خطاب أخي في الغربة وفي الشعر

Quote: الأخ عبدالحليم سلامات شوف إنسانية خطاب . اذكر يوم دخول الأديب الكبير سامي سالم غرفة الانتينسف كير . خطاب داك اليوم كان مهموم هم شديد . ومساهر الليل كلو رغم انو موعد شغلو 5 صباح ولازم يسوق من فرجينيا ساعتين لمكان العمل . كان على إتصال بالأخ الأديب بالبرنس. وكان كل مره يقول الحمد لله انو الأبن البرنس بجامبو وانو البرنس زول عليه تكل. وكان يبكي لحظة عرف من زوجة سامي انو سامي دخل في سكات. والمطلوب في دي اللحظات الدعوات. توفي سامي. البرنس نقل لخطاب الخبر . حديقة بيت خطاب كانت بتفتح على بارك صغير ونفس الشي منزل جار خطاب . جارو كان صومالي مترجم ومهتم بحاجات السودان ف انفتحن البيتين على المبارك للعزاء . وكان خطاب بين أحباب سامي يمشي حافي . قمة الوفاء .. لهم جميعا الرحمة.

Quote: آخر مرة رأيت فيها خطاب كانت على أبواب رحلته من القاهرة إلى أمريكا. قد أنسى تفاصيل ما حدث خلال ذلك اللقاء الوداع. إلا أن جملة وجهها لي خطاب في الأثناء ظللت محتفظا بها ككنز طوال العقدين الأخيرين. كلما ضاق بي الحال، استخرجها، أتحسسها.. أتشممها، فيتسع العالم مرة أخرى، وتعود ثقتي بجمال الإنسان عهدها الأول. لقد خاطبني، قائلا: "لقد كنت بارا بنا"! خطاب كائن مبدع حساس مسكون بسيرة الألم. ربما لهذا قد ينفجر في وجهك كقنبلة إذا تجرأت في تلك الجلسات وتحدثت مثلاً بصوت عال عن الألم الخاص بك على نحو لا يخلو من مبالغة ويتسول التعاطف. إنه يعتبر الألم أمرا قد يسمو بالإنسان إلى مقام ما مقدس من خلال الصمت النبيل وحده. ذلك لسان حاله على الدوام وكذا مواقفه العملية. كانت ليلة صيفية مشهودة قبالة شقة أحمد عبد المكرم في سطوح إحدى بنايات جاردن سيتي في القاهرة. عاد صلاح الزين في نهايتها في معية من يسكنون في حي مدينة نصر وآخرون انصرفوا إلى الجيزة غرب النيل، بينما أخلد أحمد عبد المكرم وعبد اللطيف علي الفكي إلى النوم. بقينا أنا وخطاب وأحد الأصدقاء الذي اندفع يحكي على مشهد من النجوم عن مأساة حدثت له بإسهاب وإيقاع درامي لا يحتمل. لقد انفجر خطاب أمام سيل الألم فجأة بالبكاء. وبدأ هذا بمثابة المحفز لذلك الصديق كي يزيد من جرعة الدراما أكثر فأكثر. لقد كان عمليا يجلد خطاب على قلبه. وهو ما تحول بخطاب في الأخير إلى التساؤل عن معنى كل هذا؟ باختصار، وجدت نفسي في مقام تهدئة خطاب على وجه الخصوص. كان اشتباك خطاب مع ذلك الصديق في الأخير بمثابة طريقة حياة مفادها: الألم حافز مهم للارتقاء وتفجير الطاقات الكامنة لا مدعاة للغرق في مستنقع العويل واليأس. كذلك تتخلق جرعة الأمل والتفاؤل في قصيدة البت الحديقة. كما لو أن شاعرها خطاب لم يختبر الألم إلا قليلاً

Quote: ماسرّني في البوست أنه لم يتحوّل إلى سرادق عزاء اسفيري

Quote: مبدعين شكلوا وجداننا باكرا على الحب والصدق والجمال،،

Quote: اهلا منعم صدقت، ولكن، طبعاً" لكن" تفتح عمل الشكّ: تعوّدنا على أن نذكر "محاسن " المبدعين بعد موتهم ،تحت شعار: الله لا جاب يوم شكرك. كنت اتمنى ان يسمع خطّاب ، وغيره ممّن رحلوا من مبدعينا ومبدعاتنا، هذا الإطراء في حياتهم. نحنا هنا نواجه "الثقافة"، و"التخلف". كن بخير .