تروس و د. ناهد محمد الحسن: هل لي أن أهنئكما بهذه؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2020, 08:07 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تروس و د. ناهد محمد الحسن: هل لي أن أهنئكما بهذه؟!

    08:07 AM May, 24 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بمناسبة أرتباطكما المجيد، أهنئكم ونفسي بهذه المناسبة السعيد بما كتب السفير جمال محمد إبراهيم عن والدكم الروحي ووالدنا الأستاذ عمر علي أحمد "ود التروّس)
    فِي عَسَلِ التيهِ الجميلِ يختبئ عَلقمُ الفقدِ .. بقلم: جمال محمد إبراهيم
    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 16 كانون2/يناير 2012



    أقرب إلى القلب:
    فِي عَسَلِ التيهِ الجميلِ يختبئ عَلقمُ الفقدِ . .
    في الذكرى الرابعة لرحيل أستاذي عمر علي أحمد
    جمال محمد إبراهيم
    jamal ibrahim [[email protected]]
    قرأت ما كتبت "بثينة" في ذكرى رحيل والدها أستاذي عمر علي أحمد في صحيفة "سودانايل" الالكترونية، فأثارت شجناً قديما ، لا يزول. سيظل بكائي على الراحل مقالاً أعيد قراءته كل حين . هنا أعيد نشر مقالي ودمعتي باقية ودعائي مرفوع للمولى عز وجل ليقبل عزيزنا الراحل مع الشهداء والصديقين. .
    جمال
    كم هو كبير حزني عليك ، أيها الأستاذ الكبير . .
    في شهرٍ واحد تداعتْ إلى الذّهن الآفل، ذكريات عن أسماء لأساتيذ وأصدقاء ، جمعني بهم عهد الطفولة والصبا الباكر، في سنوات الستينات من القرن الذي انطوى ، ولم أزل أطنب حديثي حولها إطناباً مَرَضياً لِما أحسّ بعظم أثرها عليّ شخصياً ، وتعاظم خسارتها كلما مرّ يوم أو أسبوع أو شهر أو عام . مع صديقيّ خالد ساتي ومامون حامد عبد الرحمن ، تداعت ذكريات نحو أربعين عاما ، كان الأستاذ عمر علي أحمد ، ألمع إسم نتذكره ، ثم نفجع في ذات الشهر برحيله المباغت .
    هاتفني من مقامه البعيد في "أبو ظبي" ، الصديق الحميم خالد ساتي عمر . تفرقت بنا السبل ولكن بقيت الآصرة أقوى من أن تفتتها عاديات الدهر وتقلبات السياسة ، وخالد هجر المؤسسة العسكرية أو هجرته ، لا فرق . هاجر واغترب في السعودية ، ثم الإمارات العربية . أبعدتني مهنتي عن التداني الحميم مع أصدقائي وأحبابي، وخالد ومأمون وأستاذنا عمر ممن أعزهم بينهم . سألني خالد عن مجموعتي الشعرية التي أصدرتها مؤخرا من بيروت ، وتفاكرنا عبر الهاتف ،عن أيامنا تلك في مدرسة النهضة الأمدرمانية في ركن مربوع آل شبيكة ، وذكرنا بالخير المعلمين الذين صدقوا فعلمونا ، وبينهم أستاذ وفتىً جليل علمنا اللغة العربية لا ينسى ، إسمه عمر علي أحمد ، ومدرس اللغة الإنجليزية الودود ، جمال عيسى . عجنا إلى سنواتنا تلك واستعدنا أسماء من كان معنا في المدرسة الوسطى : ميرغني بشير ، صلاح المطبعجي ، هاشم الخير هاشم، مصطفى مدثر، مأمون حامد ، حمد محمد السيد .. كان ذهولنا متوازياً أنا وخالد، إذ انسالت الذكريات وكأنا نلعّب شريطاً سينمائياً مترفاً بالتفاصيل ، دقيقها وحميمها .
    لا أعرف كيف صادف أن حلّ ببيروت ، بعد يومين من مكالمتي تلك ، صديقي مأمون حامد عبد الرحمن ،في مهمة وعمل وقد كانت سنوات غيابه عنّي تقاس بالعشرات ، حتى أني أضعت ملامحه ، فما تبينتها للوهلة الأولى ، ونحن في أحد فنادق الحمرا بوسط بيروت. حدثته عن المصادفات الجميلة ، كأن يهاتفني خالد قبل يومين ونتذكر مأمون ، فأراه أمامي في بيروت ، وقد تساقط شعر الرأس واستأسد الدهرُ على كلينا ! ثم استرجعنا بعض ذكريات طيبة عن سنوات صبانا الباكر في المدرسة الوسطى ، وأعدنا إلى الذاكرة الخربة شريط معلمينا الحذقة : عمر خالد مضوي ، أستاذ السر ، أستاذ عمر .. عمر على أحمد . .
    من بين أساتذة اللغة العربية والأدب العربي ، كان عمر علي أحمد في مدرسة النهضة الوسطى، هو الأرسخ في الذهن، ونحن بعد على أعتاب مراهقة مبكرة، أوائل ستينات القرن الماضي . كان يحدثنا عن طه حسين وعن المازني والعقاد وحافظ إبراهيم ، ويلقمنا إلقاماً لنفهم . لم يكن في حماسه لتدريسنا أساسيات اللغة والشعر والقصة العربية ، يقف على ما ورد في كتب المناهج المقررة ، بل يأتي إلينا في الفصل بكتاب الهلال ليقرأ علينا قصة من مجموعة قصصية لأديب مصر محمود تيمور ، أوينشد قصيدة طاهر الطناحي الرصينة بمناسبة سبعينية العقاد . لعمر علي أحمد كل الفضل في الأخذ بيدنا ونحن في عتبات سن المراهقة ولم نبلغها بعد ، فتجدنا قد سمعنا بنزار وسعينا نترصد قصائده ، ونحث صديقنا في الفصل حمد محمد السيد ، أن يأتينا بما لدى أخيه الشاعر الأستاذ بعشر، حفظه الله ، من دواوين لنزار مثل : "قالت لي السمراء ". . و"طفولة نهد" وغيرها من العناوين المخيفة بمقاييس سنوات الستينات من القرن العشرين . كنا نتبادلها مخالسة في مدرسة النهضة ، كما يتبادل المدمنون قطع الحشيش ، بعيداً عن العيون . لم نكن نخشى أن يضبطنا الأستاذ عمر ، بل خشيتنا الكبرى هي أن يقبض علينا أستاذ الطاهر خالد الذي يدرسنا مادة الدين الإسلامي !
    في الجمعية الأدبية عصر كل خميس، يشرف الأستاذ عمر، بحماسه البالغ على إسهاماتنا المتواضعة في الكتابة الإنشائية والإلقاء ومطارحة الشعر . لا تفارق محياه بسمة عريضة تنبيء عن رضاه بما نقدّم . كانت محاولاتي الفطيرة في نظمٍ شعريّ ساذج ، تجد عنده القبول والتشجيع ، فأراه يستحثني على استدامة الكتابة . أما قراءاتنا في الأدب ، فقد كان هو الموجّه الأول إلى البديع منها . كنت أسمع منه إسم الكتاب، فأهرع إلى المكتبة المركزية في أم درمان ، أبحث وأنقّب لأجده فينشرح القلب ، وإن أخفق العقل فــي الاستيعاب. في تلك السن المبكرة ، استعرت من حماس أستاذي عمر، حماسي لإقتناء الكتب من سوق الكتب القديمة جوار مكاتب البوستة في سوق مدينة أم درمان ، وتلك عادة لم تفارقني ، وأحنّ إلى تلك المكتبات المفروشة كتبها على الأرض ، لا تحركني عنها مكتبــات " أنطوان" و"بيسان" و "الواي إن" ، الصقيلة كتبها ، في الحمرا بوسط بيروت .
    وكما الأيام البهيّة يترصدها الدهر ليلفها في غياهب بعيدة ، أوكمثل النجوم بعد بريقها الخلاب يصطادها الخفوت ، أو مثل احتشاد اللئاليء في خيط واهن سرعان ما ينفرط عقدها ، فقد تسربنا جميعنا منذ تلك السنوات البعيدة ، وتجرّعنا في التيه الجميل أعسال الخبرة والتجاريب ، ولكن علقمه كان التيه المضني والفراق الأقسى . تمرّد الدهرُ على حميميتنا تلك ، فقذف بنا إلى اتجاهات صعب التلاقي بعدها . علمتُ خلال تيهنا ذاك ، أن الأستاذ عمر امتهن المحاماة .. ثم انقطعت عني أخباره سنين تحسب عددا . ولم يكن خالد ساتي ولا مأمون عبد الرحمن ولا مصطفى مدثر ولا ميرغني بشير ، ممن قرّبتهم إليّ خطوط العرض والطول ، على تقاطع تسفاري بينها ، فاصطادتنا غياهب النسيان لبعض حينٍ ، تراكَمَ لسنين طويلة .
    ثم في سودانيزأونلاين ، يفاجؤني نعيُ "الحزب الليبرالي السوداني" للأستاذ عمر علي أحمد المحامي . . سألت دمعة طافت بعيني : أيكون هو أستاذك ومعلمك الشاب الذي تشربت منه الكثير في تلك المرحلة القديمة أوائل سنوات الستينات من القرن الماضي، والذي كنت تعرف أنه أمتهن المحاماة ، وظل وقع إسمه في ذاكرتك كل هذه السنين ، ولم تلتقيه ؟
    لن تعرفني الزوجة المكلومة فاطمة ، ولا أبناء الراحل علي وأشقائه وشقيقاته ، ولكني أخ صغير له، علمه عمر علي أحمد ، ذات عام بعيد حرفاً ثميناً ، فترك بصمة في شخصيته وفي تكوينه . لم ألتقيه محامياً ، ولم ألتقيه جمهورياً مناضلا ، ولكني عرفته مربياً ومعلّما ، ولم تمنع أعوامٌ تجاوزت الثلاثين ، دمعة حرّى ذرفها قلبي قبل جفني ، على الراحل المقيم . ألزمكم الله صبراً جميلاً ، أسرة الراحل عمر ، وأغدق الربُ عليه من شآبيب مطر الرحمة ، ما تنفتح به أبواب الجنة والفراديس العلى ليدخلها خالدا . .

    الخرطوم - يناير- 2012







                  

05-24-2020, 10:44 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تروس و د. ناهد محمد الحسن: هل لي أن أهنئكما (Re: عبدالله عثمان)

    نعم.. أقول (البغلة في الأبريق)
    [الافتراء الشنيع على المفكر السوداني المسلم محمود محمد طه]"،
    عمر علي أحمد، "نعم.. أقول (البغلة في الأبريق) [الإفتراء الشنيع على المفكر السوداني المسلم محمود محمد طه]"، صحيفة السودان الجديد، العدد رقم: (6575)، الثلاثاء 17 ديسمبر 1968
    المصدر: ملحق رقم (78)، ضمن: عبدالله الفكي البشير، الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف، دار باركود للنشر، الخرطوم، 2020

    (النص)

    نعم .. أقول "البغلة في الإبريق"
    بقلم الاستاذ عمر علي أحمد
    عندما يموت الضمير وتسوء الأخلاق وتصبح كلمة الحق شيئاً مائعاً ولزجاً من السهل بلعه وابتلاعه دون عناء أو تعب .. عندما يعم وباء السكوت والتغاضي .. تعلو طحالب الباطل وتبين .. مما ران على القلوب من غشاوة السطحية والغرض .. كأنها الثم الرواسي .. تنقلب المقاييس وتضطرب الموازين .. وتنهار القيم .. ويعيش الإنسان في متاهات دونها متاهات لا متناهية .. وليست لها حدود.
    في مثل هذه الحالة يتسلق الذرائعيون والوصوليون وذوي الأغراض قمم التوجيه والإرشاد ويتحولون إلى قديسين وأطهار .. وأبطال .. ويتحولون بقدرة. مثل هذا الواقع. إلى موزعين لأقدار الخلق وإلى أوصياء عليهم وأولياء على الحياة نفسها.
    وعندما يصبح قولهم الحق ورأيهم الحكمة وخلقهم هو الجمال نفسه .. وهذه باختصار هي مرحلة انهيار القيم العليا عند الإنسان وانطماسها .. وهي الحالة التي يصبح فيها الخير شراً والعدل ظلماً والجمال قبحاً والحكمة ضرباً من ضروب الغباء.
    في مثل هذه الحالة على اللبيب أن يتدارك نفسه من احن الليالي وعلى المؤمن أن يقي نفسه فتنة الباطل ويفر بدينه إلى الله فالعاض على دينه كالعاض على الجمر .. صدق رسول الله ..
    هذا هو عين الواقع الذي نعيشه هذه الأيام في الأحداث الكبيرة التي تمر ببلادنا اقال الله عثرتها ويسر لها من المخلصين من يعرف داءها .. ويعمل على دوائها .. ويعمل جاداً على تخليصها من ضعفها الذي بدأ يستثمره كل راغب في أن يضع لنفسه عرش سليمان!!
    آخر هذه الأحداث .. ذلك الافتراء الشنيع على المفكر السوداني المسلم محمود محمد طه والذي حكم بردته استغفر الله من كلمة الكفر تطلق على رجل يقول ربي الله !!
    لا أريد أن أدلي برأي في الموضوع كدعوى قضائية فهذا من شأن آخرين أجدر ..
    أما الذي أرجو أن أوفق في القاء الضوء عليه هنا هو صدى هذا الحادث والمدلول
      عليه شخص غني عن كل تعريف مع أنه في أمس الحاجة إلى أن يعرف وتعرف الفكرة على حقيقتها بعيدة عن عمليات التشويه والتشويش. وعملية المصادرة السريعة للمخالفين في الرأي.
      فمحمود حسب رأيي ورأي كل من يعرفه رجل ثاقب الفكر صافي الذهن عميق الإيمان وهو فوق هذا يتمتع بخلق رفيع زد على ذلك هو رجل عادي بكل ما تحمل كلمة " عادي " هذه من البساطة والتبسيط ليس على أبوابه حراس لا يضع بينه وبين الناس حجاب يمكنك أن تلقاه في داره في مكتبه مستعد لأن يلقاك أن يتحدث إليك أن يحاضر في أي مكان في أي زمان .. على استعداد مستمر ليقدم فكرة الأصيل. كم مرة دعا العلماء؟ كم مرة دعا السياسيين؟
      ولكنهم لا يلبون لست أدري لماذا؟ وإذا تحدث في داره في المنابر العامة في الجامعة في المعهد فهم لا يحضرون وإن حضروا لا يشتركون " لماذا ".
      ومن يحضر يخشى على علمه على اللافتة الأنيقة التي يحملها على الهالة .. على أن يعلم مداه وبعده من يشاهد ويستمع .. فتحدث الطامة .. ويقع ما يخشون ويعملون على عدم وقوعه!!
      من أجل هذا يفضل علماء الإسلام ودعاته وحماة عقيدته والحادبين على عقائد الناس من التصدع أن يتصيدوا اخبار محمود وآراءه من أفواه من لا يؤخذ عنهم علم وقد يكون منهم من لم ير محمود البتة .. فمحمود لا يلي لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. ومحمود منته .. ومحمود قال لجماعة كذا ومحمود قال البلد " كذا " .. الخ
      بمثل هذه الأقاويل كانت تتكون كثير من خطبا لجمعة في المساجد والزوايا وتنتقل إلى الناس باعتبار أنها أفكار محمود مع تذييلها بالحث والتوصية مما تجود به قريحة العالم النحرير!!
      في أيام الحكم العسكري قامت جماعة من أجل العلماء باستعداء السلطة على محمود وحرمانه من الكلام حماية للإسلام ولعقائد المسلمين من الزيغ .. وكان من أجل ذلك محاولة إلغاء محاضرته عن الصلاة في الجامعة ومؤاخذة الاتحاد يومها!!
      والتحدث في هذا الموضوع يطول والأدلة والشواهد لا يمكن حصرها لست جمهورياً ولكن ليس لعيب في الفكرة الجمهورية وإنما العيب فيّ أنا شخصياً ..
      وقديماً قيل " رحم الله إمرء عرف قدر نفسه " فالجمهوريون قوم خلص .. ولا أزكي أحداً على الله.. ولكن العلم بالشئ فرق عن تصوره.. يعبد الفرد منهم الله كأنه يراه .. بكثير من التجرد والخلوص وهذه في زماننا .. نادرة النوادر .. بل أندر من لبن الطير!!؟
      والجمهوريون قوم ذوو خلق رفيع .. والفرد منهم خير صورة للتطبيق العملي للتربية الإسلامية الحقيقية وتخالهم من فرط التمسك مصاحف تتعامل مع الناس .. فهم أطهار متفانون ومؤثرون وفوق هذا هم جادون في طلب الحقيقة والحرية لهم ولسواهم..
      الجمهوريون هم الأصلاء .. الذين يرون في الإسلام الحل الحاسم والدواء الناجع لمعضلات البشرية ومشاكلها في مشارق الأرض ومغاربها إذا ما فهم الإسلام الفهم الصحيح المستمد من القرآن الكريم الذي لا يتحدث وإنما يتحدث عنه الرجال كما يقول علي كرم الله وجهه لهذا هم يرون ان الإسلام بكماله هو الذي سينهي هذه التناقضات التي تعاني منها البشرية إذا ما فهم بفكر صاف .. وانعتاق لا يشوبه التقليد الأعمى والاستلاف اللا واعي.
      ومحمود محمد طه صورة صادقة للداعية المسلم الذي يقدم لك المصحف بلا ترغيب ولا ترهيب ولكن يقدمه لك لأنك أنت في عصرك ذي المشاكل الطاحنة والظروف المعقدة .. والأزمة المعقدة والقلق المتجدد تبحث عن الحل والخلاص مما أنت فيه والحل والخلاص عند الجمهوريين في كتاب الله وفي طريق محمد عليه الصلاة والسلام غذا فهمها بما يستحقانه من صفاء الذهن وسلامة الطوية والتجرد من الغرض وابتغاء المصلحة.
      ليس هذا دفاعاً عن محمود محمد طه ولا عن أفكاره ! .. فأنا أصغر من أن يدافع عن محمود خاصة في مثل هذه الظروف .. ومحموداً أكبر من ان يحتاج إلى دفاع أمثالي !!
      لكن الذي دفعني لتسجيل هذه الخواطر هو إحساس
        كقيمة مجردة والخوف عليها من عملية المصادرة لها بسبب أو بغير سبب أو لا وهي المسببات.
        الحرية التي بدأن يشعر بها الإنسان وبخطورة فقدها منذ اليوم الأول لانخراطه في مسلك حياة الجماعة وبدأ شعبنا منذ فجر تاريخه يكافح عنها ومن أجلها على الأقل كمطلب عام يجب أن يتضمنه الدستور خاصة والدستور على الأبواب لأهميتها لحاجة الناس إليها على الأقل.
        أما أن تصادر حرية محمود أو أي فرد. أن يتهم في أكرم مقدساته في إيمانه .. أعز مقدراته بمستوى: لقد انتشر الفساد والضلال في محاربة الرياضة وبمستوى : " السينما سودنما " في محاربة دور الملاهي والفجور وبمستوى: " ليس للنساء صوت. وإنما صوتهن همس في السرير " في حالة محاربة إعطاء المرأة حق التصويت باعتباره أمر يحرمه الدين!!
        فهذا لعمر الحق سخرية ومسخرة .. وأن على صاحب كل فكر أن يهيء نفسه فالليالي حبالى .. وقديماً قيل. كان شفت أخوط زينو أخير تنبل .. بكسر التاء ..
        تذكرني حادثة تكفير السيد محمود محمد طه بفتوى كبار العلماء بالأزهر الشريف عام 1954 أيام مشكلة الإخوان المسلمين والتي حكم فيها بإعدام عدد من خيرة علماء الإخوان المسلمين على رأسهم عبدالقادر عودة ومحمد فرغلي رحمهما الله.
        فقد أفتى كبار علماء الأزهر بتكفير جماعة الإخوان المسلمين وخروجها عن الإسلام وقالت الفتوى أن حكم الإسلام فيهم وهو حكم الله يومها .. أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف .. الخ.
        فما رأي الإخوان المسلمين وعلمائهم في فتوى علماء الأزهر الشريف يومها على اعتبار أنها رأي الإسلام.
        ثم هل بمثل هذه المصادرة لأفكار السيد/ محمود محمد طه أو أفكار أي مخالف في الرأي غيره .. هل سيرتاح الذين يسكنون في بيوت من زجاج ويخشون على أشيائهم الثمينة من الضياع والتلف؟ هل سيرتاحون وهل سيظل عقل الشعب في أذنيه إلى الأبد؟ أنا شخصياً .. واستغفر الله من هذه " الأنا" لا أظن ذلك إطلاقاً؟
        فالفكرة الخاطئة لا تدحضها إلا الفكرة السليمة .. والحجة الواهية لا تهدها إلى الحجة القومية المدعومة والرأي لا يذيبه إلا أقوى منه فلو كان لمثل هذه الأحلام الوردية أن تثمر عنباً! لما أصبح الأخدود الذي حفره يوسف ذو نواس للمسيحيين سنة 523م قصة يعظنا بها القرآن الكريم ولما تحولت محاكم التفتيش إلى تاريخ نأخذ منه العبر .. والدروس .. إن لم يكن يقرأ من أجل الاستمتاع.
        وعليه .. يجب ألا تمر هذه الأحداث الجسام التي تعيشها بلادنا في فترة اصطراع الآراء فيها .. بل يجب أن تستنبط منها العبرة اللازمة ونأخذ منها الزاد الذي نحتاجه في مسيرة حياتنا فالشعوب تتعلم من تجارب الآخرين .. ناهيك عن تجاربها هي .. فالإنسان يمتاز على سائر أصناف الحيوان بأن يجعل من المحادثة العفوية سابقة يستعين بها .. تجربة يستخلص منها معاني .. فالاختلاف دليل الحيوية .. والخصوبة إذا ما تحلينا بفضيلة التسامح والانضباط وتزودنا بالشجاعة والصبر!!
        لذا يجب علينا أن نفكر بعقولنا وأن تخرس السنة عواطفنا لأن العاطفة عمرها قليل والاقتناع ليس كمثله فضيلة إلا الإقناع .. لأن " الشارع " ليس هو الحكم الفصل رغم لجوئنا إليه كثيراً هذه الأيام فهو أكثر زئبقية من العاطفة الجامحة.
        تذهب العاطفة الجياشة .. ويبقى الفكر الراسخ الذي لا تستطيع الزوابع أن تعبث به أو تزعزعه .. والشارع نحفظ كرامته وكبرياءه بدلاً من هذا الاستقلال ..
        وأخيراً لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم أن لم تسمعوها .

        عمر علي أحمد
        حلفاية الملوك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de