هذا الشاب اليافع الغض ينبئ عن مستقبل مظلم فكأنه إختار أن يكون شهيدا من أن يتعاطى الحرام هذه العبارات الخالدة التي أطلقها و هو ينظر إلى المستقبل حملت كل المعاني الفلسفية التي لخصت المشهد الأن « ليس القصاص لدم الشهيد فحسب إنما كل أحلام و مطالب الثورة التي قدم الشهيد روحه و دمه و صباه فداءً لها ضياعها حرام علينا» و كأن الإبن محمد مطر يقول عبارته الخالدة تلك مستحضرا تاريخ شهداء الثورات السودانية عبر التاريخ و لم يقتص لدمائهم الطاهرة و لم تتحقق أمال الشعب السوداني في وطن امن مستقر شامخ، و كأنه يكذب قول الشاعر « ح نبنيه البنحلم بيهو يوماتي»، عاش الشاعر بضع و ستون عاما يحلم و عاش الابن مطر عقدين من الزمان و ستِ سنوات فقط و هو يحلم ايضا، و كأنه يقول « دمي أولى به الأرض التي أحببت و كره أهلها أن نحيا كراماً، يا محجوب أنت اخترت الخلود و على دربك أسير خيرا من أن نتعاطى الحرام» هل الفجيعة فيمن فقدنا من أرواح طاهرة أم الفجيعة إن يتخطف الطير الحلم النبيل ؟ القاتل ليس من أطلق الرصاص على الشهداء أو ارهق شاعرنا بالاعتقال و التنكيل فحسب إنما القاتل ايضا من سرق و يسرق الحلم و ضيع الأمانة المجد و الخلود لشهداء السودان في كل ربوعه و عبر ازمانه و بكل كيف
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة