العاشوراء والاحتفالات زمان .. ربما كان موروث شيعي .. النيل والنار

Quote: العاشوراء .. ( هيوبا ) بين العادة والعبادة التاسع والعاشر من شهر محرم ( التاسوعاء والعاشوراء ) ايام صوم وتقرب الى الله وهو اليوم الذي نجا فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام من سطوة فرعون .. ولكن نحن هنا بصدد قراءة تراثية خاصة لطريقة احتفالنا بالعاشوراء في ذلك الزمن البعيد وبتلك الصورة التي كانت تنم عن نوع من الحزن المصحوب بالعنف وإشعال ألسنة النيران .. وقد ثبت لدى الباحثين قطعياً أن مسرح احداث سيدنا موسى وفرعون كان ارض النوبة وهذا الاستنتاج سوف يكون دافعاً لنا في إستحضار تلك الطريقة التي كنا نحتفل بها في ليالي العاشوراء .. في نهار يوم عاشوراء كان خالي احمد يأتي بعجل سمين يذبحه تحت تلك الشجرة التي مازالت منتصبة بشموخ وسط القرية ويتم تقسيم اللحم بالاكوام بعدد منازل القرية وبقيمة معروفة للجميع والنتيجة كانت عشاء عاشوراء وميزة هذه الليلة كانت في الاستمتاع بالطبائخ الحمراء التي كانت تخرجنا مؤقتاً من دائرة الوجبات الروتينية المملة من الويكة والخضرة واللبن ومشتقاته فإذا كان موضوع العشاء يرمز الى الاحتفالية والخير كان الأغرب هي تلك النيران التي كنا نوقدها مع مغيب الشمس ونجهز لها حبال الـ ( ألس Alas ) وهي حبال سمكية كانت تستخدم في الساقية .. ومكوناتها من نبات الحلفا ولم يكن اختيار هذا النوع من الحبال عشوائياً لأن الألس عند اشعاله كانت تتطاير منه شرارات ولهب كما الالعاب النارية في الوقت الحالي .. وبهذه الحبال المشتعلة كان يتم تبادل الضرب بين الاطفال والشباب وحتى امهاتنا واخواتنا كن يطلبن منا أن نضربهن بهذه الشعلة وفي اعتقادهن انها من السنن والموروث الاسلامي .. أما العبارات التي كنا نرددها فهي ( هيوبا .. يوب .. يوب .. فاطنة عشوراء برو ) وهنا تكمن العلاقة او الرابط ما بين ممارسة الشيعة اليوم و ( الهيوب ) آنذاك وفاطمة هي قطعاً الزهراء رضي الله عنها .. وإذا أصلنا لهذه العلاقة فعلينا إستحضار حكم الفاطميين لمصر وهم كانوا من الشيعة الاثنا عشريين والعاشوراء عندهم متربط بقتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء والدليل هذا التأثير أن لدينا الكثير من الامهات والاخوات اسمائهن ( عشورة ) وخاصة أن المملكة الاسلامية في دنقلا العجوز كانت في أوجها أيام كنز دولة ( عبدالله برشمبو ) وربما كان الفاطميون يمارسونها ليلة كربلاء بدلاً عن ممارسة ما يسمى باللطم حالياً وهي فلسفة ايذاء الجسد .. ثم كان التوجه الى النيل لأنه المرجعية النوبية لكل الافراح والاتراح عبر تاريخهم .. وهناك كان يتجمع الشباب ذكوراً واناث وتبلغ لحظة الاحتفالية ذروتها دون رادع او زاجر من قبيل اشعال النيران في نباتات الحلفا التي تكثر على القيزان الرملية شرق النيل .. يستمر هذا السجال بالضرب المتبادل بين الشباب ومرات اخرى ضرباً برفق للفتيات والامهات وبعدها يأتي ساعة استعراض العضلات أمام الفتيات والامهات عندما يحين وقت السباحة وهو اليوم الوحيد الذي يمكن ان يظهر فيها الشاب بعض مهاراته عندما يقفز من أعلى منطقة الى مياه النيل مباشرة وسط صرخات الامهات ويتفنن الشباب في ( عوم الظهر والصدر والغوص ) .. فهذا النيل دائماً ما يكون ملجأ للنوبيين في كل الظروف فعند الولادة تقوم امرأة بجلب مياه النيل في اناء وتغسل مقتنيات المرأة حديثة الولادة او ما يسمى ( بالجيرتق ) ويوضع اناء مليء بماء النيل مع سكين او فأس تحت سريرها لمدة اربعون يوماً وفي نهايتها تذهب المرأة بمولودها الى النيل وتبدأ الطقوس فإذا كانت انثي يرمى بحجر ثقيل في النيل تيمناً بأن تصبح الفتاة (ثقيلة) مثل ذلك الحجر ليس وزناً ولكن سلوكاً وقيماً أما اذا كان المولود ذكراً فيؤخذ العيش والتمر واللبن ويرمى في النيل وهذا مدلوله ان يكون قادراً على جلب الرزق والعيش فالعريس يوم زفافه كان يتجه الى النيل والولد عند الختان كذلك .. واليوم عندما تطأ أقدامنا ارض القرية بعد السلام على أهل واداء الواجب يتجه الانسان صوب النيل دون أي تردد وكأنه جزء من أهله واقاربه بل ويسبق ذلك بعض زيارات الاقربين .. وصدق وردي رحمه الله ( النيل إكا مومونا قسر كورجا باي مونا ) ومدلوله بالعربية ( نزع النيل من وجداننا .. كنزع العظام من اجسادنا ) فهذة الحضارة النوبية خليط بين كل الاديان اليهودية والمسيحية والاسلام .. فهي حقاً مترعة بمكارم الاخلاق ..

Quote: من اكتر الاشياء الكنت بستمتع بها الفطيرة المحمرة المقرمشة وعليها السكر الناعم وكوب الحليب البارد

Quote: (2) قبل أن أدخل في مقال الأخ ياسر الجريف، يجب علي أن أمهد له بسؤال عام لكل السودانيين والسودانيات الذين وُلِدوا في عام 1970 او قبله. بالتأكيد أن جُل هؤلاء عاشوا فترة شبابهم حتى العشرين أو أكثر من ذلك في داخل السودان. لهذه الفئة أطرح سؤالاً مباشراً: ” كيف كان يمر يوم عاشوراء في السودان عندما كانوا أطفالاً ثم صاروا شباباً؟” هل كان في بيوتهم نفير وحركة ودعوة لصيام يوم عاشوراء؟ هل كانت مساجدنا وصحفنا تذكرنا بصيام يوم عاشوراء؟ هل كان علماء الدين الذين يخاطبون المسلمين في تلك السنوات من خلال الإذاعة الوحيدة والتلفزيون الوحيد في السودان، يذكرون الناس بيوم عاشوراء ووجوب صيامه؟ ثم الدعوة لصيام التاسع والعاشر من محرم مخالفة لليهود؟ أما أنا فأذكر في الستينات ونحن صبية كان أخي منير رحمة الله عليه، بمنزله بالحارة الخامسة بالمهدية (أو الثورة سمها ما شئت) كان يطلب من زوجته أن توسع لنا في الطعام ليلة عاشوراء. وكانت تُعدُ لنا طعاماً مخلوطاً بالسكر والعسل وتسمى ليلة التوسعة. لم يكن بالتأكيد ذلك حال بيت أخي منير لوحده، بل كان هو حال أكثر بيوت أهل السودان، فهم يحتفلون بليلة عاشوراء بطعام خاص، أما مسألة صيامه هذه فلم نسمع بها في تلكم الأيام. كان ذلك هو حال الناس في ذلك الزمان في مصر وبلاد المغرب العربي كلها وربما إلى يومنا هذا. من أراد أن يتحقق من قولي فيسأل جيل السبعينات وما قبل السبعينات فسيقولون لكم أن احتفال عاشوراء عندهم كان يقتصر على إعداد الطعام الذي يدخل فيه ما هو حلو المذاق. أما بلاد الشام والجزيرة العربية فلا علم لي بما كانوا يفعلون ليلة أو يوم عاشوراء. ولكني علي يقين أنك لو سألتهم لقالوا لك لم نكن نصم ذلك اليوم قبل ثلاث عقود من الزمان ولكن الآن نعم. إذن، لا أحب أن أقول أن صيام عاشوراء بدعة ، ولكني أحبُ أن الفت نظر القارئ أن صيام العاشر من محرم تم اكتشافه حديثاً، فقد كان غائباً عنا في بطون الكتب، وسخر الله له عالماً نحريراً أنفق عمره كله يقلب كتب الحديث، ليطلع لنا بأحاديث صيام يوم عاشوراء. فأصبحت هذه السنة عندنا ككرة الثلج كلما تدحرجت زادت صلابتها وأتسع قطرها ورقعتها. أي بمعنى كل عام يزداد عدد الصائمين ويزداد الحديث عن عاشوراء في شتى المنابر. فها نحن نرى هذا اليوم كأنه أصبح ركناً من أركان العبادات، وأخشى أن يأتي يوم فينافس صيام رمضان، لأنه تجاوز صيام يوم عرفة وهو السنة التي لا خلاف عليها. فلو أجرينا إحصائية لوجدنا أن الذين يصومون يوم عاشوراء أكثر من الذين يصومون يوم عرفة.

Quote: إذا أصلنا لهذه العلاقة فعلينا إستحضار حكم الفاطميين لمصر وهم كانوا من الشيعة الاثنا عشريين والعاشوراء عندهم متربط بقتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء

Quote: بل هم ينتمون للمذهب الشعي الاسماعيلي

Quote: وبين الطرفين عداء كبير جدا يصل حد التكفير كعادة الثنائيات التي تنفصل عن بعضها يكون اشد عداوة من المختلف في الدين (شيعة - سنة) (كاثلوليك - الأرثوذكس) وهكذا

Quote: الاحتفالات دى يا على اخوي صار من التراث الكيزان ضيعوا اي شئ جميل وحلو فى السودان

Quote: فكهف السودان في جبل المقطم , شاهد على قوة وفدائية الشيعة من اهل النوبة رضوان الله عليهم ,,, لقد كانت الدولة الفاطمية (اسماعيلية) ولكن اغلب النشاط الذي جرى في التبليغ والدعوة اخاصة في اطراف الدولة كان للامامية الاثني عشرية الم تلحظوا لكم القباب والمزارات في مناطق النوبة (وان شيوخ هذه القباب لم يكن لهم طريقة صوفية و لم يرد انهم سلكوا او بشروا بطريق صوفي,,, في منطقتنا ناوا (ناوى) مثلا قبة الشيخ عبدالخالق ادريس (قدست روحه الزكية) المعروفة بالقبة التى بناها الرحمن , او قبة الشيخ ود عشاب او الشيخ ود عباد ,,,, و في القدار صلاح دنقلا و 99 قبه ,,, الخ كلها لشيوخ لم تعرف لهم طرق صوفية , واغلبهم كانوا زهاد اتوا للتبليع والدعوة في هذه المناطق ,, أما تفاعل الاثر الشيعي رغم (محاربة التشيع و محو مدارسته العلمية) الا انه مازال فعالا (ففلان للحماية من العقرب نقول النبي النوح ) وهذه رواية شيعية ومثلها الكثير من الممارسات الروحية التى لا يوجد لها (علاقة بالنص الرسمي للتعليم الديني) , سواء كان في مناحات الوفيات او في الافراح (لليوم مازال التبرك بذكر زواج علي وفاطمة عليهم السلام في الزواجات) و مازال لليوم تحصين الاطفال الصغار والرضع (بالتوسل بالزهراء والحسنين عليهم السلام) ,,, أما احياء عاشوراء (الهيوب هيوب ,, او اليوب يوب ) فهي مراسم شيعية بكل تفاصيلها و قد جرت قبل تشيع ايران بسنين عددا ,,, فالضرب بالحباب المتطاير منها النيران . و بالجريد , و بالسلبة فهى تمثل لما جرى لحريق لمخيم الامام الحسين عليه السلام و جري جيش يزيد لعنة الله عليه في مطاردة حرائر بيت النبوة) اما السباحة في النيل او النزول اليه فهي اشارة لما تم في ساحة الفرات في معركة كربلاء ,, واحياء بطولات ابوالفضل العباس بن علي ابن ابي طالب وكيف كانت بطولته ودفاعه عن ال بيت النبي عليه السلام

Quote: وكوب الحليب البارد

Quote: و ده في اربجي و سنة دو .. كان بارد كيف ؟ تحت الزير و لا المشلعيب كان في ملقف هوا ؟

Quote: ما مذبحة باب زويلة التى قام بها صلاح الايوبي , فقد قتل فيها الوف من اسر النوبة الذين يناصرون الدولة الفاطمية ,,,

Quote: عزيزي محمد الزبير كهف السودان ده اثر خالد في جبل المقطم حفره محموعة من السودانيين هربوا من بطش الدولة الايوبية وهو هم من النوبة شيعة امامية اثنى عشرية ,, وقد نحتوا اسماء الائمة من ال البيت عليهم السلام في كل جوانب الكهف ,,,, اما مذبحة باب زويلة التى قام بها صلاح الايوبي , فقد قتل فيها الوف من اسر النوبة الذين يناصرون الدولة الفاطمية ,,,

Quote: طبعا تشكل الاسلام في منطقة شمال السودان الاثر الشيعى فيها ظاهر و فعال الى اليوم , رغم حملات القمع التى قام بها صلاح الايوبي وارتكابه جرائم أبادة جماعية للنوبة و مطاردة ومحاربة كل ما يمت للشيعة او أل البيت وقد وثقت كتب التاريخ جميعها ذلك (الا كتب التاريخ المدرسي في بلدنا المنكوبة) فمجزرة باب زويلة , و مقاتلة مؤتمن الخلافة وجيشه النوبي)

Quote: الكثير من اجدادنا وجداتنا لم يكن يحفظون حتى آية واحدة من القران لاداء الصلاة ولم اسمع من احدهم حتى في الصلوات الجهرية .. ثم عرفت عن طريق بعض كبار السن أن الشخص اذا رغب في الصلاة كان يتوجه صوب القبلة ويبدأ بقراءة شيء غريب ( بالنوبية ) الدنقلاوية ولكن يبدو ان الأمر كان له تأثير بالتراتيل الكنسية التأملية وكأن الشخص يريد ان يستخدم بعض الوسائل من معينات الحياة منها أدوات الحسم ( قمبو ، الفاس ) وبعض الجماليات من المخلوقات فكانت تراتيلهم كالتالي : الهمدو .. شرين قمبو .. دار مكاده .. هبد قوقكا .. وو أرتي .. أيين اورتي ويمكن شرحه بالعربية .. الحمدو ( سورة الفاتحة ) او يقصد به له الحمد .. شري قمبو ( حاسم كالفأس ) ورمزيته أن هذا الحمد حاسم وقاطع بلا جدال .. وهذا النوع من الفأس معروف لدى اهلنا كما السيف عند العرب ( صارم وقاطع ) تجده على شكل مثلث مقلوب .. يستخدم في التهذيب والتجميل وازالة الزوائد والنتوءات .. دار مكاده ( عيش الريف في القيساب ) وتكون رائعة وجميلة المنظر .. واجمل لون للبنفسج في الكون تجده بين حبات المكادة ( عيش الريف ) مع خليط من الحمرة واللون الاصفر الفاقع والابيض كانت تبدو كلوحة من الجمال كما أنها رمز للخير ودرء للمسغبة .. وفي السابق عندما تحتدم المجاعات كان المحصول المنقذ الوحيد لأنها تكون جاهزة للحصاد في مدة لا تزيد عن الشهرين من يوم زراعتها بالاضافة الى امكانية تناولها مشوية وبطعم مميز( قنقر).. وثمرتها مضمونة ومحفوظة ونظيفة ومعقمة لا تصلها الطير ولا الحشرات .. كما أن اهلنا لم يكن يخافون من التجوال داخل مزارعها ليلاً لأنهم كانوا يعتقدون أن المكادة نبتة مكرمة لا تقترب منها او تسكنها أرواح شريرة .. على عكس اعتقادهم بأن مزارع الذرة تسكنها ( مرن توو بروو ) ويرمز الى مخلوق خيالي في شكل بنت جميلة ولكنها شريرة تقوم بإمتصاص سوائل الانف وتترك حمرة على الوجه .. وهي إحدى الاساطير النوبية .. ولهذه الخاصية الفريدة ذكرت المكادة كنعمة من نعم الله المميزة على غيرها من المحاصيل .. ونلاحظ العمق ايماني مع استحضار بعض النماذج الواقع الزراعي .. (للحديث بقية )

Quote: ليه كنا بنضرب العروسة بالالس ؟ بالنار اى عروس ف الحلة كانت تاخذ نصيبها بالجلد بالالس المشتعل و الغربية ناس البيت ما كانوا بيمنعونا و لا يقولو حاجة.. و تخضيب الحيوانات الاليفة بالحناء ... و البنات كمان و جمع مختلف انواع الحبوب .. فى حلل نحاسية كبيرة او قدر فى وسط الشارع لاعداد البليلة و قراصة البلح و السمن و العدس المُحلى و توزيعها على الصبية و الشباب قم ما كنا بنصوم و لم نرى احدا يصوم او

Quote: ........ ربما اختلف معك اخي عمار في هذه الجزئية ، فالاسلام دخل الشمال عن طريق الفتح الاول في عهد عثمان رضي الله عنه تحديدا في ولاية عمرو بن العاص داهية العرب رضي الله عنه