليوم الذكرى الاولى لمجزرة فض الاعتصام التي حدثت فجر الثالث من يونيو 2019- اواخر شهر رمضان المعظم وحينما كانت جموع الشعب السوداني تستعد لصلاة العيد في ساحة الاعتصام الطاهرة. ساحة الاعتصام التي مثلت علامة مضيئة في مسيرة البشرية ففيها تجسدت كل معانى الانسانية النبيلة من تعاون، تكاتف، تراحم وعطاء ثر سيكتب بمداد من نور في التاريخ. كانت ساحة الاعتصام مثار اعجاب كل العالم، وصارت شعارات واهازيج الثورة السودانية انشودة عذبة ملهمة لكل شعوب الدنيا. جسدت مجزرة فض الاعتصام اقذر انواع الغدر والخيانة مورست فيها اسوأ انواع انتهاك حقوق الانسان من قتل، سحل، واغتصاب. يومها عم الحزن ، الألم، والدهشة كل العالم فلم يكن احد يتخيل ان يكون مصير ذلك الشباب الرائع الانسانى كل هذا البطش والتنكيل. بالرغم من حزننا النبيل وغضبنا العارم علي تلكم الدماء الزكية والارواح الطاهرة الغضة التي تسامت الى بارئها في ذلك الصباح الاسود الحزين، لكن تظل ذكرى الشهداء الكرام نبراساً مضيئا لنا وملهما لمسيرة بناء الوطن الطويلة. ونحن اذ نترحم علي شهداء مجزرة الاعتصام الابرار لا يفوتنا ان نترحم على جميع الشهداء الذين فتك بهم نظام الانقاذ البائد المجرم منذ مجيئه المشؤوم. تظل المطالبة بالقصاص من جميع المجرمين القتلة ومحاسبة اللصوص الذين نهبوا خيرات الوطن هي مطلب الثوار الأول والأساسي ؛ وليعلم القائمين علي الامر انهم اتوا الي سدة الحكم عبر ثورة عارمة مهرت بالدماء الغالية العزيزة، واي تراخي او تهاون في مسألة القصاص والمحاسبة يعد خيانة عظمى في حق الوطن وشهدائه. ثم بعد ذلك يكون لزاما علينا ،جميعا، ونحن نستلهم ذكرى الشهداء الابرار، ان يكون العطاء، البذل، والبناء هو ديدننا جميعا، فلا تسوي عندنا كل خزائن الارض ،ما ظهر منها وما بطن، ظفر شهيد او شهيدة من شبابنا الابرار الاخيار. ان اللغة المطلبية والكينونات الجهوية والمناطقية التي ظهرت هنا وهناك، لا تعبر اطلاقا عن روح ثورة ديسمبر المجيدة و تتنافى تماما مع القيم الانسانية النبيلة التي قدمتها ساحة الاعتصام الفاضلة. ان شعار الدولة المدنية التي افرزتها ثورة ديسمبر المجيدة، هو شعار يسع الجميع بكل سحناتهم، معتقداتهم، وانتماءاتهم السياسية؛ فيجب ان نتوحد جميعنا حول شعار الدولة المدنية مبتعدين عن كل ما يزرع الشتات والفرقة بين ابناء الوطن الواحد.
دام وطننا حرا ابيا، مدنيا المجد ،الخلود، والرحمة لكل الشهداء العزاء لأمهات، آباء ، واصدقاء الشهداء فلترقد تلكم الاجساد الطاهرة تحت ارض وطن شامخ عاتي ولتحلق تلكم الارواح الطاهرة في عالي الجنان،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة