دكتور مصطفى الفقي يكتب- رحيل الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 08:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2020, 03:18 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكتور مصطفى الفقي يكتب- رحيل الصادق المهدي

    02:18 AM December, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    د
    صحيفة المصري اليوم
    عرفته منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي عندما كان يلقى محاضرة في قاعة الأمير ألبرت الشهيرة في لندن، ولشدة إعجابي بما قال لغة وفكرًا بإنجليزية رفيعة همست في أذن جارى الذى لا أعرفه وقلت له: إن هذا المتحدث يأتي من دولة توأم مع بلادي، وتعرفت عليه بعد محاضرته ومنذ ذلك اليوم ارتبطت علاقتي به في صداقة قوية حتى آخر لقاء لنا بالقاهرة منذ عدة شهور، ولذلك فإنني فقدت صديقًا عزيزًا تعودت أن أتحدث معه بصراحة ووضوح وأن أتبادل معه الرأي باحترام وتقدير، وهو مفكر عربي إفريقي ورث عن جده المهدى الكبير المهابة الشخصية واحترام الذات والتواصل مع الغير، ولقد كان معروفًا – ولو بشكل مغلوط أو مبالغ فيه – أن الحركة المهدية لم تكن على وفاق تاريخي مع مصر وأن حزب الأمة الذى كان الصادق المهدى آخر زعيم له لديه حساسيات تجاه القاهرة نتيجة تراكمات تاريخية، ولم يكن في ذلك التصور رؤية دقيقة للأمور، فالدنيا تغيرت، والعالم تحول، والعلاقات المصرية السودانية في صعودها وهبوطها يربطها جسر متين لا يتأثر بالأزمات العابرة، ولقد حضرت لقاءً منفردًا بين الرئيس الراحل حسنى مبارك والزعيم السوداني السيد الصادق المهدى، وأعترف بأنه لم يكن لقاءً موفقًا على الإطلاق فالكيمياء الشخصية لم تتوافق بينهما، فالصادق المهدى مفكر منظر وحسنى مبارك حاكم واقعى وتفكيره مباشر ولا يهوى التنظير، وعندما قامت ثورة ما سمى بالإنقاذ الوطني في السودان عام 1989 بدأ الصادق المهدى يتردد على مصر بشكل منتظم ويبقى فيها فترات أطول من ذي قبل في مسكنه على مشارف مصر الجديدة ومدينة نصر، وكنت ألتقيه دائمًا مع مجموعة من المثقفين المصريين والسودانيين نتحدث في الشأن العام، وقد لاحظت وقتها أن الراحل الكبير قد بدأ يتفهم الشخصية المصرية أكثر ويألف طريقة التفكير في شمال الوادي ويخرج تمامًا من دائرة التحفظ الذى كان معروفًا به تجاه مصر، وبدأ يمارس لعبة التنس في نادى هليوبوليس ويختلط بالمصريين الذين أحبوه وقدروه بسبب ثقافته الواسعة وفكره العميق وعائلته العريقة، وكنت أتذاكر معه أن جده الراحل المهدى الكبير كان يريد أن يقايض الإنجليز بين غوردون باشا وعودة عرابي من منفاه دليلًا على أن جذور المحبة بين شطري الوادي قديمة ومستمرة، وقد احتفلنا بعيد ميلاده الثمانين منذ أربع سنوات تقريبًا في جمع غفير من أنصاره ومريديه بين مصريين وسودانيين في أحد نوادي وسط القاهرة بحي المنيرة، وقد شاركت في المناسبة وتحدثت بكلمة صافية تكريمًا له وإعزازًا لشخصه، وكذلك فعل السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية حتى عام 2011، وسادت المناسبة روح المحبة والإكبار لذلك المناضل الوطني الذى ترتبط به شخصية السودان الحديث حتى لدى المختلفين معه أو المعارضين لآرائه، ولقد علمت أن عشرات الآلاف كانوا في استقباله عند عودته من منفاه أثناء فترة حكم البشير، وعندما كنت أعمل مع الرئيس الراحل مبارك كان يوفدني لزيارة الرئيس السوداني جعفر نميري في منفاه الاختياري بالقاهرة وكان معظم حديثنا- نميري وأنا- يدور حول شخصية الصادق المهدى الذى كان يعاديه الرئيس السوداني الراحل بصورة واضحة، وكنت من جانبي أدافع عن مكانة السيد الصادق وتاريخه الطويل، وعندما كنت مساعدًا لوزير الخارجية للشؤون العربية والشرق الأوسط لاحظت أن السيد عمرو موسى وزير الخارجية يستقبل أسبوعيًا إما السيد الصادق المهدى زعيم الأنصار أو السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الختمية، وذلك تأكيدًا لحرص مصر على متابعة الشأن السوداني وتقديم الدعم السياسي للقوى الوطنية دون تدخل في الشأن الداخلي لذلك القطر الشقيق، ولقد كان آخر لقاء لي مع السيد الصادق المهدى منذ عدة شهور على مائدة عشاء في منزل صديق مشترك بالقاهرة وطال بيننا الحوار وامتد الحديث لساعات، وكان هو فيها بالغ الود معي كعهدي به في صداقتنا الطويلة ولم أكن أعلم أن ذلك هو اللقاء الأخير مع زعيم وطني ومفكر عربي إفريقي ومنظر إسلامي، وحين نعاه الناعي شعرت أن فصلًا كاملًا من تاريخ السودان الحديث قد طوى صفحاته وحزنت لفراق صديق عزيز ومفكر جليل وابن بار للمدرسة السياسية السودانية المعروفة بالصراحة والشجاعة والقدرة على إبداء الرأي في أحلك الظروف وأصعب الأوقات.. رحمه الله رحمة واسعة.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de