|
|
|
 Re: صلاح سليمان بخيت رحيل في المنفى.. تأبين وت� (Re: Yasir Elsharif)
|
منبر الصحفيين السودانيين في المملكة المتحدة ينعي التشكيلي صلاح سليمان
4 مايو، 2021
رحل معاك زمن الوسامة
قبل أن يغادر البلاد مرغماً إلى ألمانيا إثر خروجه من أحد بيوت الأشباح- سيئة الصيت كان صلاح سليمان بخيت اسماً مميزاً في الوسط الفني وسوح العمل العام، عبر نشاطه في كليةالفنون الجميلة ومبادراته العديدة التي إتسمت بأفكار مبتكرة وغاية في البساطة نحو العمل الجماعي، بين زميلاته وزملائه بمقدرة إبداعية وحس إنساني فريد يعضدّه عملياً بالإلتزام والمسؤولية تجاه قضايا الإبداع والعمل العام- حدّ المجابهة.
أسّس مع عدد من زميلاته وزملائه ورشة العمل التشكيلي وكانت ذات أثر موّثق؛ وأضاف بصماتٍ خاصة آناء عمله في مطبعة دار النشر جامعة الخرطوم إثر تخرّجه في كلية الفنون التي سبقه إليها الطاهر بشرى مراد ، سيف الدين اللعوتة وعماد عبدالله؛ ظهرت أولى مساهماته وقتها في بورتريه غلاف كتاب المبدع يحيى فضل الله العوض حكايات وأحاديث لم تثمر وتواصلت بعدها من خلال عمله ضمن فريق معرض الكتاب الدولي وكان تظاهرة ثقافية نادرة خواتيم الديموقراطية الثالثة ومطلع إنقلاب الإسلام السياسي وكذلك عمله ضمن الفريق الفنّي مع هيئة تحرير مجلة حروف المؤودة- التي كانت تصدر عن دار النشر جامعة الخرطوم- بصحبة: بشير سهل جمعة ، شرف ياسين ، محمد محجوب وقاسم عثمان.
ظلّ صلاح سليمان بخيت وفيّاً لمشروعه الإبداعي والإنساني وملتزماً بقضايا شعبه العادلة مناضلاً شرساً وفناناً أصيلاً؛ لم يتوقف يوماً- طيلة حياته في المهاجر المختلفة التي إرتادها عن العمل الدؤوب والإسهام الخلاّق في العمل العام، على مختلف المستويات؛ نذكر منها مجهوداته في العمل ضمن فريق تجمّع التشكيليين السودانيين الذي لعب دوراً مؤثّراً في عمل تجمّع المهنيين السودانيين إبان ثورة ديسمبر المجيدة بالإضافة إلى تصدّيه لتصميم البوسترات لفعاليات ومناشط لا تحصى لمنظمات العمل المدني الإنساني الطوعي وتحالفات القوى السياسية في المهاجر وكذلك إسهاماته في تصميم أغلفة إصدارات مهمة صدرت في السنوات الماضية في بريطانيا لعدد من الكتاب؛ وظلّ هذا دأبه حتى رحيله الفاجع فجر الخميس 29 أبريل 2021م في مدينة كاردف البريطانية؛ يدين له منبر الصحفيين في المملكة المتحدة (ماس) بتبرعه لتصميم شعار المنبر- وقت تأسيسه.
ينعي ماس المبدع الأصيل صلاح سليمان بخيت وهو فقد كبير للساحة الفنية والثقافية وسوح العمل العام في الداخل والخارج ولأسرته الصغيرة والكبيرة ولكل عارفي فضله.
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاح سليمان بخيت رحيل في المنفى.. تأبين وت� (Re: Yasir Elsharif)
|
النعي بعاليه نشر في الراكوبة.
تصحيح:
الوفاة تمت في مساء الأربعاء 28 أبريل عند خروجه من العمل، ونشر الخبر في صباح الخميس 29 أبريل. عرفت ذلك من اتصال تلفوني من الأخ
والصديق المشترك بيننا الفاتح محمد خير من ويلز في بريطانيا.
تم الدفن في يوم الثلاثاء 11 مايو 2021.
نسأل الله أن ينزل الفقيد صلاح سليمان منازل الشهداء ويحسن في فقده عزاء الأسرة والأهل والأصدقاء والأحباب.
حار التعازي للأخ الصديق عز الدين سليمان بخيت في الدوحة قطر.
إنا لله وإنا إليه راجعون
يتواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاح سليمان بخيت رحيل في المنفى.. تأبين وت� (Re: Yasir Elsharif)
|
في يوم 16 مايو 2018 كتب الأخ الصديق الفنان عمر دفع الله هذا البوست ووضع فيه لوحة من أعمال صلاح سليمان
خدوش على وجه حبيبنا عبدالواحد ، صورة من وادى عبقرخدوش على وجه حبيبنا عبدالواحد ، صورة من وادى عبقر
Quote:
09:45 PM May, 16 2018 سودانيز اون لاين
عمر دفع الله-
مكتبتى
رابط مختصرhttps://www.0zz0.comhttps://www.0zz0.comhttps://www.0zz0.comhttps://www.0zz0.com
عبدالواحد وراق
خدش على الاسكريبربورد . من اعمال التشكيلى صلاح سليمان بخيت
رّن جرس الهاتف
فرددت عليه دون ان ألقى نظرة على اسم المتصل .
فجاء صوت الى اذنى . صوت اعرفه ولا اذكرة .
صوت متثاقل كمن يمشى على عكازة .
فسألته :
صلاح !
ماذا بك ؟
قال لي وهذه المرة بدا لي صوته وكأنه يأتينى من بئر عميق وسط ارض بلقع :
( اليوم هو يوم تسعطاشر يوليو ، يصادف يوم اعتقالنا في بيوت الاشباح )
قلت له :
هل كنت تعد ايامه على الاصابع ؟
قال لا .
ولاحقته بالسؤال :
فكيف عرفته اذن ؟
هنا بدأ صوته بطيئا وفيه رنة حزن اعمق من ذاك البئر :
( انني اشتم في مثل هذا اليوم من كل عام ، رائحة بيوت الاشباح
رائحة الدم والعرق والرطوبة ورائحة الافواه المتعفة من عدم السواك )
ظللت مطرقا للحظات وشعرت بعناء شديد كأن الحزن سرى منه عبر الاثير الى نفسى.
لا بد من عمل شئ
وعقدت العزم ان اجرجره بشتى الوسائل كي يفضفض عن نفسه
فربما استطيع ان احمل عنه القليل من اثقال تلك الليالى الكالحات .
( يعرف اللاشعور بأنه مقبرة قديمة ومنسية بشكل كامل لمجمل النشاط النفسي البشري
بما فيها الذكريات والأفكار القديمة والرغبات المتحققة وغير المتحققة )
لقد عجب لأمر صلاح . كيف خرجت هذة الذكريات القديمة من مقبرة العام 1991
بروائحها وغمرت خياشيمه وكأنها حدثت البارحة ؟
----------------
ونواصل .....
(عدل بواسطة عمر دفع الله on 05-16-2018, 09:52 PM)
|
Quote: كانت تلك المكالمة قبل عام مضى
وكانت قبلها جلسات واحاديث عديدة
ولكن تلك المكالمة ظلت عالقة برأسى
وتمنيت لو انها لم تحدث . فكلما تذكرتها
اخذ خيالى في الجموح . لم يكن صلاح وحده
بل كانو كوكبة من اميز التشكيليين الذين عرفتهم
كلية الفنون وكان بينهم حبيبنا عبدالواحد وراق . فمن منا لا يحب وراق ! .
----------
نواصل غدا..... |
كتب عبد الله الشيخ
| Quote: الطاهر بشري والمرضي وعادل قصاص وشرف يس كمشوهم وكانوا وكنا معهم نتحلّق حول مجلة حروف فماتت المجلة ونثرتنا مروي للفضاءات البعيده بذور إغتراب ! فتأمل يا عمر !! عبرك تحياتي للصديق صلاح سليمان |
كتب عمر دفع الله:
Quote:
https://www.0zz0.comhttps://www.0zz0.com
لوحة لصلاح سليمان من وحى تجربته في بيوت الاشباح
سلام يا اخ عبدالله......
الطاهر بشرى ، ذاك الملاك الصامت ، لم يكن بينهم في بيوت الاشباح .
عرفت انه سافر الى اثيوبيا في بداية التسعينيات ومنها هاجر الى امريكا .
اثناء اقامته في اثيوبيا لمع نجمه في كفنان متفرد ، ولكن بعد وصوله امريكا انقطعت اخباره .
في الفترة من وقوع الانقلاب الى خروجه الى اثيوبيا لم اسمع ان الاخ الطاهر
تعرض الى الاعتقال وكما هو معروف عن الطاهر انه يطوى اضلاعه على
نفسه ولا يتحدث إلا قليلا .
لو صبرت قليلا سأحكى لكم عن قصة اللوحة في اعلى الخيط
واشياء اخرى .
سأبلغ تحياتك الى الاخ صلاح الليلة ....... دمت بخير .... |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاح سليمان بخيت رحيل في المنفى.. تأبين وت� (Re: Yasir Elsharif)
|
اللوحتان من أعمال الراحل المقيم الفنان صلاح سليمان
ماهو عارف قدمو المفارق
وداعاً صلاح... يا رفيق الدروب الوعرة
• إعداد وتحرير عبد الجبار عبد الله
وهو رفيق للدروب الوعرة بحق كما جاء في عبارة زميله الفنان التشكيلي أحمد المرضي، في مناحة زميلته التشكيلية الشاعرة نجاة عثمان، في كلمات صديقه الفنان على الأمين الذي ناجاه شعراً صافياً من القلب، وكما عزفتها لحناً ملائكياً في الحب والوفاء نثرية رفيق دربه الفنان عبد الواحد وراق وغيرهم كُـثـرُ مما لا يسع المجال لنشر ما جادت به شغاف قلوبهم وقلوبهن.
نلتقي صلاح هنا رغم غيابه عنا جسداً يوم الخميس الماضي 29 أبريل في مدينة كاردِف البريطانية دون مقدمات ودون تلويحة وداع من تلك البلاد التي تموت من البرد حيتانها كما وصفها الطيب صالح. وفي ذلك الفراق المأساوي الخاطف ما يعيد إلى الذاكرة تاريخاً ولحناً وموسيقى سيرة "ماهو عارف قدمو المفارق" ورحيل المبدعات والمبدعين السودانيين في المنفى والمهاجر من جيل خليل فرح إلى جيل صلاح سليمان. بل طاردت لعنة المنفى هذه حتى الذين غادروا منهم داخل الوطن ممّن ذاقوا الأمرَّين وعانوا غربةً ومنفىً أشد قسوةً وفظاعةً.
يبقى صلاح بيننا نابضاً بوسامة روحه وحضوره الأبدي في قلوب الناس، يبقى بسيرته العامرة إبداعاً وحباً للوطن، بخلود وسموق مشروعه الفني الإنساني المتعدد الألوان والأشكال والرؤى التعبيرية الجمالية.
لمحة من سيرة صلاح
صلاح سليمان بخيت، فنان تشكيلي، مصمم إيضاحي ومصمم لأغلفة الكتب والديكور المسرحي وصفحات الإنترنت.
من مواليد مدينة ود مدني، 13 أكتوبر عام 1961
تخرج في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، الخرطوم، عام 1986 بدرجة البكالوريوس في التلوين. وحصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة في جامعة كاسل، ألمانيا، في 1996، ونال في الجامعة نفسها درجة دبلوم جامعي عالٍ في الفنون في عام 1998.
عمل في مطبعة التمدن لفترة وجيزة بعد تخرجه في كلية الفنون ثم التحق بالعمل بدار النشر، جامعة الخرطوم.
عضو مؤسس، مع عدد من زملائه التشكيليين، لجماعة العمل التشكيلي في كلية الفنون وساهم في استمرار التقاليد التي أرساها زملاؤه التشكيليون الشيوعيون والديمقراطيون في تقديم المساعدة الفنية للصحف الحائطية ومعارض الجباه الديمقراطية في جامعتي الخرطوم والسودان وغيرهما.
شارك في إخراج وتصميم الميدان الثقافي بصحيفة الميدان في فترة الديمقراطية الثالثة وحتى العدد الأخير الموافق الجمعة 30 يونيو 1989 يوم الانقلاب المشؤوم (ألا تشملهم حلقات البرنامج التلفزيوني بيوت الأشباح؟)
اُعتُقل في 19 يوليو 1991 مع زملائه عبد الواحد وراق، محمود جاه الله، على الأمين محمد، والمرضي عبد الله معلم وتعرضوا جميعاً للتعذيب في بيوت الأشباح.
هاجر بعد خروجه من المعتقل إلى ألمانيا ومنها إلى المملكة المتحدة، حيث واصل مساهماته الفنية ونشاطه السياسي المعارض لنظام الإنقاذ، أبرزها مشاركته ضمن تجمع التشكيليين السودانيين وتقديم الدعم الفني لتجمع المهنيين السودانيين طوال ثورة ديسمبر المجيدة وحتى سقوط نظام الإنقاذ، مواصلاً دعمه لنجاح الثورة حتى الرمق الأخير من حياته.
أقام وشارك في عدة معارض فردية وجماعية في كل من السودان وألمانيا وكولومبيا.
كان عمله الأخير في تصميم أغلفة الكتب، كتاب Ghost Houses of Sudan "بيوت الأشباح السودانية" 1989-2016 من تأليف الأستاذ ناصف بشير أحمد، المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان.
وكان بورتريه عازف الساكسفون الأمريكي "سوني رولنز" آخر عمل فني أنجزه قبيل وفاته.
فيما يلي، ننشر بعض الإفادات والكلمات والشهادات والنماذج الفنية، علّها تسهم في إلقاء ضوء عام على سيرته العامرة بالعطاء التي تقصُر دونها كل العبارات والصفحات.
موتُ الغريب
من الحَـْبـس إلي الحـَجْـر
صلاح سليمان: أخذ بعضاً منَّا وارتحل
• عبد الواحد وراق
في إحدى أغاني وردي الباكرة وعلي جدار موسيقي الأوركسترا تدخل خرشة ونقرشة
من طنبور من رميات رواويس المراكب التي تجوب عرض النيل فتخلب لب المستمع ثم لا تعود ، أو ظل مرمي علي وجوه أصدقاء يتسامرون أو نسمة باردة من كبنقري في ليلة صيف غائظ ، او ماء يترقرق من جدول أليف.
كل تلك الأشياء تحكي أو هي بالأحرى لصيقة الشبه بالأخ صلاح سليمان ..
صلاح السكوت، ذو السمت الإنساني المطرز بالأدب وبالرزانة وبالشهامة وبالشجاعة والكرم ومباشرة الإنجاز بكل ما يتطلبه الواجب المباشر !
ومن عادة صلاح عدم الثرثرة وقلة الكلام والاختزال قدر الإمكان، ينظر في الأمر ثم يحدد الدور والإسهام الذي يجب أن يقدمه ثم يشرع في إنجازه بسخاء ومسؤولية وتجرد .
وصلاح إنسان جدير بالثقة التي ليس لها سقف إذ كاشفه أحد في سر من الأسرار تشعر وكأنه ينظر إلي السر في مكمنه ثم ينصرف دون أن يأخذه معه .
خرج من السودان بعد الاعتقال والحبس إلي ألمانيا وظلت أخباره تصل بلا انقطاع وانخراطه في العمل العام وإسهامه في تحرير وتصميم مجلة الطريق التي ظل يصدرها الديمقراطيون بألمانيا .
كانت تصلنا منه حركة التشكيل وتفاصيل دراسته للفنون وطريقة تحضير المواد وكل ما يتعلق بأعمال التلوين بشرح مسهب وبمهنيةٍ عالية. وكانت تصلنا بعض المواد مع القادمين وذلك لحرصه الشديد لمواصلة مشروع جماعة العمل التشكيلي التي ابتدرناها في خلال الثمانينات وهي بغرض الاستمرار في ورشة مفتوحة للاستمرار في الرسم والشق الآخر بتسليط الضوء علي الفنانين وكل أصحاب المساهمات الفنية من الذين لهم تأثير وعطاء في الفعل الثقافي ولا تُسّلط عليهم أضواء من خلال أجهزة الدولة الرسمية .
كانت لنا بداية موفقة وواعدة لكنها انحسرت بعد مجيء انقلاب الكيزان المشؤوم ثم تفرق الاخوان كل الي حال سبيله، لكن ظلت الفكرة متقدة واستمر العمل علي انفراد، كل شخص حسب ما تتيحه ظروفه .
والأخ صلاح ظل مثابرا وقبل فترةٍ عرَضَ عليّ مجموعة من أعماله في الرسم علي الاسكريبر والتي أنجز منها مجموعة من البورتريهات المتنوعة أنجزها علي خامات كان يستخدمها فنانون من الانجليز الأوائل. فهي أعمال دقيقة جدا وتحتاج لصبر وقدرة رأيت أن يقام لها معرض خاص يعكس قيمتها الفنية والإنسانية وكل أبعادها الثقافية .
وهناك صلاح ومعالجاته الموسيقية في مجال العزف علي آلة العود ومشاركاته مع الفرق المختلفة في العروض الموسيقية المصاحبة للنشاط السياسي والثقافي والاجتماعي المعارض لنظام القمع والظلام الكيزاني .
كم هو مؤلم هذا الرحيل المفاجئ وسنظل نفتقد صلاح سليمان الإنسان البشوش والمسالم المصادم والصادق العاقل المناضل من أجل الحق والحرية ونفتقد الفنان ذا القامة السامقة في الرسم والتذوق والتفكير والأداء الموسيقي والتطريب
.
كنا نمنّي أنفسنا بلقاء بعد أن افترقنا منذ بداية التسعينات في الحبس القسري ولم يتسنَّ تحقيق ذلك بسبب الحجر القسري للوباء وحتي رحيل صلاح الجلل والذي أخذ بعضا منا وارتحل .
نسأل الله ان يلطف به ويرحمه بالرحمة الواسعة وأن يشمله بعفوه ومغفرته وأن يدخله عالي الفراديس بغير حساب وأن ينزل اليقين والرضى والتسليم علي قلوب الجميع، إنه سميع مجيب الدعوات.
بورتريه سوني رولنز وسباقات الرحيل
سوني رولنز
Sonny Rollins
• شعر عبد الله محمد عبد الله
عَبرَ أناملِه ِ تتدافع ُ أصداءُ مدينته ِ
أصواتُ نيويورك َ الكُبْرَى
هزاتُ قناطرِها
و ضجيجُ معابرها
و لغاتُ العالَمِ إذ ْ تتبوْتقُ
في باحات ِ مَتاجرِها
من فَوْهةِ بُوق ِ سُوني رولنز ْ
تتدافع ُ أنغام ٌ حَرّى
أنغام ٌ جامِحةٌ سَكْرى
تتمدّدُ عَبر َ سُهوبِ ِ الجازِ
و أزْمنة ِ البِيبوب ْ
تتأججُ فوقَ سَماءِ كُوينزْ
تتدافعُ بين بِناياتِ المانهاتنْ
و دعائم ِ جِسرِ الويلْيامسْبيرجْ
أمواجاً تفضحُ بوْح َ العِطرِ
و همْس َ الجينزْ
هذا عملاقُ الجازِ الرابضُ فوق َ هِضاب ِ الفن ْ
هذا المُتوقدُ إحساساً و رؤي ً
هذا المتهجدٌ
يَنفث ُ في البُوق ِ السِيلْمَرِ
روحا ً
مٌن خَطرات ِ اليُوقا و الزِّن ْ
دفئا ً
من صهْدِ حقولِ القطن ْ
حُزنا ً
من صيحات ِ المَقهورين َ الوَجْلى ..
و دُموع ِ الغُبنْ
بَعْضا ً
مِن إزباد ِالمشنوقينَ على شجرِ البلوط ِ
و مِن نزق الثوارِ
و من أحلامِ المُتكئين َ على الويسكي و الجنْ
همساً من شَوْق ِ العشاقِ
و بعضاً من وَلَهٍ و شجنْ
نفساً يسترسِلُ
يَصعدُ
عَبر َ زمانٍ فوقَ زمن ْ
يدنو من أرواح قلاسْبي ، مايِلز ، بارْكر ْ
و يهيم ُ مع َ مَانْك َ .. و كولْمان ْ
يتأجّج ُ
إذ ْ يَشتعلُ بُروق َ أهازيجٍ
و يُضيئ ُ تراتيلا ً و مُنى ً
هذا بوقٌ يَتفجّر ُ أنغاما ً
من ذهب ٍ و تراب ٍ و نُحاس ْ
يتفجر بعضَ َ نشيجٍ
بعضَ َ أريجٍ
بعضَ َ سُهادِ ٍ
بعضَ َ نُعاسْ ْ
أنغاما ً في صخَبِ الدنيا
و صَفاءِ الماس ْ
تتراكضُ ُ في رئتي ْ رُولنز ْ
تَتدفّق ُ عبر أناملهِ
من هارْلم ْ
من مَلْهى الأقطانْ
من ألف ِ مَكان ٍ و مكان ْ
تتغلغل ُبين شعابِ التينورْ ساكْس ْ
تنسابُ .. تضجٌ .. تهوّم ..
تَصخبُ إذ تتصاهل ُ بين أنامله
وجَلا ً .. و حماس .
تحت تأثير الصدمة والفجيعة، كتب صديقي الموسيقار الشاعر عبد الله محمد عبد الله قائلاً عن قصة هذا البورتريه في إحدى مجموعات الأصدقاء على الواتساب:
"لقد طلبنا من صلاح هذا العمل لإرفاقه مع قصيدتي عن الموسيقار الأمريكي عازف الساكسفون المخضرم سوني رولنز، و نحن بصدد تسليم رولنز النسخة المترجمة إلى الإنجليزية من القصيدة.
شفت المفارقة يا عبدالجبار؟ كنا نتساءل عن سبب تباطؤ صلاح في تنفيذ البورتريه.
ها نحن نراه بعد غياب صلاح . يا للحزن"
فكان ردي على رسالته: "مفارقة عجيبة، لأنني كنت أتابع معه هذا العمل وأحثه على إنجازه قبل أن يفارق سوني رولنز الحياة، قلت له إن الملائكة ترفرف بأجنحتها فوق رأس هذا العازف العجوز من زمن، فقال لي خلاص نستعجل قبل ما صاحب الوداعة ياخد وداعته، ووفى صلاح بما وعد، دون أن يدري أي وداعة ستؤخذ أولا!! ماذا نفعل مع الموت، ماذا نفعل يا عبد الله"؟!
وبرغم هذا الفراق الفاجع بلا مقدمات ولا تلويحة وداع، كان الصديق عبد الواحد وراق
إيجابياً جداً في هزيمة ثقافتنا الدارجة البائسة "الله لا جاب يوم شكرك" التي لا يقرظ فيها الإنسان ويعلى من قدره وشأنه إلا بعد رحيله.
يقول وراق: "أنا سعيد بعد أن نقلت للأخ صلاح رأيي وإحساسي بما أثارته رسومه علي الاسكريبر وطلبت منه عدم نشرها فلابد من ان نتعهدها بعمل فريمات ذات مواصفات عالية الجودة ونكتب عنها كتابة تليق بقيمتها الفنية والثقافية العالية وعرضها في مكان جاذب وحضور من الفنانين واصحاب التذوق الشفاف وفي رأيي المتواضع لا يوجد اليوم في هذا العالم من يرسم بهذه الدقة المتناهية، خاصة فيما يختص بفن الخدش علي الاسكريبر بورد كما يرسم صلاح سليمان .
ومن خلال الحديث عن تجربة الاسكريبر بورد عرض علي صلاح مجموعة من هذه الأعمال الخلابة ومن ضمنها بورتريه عازف الساكسفون سوني رولنز وحكي لي بأنه رسمه تلبية لطلب الصديقين عبدالجبار عبدالله وعبدالله محمد عبدالله .وهذا فن من الفنون التي يتم انجازها بتكلفة عالية من حيث الموهبة والخبرة والاحساس والجهد والوقت الطويل الذي ينفق في إنجازها.
فالاسكريبر بورد نوع من الخامات الفنية وهي عبارة عن بورد مطلي بمادة سوداء ويتم الرسم عليها بواسطة مشرط حاد يقوم بإزالة السطح الأسود وإظهار تفاصيل الصورة بمتابعة الملامح والاهتمام بدرجات الظل والضوء .
وتستغرق عملية الرسم وقتا طويلا يحتاج إلي صبر وقدرة عالية من الأداء الفني . وهذا الفن من الفنون التاريخية القديمة وقد اندثر تقريبا ما عدا قلة قليلة من الفنانين المواظبين على ممارسته لكن أبرزهم في العالم اليوم، صلاح سليمان الذي استطاع أن يتوصل الي أسرار نادرة في هذا الفن وبلغ اداؤه ذروة عالية من الاتقان الذي يرتقي إلى مرحلة الإعجاز والسموق الذي لا يجاريه أحد فيه. وتشهد علي ذلك أعماله النادرة والتي تمثل علامة فارقة في هذا الفن من حيث البراعة والأسرار الكامنة في تلافيف الأشكال وتنفيذها .
وفي رأيي أن هذا الفن يشبه إلي حد بعيد الشعر العربي الجاهلي أو شعر المعلقات، بل يـُعَدُّ من المفضليات .
لقد ابتدع الفنان صلاح سليمان (Tools) من ابتكاره وحده إذ كان يستخدم المشارط التي تُستخدم في إجراء العمليات الجراحية وأنواعا عديدة من المشارط والإبر الحادة الرفيعة ، مع اكتشافه للكثير من أسرار هذا الفن الراقي.
ولكننا ورثنا، للأسف، فيما ورثنا من عادات في ثقافتنا السودانية أن نلوذ بالصمت في البوح بآرائنا الإيجابية والسالبة تجاه ما نراه من نجاح أمام بعضنا البعض، يكتب شاعرٌ شعراً أو رواية أو قصة أو يؤلف مقطعاً موسيقياً ويكون في غاية الدقة والامتاع ثم نقابل كل هذا بالصمت حتي إذا ما توفي الشخص هرعنا نسوّد الصفحات نمجّده ونعلي من شأنه ونظهر موهبته وإسهامه ومدي إعجابنا وتأثّرنا بما أنتج وهو لم يسمع هذا الاطراء في حياته .
صلاح السؤدد. صلاح الحق
• على الأمين محمد
نم يا رفيقي ويا صديقي مطمئنا .. إن الخطوات والعمر الذي مضيناه معا ... لن يذهب سدىً ... صلاح الشجاع المقدام ... المناضل الصامت الصامد.. واجه الفصل التعسفي ، والاعتقال والتعذيب البدني ،، والتشريد والهجرة القسرية ، والدراسة والتحصيل وتربية الأبناء ، والرسم والتلوين ، العزف الموسيقي ، بإرادة محب للحياة وجسارة مناضل قل نظيره ،، لقد اعادت الحلقات المبثوثة عن بيوت الأشباح ، عزم وإرادة جديدة كشفت مدي الفظاعة ومدي الكبت والقمع ،، ولكن ايضا مقدار الشجاعة والصمود لمناضلي بيوت الأشباح، وليس أكثر من إنزال ميزان عدل يقتص ، من المجرمين والقتلة ، عديمي الضمير والإنسانية ، الثورة ستحقق أهدافها لا محالة ، حرية وسلام وعدالة ، وإنا نعاهدك صلاح وروح صلاح وأبناء صلاح وأخوان وأخوات صلاح وزملاء صلاح ،والفنانيين حداة ركب حرية التعبير ، نعاهدك ونعاهد الشعب في كل ارجاء الوطن الكبير ، ان نرد الحق لك ولك المظلومين والمقهورين والمشردين في البلدان والمعسكرات ، وكل أسر الشهداء والمعتقلين والمعذبين في الأرض، ان نأخذ لكم الحق بميزان عدل وقسطاس مستقيم ، ولتهنأ أخي وحبيبي ورفيقي وصديقي بكنف الرحمن الرحيم ، حيث لا يظلم عنده أحد.
• الشاعرة والتشكيلية نجاة عثمان
نبكيك ياصلاح..
ياود سليم العود..
صلاح المارجف في الحارة والبارود..
من بيت النضال البالشرف مسنود..
أخوي.. الصاح..وكت المزون بتجود..
اخوي..المازعل يوم..
دايما بشوس وودود
أحّي علىك ياالفرشة والألوان..
أحّي على الفجج الملانة أمان..
وأحيّ على الصالح أخو الأخوان..
أخّي عليهو الباسم الفنان..
صدىً لروحك من جيلي عبد الرحمن
لا ترتحل يا طائري
القولُ لمـَّا يكتمل في خاطري
والماءُ يجري...
والضُّحَى قد شمخا
من أعمال صلاح -من وحي بيوت الأشباح
نموذج من أعماله في تصميم البوستر
نموذج آخر من وحي بيوت الأشباح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاح سليمان بخيت رحيل في المنفى.. تأبين وت� (Re: Yasir Elsharif)
|
السيدة الألمانية كارولينا قراو صديقة لصلاح ولكثير من السودانيين عبرت بأبيات مايكل أنجلو في رسالة واتساب معزية في صلاح فقالت: "لصلاح ولأحبابه"
für Slah und seinen Lieben
Es sandte mir das Schicksal tiefen Schlaf.
Ich bin nicht tot, ich tauschte nur die Räume.
Ich leb in euch, ich geh in eure Träume,
da uns, die wir vereint, Verwandlung traf.
Ihr glaubt mich tot, doch daß die Welt ich tröste,
leb ich mit tausend Seelen dort,
an diesem wunderbaren Ort,
im Herzen der Lieben. Nein, ich ging nicht fort,
Unsterblichkeit vom Tode mich erlöste.
وقد قام الأخ عز الدين سليمان بخيت بترجمتها إلى العربية هكذا:
لصلاح وأحبابه
ها قد أرسل القدر لي نوماً مبكرا.
فأنا لست ميتاً، أنا فقط أُبدِّل الغرف.
وأنا أعيش فيكم، وأمرُّ عبر أحلامكم.
منذ أن قابلنا التحول ونحن متحدون.
تحسبونني ميتاً.
أجل فالعالم الذي أُسليه،
ما زلت أعيشه هناك مع ألف روح،
في مكان رائع،
في قلوب الأحباء.
لا لم أذهب:
فالخلود من المت خلَّصني
كارولينا قراو
(عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-02-2021, 11:34 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاح سليمان بخيت رحيل في المنفى.. تأبين وت� (Re: Yasir Elsharif)
|
صلاح سليمان
تيتم اللون وفجيعة اللوحة
كان صلاح انصع وابهى لون في لوحة حياتنا، وكان أعلى جمال في قبح دنيانا
كان ابتسامة ندية تبلل وتسقي جدب الأرض حين تنساب في كبرياء عجيب فوق ربي الكلام
وكان صلاح سحاب غيثنا الكريم في غير الخريف، لأنه كان يقوم مقام الخصب والعطاء في كل الفصول
كنا نسير ونمشي سويا في وعبر شوارع وطرقات وفي نهارات وشمس "ود ازرق" و القسم الأول"و "بانت" فنحس وكأن غيمة تظللنا وتسير معنا من فوقنا، لانه معنا، لا، بل لأننا معه
كانت خطواته تزهر وردا على خدود التراب، وتطرح ودا على وجوه الوقت
كان ومنذ صباه ويفاعة روحه يعشق الخلق والإبداع والابتكار، لم يكن تقليديا في اي شيء وكل شيء، لم يكن مثلنا ابدا، بل كان أجمل منا واعلى
اذكر ونحن جلوسا على حافة شلال سوني في جبل مرة، نتأمل ونتفكر في ذلك الخلق والتكوبن الإلهي البديع، التفت فجأة وقال لي، وكان في معيتنا لحظتها صديقنا الحبيب بدر ابو العاص، قال لي
يا ابوظر، كان هكذا يحب أن يناديني، وبعد أن أشعل سجارة "بنسون" وكان مغرما ب البنسون
يا ابوظر، عارف المنظر دا كلو كدا مع بعض زي شنو؟
وكان يعني مشهد الشلال والجروف الصخرية والأشجار والشجيرات المعلقة والمياه القادمة من حيث لا نري مع صوت تدفقها الغريب
قلت ليه، زي شنو يا ابو صلاح
قال لي
زى لما تجيب ليك لوحة من بابلو بيكاسو وتكب فيها سيمفونية من بتاعات تشيكوفسكي وتعطر الاتنين ديل بي ريحة شانيل فايف
كان دوما هكذا، خيال يستلف الرؤى من أعالي سماوات الإبداع القصية، وخلق يسمو بالمكان ويحلق بالزمان، حيثما وكيفما كان
الي اللقاء يا صاحبي الجميل
ونلتقي حتما في مكان وزمان يختاره الخالق لك بما يناسب معناك الإلهي الجميل والاصيل والجليل
ودعناك الله يا ابو صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Yasir Elsharif
علي عبدالوهاب عثمان
أبوذر بابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست