ذكرى مجزرة القيادة 29 رمضان من العام الماضي. بعد الافطار نزل امطار والثوار كانوا يجهزون لاول يوم للعيد. كان همهم صلاة العيد في ميدان اعتصام القيادة العامة. (عيدا باي حال عدت يا عيد) كنت من المهمومين بصلاة العيد في ميدان اعتصام القيادة العامة. جاءت رهفة الاشواق ان اذهب في ليلة 29 رمضان وفي تمام الساعة العاشرة مساءاً تحركت مع الاخ/ مصطفى محمد ، الى ميدان الاعتصام وكان لمصطفى اول زيارة لميدان القيادة العامة. وصلنا ميدان الاعتصام ومساحات شاسعة ملئة بمياه الامطار. اقتربنا من نفق شارع الجمهورية والثوار في هذا الظلام يعزفون بالحجارة على اوتار قضيب السكة حديد وهم اقل من الايام الغير ممطرة. اقتربنا الى المنصة الرئيسية واطراف المنصة مشلعة والخيام واقعة والمسرح بلا سماعات ساوند ولا مائك والكهرباء قاطعة في ميدان الاعتصام. ذهبنا في كل الاتجاهات والعدد المتواجد اقل من عشرة اضعاف في الايام العادية. نحن متجولين في ساحة الاعتصام وفي تمام الساعة الثاني عشر صبيحة اليوم الثاني رن هاتفي و اخت من الثائرات قالت لي معاك عربية قلت لها نعم. قالت تريد ان تذهب الى منزلهم وتاتي لصلاة العيد في القيادة. نعم ذهبت لها ووجدتها مع شباب وشابات كلهم يسكنون امدرمان. ايضا كان معهم شاب قلت له لايمكن ان نتركك لوحدك وتنام في القيادة اذهب معنا ونوم معنا بيتنا بيتكم ولكن رفض.. وعندما نتجاذب اطراف الونسة امام بوابة البرية شاهدنا سيارات الدفع الرباعي محملة باسلحة وجنود يحلقون حول القيادة وكانوا الثوار مطمئنين ولكن انا غير مطمئن لحركة السيارات التي تحمل اسلحة وجنود. اخيرا وفي تمام الساعة واحدة صباحا تحركنا مع الشباب والشابات وودعنا دكتور /سماني وقال لي من دخوله القيادة للان لم يبيت خارج الاعتصام. ثم تحركنا الى عبر شارع البلدية وقبل خروجنا جاء موكب جبرة الساعة الواحدة ونص صباحا يحتفون بالمدنية. توكلنا وخرجنا عبر شارع البلدية الى امدرمان ، ثم نزلت كل الشباب في منازلهم وتبقى معي مصطفى وحامد. مصطفى كان مسافر في هذا الصباح ومعي حامد ذهبنا الى الميناء البري وفي طريقنا عند صينية المهندسين وجدنا سيارات الدفع الرباعي داخلة الخرطوم ومهملة بالجنود ثم عبرنا الى الميناء البري الخرطوم ووصلنا الساعة الثالثة ونصف صباحا. عدت الى امدرمان وقلبي غير مطمئن من دخول قوات الى قلب الخرطوم. اخر شخص كان معي حامد نزلته في منزلهم ثم ودعته. وصلت البيت ولم يطمئن قلبي وقلت من الافضل افتح الانترنت. اول ما فتحت الانترنت ودخلت الفيس بوك شاهدت صراخ وعويل واصوات البندقية تقتل اناس ينادون بالسلمية. لاحول ولا قوة لنا الا بالله. متابع والنوم لا يخطر ببالي في مثل هذا اليوم الاسود والعيد بلا لون ولا رائحة ولا طعم. اصبحنا والعيد عيد جراح تنزف في خواتيم شهر مبارك واصبحنا والثوار بعضهم ارواحهم في رحمة الله. لحظات من البث المباشر وسلطات المجلس العسكري تقطع خدمة الانترنت في السودان. ظلام اخر ولا يمكن ان تصل ميدان الاعتصام ولا يمكن ان تتابع. لكن افظع مناظر شاهدته في حياتي والعيد عيد متاريس وكل الشوارع اترست. في نفس اليوم اتصل بي صديق وقال لي دكتور/ سماني انضرب ولكن حي يرزق. والكثيرين كنا بنسال عنهم ولكن خيوط الظلام تشابكت وتلاعبت ايادي الغدر لكي يغدر بالثوار. هكذا انتهت ثورة السلمية والمتاريس وثورة الجياع وثورة من حمل السلاح في وجه نظام المؤتمر الوطني. الشعب من خندق واحد الان الثورة فقدت السلمية والإسلاميون السياسين يريدون العودة باي ثمن مهما كان. اخيرا ما نقول الا ما يرضي الله. للشهداء لهم الرحمة والمغفرة والشفاء العاجل للجرحى والعودة للمفقودين ومحاسبة كل من ارتكب جريمة في فض الاعتصام. كل عام وانتم بخير وربنا يرفع البلاء والوباء وعيد في بيتكم وخليك في البيت اذا اردت الخير لاهلك فلاتذهب لهم في البيت واذا اردت ان تقتلهم وتشارك جريمة القتل اذهب وانت السبب وسوف تساحب يوم القيامة. احذرو الكورونا انها قاتلة ذواليد سليمان مصطفى باحث في حوار الحضارات [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة