في سنوات الظلام القريبه هجمت قوه باطشه على متن دفار قبيح كانو يسمونه زورا وبهتانا بقوات النظام العام. هجمت على حفل في بيت الفنون واوسعو مرتاديه ضربا وشتما وابتزاز. كانت فعاليه موقره شارك فيها بعض منسوبي الأمم المتحده وبعض السفارات وكانت تتعلق بتشجيع حريه التعبير بكل اللغات للأجيال الجديده وكان قوام الحضور اسرا كريمه اصطحبت الزوجات والأبناء والأطفال إلى هناك فاستبد بهذه ألعصابه خمر السلطه فاوسعتهم ضربا وشلاليت واقتادت على متن دفار ها القبيح آباء وأبناءهم وبناتهم إلى قسم شرطه الصافيه. ثم عم الخبر القرى والحضور فضجت الأسافير بحمله استنكار قويه للفعل الشنيع مما حدا بكيزان العصابه التدخل بعد منتصف الليل لتدارك الفضيحه الدبلوماسيه والسياسيه والاجتماعيه لذلك السلوك إلأرعن الشنيع... قامت بعدها السلطات بتكليف بالحضور إلى رئاسه مقر العصابه بالمقرن لتقديم الاعتذار بأن ثمه خطأ قد حدث... ثم اتاحو لي فرصه لمقابله المخطئ في نظرهم وكان ضابطا شافعا برتبه ملازم يدعي محمد شديد الرعونه قمت بشتمه على مرأى ومسمع قائده ومستشارهم القانوني.. ثم عدت إلى بيت الفنون وقررنا ادانه ماحدث في بيان تناقلته الاسافير والقيام بفعاليه سودانيه لجبر خواطر ضحايا هذا العنف الشنيع.. وتصعيد الموقف قانونيا سمع السيد الإمام الصادق المهدي بفعاليه اليوم التالي وأرسل من يخبرني بحضوره ومشاركته وقد أوفي بما وعد... قدمنا الإمام في كلمه بعد منتصف الليل في تحدي ساخط لأولئك الاوباش المجرمين فصعد إلى المنصه مزلزلا لجنباتها في كلمه بليغه ومؤثره قادحا فيها سلوك العصابه مسميا لهم بالغزاه والمعتدين الأثمين قائلا بالحرف انه سيكون ضمن حضور جميع أمسيات بيت الفنون منذ اللحظه... رمي الإمام بكلماته في جوفنا قبل وجوههم الكالحه فتحولت بردا وسلاما على ضحايا الاعتداء الشنيع ثم قدم اعتذاره نيابه عن أهل السودان لكل الضيوف الأجانب.. لقد كان موقف الإمام لحظتها هو موقف الأب الشجاع وألحاني على الجميع ذاد من ثباتنا وشجعنا على المضي قدما في ابتدار الفعاليات الثقافيه والفني في تلك السنوات كالحه الظلام.. وكان ذلك جزءا من قناعاته الدائمه مشجعا للنشاط الأدبي والثقافي ومتضامنا ضد القهر والظلم والبطش.. اسمينا الامسيه (بليله الكرامه... من أجل الكرامه) وقمنا بتقديم كرامه البليله وقد رأيته في غايه السعاده في ذلك المساء الذي سيظل محفورا بذاكرتي ثم قام الإمام بالطواف بعد نهايه الامسيه على معرض لوحات اجترحه بعض شباب التشكيليين تضامنا معنويا مع بيت الفنون كما قام بشراء عدد من لوحات ذلك المعرض تشجيعا لهم كما قام بإهداء بعض الكتب لمكتبه مركز بيت الفنون الإمام الصادق المهدي محبا للثقافه والفكر والفنون ومحبا للمبدعين جميعا والصحافة والرياضه وقدم لها الكثير تشجيعا ورعايه واهتمام. فليتباين من شاء مع مواقف الإمام السياسيه فذلك أمر طبيعي لاجدال فيه. أما قيادته الثقافيه والاجتماعيه والفكريه والأدبيه والأبويه فذلك أمر لاجدال عندي فيه ولا شكك اللهم اسبغ على الإمام ثوب العافيه وأكمل علاجه واعده سالما لدياره فقد كان نصيرا للفنون حين كانت العصابه تتربص بكل منابر الثقافه والإبداع انك ربي مجيب الدعوات وانت اللطيف الخبير.
11-18-2020, 11:30 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة