لمن أراد أن يتنسم عبق الحرية أو إفرازات جحيم الحرب .. ول أبا عبد الغني بريش .. من كتاب الحركة المداومين .. ويمثل نبط الشارع ووقع الأحداث في كاودا .. ومفاوضات جوبا ..
Quote: عزيزي القارئ.. يفترض أن السودان يعيش في عهد الثورة الشعبية العظيمة بشعاراتها -حرية سلام عدالة، ويفترض أن كل العبيد في السودان قد تحرروا من قيود الإستبداد بفعل هذه الثورة، وشعروا بحلاوة الحرية، ولذة الكرامة بعد سقوط الإسلاميين وأزلامهم. لكن الواقع يقول إن العبيد، ما زالوا يهربون من الحرية- لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية والعيش في ظلال الذل.
اسماعيل خميس جلاب الذي لا يعرف استقرارا سياسيا قط في حياته المتقلبة، كان عسكريا في جيش النميري وهرب منه، ثم التحق بالحركة الشعبية شمال، ثم خرج منها، وانضم لتنظيم الأغلبية المهمشة الذي يقوده شخص يدعى تلفون كوكو، ثم خرج منه وانضم لحركة مالك عرمان أونلاين، والآن يعمل بالتنسيق مع الكوز شمس الدين الكباشي والجنجويدي محمد حمدان دقلو في المنطقتين لإختراق الحركة الشعبية من خلال تجنيد وتحريض الناس عليها، وخلق مسار وهمي بإسم (مسار التماس) للإلتفاف على تحقيق السلام الحقيقي. وإن شخصا بمواصفات جلاب، لأبد أن يشعر بأقصى مشاعر الكراهية تجاه الأحرار والشرفاء، فالكراهية هنا ليست مسألة اختيارية لديه، بل اجبارية، ولا يمكن أن تكون غير ذلك. فأمثال اسماعيل جلاب يؤمنون بفلسفة الذلة ويسعون للترويج لها.. إنهم يخشون من أن تختل المعادلة إذا وصل الأحرار إلى سُدة الحكم. إنهم يشعرون بالتهديد والخطر على اسيادهم أكثر من أنفسهم.
المعركة الرئيسة في السودان اليوم، معركة بين الأحرار والعبيد، معركة ثقافة مشوهة مبتورة، ونظام يصر العبيد على أن يستمر في تسيير السودان بعقلية السادة والعبيد للأبد، وهو الشيء الذي ترفضه الحركة الشعبية بطرحها للنظام العلماني في السودان.
سؤالي "لهاووس نيغرو" اسماعيل خميس جلاب.. إذا كان حتى الحيوانات تعشق الحرية وإن عشقها للحرية هو ما يجعلها تقاوم عندما تقع في الأسر بمخالبها ومناقرها وقرونها ويدفع بعضها للموت كمدا لفقدها حريتها أو التنازل عن "العاج" بكسره على جذوع الشجر كما تفعل الفيلة حين يقبض عليها الصيادون فداء للحرية كما يقول "إتيان دو لا بويسي".. فلماذا تكره أنت الحرية وتختار العبودية الطوعية والتطبيل والتملق لأسيادك "المركزجلابة" في زمن الثورة السودانية العظيمة؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة