"الشباب السودانيين الذين تخرجوا من جامعة برادلي(في شيكاغو) قدموا نموذجا مشرفا، ورفعوا اسم السودان في سماء شيكاغو، فاستحقو بذلك التحيه و التقدير. بدأت القصه عندما تقدم احد المهندسين السودانيين (وهو خريج كلية الهندسه بجامعة الخرطوم ) للالتحاق بجامعة برادلي في احدى برامج الماجستير. لكن ادارة الجامعه لم تجد من الأسباب ما يدفعها لقبول الطالب، فبالإضافة الى انه حاصل على درجة الشرف الثلاثه (3rd class) وهذه درجة متدنيه جدا في النظام الامريكي. فأن جامعة الخرطوم لم تكن معروفه لدى ادارة جامعة برادلي و هذا يضيف مزيدا من الغموض. تكتمل الصوره القاتمه عندما يبحث موظفوا القبول في برادلي فيجدوا ان السودان من الدول المعاديه للولايات المتحده وهي دوله راعيه للارهاب. لم تتردد ادارة الجامعه في الاعتذار للطالب و رفض منحه فرصة الانضمام اليها، لكنها استغربت من الحاح الطالب و محاججته لهم ، فقرروا منحه قبول مشروط، وهذا عرف في الجامعات الامريكيه)conditional acceptance(. بذل الطالب الهمام أقصى ما بوسعه و اجتهد في تحصيل العلوم، وكانت المفاجاة عظيمه عندما حصل على نتيجه متميزه في السمستر الاول (straight As). مدخلا ادارة الجامعه في حيرة جديده، اذ كيف لطالب تخرج من برنامج البكالوريوس بدرجة بمتواضعه ان يحرز مثل هذه النتيجه؟ تغير قبول الطالب من القبول المشروط الى القبول العادي، وفي السمستر الثاني حصل الطالب على ذات النتيجه، وبذالك استحق أعانه ماليه (scholarship ). اعجب الاستاذه بأدائه الأكاديمي، وقررت الاداره ان يتم قبول اي طالب يأتيهم من جامعة الخرطوم. توافد الطلاب السودانيين خريجي جامعة الخرطوم (ومعظمهم ممن تخرج بالدرجه الثلاثه) على برادلي، واثبتو تفوقهم وحصدوا الدرجات العليا، عندئذ خاطبت جامعة برادلي جامعة الخرطوم و أشادت لهم بتفوق خريجيها، ونصحوهم بضرورة مراجعه سياسة التقييم، اذ ان بها خلل بين. وإمعانا في احترام طلبة جامعة الخرطوم قررت برادلي إعفاءهم من امتحان التوفل. تجمع خريجو برادلي(من السودانيين) هذا الأسبوع في جامعتهم الام برادلي فيما يعرف ب (reunion)، وهو عرف متوارث في المجتمع الامريكي. كان مفاجئا لي عددهم الكبير و حرصهم على الحضور (وقد حضروا من كل اصقاع امريكا)، اضافة الى الترحيب الذي لقوه من ادارة الجامعه. حرصت على تسجيل هذه القصه تبيانا لتميز الطالب السوداني و مقدرته على خلق النجاح. وإذا كان في القصه من فشل، فهو بلا شك فشل جامعة الخرطوم في الاستفادة من نصح برادلي لهم، وأصرارهم على تطبيق منهجهم العقيم في تقييم الطلاب. وقد كنت شخصيا احد ضحايا هذا النظام الجائر عندما تقدمت باوراقي للالتحاق بمدرسة بيتر دراكر لإدارة الاعمال في جامعة كليرمونت للدراسات العليا. حيث عانيت في إقناع لجنة القبول إعطائي الفرصه، الا انني كنت محظوظا لان عددا من طلاب جامعة الخرطوم كانوا قد تخرجوا من كليرمونت في الثمانيات، ومن حينها لم ينضم اي من خريجي جامعة الخرطوم الى دراكر (نسبة لسياسات التعليم العالي الجديده و المقاطعه الامريكيه للسودان). التحيه لطلاب برادلي وهم يسجلون انتصارا لهذا الشعب الرائع.
🖋عبدالرحمن عبدالله سيد احمد هيوستن، تيكساس mailto:[email protected]@me.com
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة