من يظن أن الأنظمة الديمقراطية أو الشمولية أو اي نظام من أنظمة الحكم المعروفة أو الديانات السماوية هو من يقود الحملة الأن لمحاربة العنصرية فهو واهم والإستدلال بالأيات القرانية والاناجيل بمسمياتها المختلفة والتوراة والأحاديث النبوية إنما هي للإستهلاك الإعلامي ومحاولة لتجميل صورة المجتمعات التي تدين بها ومن يكذبنا عليه معايشة الواقع في أماكن نزول الأديان وأديرتها ومساجدها ومعابدها سيجدها تغوص غوصاً في العنصرية هذا لا يقدح في الأديان ولكن يوضح الفرق بين الإرادة الحقيقية للمجتمعات في محاربة العنصرية من عدمه . فمن الذي يحارب العنصرية الأن ؟ أنه النظام العالمي الجديد (الشعبوية) وهو مصطلح إشتهر مع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي بحيث أصبح الفرد داخل المجتمع يعبر عن رؤيته الشخصية للأمور أو يتبنى رؤية يحسب أنها صحيحة منتشرة على وسائل التواصل الإجتماعي من منظوره الخاص . الشعبوية سحبت البساط من كل الأنظمة القديمة (ديمقراطية – شمولية) حيث لم يصبح الإعلام الحكومي أو النائب المرشح في دائرة إنتخابية معينة يعبر عن رؤية الناخبين، وإنما أصبح لكل فرد رؤيته المختلفة ويمكن أن يشكل بها رأي عام ومناصرين وتصبح سبباً في إسقاط نظام أو سبباً في تعديل تشريع أو الغاءه . النظام الشعبوي كان سبباً مباشراً فيما يسمى بالربيع العربي وهو ما يقود الحراك الأن في أمريكا وأوربا لمناهضة العنصرية ، الأمر الذي اصاب الأنظمة بالرعب والإرتباك فالأنظمة الشمولية تقول أنها مؤامرة خارجية وكذلك الأنظمة الديمقراطية (تصريحات ترامب الأخيرة ) والصحيح أن هناك نظام عالمي جديد يتشكل وسوف يهز جميع الأنظمة بما فيها الديمقراطية. الأنظمة القمعية والملكية فطنت للأمر وتعمل جاهدة على محاصرة نمو هذا النظام داخل مجتمعاتها بكل الوسائل القانونية وغير القانونية ولكن أعتقد أنها مسألة زمنية فقط والأجيال الجديدة والقادمة اكثر إرتباطاً وتفهماً لهذه الوسائط لذلك من الإستحالة الوقوف أمام هذا المد . أخيراً لم تصبح قضية الشورى للعامة ولكل افراد المجتمع مستحيلة كما يصورها العلماء الأن بضغطة زر يمكن للجميع أن يختار وفي جزء من الثانية لقد إنتهى عصر الوصاية .
نصيحة للاحزاب المستقبل للنظام الشعبوي ومن يريد الإستمرار عليه إيجاد وسائل يتواصل بها مع هذا الجيل بعيدا عن الثوابت التى لا يؤمن بها ولا يهتم بها إبني في الصف الخامس اساس ويحاورني عن الماسونية ورموزها وماذا تعني عندما كنت في الصف الخامس كل تفكيري في دافوري العصر وكمبليته والسباحة في النيل هذا الجيل الرقمي مختلف
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست