الطغاة والكيزان عندما يتسلطون على رقاب الخلق بينسوا قدرة الخالق .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2020, 06:07 PM

ABDALLAH ABDALLAH
<aABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 7628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطغاة والكيزان عندما يتسلطون على رقاب الخلق بينسوا قدرة الخالق .

    06:07 PM October, 13 2020

    سودانيز اون لاين
    ABDALLAH ABDALLAH-washington
    مكتبتى
    رابط مختصر



    *من صفحات الدفتر الأسود لذكريات العسكر والكيزان*
    ----------------------
    *محمد عطا مدنى*
    ----------------------
    عام 2005 اختيرت الخرطوم عاصمة للثقافة العربية..أنصار النظام البائد (نظام البشير) فتشوا عن أديب سودانى كبير يستقبل زوار البلد من الأدباء والشعراء والمسؤولين..
    وقد استبعدوا بطبيعة الحال الطيب صالح كأديب عالمى لموقفه منهم ولمقاله عنهم (من اين جاء هؤلاء؟) وبدأوا فى البحث فى دفاترهم القديمة المنسية..
    فنكتوا الشاعر الكبير الافرو سودانى محمد مفتاح الفيتورى من بين أضابير التاريخ المنسية..
    وأرسلوا له دعوة فى لندن ليأتى ويستقبل ضيوف البلاد.. ولبى الفيتورى الدعوة مشكورا..فهو ابن السودان البار وابن دارفور الثائر ، المولود فى الجنينة عام 1930م..
    وصاحب الكلمات الثورية الرائعة التى صدح بها الفنان العملاق وردى أيام ثورة أكتوبر 1964م:
    (أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق..!)..
    وكان أن استقبل مرحبا به فى تلفزيون السودان أثناء نقل فعاليات (الخرطوم عاصمة الثقافة العربية) من أرض المعارض بالخرطوم..
    وسأله المذيع سؤال مفاجىء لم يتوقعه ولم يسبق له سماعه: (لماذا تخليت عن جوازك السودانى ونلت الجواز الليبى؟) سكت الفيتورى للحظات كأنما يستجمع شتات نفسه المبعثرة على خارطة الوطن العربى..
    وتلألات دمعتان حائرتان فى مقلتيه..وقال: فى الحقيقة لم أتنازل عن جوازى وجنسيتى السودانية..وإنما تم نزعهما منى انتزاعا كانتزاع الروح من ثنايا الجسد..وهو حديث ذو شجون لم يسبق لى ارتياده لأنه يسبب الما شديدا لروحى وكل جينات جسدى.. وأنا مضطر للإجابة على سؤالك..!
    كنت سفيرا للسودان فى لبنان..وجئت فى زيارة عمل روتينية للسودان فى أعقاب انقلاب الشيوعيين عام 1971م، وعلمت من احد الأصدقاء أن الأستاذ محمد إبراهيم نقد مطلوب القبض عليه من قبل حكومة نميرى وهو مريض ويعالج فى الخفاء فى بيت أحد أقاربه فى أم درمان..
    ودلنى الصديق الوفى إلى ذلك البيت وأديت واجب الزيارة للصديق المريض وسافرت إلى لبنان مكان عملى..ولم أكن أدرى ان حكام العسكر يضعون جواسيس ورجال أمن على موظفيهم حتى الكبار منهم كالوزراء والدبلوماسيين.. وحكام الأقاليم..الخ..
    والمفترض فيهم انهم محل ثقة كبيرة..
    وكان أن ذهب هؤلاء الجواسيس الى نميرى قائلين له بالحرف الواحد:
    (سفيرك..راح زار عدوك..!!)
    فأرسل نميرى عناصر مخابراتية إلى لبنان وفتحوا السفارة ليلا..
    وكذلك مكتبى واخذوا جواز سفرى وسافروا به لتسليمه لنميرى..
    وفى اليوم التانى صدر بيان وزارة الخارجية السودانية بعزلى كسفير فى وزارة الخاجية، ونزع جوازى وجنسيتى السودانية..!!
    فأصبحت بين ليلة وضحاها..بلا عمل.. وبلا هوية..وبلا وطن..!!
    وصل الخبر إلى وزارة الخارجية اللبنانية، فأرسلوا لى مبعوثا من كبار موظفيهم يبلغنى برسالة من الحكومة اللبنانية بأنهم لن يستطيعوا التعامل معى رسميا كسفير..ولكن لمكانتى كشاعر عربى كبير ، ودبلوماسى له خدمة طويلة فى المجال. تعرض علي الحكومة اللبنانية منزلا للاقامة الدائمة وراتبا معقولا ومنحا دراسية لأبنائى مجانا..!
    وفى الحقيقة عزت على نفسى أن أبدو متسولا ومستدرا لعطف واحسان بعض إخوتى رغم شعورى بالامتنان الشديد لهم على هذا الكرم الحاتمى..
    وكانت رغبتى أن أستمر فى عمل ما لأصرف على أولادى من عرقى وكدى..وليس من إحسان البعض على وعلى اولادى مع شكرى الباذخ لهم..!
    كانت لى صداقة مع العقيد القذافى واتصلت عليه وأبلغته بما حدث..قال لى بلا تردد جهز أغراضك وأولادك..فى خلال ساعات ستصل طائرة ليبية إلى مطار بيروت لتحملك وأولادك الى ليبيا..
    وفعلا..بعد عدة ساعات وفى وقت متأخر من الليل وصلت الطائرة واتصل بى أحد المسؤولين فى الطائرة بأنهم قد حضروا لتنفيذ أمر العقيد لنقلى واولادى إلى ليبيا..!
    بين ليلة وضحاها وبشىء لم يخطر على البال، وجدت نفسى وأولادى مسافرا الى المجهول..لا أعرف ماذا سأعمل وكيف سأعيش؟
    وصلنا إلى طرابلس..وجدنا سيارة رئاسية فى انتظارنا..
    وبعض المسؤولين فى الحكومة..أحدهم بمرتبة عالية ويبدو كضابط فى الجيش أو مسؤول كبير ، كما فهمت من احترام الآخرين له، وتم نقلنا إلى فيلا فخمة فى حى من أحياء طرابلس الراقية..
    وشكرت المسؤول الكبير وطلبت منه نقل تحياتى لسيادة العقيد حتى أستطيع مقابلته غدا إذا اعطيتمونى موعدا للزيارة..
    ولكن المسؤول الكبير اعتذر لى قائلا: لابد انك سيدى قلق من جراء الموقف الذى حدث لك، ومرهق من تعب السفر ولكن الأوامر لدى أن آخذك الآن إلى سيادة العقيد وهو فى انتظارك..
    تعجبت من ذلك لأن الفجر تبقت له سويعات قليلة..
    ولكنى امتثلت لأوامر العقيد وسرت معه إلى حيث وجدناه فى خيمته المعهودة التى يحب الجلوس فيها فى فناء مقر الرئاسة. وكان معه السيد عبد السلام جلود أمين (وزير) الخاجية، ولاحظت ان جواز سفر احمر كان بينهما على الطاولة، وبجانبه خطاب مغلق..
    واستقبلانى مرحبين مع تساؤلات عن تلك الأحداث الغريبة التى وقعت لى مع الرئيس نميرى..وأخيرا تناول العقيد جواز السفر والخطاب وناولنى اياهما قائلا: هذا جواز سفرك الليبى الجديد وقرار تعيينك سفيرا فوق العادة ووزيرا مفوضا للجماهيرية العربية الاشتراكية العظمى، وبقى ان تختار مكان عملك..وتحدث معى عبد السلام جلود عن الدول الخالية من منصب السفير واخترت بريطانيا..!!
    ولأول مرة فى تاريخ الدبلوماسية العالمية يكون هنالك سفير لدولة فى دولة ما، ليتحول فجأة إلى سفير لدولة أخرى فى بلد آخر..!
    وسافرت إلى لندن مع أسرتي ومكثت لسنوات إلى أن أرسل لى الوزير عبد السلام جلود خطاب التقاعد بعد ان وصلت إلى عمر التقاعد. وعدت إلى ليبيا وسكنت الفيلا الممنوحة لى من الحكومة. وجهزت خطاب شكر للعقيد ووضعت جواز السفر الدبلوماسى مع الخطاب فى مظروف، وأوشكت على الاتصال بالرئاسة لتحديد موعد لزيارة العقيد، ولكنى فوجئت بزيارة مسؤول كبير أتى لاصطحابى إلى زيارة العقيد..!
    ووجدته كما عهدته فى المرة الأولى جالسا فى خيمته التى يفضل الجلوس فيها كعربى قح..وبتواضع شديد لم أعهده فى رؤساء الدول التى زرتها..
    واستقبلنى مرحبا ومبتسما كعادته، ثم التفت إلى جلود قائلا له: ياعبد السلام..
    الشعراء لايحالون إلى التقاعد..(وناولنى مظروفا)..هذا قرار تعيينك سفيرا ووزيرا مفوضا مدى الحياة..!






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de