كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: بروف قيصر موسى الزين للرحاب العلية (Re: Abdelrahim Mohmed Salih)
|
كتب الاستاذ احمد محمد احمد البشير المحامي انا لله وانا اليه راجعون
من طرف احمد محمد البشير
رحم الله د. قيصر موسى الزين واجزل فضله عليه ..
كان دكتور قيصر استاذى فى معهد الدراسات الأفريقية والاسيوية التابع لجامعة الخرطوم ، وذلك عندما كنت ادرس علم الفلكور ...
دمث الأخلاق ، رايق ، ذكى ، واسع المعرفة الأكاديمية ، يدهشك بتواضعه ...
حكى لنا انه وفى اول يوم من أيام دراسته العليا فى ألولايات المتحدة والتى كانت فى مجال علم اللاهوت ، طلب منه استاذه ان يصعد معه إلى أعلى طابق فى العمارة الشديدة الارتفاع ، وهناك طلب منه أن ينظر إلى الأسفل ، إلى الناس وهم يتحركون بالقرب من شارع الاسفلت ، وعندما بدا الناس صغارا فى عين دكتور قيصر كانهم النمل ، قال له استاذه : الآن تصور انك انت الله ، وهؤلاء الناس فى الأسفل هم عبادك .. هذه هى بدايتك لدراسة اللاهوت ..
رحمه الله .. طلب منى ذات مرة وأثناء الدراسة ، اعداد ورقة paper عن صورة ( الله) فى اذهان الناس ، ادهشنى الطلب ، ولكنه اثارنى ، فشرعت فيه بكتابة استبيان وزعته على طلاب جامعة الخرطوم وعلى بعض الموظفين ، ثم قدمت له الورقة ، اشاد بها بكل هدوء و دون انفعال ، وتلك كانت إحدى خصاله ..
ذات مرة ولغرض ما دخلت الى مبانى الجامعة الرئيسة ( القانون، الآداب .....) فصادفته ان صح التعبير ، وهو يحمل (بقجة من الهدوم) فادهشنى ذلك ، فابتسمت ، وسألته ما الخبر ، وبهدوء قال لى انها (هدوم العرس) .. انا فى طريقى للعرس فى الجزيرة ..
دكتور اكاديمى يعيش حياته بكل بساطة وبدون ( بوبار ) وقد يعتقد من يراه فى تلك الحالة انه مجرد عامل يحمل ملابسا للغسال ..
كان يعيش حياة التصوف دون أن اقرر انه كان صوفيا ، فلم يكن يلصق ديباجة على جبهته تقول انه صوفى ، لقد كان متصوفا بطريقته ، الزهد والهدوء و( طولة البال ) ..
أثناء مقالاتى االسابقة تحت عنوان ( مجمع الفقه الإسلام يفتى فى التاريخ ولا يفتى فى الدين ) استشهدت بهذا النص ...
( وعن ذلك يقول الأكاديمي د. قيصر موسى الزين فى كتابه ( فترة انتشار الإسلام والسلطنات) ص 29 ما يلى : - ( ان النوبة والمسلمين اتفقوا على عدم الاعتداء ، وعلى ان يدفع النوبة للمسلمين سنويا البقط ، وهو عبارة عن ثلاثمائة وستين من الرقيق ، وأن يدفع المسلمون حبوبا وثيابا وغير ذلك ، ويمثل ذلك وضعا فريدا فى ما يبرمه المسلمون من معاهدات ، فهو لا يقع فى دائرة ما يفتحه المسلمون عنوة او صلحا ، ويبدو ان شدة بأس النوبة ( رماة الحدق) وبُعد بلادهم عن مركز الانتشار العربى ، واهتمام المسلمين آنذاك بفتح بلدان اكثر خصبا ، كان من عوامل هذا الوضع الخاص ) .. انتهى
رحم الله دكتور قيصر موسى الزين ، كانت احد اهتماماته فى علم الفلكلور ما يسمى بالتاريخ الشفاهى، وهو احد المصادر الهامة فى رواية التاريخ ، وفى التحقق من صحة الروايات ..
لقد فقدت الأكاديميا والثقافة ، والبحوث والتأليف و .......الخ عنصرا فى غاية الأهمية عندما ارتحل الدكتور العزيز الذى احزننى فقده ..
كيف اختم وانا أنعى دكتور قيصر موسى الزين ؟ لقد كان يحترم الجمهوريين ويقدرهم ..
اللهم الحقه بهم واجعله فى ضيافتهم ، وفردا منهم ، بشفاعة استاذ سعيد ..
| |
|
|
|
|
|
|
|