قرار الدكتور حمدوك بتجميد المقررات الدراسية الجديدة و استقالة الدكتور عمر القراي و إقالة أكرم التوم، مسألة تتخطى الإصلاح او التهدئة او الاستجابة، بل و تنحدر بالمشهد السياسي إلى القاع السحيق، حيث إن الترضيات الفئوية و التفاعل الجزئي مع الواقع كارثة حقيقية تعبر عن ضعف الإرادة السياسية و الوطنية، الفجوة التي في اتساع بين مكونات الحكم من جهة و فيما بينها و بين الشعب مردها غياب الوحدة الوطنية و المؤسسية و التشريعية، إذ لا يستقيم أن تعالج قضايا الوطن صغيرها و كبيرها بقرارات و قوانين و مراسيم خاصة او محددة، لان النتيجة الحتمية هي الفوضى ، فوضى الحكم في البلاد. الحل الأوحد لضبط إيقاع اداء الحكومة يكمن في سيادة القانون و التشريعات و بناء مؤسساتها على النحو الذي يضمن نسق القرارات و الأداء الامثل في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية و وضع لبناتها من الأن. خطورة الواقع الأن يكمن في كثرة التقاطعات و إختلاف الرؤى، فربما مصير اي قرار او إجراء سيكون نفس مصير المناهج و سياسات أكرم التوم ، و ستكون عندها محصلة الفترة الانتقالية صفر كبير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة