Quote: الأستاذ محمود محمد طه - شريعة الجهاد 54 Aufrufe •14.11.2020 5 0 Teilen Speichern Alfikra 8980 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
شريعة الجهاد
انت لمًا تقنعني أنا بالإسلام، أفضل من أن تحملني على الإسلام بالإكراه – أن تتجه لعقلي – أن تقنعه.. دينك، في الحالة دي أرفع، وانت أرفع، وأنا لمًا أدخل في دينك، بالصورة دي، بكون مسلم أكبر، من الإكراه.. دا أصل في أصول الطبيعة البشرية، وفي أصول الخُلق.. بعدين الخوف ما يجيء، بالمرة – النفاق.. دي نحن هنا قلنا هسع، الآيات المدنية فيها النفاق، الآيات المكية ما فيها!! السبب: أنُّ في مكة في إسماح، «وقل الحق من ربكم.. فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر».. إذن، ما في ضرورة أنا أعلن حاجة وأخفي حاجة – ماني خائف من شيء.. لكن، أول ما جاء العهد المدني، يجيء الإنسان إذا كان ماهو مقتنع بالإسلام، ليحرز دمه، وماله، يسلم، وهو منافق.. فدي تدلك على أنُّ الإكراه، عندما يدخل، ينقّص طبائع الرجال، ويسوق المرض للقلوب.. ولذلك، دا ما ممكن يكون من أصل الدين.. بعدين، «الجهاد» نبينا أشار لِهُ بصورة لطيفة جدًا في التبليغ، ويجب أن نحتفظ بِها.. يقول، «رجعنا من الجهاد الأصغر للجهاد الأكبر».. «رجعنا من الجهاد الأصغر»!! في مرات كتيرة هو يرجع من الغزو، يقول، «رجعنا من الجهاد الأصغر للجهاد الأكبر»، اللي هو، في الحقيقة، أصل الدين.. في أصل الدين أنه، «إنَّ أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك».. انت لو بتجاهد، جاهد نفسك.. إذا جاهدت نفسك، تنتصر على كل شيء، ولا تحتاج لأن تقاتل.. كأنُّ الاتجاه هو دا.. الإنسان، في الأول، قادر على جهاد الآخرين، لكن يعجز عن جهاد نفسه، بالمرة.. وفي قيمة كبيرة جدًا وصلت، أنُّ المسلمين اللي تربوا في صدر الإسلام، في عهد الجهاد الأكبر، كانوا القمم اللي ما وصلوها المسلمين اللي تربوا في العهد المدني.. العهد المكي ربى رجال هم القمم.. الناس اللي جاءوا وتربوا في مجتمع مسلم، وما فيه الرذائل اللي كانت في مكة، دون الناس اللي تربوا في عهد الرذائل المكية، لكن في عهد الجهاد الأكبر.. ولذلك، عندما التحقوا بالرفيق الأعلى – عندما انتقلوا – الإسلام نزل طوالي، لغاية ما جاءت الفتنة الكبرى الانت عارفها.. فإذن، «شريعة الجهاد» ماها أصل، في الحقيقة.. شريعة الجهاد فرع، وقامت على الآيات الفرعية.. وبعدين، يجيء، «لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي».. يعني، ما تكرهوا الناس على الدين، بينوا لِهن!! «قد تبين الرشد من الغي» دا، التبيين دا ما ينتهي، باستمرار.. كأنه قال، بينوا الرشد من الغي، ليقتنعوا الناس بعقولهن.. البيان دا يجيء بلسان الحال، ثم بلسان المقال – انت عايز تدعو الناس لخير، الزم الخير دا، وطبقه في نفسك، حتى يكون شمائلك، وأخلاقك وسيرتك.. إذا كان الناس شافوك، يهتدوا، بعدين ادعو بلسان المقال بعدما تكون قد دعوت بلسان النموذج.. دا قيمته تجيء من الجهاد الأكبر، اللي سماه نبينا، بالصورة دي.. يبقى، في حقيقة الأمر، أنُّ «شريعة الجهاد» شريعة مرحلة، زي الشرائع التانية.. وهي قائمة على آيات الفروع..
من محاضرة « تطوير شريعة الأحوال الشخصية»، 7 أبريل 1972، نادي الفنانين بمدينة كوستي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة