🛑📍رسالة مهذبة للشيخ محمد الامين من سوداني بالمهجر تفيض منطقا و الله كاتبها يستحق ان يكون اماما لمسجد
شاهدت على وسائل التواصل الاجتماعي شيخنا (محمد الأمين إسماعيل)… رأيته منفعلا كما لم أر شيخاً هكذا من قبل.
كانت خطبته حول (لوحة خلق أدم) للرسام مايكل أنجلو. وشن هجوماَ عنيفاً على السيد (القراي) بل وكفره. وهو لم يستطع أن يثبت أن (القراي) قد تعرض للذات الإلهية أو الملائكة المرسومين إناثاً من حول رجل ملتحيٍ.
أنا يا شيخي العزيز لست متفقهاً في الدين. لكنني أعتمد في طرح رأيي هذا معتمداً على المنطق. ولاشك سيدي أنت أدرى مني أن وجود الله سبحانه وتعالى إنما يكرسه المنطق. وأن القرآن المعظم كله منطق. يخاطب العقل مخاطبةً ملحةً ويدعوه للتفكر والتأمل في مخلوقات الله.
وبكل تأدب واحترام لشخصك الكريم اسمح لي أن أتطاول وأوجه لك تساؤلات تلح على وعيي. وحاشا لله لا تظن أنني سأعجزك… فلن أقدر. فقط أريد أن أتعلم…
كل خطبتك القوية جداً… المثيرة للمشاعر.. المفجرة لبركان من العواطف. التي أبكتك وبكى لبكائك بعض المسلمين. كانت حول لوحة رسمها (مايكل أنجلو). أبناؤنا الذين سيقرأون عنها في ذلك الكتاب. يعلمون أنها صورة رسمها ملحد لا يؤمن بالله. وهم يستمعون في كل يوم خمس مرات للآذان الذي يوحد الله ويعظم ذاته العليا سبحانه. وهم يشاهدون آباءهم وأمهاتهم يصلون ويصومون ويمارسون (توقير) الله سبحانه فعلياً. أتحدث هنا عن الغالبية العظمى إن لم يكن كلهم.
فبالله يا شيخي أي أثر وانطباع تتركه تلك اللوحة في أنفسهم. وسط هذا البحر من حولهم من تعظيم الله وتوقيره والتسليم بوحدانيته. أليس بسم الله الرحمن الرحيم (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)؟ حكى لي مواطن سعودي. أنه في سنة من السنين كانت هجمة دعوية صليبية بأرض الحجاز. نصب القساوسة خيمة كبيرة جداً. ملأوها بما لذ وطاب. ثم قاموا بدعوة مجموعة كبيرة من أهل الحجاز. وبدأوا يحدثونهم عن معجزات سيدنا عيسى عليه السلام. فكان عند شرح كل معجزة يهدر الحضور دون قصد (اللهم صل على سيدنا محمد).. ما كان من الصليبيين الا أن طووا خيمتهم. وحملوا صلبانهم. ورحلوا.
ثم أليس الاسلام وفقاً لدراسات وبحوث حديثة هو أسرع الديانات انتشاراً في بلاد الملحدين الذي علقوا تلك اللوحة على جدران كنيستهم؟ في مجتمعات كل ما فيها يغري بالالحاد؟ وعدم توقير الله سبحانه؟ وبيئة يولد الطفل فيها ملحداً؟
إذاً فيم الصراخ والزعيق وذرف الدموع يا سيدي. وما هو مردود خطبتك شيخي سوى إثارة المشاعر وأنت أعلم وسامحني أقول بل تقصد!! وذلك فعل أخطر من تأثير اللوحة سيئة الحظ إذ ربما ينتضي ساذج سكيناَ ويقتل الأستاذ (القراي). كانت خطبتك سيدي استباحة لدماء ربما كل أعضاء الحكومة المدنية… الذين (علمنتهم) وكفرتهم في سياق تلك المشاعر التعبوية الخطيرة. فأين تلك اللوحة من الدعوة للإحتراب وربما قتل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟
العالم يا شيخي أضحى قريةً صغيرةً.. دعك من لوحة جامدة ميتة. نحن وأبناؤنا نعلم أن من خلق الله في بقاع العالم. بيننا الآن يعبدون (البقر).. نراهم ويراهم أطفالنا ونقرأ عنهم ويقرأون. يمثلون الله والعياذ بالله ب (بقرة).. وهناك بيننا في هذا العالم من ما زالوا يعبدون الأصنام. يمثلون الله والعياذ بالله ب (تمثال).. وهناك من يعبدون (القرد)… وكلما رأيناهم نهمس لأنفسنا (الحمد لله على نعمة الاسلام).. فأين أنت من هؤلاء واولئك؟ لا تقل لي هم بعيدون عنا. لا والله قريبون جداً… على الشاشات المنصوبة في بيوتنا.. نشاهدها نحن وأبناؤنا. وعلى بعد كبسة زر على الموبايل.. الوسيلة التي يتعامل معها أطفالنا أفضل من ما نفعل. فماذا أنت فاعل سيدي الشيخ؟
عبادة الله وتوقيره سبحانه ليس بالصراخ والتشنج. ولاهي بالبكاء والنشيج. ذلك للشحن والتعبئة فقط. ذلك كان هدف خطبتك يا شيخي.
(سامحني فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتناصح)… أن كان هنالك ثمرة لصراخك العجيب ذلك فستكون كراهية لبعض خلق الله. وربما قتل نفس حرم الله!!
الثلاثون عاما العجاف التي حكمنا فيها المتأسلمون! خير دليل أن الدعوة لدين الله القويم هي في تطبيق شرع الله والدعوة بالتي هي أحسن (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). الثلة التي حكمتنا حينئذ وأتباعها… كانوا يصرخون ويصيحون إن قاموا وإن قعدوا (الله أكبر!! هي لله!!). ويفعلون العكس تماما. فكان عهدهم حسب علمي عهد ارتداد الشباب عن الاسلام! وكان عهدهم عهد فعل كل ما يغضب الله ولا يرجو له وقارا. وما يدهش ويدعو للاستغراب و (جر المحنة)… أننا ما سمعنا شيخاً يصرخ… ويبكي… ويعلو صدره ويهبط من فرط الغضب.. بل بعض الشيوخ لفوا لفهم… سرقوا معهم… وأحياناَ أباحوا لهم قتل ثلث الشعب. وعند الضرورة نصفه!! وعفوا شيخي… ما سمعناك تصرخ في مسجدك وما ذرفت دمعةً يتيمةً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة