عن الغناء والفنَّانين في السودان القاهرة في 9 / 9 / 2021 م صليت المغرب يوماً خلف الفنَّان المرحوم / بادي محمد الطيب؛ رحمه الله رحمة واسعة؛ بمركز شباب أم درمان قبل فترة طويلة سنة : ١٩٨٨ م تقريباً ؛ وكان يلف شعره ضفائراً ضفائراً؛ وجاس في نفسي كراهة الصلاة خلفه لأنه فنان يغني وكنت غِرَّاً كما لا يخفى عليك؛ وظننت أن الصلاة لا تجوز خلف الفنَّان المغني ( حرام ) ؛ وعندما لم يكن من الصلاة خلفه من بد؛ تقدم بادي محمد الطيب؛ وصلينا خلفه وكنت أرقبه وأتفحص تجويده آن التلاوة فأنا مجود للقرآن بفضل الله تعالى ومنته؛ فقرأ علينا سورتي الفيل والمسد على أحسن ما يكون التجويد والصوت الرخيم وسلامة المخارج والحروف وفنون التجويد ( دلع التلاوة دلع شديد ) حتى انتهى من الصلاة في أمان الله. لاحقاً ؛ رسخ هذا الموقف في ذهني في العلاقة بين الفنَّان الغنائي وشعراء الحقيبة وغير الحقيبة وبين قارئ القرآن وهل خلفيته لغوية سليمة تتكأ على إتقان قراءة القرآن أم لا ؟! فبحثت عن هذا الأمر حتى وجدت أن أغلب الفنَّانين والمغنين وشعراء الحقيبة بالتحديد في السودان هم حفظة لكتاب الله وإن لم يكونوا كذلك فالتأثير به لا يخفى على ذي عينين؛ وكتبت فصلاً في كتابي" قبضة من أثر الأديب" عن هذا الموضوع. مرة؛ سمعت من قبل فقط غير متأكد؛ الفنَّان وردي ، سمع الفنَّان نادر خضر يغني؛ ولم يعجبه الغناء؛ فقال لنادر : يا نادر! ما تفتكر نفسك فنان ات ما بتعرف تغني ! كذلك شكر الله وأحمد الصادق؛ والله لا أعرفهما لكنهما غير فنَّانين . وبهذه المناسبة ، ترباس وعابده الشيخ؛ مبدعين وقال أمير العود عنها أنَّها صوت غنائي مميز ولها مستقبل؛ أو كما قال ، وكان أول ظهور لها أمام الجمهور قدمها الأستاذ / حسن عطيه ثم اختفى الجميع وظهرت البوم والنعيق والقعوج على مسرح نادي الضباط كما نرى اليوم . هذا ! وبهذه المناسبة قيل أنَّ جماعة سألت أستاذنا الكبير حسن عطيه : لماذا عندما تغني لا تظهر مخارج الحروف والكلام عندك لا يكاد يبين ؟ . قال: عشان الصعاليك ما يقلدوني ! أو هكذا قال – رحمه الله - ، لكن وجدت الفنَّان محمد الأمين وحمد الريح وكابلي اهرامات في العود، حسن عطية أمامهم تلميذ وهم يحفظون من الأغنيات الكثير وليت مكتبة الإذاعة السودانية تذيع الغير مذاع لعموم الفائدة . كذلك الفنَّان / عاطف عبد الحي ، الاستاذ الجميل جداً الضرير ( كفيف البصر ) رجل مبدع للغاية ويمثِّل المكتبة الصوتية المتحركة أكثر من كرومة وبادي ومبارك حسن بركات وخلافه ،خذ مني هذه القصة عنه : عاطف عبد الحي؛ مقلد للفنان الهرم / محمد وردي ، بصورة مذهلة جداً؛ وأنا كنت موجوداً حينما روى هذا الموقف ، قال : مرة اتصل عاطف تلفونياً بالفنَّان محمد وردي؛ وكان بالسعودية؛ قال له : يا أستاذ عليك الله اسمع الغنية دي مني، فلمَّا انتهى منها ، قال له وردي : تعرف يا عاطف الشريط ده ما عندي منه نسخة لميت فيه وين ؟!؟ عليك الله لامن ارجع السودان رسل لي منه نسخة! فردَّ عاطف : يا استاذ؛ ده ما شريط كاسيت؛ ده أنا بقلد فيك ! الشاهد؛ وردي لم يتبين صوته من صوت عاطف. غناء حقيبة الفن لا يكاد المرء يمل منه وفيه كثير من الدرر والقيم والمعاني والشعور بحيث لا ينقطع حلو الشجو عنه بحال من الأحوال ، وأردت تسجيل هذه الكلمة لعموم الفائدة إن شاء الله .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بدر الدين العتاق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست