كانت هذه الحادثة فى أوائل السبعينات من القرن الماضى. لا أذكر أسمها أو بلدها.. زارت الأستاذ فى منزله، ورحب بها كعادته مع كل زائر.. وبعد نقاشات وتعارف وتبادل المعلومات عن وضع المرأة فى السودان، وكان الجمهوريون قد أصدروا كتابا أسموه "خطوة نحو الزواج فى الإسلام" فيه جعلوا المهر ركزياً بجنيه واحد وأن يوضع شرط عدم التعدد وعدم الطلاق إلا عن طريق الحكمين كما نصت الشريعة.. وهذه الشروط واردة فى كتب "الأحوال الشخصية حسب المعمول به فى المحاكم المصرية" والذى يستند الى المذهب الحنفى.. ولقد قامت كلر زيجات الجمهوريين فيما بعد على هذه الطريقة.. المهم المرأة الخواجية فى نهاية اللقاء عرضت على الأستاذ محمود دعما ماليا بمبلغ 20 الف (لا أذكر جنيه أم دولار).. ولكن الأستاذ تغيـر فجأة، وقال لها.. أعملى على إنقاذ بنات جنسك فى بلدك أولا من إستغلال الشركات الكبرى لهن فى الدعايات والإعلانات التجارية، ومحو إنسانيتهن.. وكان الموقف والكلام من الصرامة بحيث لم تجد أى فرصة للشرح وودعت الأستاذ وخرجت والغضب ظاهـر على وجهها. لهذه الأسباب أرفض توقيع الحكومة على إتفاقية سيداو لأنها تفتقـر الى ضمان إنسانية المرأة وعدم إستغلالها تجاريا وجنسيا.. وأقول جنسيا ولا أقصد الدعارة كما ذهب الكذاب فضيل، ولكن أن تكون دعايات تظهر فيها المرأة شبه عارية لينظر الرجل الى جسدها ويشترى البضاعة، فهذا أعتبره استغلال جنسى أيضــاً. سيداو تفتقـر الى القيـم. ولولا حسد قادة السياسة فر بلادنا ورفضهم نقاش الفكر الجمهورى بصدر مفتوح لكان السودان هو من كتب إتفاقية سيداو وجعل الأمم توقع عليها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة