عبقرية الزعيم جون قرنق في عمق نظرته المستقبلية..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2020, 01:10 PM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبقرية الزعيم جون قرنق في عمق نظرته المستقبلية..

    01:10 PM June, 08 2020

    سودانيز اون لاين
    Arif Nashed-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    مقدمة للتسلسل الزمني.
     
    في عام 1983 ارسل قرنق إلى بور بغرض تهدئة 500 جندي في الكتيبة 105 حكومة الجنوب والذين كانوا يقاومون اوامر الاستدارة إلى وظائف في الشمال ولكن كان قرنق بالفعل جزءا من التخطيط بين بعض الضباط في قيادة المنطقة الجنوبية المرتبة لانشقاق الكتيبة 105 للمتمردين المناهضين للحكومة.
    عندما هاجمت الحكومة بور في مايو ايار و انسحبت الكتيبة 105 اخذ قرنق طرقا مختلفة لينضم إلى المتمردين في معقل المتمردين في إثيوبيا.
    و بحلول نهاية يوليو وكان قرنق قد جلب أكثر من 3000 من الجنود المتمردين تحت سيطرته و من ثم انشأ مايسمى حديثا بـ جيش تحرير السودان - الحركة الشعبية (الجيش الشعبي - M) الذي كان معارضا للحكم العسكري والهيمنة الإسلامية في البلاد و قام بتشجيع الحركات الاخرى على التمرد ضد الشريعة الإسلامية التي فرضت على البلاد من قبل الحكومة.
    يتبع.






                  

06-08-2020, 01:11 PM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبقرية الزعيم جون قرنق في عمق نظرته المست� (Re: Arif Nashed)

    علاقتنا بالحركة الشعبية.
    في بدايات عام 84 كنا مجموعة من أبناء الجنوب وبعض أبناء النوبة في مدينة الطائف اتفقنا علي الانضمام للحركة ودعمها ماديا وكانت هناك مجموعات اخري علي مستوي المدن السعودية تم التواصل معها لجمع تبرعات شهرية يتم إرسالها الي الحركة في أديس.
    كانت مجموعة الطائف بما فيهم شخصي تتكون من.
    جون (أبناء الجنوب)
    قبريال (أبناء الجنوب)
    مرينق (أبناء الجنوب)
    جيمس (أبناء الجنوب)
    انيار (أبناء الجنوب)
    الصادق (أبناء النوبة)
    صديق (أبناء النوبة)
    حسن بحري (أبناء النوبة)
    أنشأ جون قرنق معسكرات تخدم الأسر والمقاتلين ومن ضمن أنشطتها تعليم الاطفال والنساء وتدريب المرأة علي الإسعافات وجميع أنواع التدبير المنزلي من حياكة...... الخ.
    كان يهدف لبناء وإعادة صياغة مجتمع بمفاهيم جديدة مبنية علي قيم ثورية وضحها في رؤيته للسودان الجديد.  
    بعض الإخوة سافر الي أديس مع أسرهم والتحق بالحركة الشعبية وظل من بقي مواظبا علي تقديم الدعم المادي.
    الحركة الشعبية لم تكن كغيرها من الحركات المسلحة تنحصر في مقاتلين و معسكرات تدريب بل كانت الحركة بمفاهيم جون قرنق تستهدف بناء المواطن عسكريا وتهيئته اجتماعيا ليكون فاعلا في البناء والتطوير في وقت السلم.
    وهذه هي العبقرية والنظرة المستقبلية للزعيم الراحل والتي سنأتي إليها.
                  

06-08-2020, 01:11 PM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبقرية الزعيم جون قرنق في عمق نظرته المست� (Re: Arif Nashed)

    أطباء سودانيون يعودون من كوبا إلى جوبا برقصة السالسا....

    غادروا وهم في سن الطفولة والمراهقة... 
    عبروا الحدود بين جنوب السودان الجاف واثيوبيا قبل أن ينقلوا بعيدا إلى طرف آخر من العالم به خضرة غريبة في بلدة ايسلا دي لا خوبينتود بكوبا.
    والان بعد مضي أكثر من عشرين عاما عاد نحو 600 من هؤلاء الاطفال الذين ارسلوا الى كوبا للتعلم خلال الصراع بين الجنوب والشمال الى الوطن يتحدثون الاسبانية ويرقصون السالسا ويعملون على اعادة بناء ارضهم بعد أطول حرب أهلية في افريقيا.
    من بين العائدين الذين يطلق عليهم اسم "الكوبيون" 15 طبيبا بينهم دانيال ماديت الذي غادر السودان عام 1986 في سن الحادية عشرة.
    كان وهو ما زال في هذه السن الصغيرة عضوا في جيش الجنوب المتمرد.
    قال في ختام دورة تلقاها قبل ان يبدأ العمل في الجنوب "لم نجبر على المغادرة ارسلنا في بعثة ولم تكتمل".
                  

06-08-2020, 01:13 PM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبقرية الزعيم جون قرنق في عمق نظرته المست� (Re: Arif Nashed)

    عندما غادر ماديت كان المتمردون في الجنوب الذي تقطنه اغلبية مسيحية تساندها اثيوبيا الماركسية في ذلك الوقت يقاتلون جنود الشمال الذي تقطنه غالبية مسلمة في حرب حول الايديولوجية والموارد والعرق والدين حصدت ارواح أكثر من مليونين.
    وقالت كارول بيرغر الصحفية السابقة والتي تدرس حاليا لنيل شهادة الدكتوراة في علم السلالات البشرية بجامعة اكسفورد "كدولة تابعة للكتلة السوفيتية كانت اثيوبيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع كوبا.
    وقدمت كوبا بدورها دعما لحركات التمرد والانظمة الاشتراكية في افريقيا".
    واضافت "الجيش الشعبي لتحرير السودان كان احدى هذه الحركات التي تلقت تعليما اساسيا وتدريبا عسكريا داخل كوبا.
    ورغم انه لم يعرف عن الجيش الشعبي لتحرير السودان مطلقا اتخاذه موقفا ايدلوجيا على الاقل خلال العشر سنوات الاولى من الحرب الا ان كوبا اعتبرت حليفا كريما ومخلصا".
    ووقع اخيرا اتفاق للسلام بين الشمال والجنوب عام 2005 .
    وبدأ السودانيون الجنوبيون الذين تلقوا تعليمهم في كوبا والذين ظلوا في طي النسيان لسنوات بسبب الانهيار الاقتصادي في الدولة المضيفة وانقسام المتمردين في الوطن في العودة بعد سنوات عاش بعضهم طوالها كلاجئين في كندا.
    كانت العودة للوطن غالبا مزيجا من الالم والسرور.
    عادت مارثا مارتن دار وهي امرأة ذات شخصية قوية ارسلت الى كوبا عام 1986 في زيارة سريعة عام 2005 قبل ان تعود نهائيا عام 2007  وحين رأت والدها للمرة الاولى في مطار جوبا عاصمة الجنوب لم تعرفه الى ان قال لها احد الاقارب ان الرجل والدها.
    تقول دار "لقد كان صعبا علينا ان نتواصل كان الامر اشبه بذكرياتي الاولى.. كنت قد نسيته تماما".
    تحكي دار التي لم تقاتل مع المتمردين ولكن عاشت في معسكر للاجئين في اثيوبيا قبل ارسالها الى كوبا عن انطباعاتها الاولى لافضل مستشفى في جنوب السودان في جوبا.
    وتقول "كان هناك نقص في كل شيء خمسة أو ستة أطفال في كل سرير.. واناس يرقدون على الارض".
    وبرغم عودة السلام وحقول النفط الغنية في الجنوب ما تزال المنطقة التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي ارضا مدمرة ينقصها حتى معظم الخدمات الاساسية.
    وبموجب اتفاق السلام يمكن لسكان الجنوب التصويت على الانفصال عام 2011 بعد انتخابات ديمقراطية مقررة العام المقبل.
    وخاض الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي تقاعد هذا العام كثيرا من صراعات الحرب الباردة في افريقيا بالوكالة في الستينيات والسبعينيات.
    وفي السودان وافق كاسترو على تعليم اطفال مختارين كان كثير منهم بالفعل أصبح جزءا من "الجيش الاحمر" للاطفال.
    كان ينظر للاطفال باعتبارهم عاملا اساسيا في الصراع فهم سيستفيدون من التعليم لمنع ما اعتبره المتمردون النفوذ المركزي للخرطوم واستغلالها لموارد الجنوب.
    يقول باري وانجي العضو الكبير في برلمان الجنوب "قيادة (المتمردين) بدأت في اختيار اطفالها واقاربها واشخاص من المناطق التي تنتمي اليها".
    وقالت بيرغر التي تعد كتابا عن "الكوبيون" ان قادة المتمردين ارادوا ابعاد اطفالهم عن معسكرات اللاجئين في اثيوبيا " حيث كانت الظروف مروعة".
    واردفت ان الاطفال ارسلوا في مجموعتين الاولى بحرا في سفينة سوفيتية من ميناء عصب الاثيوبي عام 1985 والثانية جوا في العام التالي
    ارسل الاطفال الى مدرسة في ايسلا دي لا خوبينتود (جزيرة الشبان) قبالة الساحل الجنوبي الغربي لكوبا حيث اعتقل كاسترو في وقت سابق في الخمسينيات.
    زارهم عدة مرات جون قرنق زعيم حركة التمرد الجنوبية الراحل الذي كان يتمتع بشخصية قيادية جذابة ولقي حتفه في تحطم طائرة عام 2005 .
    كان افضل طالبين كل عام يقومان برحلة لاثيوبيا. وقال ماديت انهما كانا يرجعان بصور وخطابات من الاهل.
    وعندما تخرج الاطباء كان الاقتصاد الكوبي في مأزق بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي لكن لم يكن بمقدورهم العودة لديارهم فقد انقسمت حركة التمرد الجنوبية على اساس قبلي عام 1991 مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى خلال اقتتال داخلي.
                  

06-08-2020, 01:14 PM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبقرية الزعيم جون قرنق في عمق نظرته المست� (Re: Arif Nashed)

    ولاول مرة طلبت كوبا من مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تسجيل السودانيين كلاجئين.
    وفعلت المفوضية بينما منحت كندا نحو نصف هؤلاء وطنا جديدا.
    ولان الدرجات العلمية الكوبية لا تفي بالمعايير الطبية الكندية عمل ماديت في مصنع لتعبئة اللحوم بينما عملت دار في مصرف.
    وكانا من بين 15 طبيبا عاشوا في مدن مختلفة بكندا.
    يقول ماديت "كل شيء كان أبيض وباردا ومتجمدا للمرة الاولى في حياتك".
    كان الهدف من عودة آلاف من المتخصصين المدربين من الشتات في الدول المتقدمة هو دعم التنمية في الجنوب بعد انتهاء الحرب.
    لكن عددا اقل من المتوقع عاد للوطن. وقالت دار ان كثيرين اشتروا منازل عن طريق الرهن العقاري وانجبوا اطفالا ويريدون لهم تعليما افضل من الذي يمكن ان يقدمه الجنوب.
    كما ان عودتهم قد لا تحظى بالترحيب الذي يتوقعونه.
    وتردف دار قائلة "يظنون انهم يستحقون وظيفة في الحال".
    وتتفهم كواحدة من سكان جوبا الشعور بالمرارة التي يحسها من بقوا خلال الحرب وخوفهم من ان يأخذ العائدون كل المزايا.
    والان يعمل الاطباء في الحكومة أو في وكالات موالية لها او منظمات دولية غير حكومية.
    ومهاراتهم مطلوبة في مناطق يبلغ فيها معدل وفيات الاطفال تحت سن خمس سنوات 13.5% وتموت فيها النساء اثناء الولادة أكثر من أي مكان اخر في العالم بواقع حالة من بين كل خمسين حالة...
                  

06-08-2020, 01:23 PM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبقرية الزعيم جون قرنق في عمق نظرته المست� (Re: Arif Nashed)

    المحاربون القدامي لا يموتون - إضاءات عابرة حول العلاقة بين فيديل كاسترو والحركة الشعبية..
    بقلم: ياسر عرمان

    أما أن تحب فيديل كاسترو أو تكرهه، في الغالب لا حياد حينما يتعلق الأمر بفيديل كاسترو، في حياته أو عند مماته، يقف الناس منه على ضفتي نهر، ولكن النهر يمضي، أما عن نفسي فإني من المحبين له، ونحن هنا لانتحدث عن ماركة من ماركات الوجبات السريعة، بل عن قضايا شائكة شغلت البشرية ولم تزل، والمثل العليا التي قاتل من أجلها فيديل وعلى راسها كرامة الإنسان والعدالة الإجتماعية والإعتراف بحق الآخرين في أن يكونوا آخرين والوقوف ضد التهميش الذي يطال مجتمعات وبلدان بكاملها في العالم الحديث والتعامل اللامتكافئ بين مختلف الدول والثقافات في عالم اليوم قضايا حية لم ينقضي أجلها. 

    ربما نجح أو فشل فيديل في تحقيق بعض أو الكثير من هذه الأهداف في رحلته الشائكة من سانتياغو دي كوبا وسييرا ماستيرا الي هافانا، وهاهو اليوم تأخذ جنازته رحلة عكسية من هافانا الي سانتياغو دي كوبا مثلما ذهب نيلسون مانديلا من قرية (كونو) في الترانسكاي الي كل العالم، ثم عاد جثمانه الي نفس القرية بعد رحلة عظيمة في الفضاء الإنساني، في الحالتين تظل القضايا التي قاتل من أجلها قدامي المحاربين لم تمت ومطروحة في الأجندة العالمية. 

    حينما كنت طالباً في المتوسطة في السبعينيات من القرن الماضي، ذهبت الي مكتبة الفجر بود مدني لصاحبها الراحل الأستاذ محمد سيد أحمد، إلتقطت كتاب الدكتور يوسف بشارة (كوبا الجزيرة التي أحببت) فأحببت أيضا تلك الجزيرة، لاحقاً إلتقينا بالأصدقاء مأمون وسهير محمد سيد أحمد في موجات العمل السياسي على إيقاع الثمنينيات، وسعدت مؤخراً بأمسية جميلة مع مأمون في زيارتي لمدني في عام 2010م في الحملة الإنتخابية، ويظل مأمون في ذاكرتي يحتل مكاناً بهياً، وفي مدينة مدني إختفت دور الإستنارة مثلما إختفت منتديات عديدة للإبداع بها بعد أن ضربها القحط وأحالها الي ربع خالي من صحراء المتأسلمين وهي مدينة مشروع الجزيرة والسكة حديد وعلي عبداللطيف، رافضاً أن يحي الضابط الإنجليزي في شوارعها، وأحمد خير المحامي، وبزوغ فكرة مؤتمر الخريجين ونضالات المزارعين وكرة القدم ومعاهد العلم وعلى الضفة الآخرى حنتوب الجميلة والخير عثمان وهو يصدح بصوته الشجي  " بهديك تحياتي وبهديكِ إعجابي ، هنا فيها الآدب وفيها الشباب العامل لوطنه وما داير ثواب، تنتشر المعارف وبلدي تنالها ... والهدهد علامة ومنسق نظامها... وللنيل باقية شامة وفي تقدم دواما ". 

    زار قرنق مبيور الثوري والمناضل والمحرر والمثقف والمفكر الضالع في الهجرات كوبا ثلاثة مرات في الفترة من 1985-1988م، باحثاً عن تدريب أبناء وبنات المهمشين ورفع قدراتهم في العلم والسياسة وتجارب الكفاح المسلح وطالباً لها حتى ولو في أمريكا اللأتينية، إلتقى فيديل كاسترو والقيادة الكوبية وقطع أرض لم يفكر في قطعها زعماء الأنيانيا في إنقلابه الفكري والمعرفي  والسياسي على كل أرث الأنيانيا الداخلي والخارجي، وهو يواصل مسيرة الأنيانيا، يشاركها الغضب ولا يشاركها الرؤية أو الأهداف، فطوبى لقرنق في مسيرته وحيداً وطوبى له في عز الشتاء. 

    وبزيارته لكوبا وضع قرنق رجليه في أمريكا اللأتينية وثوراتها وبراكين غضبها وفتح أعين أجيال جديدة من الجنوبيين السودانيين وآخرين من مناطق آخرى في السودان على تجارب ذاك الجزء من العالم. أمريكا اللأتينية قارة ساحرة بثقافاتها وفقراءها وكتابها وثورييها وبحثها المستمر عن عالم جديد. 

    في زيارته الأولى عقد قرنق أتفاقاً مع فيديل لإنشاء علاقات إستراتيجية بين الطرفين لتدريب كادر من الحركة في المؤسسات السياسية والعسكرية والأكاديمية في الجزيرة، وزار جورج رسكرد عضو القيادة الكوبية مركز تدريب الحركة الشعبية الرئيسي في (بونقا) وتأكد من إمكانيات الحركة وخطها السياسي، وبدأت كوبا التعاون في مجلات مختلفة مع الحركة الشعبية، وأعطى فيديل الذي تقع أفريقيا في إحدى زوايا قلبه وتحتل موقعا من عقله أعطى الضوء الأخضر لتطوير هذه العلاقة، فكيف لا يحق لنا نحن الأفارقة أن نحب فيديل الذي حارب في خنادقنا من الكنغو الي أنقولا.

    حكى لي دكتور قرنق مبيور إنه في إحدى زياراته لكوبا وعلها الأخيرة في عام 1988م إستطحبه كاسترو الي مركب في البحر وكان فيديل قد إصطاد بعض الأسماك وقدمها لضيوفه وكان هنالك مجسم للكرة الأرضية أمامه، قال كاسترو لقرنق أوصيك بأمرين الأول إن هذا المجسم الذي أمامي للكرة الأرضية إذا آتاها أي عدو من خارجها فإنها سوف تستطيع الدفاع عن نفسها بشكل أفضل، أما إذا كان العدو في داخلها فإنها لن تصمد أو ستتعاظم خسائرها، ولذا لا تجامل الأعداء الذين يتواجدون داخل حركتك، فهم آخطر من أعداءك المعلومين، والأمر الثاني لاتقتل أسرى الحرب وعاملهم بإنسانية وأشرح لهم لماذا تحارب وأطلق سراحهم، فإن عادوا الي حيث ما أتوا فإنهم سيكونون في الغالب رسل لحركتكم وسيحملون رسائل صحيحة. وحدثه عن  كيف يحافظ عن أمنه الشخصي وأمن الحركة وعن رحتله الي نيويورك بعد إنتصار الثورة وعن إنها كانت أكثر أيام حياته أمناً، ولماذا كان ذلك؟.

    وتحدث قرنق عن عمق كاسترو وثقافته وفكره وقوة إلتزامه بقضايا التحرر في القارة الإفريقية وطلب منه كاسترو زيارة نيكارجوا ولقاء دانييل أورتيغا وقادة السندويستا وهذه قصة آخرى وزيارته التي كانت سرية لم يعلن عنها أبداً وسنتطرق لها.  

    حينما خلقت الكاريزما ككلمة، فإنها قد صنعت وتم تفصيلها على مقاس فيديل كاسترو، فقد أشتهر  فيديل بقوة شخصيته وعارضته، فهو أيقونة النضال الثوري في أمريكا اللأتينية وأكثر الشخصيات في ذلك الجزء من العالم التي أثرت في أجزاء آخرى لاسيما إفريقيا، ومن النادر أن يصبح إنسان أسطورة في حياته ومن هذه القلة النادرة كان فيديل كاسترو، وظل طوال حياته الطويلة جاذباً للأضواء وحتى لحظة موته، كانت أحاديثة وكتاباته ذات صدى عالمي وبعضها أخذ طريقه الي المؤسسات الدولية، مثل حديثه عن إعفاء ديون العالم الثالث وتناولتتها أجهزة الإعلام العالمي، حتى مقالاته الأخيرة عن زيارة أوباما الي اليابان وكوبا وفي مؤتمر حزبه الأخيرة ودع رفاقه وقال لهم " إنه لن يحضر المؤتمر القادم" ونسبت إليه أحاديث كثيرة  وتنبؤات حول مختلف القضايا العالمية، وقد إستمتعت قبل سنوات بقراءة مقالة له عن خطر الإعلام الإجتماعي والإلكتروني عندما يتعلق الأمر بخصوصيات المجتمعات البشرية وتأثيره على الأخلاقيات والقيم البشرية المهمة، وظل جاذب للأضوا، وفي عيد ميلاده ال(90) قال " لم أكن أتوقع أن أصل الي هذه السن ولم يكن ذلك بسبب أي مجهود، كان ذلك قدري، ولكني سأموت مثل الاخرين قريباً" وقد تعرض لأكثر من (638) محاولة إغتيال، وبالفعل فإن دولة كوبا وأجهزتها وحزبه قد بذلوا مجهودات لتأمينه.

    في الثمنينات قامت وحدة من الجيش الشعبي بوقف بأخرة في النيل كان من ضمن ركابها العضو القيادي السابق بالحزب الشيوعي السوداني العم "قبريال أشواط" والذي ذهب مع وحدة من الجيش الشعبي، وفي الطريق حينما شعر بالتعب حمله الجنود كما حكى لي قبل سنوات عديدة أحد ضباط الجيش الشعبي، وكان أحد الجنود يتحدث بلغة الدينكا، وقال للآخرين أنظر الي هذا البرجوازي الذي نحمله، ولما كان العم قبريال وهو من بور وتلك هي لغته رد عليهم بنفس اللغة أنا مبسوط لانكم أصبحتم تعرفون إن هنالك شي أسمه برجوازي، لقد أمضيت عمري محاولا أن أوضح لكم إن هنالك فقراء وبرجوازية، المهم في هذا الأمر إن جون قرنق بمواهبه المعروفة أختار قبريال أشواط بعد إنضمامه للحركة كأول ممثل لها في كوبا، وذهب مع أوائل الدفع من الجيش الشعبي اليها، وقد ضمت تلك الدفع العديدين نذكر منهم الشهيد أيزك توت ودكتور مجاك أقوت والشهيد نيون كوج والشهيد أيزك أجوير وشول ماج والشهيد ومغني كتيبة بلفم الشهير الصديق لوال شول وتوماس دواس وبيانق دينق كوال والشهيد أوغسطينو سريسو إيرو (أقوت ملوال) ووالده كان عضواً في مجلس السيادة، وأيون ألير وبيار أتيم وكير قرنق وميوم كوج ووليم كونق وبيار كوال أيون وباري وأنجي وبن أدوهو وتعبان دينق قاي وأليو أيين ومارشال إستيفن والراحل بيير أكروك وبيتر فارنجانق وآخرين كثر لا تسعف الذاكرة تذكرهم، وجلهم أصبحوا قادة للحركة الشعبية.

    والأهم في ذلك إن الذين ذهبوا الي كوبا كانوا من مختلف قوميات الجنوب، وكان ذلك منسجماً مع الفكرة الأساسية للبناء الوطني وخلق قيادة من كآفة القوميات، وهو ما يحتاجه جنوب السودان والسودان لإنجاز عملية البناء الوطني، وحينما يأتي تقييم تجربة الحركة وما صاحبها من صعود وهبوط ستكون هذه التجربة جزء من عملية التقييم.

    بعد قبريال أشواط تولى فاقان أموم مكتب الحركة لعدة سنوات في كوبا وبعده رامبنغ كآخر ممثل للحركة في كوبا.

    فيديل إستطاع تحويل كوبا من جزيرة هامشية تعج بالفقراء والمواخير وطاولات القمار للقادمين من الساحل الأمريكي الي فاعل دولي مؤثر في الحسابات الإقليمية والدولية، وحقق نجاحاً واسعاً في الصحة والعلاج والسكن والتعليم والكهرباء، وبقت المأخذ عليه ونظامه فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية، وكانت له رؤية مختلفة لكل هذه القضايا تبناها حتى الرمق الأخير من حياته، ومن الثابت لنا جميعاً إن قضايا الديمقراطية والحقوق الأساسية تقع في صلب قضايا التقدم الإجتماعي ولا غني عنها لبناء مجتمع جديد.

    كان فيديل أوسع من الحياة وتمتع بالجسارة والتأثير الكبير الذي تركه أمتد الي أبعد من الجزيرة التي حكمها، وأثار إنتباه أصدقائه وأعداءه، لقد كان فناراً عالياً من فنارات الثورة العالمية وأحد عمالقة السياسة في القرن العشرين، وذو موقف واضح من قضايا الجماعات المهمشة وعندما رحل أرسل الكثيرين (هشتاق) من أمريكا اللأتينية يقول "#حتى_النصر_دائما_فيديل"، وبرحيله إنطوت صفحة طويلة من الكفاح الثوري العالمي، وحينما يكتب تاريخ تحرير إفريقيا من الإستعمار فإن فصل كامل سيأتي على مجهودات كوبا وفيديل لاسيما حينما يتعلق الأمر بالجنوب الأفريقي من أنقولا وموزمبيق ونامبيا وزمبابوي وجنوب إفريقيا والكنغو، وتظل معركة (كونتي كنفالي) أحد أكثر العلامات المضيئة التي ساهمت في هزيمة نظام التفرقة العنصرية بمشاركة مباشرة من الجيش الكوبي ضد جيش الأبارتايد.

    وساهمت كوبا في التدريب السياسي والأكاديمي والعسكري لآلاف الأفارقة الذي شاركوا في معارك التحرير في القرن الماضي، ولازالت لديها علاقة مع كثير من بلدان القارة الإفريقية ولابد من القول فإن كوبا لم تسعى لربح أو مغنم في إفريقيا، وهذه حقيقة ناصعة ولعل زيارة مانديلا الي كوبا وزيارة كاسترو الي جنوب إفريقيا والإستقبال الواسع الذي وجده هي أعلى نقاط هذه العلاقة، وقد وقف كاسترو كذلك مع مصر والجزائر وليبيا وغينيا بيساو وغانا. وقد شارك تشي جيفارا الصديق الحميم لفيديل كاسترو في معارك الكنقو.

    تلقى الشهيد يوسف كوة مكي وواني إيقا ولام أكول تدريباً خاصاً في كوبا كأعضاء في قيادة الحركة الشعبية للمساعدة في تأهيلهم لقيادة جبهات القتال لاحقاً في جبال النوبة والإستوائية وأعالي النيل، كما تلقى العشرات من ضباط الحركة الشعبية وقادتها تدريب عسكري وسياسي، وحينما عملنا في النيل الأزرق تحت قيادة سلفاكير ميارديت تم إرسال (34) ضابطاً من الذين تلقوا تدريباً في كوبا الي النيل الأزرق، إستشهد معظمهم وربما تبقى منهم أقل من عشرة أشخاص كان من ضمنهم الشهداء والأصدقاء الراحلين مجوك ماج وجيرمان أتير ودود دنق بيل ومبوتو ميان وجوركوج برج وأنياص أبينقو، وآخرين باعدت بيننا وبينهم المسافات والزمان منهم النقيب ين بديد وشول فطوط والنقيب بابور.

     ولقد كان للحركة الشعبية وجود واسع في الجزيرة وقد ذهب أكثر من 300 من الشباب نساء ورجال للدارسة الأكاديمية وتخرج أكثر من 50 منهم في الطب والتمريض يعمل بعضهم أطباء في كندا وجنوب السودان، ودرس آخرين الزراعة والعلوم والإقتصاد والآدب وكانت تلك مساهمة قيمة، وقد درست العديد من النساء الجنوبيات في كوبا، ويوجد اليوم في مدينة جوبا نادي هافانا الذي يتحدث فيه الجميع من الشباب الجنوبيين باللغة الأسبانية، ولديهم حنين لتلك الجزيرة.

    في زيارته الأخيرة قام جون قرنق بمساعدة من فيديل بزيارة سرية لنكاراجوا لم يعلن عنها وقد إلتقى رئيس نيكاراجوا الحالي دانييل أورتيغا وزملائه من السندونيستا، وزيارات قرنق الي كوبا وزيارته لنيكاراجوا تستحق الوقفة عند تقييم مشروعه وإرتباطه بحركات التحرر الوطني وعمق وإتساع رؤيته حتى وصل الي أمريكا اللأتينية، ومشروعه أبعد من مشروع الأنيانيا الأولى التي كانت حبيسة ما أسميه (بالمثلث الكولنيالي) جنوب – شمال، عرب – أفارقة، مسيحيين -مسلمين في تضاد لا يلتقيان، وقيمة قرنق مبيور إنه عبر خلف المثلث الكولنيالي للدعوة للسودانوية كرابطة مشتركة بين الجغرافيا والأديان والإثنيات والثقافات، وعلى مستوى العلاقات الخارجية نسجت تلك الرؤية الصلات بينه وبين قوى ثورة إقيليمية وعالمية وربطته بقضايا عصره أنذاك. 

    في وداع الدفعة الثانية التي ذهبت للتدريب العسكري في كوبا وفي فندق مدام أثيوبيا في ضواحي أديس ابابا، ذكر لي الشهيد الصديق مجوك ماج ذلك الإنسان المتميز والمتوقد الذهن إن جون قرنق قد حضر مع أروك طون اروك عضو القيادة العليا للحركة وكان غير سعيد بالإتجاه الذي إتخذته الحركة داخلياً وخارجياً، وقد أخذ يتحدث عن ما يمسى بمجموعة الضباط التقدميين داخل الحركة الشعبية، وفي ذلك اللقاء ذكر مجوك ماج  إن أروك قد وجه إنتقادات للخط السياسي للحركة وللتدريب في كوبا ولكن قرنق القادر على إحتواء التناقضات خاطب الضباط وإقتصر حديثه في نقطتين، إنهم يجب أن يذهبوا الي كوبا لتحقيق هدفين مهمين أن يعودوا أكثر وعياً سياسياً بالسودان والعالم وأكثر نشاطاً ومعرفة عسكرياً لأداء مهامهم في الميدان بالإستفادة من التجربة الكوبية، ذكر مجوك ماج إنهم أدركوا ماذا يريد رئيس الحركة الشعبية، وقد أشاع التدريب في كوبا أجواء جديدة في داخل الحركة، وحرك كثير من المياه الراكدة وساهم في توسيع نظرة الكادر لكثير من القضايا وأمدت كوبا الحركة الشعبية بمعدات عسكرية وساهمت في بناء قدرات الشباب والقدرات السياسية والمادية بالجيش الشعبي، وقد إنقطعت العلاقة بعد التحولات الواسعة التي جرت في تسعينيات القرن الماضي بما في ذلك إنقسام الحركة الشعبية والتغيرات الإقليمية والدولية، وأذكر إنني حملت رسالة شفوية مفصلة لنائب وزير الخارجية الكوبي الذي زار أسمرا في بدايات الألفية الثالثة من الدكتور جون قرنق لفيديل كاسترو، وقد كان جون قرنق عازماً على إستعادة هذه العلاقة بعد إتفاقية السلام لاسيما في التعاون في مجالات الصحة والتعليم .

    كذلك كان هنالك مجموعة من الأطباء الكوبيين الذين عملوا على تقديم الخدمات الصحية للجيش الشعبي والمواطنيين في مركز تدريب بلفم حتى نهاية الثمنينيات، إن العلاقة بين كوبا والحركة الشعبية هي علاقة تحتاج لتوثيق وللكتابة عنها للأجيال القادمة وللتاريخ ولايمكن فعل ذلك في مقال عابر، بل تحتاج الي كتاب كامل يتناول مختلف زوايا تلك العلاقة ومضامينها ويوثق لها على نحو دقيق من الذاكرة الجماعية، وودت في هذا المقال أن أعيد الي الذاكرة المعاصرة بعض الإضاءات عن ملامح تلك العلاقة، وإن فيديل كان هناك وقد وصل إهتمامه الي السودان.

    إلتقى جون قرنق دي مبيور بالأستاذ محمد إبراهيم نقد في هافانا وأجرى نقاشاً مطولاً معه حول إمكانية خلق تحالف ديمقراطي إستراتيجي لإحداث تغيير جذري في السودان، وكان ذلك إمتداد لمناقشات سابقة جرت في أديس ابابا وتواصلت على نحو مستفيض في داخل التجمع الوطني الديمقراطي ومحافل آخرى، وهي نقاشات من المهم التوثيق لها كذلك لان الكثير من قضايا الأمس لازالت ماثلة وشاخصة اليوم، وحسن فعل الأستاذ الراحل محمد محجوب عثمان حينما تطرق للقاء أديس ابابا في كتيبه حول الجيش، وقد اتيح لي المشاركة في كثير من هذه المناقشات، وإطلعت على رؤية الدكتور جون قرنق في تلك المناقشات الهامة كما إستمعت وشاركت في الحوار مع شخصيات نافذة مثل الأساتذة الكبار الراحلين التجاني الطيب بابكر ومحجوب عثمان، ومن الضروري أن تجد تلك الحوارات التي جرت مع قوى اليسار وكذلك الحوارات التي جرت مع القوى الآخرى في التجمع الوطني الديمقراطي وخارجه بما في ذلك الإسلاميين في الحكم والمعارضة أن تجد حقها من التوثيق والمناقشة وإعادة التقييم، ولاسيما إن هنالك العديد من الباحثين الشباب المهتمين بهذه المجالات الذين بإمكانهم إستنطاق كل الذين شاركوا في هذه المناقشات، وقد رحلت شخصيات هامة منهم، وأتمنى من هذه المقالة القصيرة أن تلفت إنتباه البعض لأهمية بعض ما ورد فيها .  

    أخيراً رحل فيديل ومرت أيامنا مع قرنق مبيور كالخيال وإنطوت آمال وأحلام وخلفت ألآلآم وهموم، ولكن أحلامنا ما تزال عصية على النسيان، ونتبعها في مناخ جديد وفي متغيرات سودانية وعالمية وتحديات جديدة، ولازال حلمنا بإتحاد سوداني بين السودانين وبين دولتين مستقلتين لايزال ماثلاً، ولا زلنا نحلم ونعمل للأخوة الشريفة وببناء دولة ديمقراطية للمواطنة بلاتمييز

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de