اقتل الكلام بالعمل...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2020, 06:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اقتل الكلام بالعمل...

    05:25 PM February, 15 2020

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أترك أعمالك تتحدث عنك واسكت أنت، فلا تلقِ خطباً تتحدث فيها عن إنجازك وتفوقك وجميل سيرتك فتبتلى بمكذبٍ وحاسد، وتكون عرضة للسخرية والازدراء، ولكن قدم علماً حسناً جميلاً بديعاً يسر الناظرين، وأعطِ مثلاً حياً من الأخلاق والسيرة الحسنة والسجايا الحميدة، فهي أعظم شهادة على عظمتك وسموك وعلو منـزلتك.

    إن الفاشلين أكثر الناس أقوالاً وأقلهم أعمالاً فهم يتحدثون عن أعمال وهمية وعن منجزات خيالية ليكسبوا رضا الناس وإعجابهم فما يزدادون إلا مقتاً، وليتهم اكتفوا بذلك، بل زادوا الطين بلة، فنشروا الأراجيف والشائعات واستهلكوا أوقاتهم في كثرة الكلام، وتركوا (العمل)، ولم يقدموا للأمة سوى (الكلام)، لكن الناجحون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة ما يلفت الأنظار، ويخطف الأضواء، ويدهش العقول.

    إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيكون كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق؛ تجنح ذات اليمين وذات الشمال، ثم تهوي إلى الأسفل!، فانتبه –أخي القارئ- ودعك من كثرة الكلام بلا طائل، واقض على أوقات الفراغ التي يحلو فيها القيل والقال، ويعذب فيها الاسترخاء، وهيئ نفسك للقيام بأعمال مثمرة، بدلاً من إرهاق حبالك الصوتية بالكلام، وتعذيب نفسك بتتبع عورات الناس.. قم الآن صلِّ، أو اقرأ، أو سبِّح، أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو أصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ، واقتل الكلام بالعمل.

    إن الحياة لا تعترف باللابثين في أماكنهم، القابعين في ثكناتهم، لكنها ترحب بالعالمين العاملين، الصاعدين سلم المجد درجة درجة، الذين يؤدون رسالتهم في الحياة، ويلبون مراد النشأة الأولى، والمطلب الحق، ويجيبون على سؤال فاطرهم (أيحسب الإنسان أن يترك سدىً) ؟!.. وإذن فاصمت واعمل واسكت وابذل فسوف تجد من أصحاب الضمائر الحية من يدعو لك، ويثني عليك، ويشيد بأعمالك الجليلة وخصالك النبيلة، والناس شهداء الله في أرضه، وقل لكل حاسد: الجواب ما تراه لا ما تسمعه !..
    -------------------------------------
    الكلمة الصادقة مفتاح العقل، وملاك النفس، وقائد الفكر، ومحرك العزم، ووقود القوة، ولأن الإنسان مميز بالنطق فهو مفضل بالتأثير، ولأنه مزود بالعقل فهو مُعَدّ للقيادة، ولأنه مخصوص بالفكر فهو مُعلم للحكمة، ولهذا فقد استحق التكريم من ربه، واستأهل الخلافة عن خالقه، وأعطيت له مفاتيح المعرفة، وعُلم الأسماء كلها، وسُخِّرت له العوالم، وفتحت أمامه الأسرار، وكان الوحى له كتابا، وخطاب الله له رشادا، وهداية الله له الكلمة، ووحى الله له ألفاظا، ودستور الله لحياته قرآنا.

    ولأن الله علمه البيان فقد أناط به بلاغ الدعوة، وكلفه بحمل الرسالة، وأمره بتنفيذ المنهج بالحكمة والموعظة الحسنة، ووجهه لفتح مغاليق القلوب بالبرهان والإقناع، والحجة والمنطق، وجعل أصل الإيمان بالشهادة، وملاكه الإقرار بـ(لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وصيَّر الكلمة ناطقة بأعماله، وأعطى للإنسان كتابا شاهدًا عليه، فكان لسانه ملاكه، وجنته وناره، "وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!".

    ومن يعرف متى يضع كلمته يغنم، ومن يلقى القول على عواهنه يندم، ومن أطلق لسانه فى بيان حاجته، وأبان بلفظه ما يقصد بوجهته فاز بالحسنى، وألزم بحجته، فقد قال بعض الحكماء يدعو إلى تدريب اللسان على البيان والإفصاح عن البغية: (اللسان عضو فإن مرنته مرن، وإن تركته حرن)، ومن لا يعرف كيف يوجه لسانه أو يؤدب بيانه، أو يحسن خطابه، كبا كبوة أليمة، وعثر عثرة مشينة تكشف عن جهله وانحدار فكره، وقد لا ينجو منها، وصدق من قال:
    وَجرحُ السيفِ تأسُوهُ فيبرأ *** وجرحُ الدهر ما جَرَحَ اللسانُ
    جراحاتُ الطِعانِ لها التئامٌ *** ولا يلتامُ ما جَرَحَ اللســانُ .

    وقد قال أكثم بن صيفى: (مقتل الرجل بين فكيه). وقيل : تكلم أربعة من دهاة الملوك بأربع كلمات كأنما رميت عن قوس واحد: قال كسرى: (أنا على رد ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت). وقال ملك الهند: (إذا تكلمت بكلمة ملكتنى وقد كنتُ أملكها).
    وقال قيصر: (لا أندم على ما لم أقل، وقد ندمت على ما قلت) وقال ملك الصين: (عاقبة ما جرى به القول أشد من الندم على ترك القول).
    وخطر الكلمة سلبا أو إيجابا كبير، وتأثيرها في الأمم والأفراد عظيم، وأقدم سلاح فى الحروب هو سلاح الكلام:
    فإن النار بالعُودَين تذكى *** وإنَّ الحربَ أولُها الكلام
    فمما لا ريب فيه أن الأسلحة الحاضرة لم تكن موجودة، يوم أن كان سلاح الكلام موجودا وله أثره ومضاؤه، فقد استعان به أصحاب كل دعوة، وأصحاب كل مذهب قبل استعانتهم بالسيوف والسهام، ووقف الشجعان أمام الجيوش يرهبونهم بالكلام، ويغزونهم باللسان قبل السنان.

    واليوم أصبح نشر الدعوات فنًّا من أدق الفنون وأحوجها إلى البلاغة والمعرفة والدراية، وأصبحت قدرة الدولة على نشر دعوتها مساوية لقدرتها على إعداد سلاحها، وتنظيم جيوشها، وأضحت دبلوماسيتها أوفق وأجدى من آلتها الحربية، وإقناعها لشعبها وسياستها لأفرادها أفضل من شرطتها ومخابراتها، يستوى في ذلك من كان على حق ومن كان على باطل، لأن الحق كثيرًا ما يكون كالدواء المجهول، ولا بد للدواء النافع من عالِم يهدِى إليه، وطبيب يوصى به، ونصيحة تسوغه وتهيئ له القبول، وقد احتاج الناس بدون الحق إلى ألوف السنين للتمييز بين دواء الطب الصادق ودواء الطب الكاذب، مع أن الأثر قريب الظهور في الأجسام، وبين الأعراض في الإنسان، فما أحوجنا إلى التمييز بين الصحيح والكاذب، والصالح والفاسد، من الدعوات والأفكار والمذاهب، وهى عرضة للتشابه والاختلاط، وبهذا يتبين لنا آثار نعمة الهداية الربانية، وأفضال رعاية الله لنا بالوحى الإلهي، حيث اختصرت الجهود، وطويت الســنون، ووفرت التجارب، بتمام النعمة، ووضوح الطريق.

    قال ربنا سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) (المائدة: 3). وقال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صراطي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام: 153).
    وكانت هذه وصاة كل نبي وكل رسول لتنعم البشرية بالهداية، ويسعد الفرد بالتعاليم، والعمر قصير، والدهر يمر، وتضيع الآجال: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِى إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ* أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِى قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة: 132، 133).

    وكان دائما تبليغ الرسل للهدايات بالكلمة والإقناع بالحجة والمنطق، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بالتي هي أَحْسَنُ) (النحل: 125)، وما نزلت رسل ومعها طائرات، ولا جيوش، ولا أسلحة، ولكنها نزلت ومعها الكلمة والحكمة التي هي ضالة المؤمن، وكان" محمد صلى الله عليه وسلم " هو رسول الكلمة المعجزة، واللفظة المسكتة، التي تحدت فصحاء البلاغة، وكانت هذه نعمة للداعية والرسول لا تعدلها نعمة، وصدق الله: (وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (النساء: 113).
    ولقد كونت الأمة الإسلامية ودخل الناس في دين الله أفواجا، وشرَّق الإسلام وغرَّب بالحكمة والبيان والفهم والعرفان والموعظة الحسنة، وكان صحابة الرسول فرسان الكلمة، وأرباب الحجة، قال يهودي لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: ما لكم لم تلبثوا بعد نبيكم إلا خمس عشرة سنة حتى تقاتلتم؟ فقال على كرَّم الله وجهه: ولِمَ أنتم؟ لم تجف أقدامكم من البلل حتى قلتم: يا موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة.

    وقال معاوية لرجل من اليمن: ما كان أجهل قومك حين ملَّكوا عليهم امرأة!! فقال الرجل: أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله: (اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (الأنفال: 32)، ولم يقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه.
    وخطر الكلمة عند من يعرفها لا يعدِله خطر، ولهذا كمم الظالمون الأفواه، وقطعوا الألسنة، وأغلقوا الصحف، واستولوا على الإعلام، ولكنهم لن يستطيعوا أن يُسكِتوا كل صوت، أو يحبسوا كل كلمة، فلا بد أن نتعلم لغة الكلام، ونحارب الظلم بسلاح الفكر.
    وكان بعض الدعاة يرفض العنف، ويقول: [ما حاجتنا إلى المسدس ولنا لسان؟! وما حاجتنا إلى القنبلة ودوى صوت المظلوم أعلى من انفجار الديناميت؟! نحن دعاة ولسنا قضاة].

    فهل يتعلم الدعاة فن الكلمة حتى يسودوا ويقودوا؟ وهل يرجعون إلى طريق الأنبياء والمرسلين حتى يتصل الركب، وتسعد البشرية بالأمن والراحة في رحاب الإيمان، ويعرفوا الفرق بين الهداية والفساد، والظلم والعدالة، والضلال والإيمان؟
    ولا يهولنهم حقد عدو ولا افتراءات مفترى على الإسلام أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعمال الرسول وأفعاله المبهرة أضاءت الطريق للبشرية، وهدت العقول الإنسانية إلى الطريق القويم، وما زالت المنارة الوحيدة اليوم التي يحتاجها العالم في كل درب وتتطلع إليها الإنسانية في كل فج عميق، ولكنها تحتاج إلى بيان حتى يظهر ضياؤها، وإلى دعاة وأعلام حتى تنمو بذرتها وتخرج ثمرتها.

    إن عدونا يريد فتنتنا وتضليلنا بالغزو الفكري الضال، ويرصدون لذلك المبالغ الطائلة حتى تصل رسالتهم إلى الهدف الخبيث، ونحن نكتفى بالصياح والهياج الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، وكنا نتمنى من علمائنا ومفكرينا في العالم العربي والإسلامي أن يقوموا بتعريف الناس برسالة الإسلام ورسول الإسلام الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، حينها وحين ذلك سيدخل الناس في دين الله أفواجا بدل العداء الجاهل والحقد الأعمى الذى يضل الطريق ويعمى الأبصار، وأضواء الرسالة ونبل التعاليم وشرف الهداية كفيل بهداية الضالين وإرشاد الحائرين.

    كما كنا نتمنى من أثرياء العالم العربي والإسلامي أن يمولوا حملة تستطيع أن تظهر هذا الفتح، ويقوم كل إنسان منا بدوره الصحيح في البلاغ والبيان بالحجة والمنطق والموعظة الحسنة كما نبه الإسلام من قبل حين قال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بالتي هي أَحْسَنُ} وبهذا نكون قد قمنا بدورنا الصحيح بالشكل الذى يحقق النفع ويمنع الضرر عن الآخرين والله نسأل أن يوفق وأن يعين وأن يوجهنا إلى ما يحب ويرضى..
    ---------------------------------------------
    إذا حسبنا الزمان بمقدار حركة معينة - كحركة عقارب الساعة مثلاً - فإنه حقيقة موضوعية لا تتغير. لكن الذي يتغير هو مقدار هذه الحقيقة الزمانية بالنسبة لغيرها من الأزمان؛ فخمس دقائق شيء كثير بالنسبة لبضع ثوانٍ، وقليل جداً بالنسبة لساعة كاملة. وكما يتغير مقدار كل زمان بالنسبة لزمان آخر فكذلك يتغير إدراك الناس له أو شعورهم به بحسب الحال التي هم فيها؛ فالذي ينام ثم يستيقظ يكون تقديره للمدة التي نامها أقل بكثير من الزمن الحقيقي الموضوعي الذي قضاه في نومه. فهؤلاء أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً، لكنهم عندما تساءلوا بعد أن استيقظوا: كم لبثتم؟ قال قائل منهم: لبثنا يوماً أو بعض يوم.

    وكذلك الحال بالنسبة للذي يموت ثم يحيا. قال - تعالى -: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} [البقرة: ٩٥٢].
    لكن الفارق الأكبر في التقدير النسبي للزمان هو زمان الدنيا المحدود الذي لا يكاد يساوي شيئاًً بالنسبة لزمن الآخرة الأبدي غير المحدود. هذه حقيقة يدركها الناس في الآخرة ولا سيما الذين يتعرَّضون لعذابها. إنهم جميعاً يرون أن المدة التي لبثوها في الدنيا كانت قليلة وإن اختلفت تقديراتهم لمدى قلّتها. وفي القرآن الكريم أمثلة كثيرة لهذه التقديرات؛ فمنهم من يقول: إن لبثنا في الدنيا إنما كان عشرة أيام، ومنهم من يقول: إنه كان يوماً واحداً.
    {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إن لَّبِثْتُمْ إلاَّ عَشْرًا * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إن لَّبِثْتُمْ إلاَّ يَوْمًا} [طه: 102 - 104].
    قالوا في التفسير: أمثلهم طريقة أي: أوفرهم عقلاً.

    ومنهم من يراه يوماً أو بعض يوم {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ } [المؤمنون: 112 - 113].
    ومنهم من يعتقد اعتقاداً جازماً بأن لبثهم في الدنيا لم يتجاوز الساعة {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْـمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} [الروم: ٥٥].
    وقال - سبحانه - واصفاً شعورهم بالنسبة للمدة التي قضوها في الدنيا حين يرون عذاب الآخرة: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: ٦٤].
    وقال: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف: ٥٣].
    وإذا كانت المدة التي يقضيها الناس في هذه الحياة لا تكاد تساوي شيئاًً بالنسبة للآخرة؛ فإن ما يتنعمون به فيها هو أيضاً لا يكاد يساوي شيئاً بالنسبة لنعيم الآخرة، وما يقاسونه فيها من تعب ونصب لا يكاد يساوي شيئاً بالنسبة لتعب الآخرة ونصبها.

    قال - سبحانه وتعالى - عن الكفار المغرورين بمتاع الحياة الدنيا: {أَفَرَأَيْتَ إن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [الشعراء: 205 - 207].
    يعني: أفرأيت إن متعناهم عدة سنين من سني الدنيا المحدودة فإنه لن يغني عنهم شيئاً في تجنب العذاب الأبدي الذي سيصادفهم في الآخرة. ولذلك فإن الإنسان العاقل لا يغترُّ بهذه المتعة الفانية، لكنه يستمتع بها استمتاعاً لا تضاد بينه وبين متعة الآخرة الأبدية كما قال قوم قارون ناصحين له: {لاتَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
    [القصص: 76 - ٧٧]
    وجاء في صحيح مسلم أنه: يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ صبغةً في النار، ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيتَ خيراً قطُّ؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ويُؤتى بأشدِّ الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيُصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤساً قطُّ؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله ما مرَّ بي بؤس ولا رأيتُ شدة.
    والإنسان العاقل لا يضحي بالحَسَن الكثير الآجل من أجل القليل العاجل، ولا يفضل المتاع القليل العاجل الذي يسبب له التعب العظيم الآجل، لكن هذا هو عين ما يفعله كثيرون ممن لا عقل لهم.
    وكما تختلف مقادير الأزمان بالنسبة لبعضها فإنها تختلف أيضاً بالنسبة لما يحدث فيها من أحداثٍ كثرةً وقِلَّةً. فهذا الذي عنده علم من الكتاب أتى بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى الشام في أقل من ارتداد الطرف من غير أن يتغير فيه شيء.

    وأعظم من هذا إسراء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس ثم عروجه إلى السماوات، وما رأى في كل ذلك من مشاهد وما حدث له من أحداث، وقع كل ذلك في زمن قصير؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - عاد من تلك الرحلة (التي ربما كانت أطول رحلة يقوم بها بشر) في الليلة نفسها التي أُسري به فيها.
    هذا مع أن المختصين يقولون: إن الضوء المنبعث من بعض النجوم البعيدة يستغرق ملايين من السنين الضوئية ليصلنا. هذا مع أن سرعة الضوء هي 300.000 كيلو متراً في الثانية الواحدة في الفضاء. ونبينا - صلى الله عليه وسلم - خرج من نطاق كل هذا الكون الدنيوي إلى سماوات رأى فيها من العجائب ما لا يوجد شيء منه في كوننا هذا.
    لعلَّ الذي يعطينا فكرة عن هذه المعجزة النبوية هو الرؤيا الصادقة؛ فالإنسان قد يرى في منامه وقائع يستغرق حدوثها في الزمان المعهود بضع ساعات أو أيام أو أشهر، لكنه يراها في بضع ثوانٍ هي المدة التي يقول المختصون: إن الرؤيا مهما طالت لا تتجاوزها.
    وإذا كان الناس يقيسون ما يعدهم الله به بمقياس أيامهم المعهودة؛ فإن الله - تعالى - يذكِّرهم بأنه - تعالى - يقيس الأمور بأيام هي أطول من أيامهم بكثير.
    قال - تعالى -: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: ٧٤].
    قال الإمام ابن كثير: أي: هو - تعالى - لا يعجل؛ فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة إلى حكمه؛ لعلمه بأنه على الانتقام قادر، وأنه لا يفوته شيء وإن أجَّلَ وأنْظَرَ وأَمْلَى.
    ---------------------------------------
    الخطاب العلماني يعاني من أزمة في علاقته بالدين, ولست أقصد موقفه هو, فهذا أمر محسوم منذ زمن, ولكني أعني كيفية إيصال هذه العلاقة إلى جماهير الناس.. فالازدواجية طافحة لمن لديه أدنى اطلاع على أدبيات القوم وآرائهم, فهم من جانب يحاولون إقصاء الدين من حياة الناس, وإن وجد ففي شكل شعائر فردية في زوايا منسية.. أما أن يهيمن الدين - والكلام هنا على الإسلام خاصة - على مناحي الحياة المختلفة فهذا ما يحاول العلمانيون القضاء عليه بكل ما أوتوا من قوة.

    فكلمة العلمانية أصبحت تدل في علم الاجتماع السياسي على: "معنى شامل يخص بنية الثقافة ونظام القيم عامة من ناحية اتجاهها إلى فك الارتباط بالمرجعية الدينية ونزع القداسة عن العالم مع الاحتكام أكثر فأكثر إلى سلطة العلم والعقل سواء في تحديد القيم أو في تفسير الظواهر أو في توجيه السلوك الفردي والجماعي على حساب الدين وقيمه في الثقافة الإسلامية".
    والمنهج الحداثي لم يحاول التوقف عند حدود الفصل بين الدين والدولة, بل تعداه إلى الطعن في الإسلام ذاته ومحاولة القضاء على قداسته في قلوب الملايين من المسلمين بتحويله إلى منتج ثقافي تتناوله أيدي النقد وقتما شاءت, وكيفما شاءت,
    ونحن هنا نريد شرح ثلاثة مصطلحات يستخدمها الحداثيون كثيراً ويريدون من ورائها معان لا تتفق مع الإسلام وهي: أرخنة النص, وعقلنة النص, وأنسنة النص, فما معنى هذه المصطلحات؟!!.

    المقصود بالنص هنا هو النص الشرعي (القرآن - السنة), أما هذه المصطلحات الغامضة, والغموض هنا مقصود حتى ينبهر الناس, وكنوع - أيضاً - من الاستعلاء!! فمعناها كالآتي: فالأرخنة المقصود بها: إخضاع النصوص الشرعية للظروف التاريخية التي نزلت فيها - أي أنها تكون خاصة بالعصر الذي نزلت فيه وهو هنا عصر النبوة - وليس لهذه النصوص دخل بالعصور التالية فالآيات والأحاديث إنما قيلت في وقائع خاصة فتختص بها ولا تتعداها.. وهذا الكلام يؤدي إلى هدم الإسلام وتحويله إلى آثار تاريخية كتلك الآثار التي نراها في المتاحف تحدثنا عن عصور مضت وانتهت!! فهل بعد هذا الهدم هدم؟!

    أما المقصود بعقلنة النص: فهو إخضاع النصوص الشرعية للعقل البشري فما وافق العقل أخذنا به, وما خالفه أولناه بما يتناسب مع العقل, وهذه الدعوى بدورها دعوى مرفوضة إذ يصبح العقل حاكماً على النصوص الشرعية, ثم تتفرع قضية أخرى وهي أن العقل سيحكم على النص الشرعي..؟!! عقل هذا أم عقل ذاك, فالعقول تتفاوت والأفهام تتباين, ومن لديه أدنى اطلاع على الشرع ونصوصه يعلم أنه لا تعارض بين العقل والنقل, فكل ما جاءت به الشريعة الغراء إنما جاء موافقاً لما تدل عليه العقول السليمة والأفهام السوية.
    أما المقصود بأنسنة النص: فهو إرجاع النصوص الشرعية إلى الإنسان واعتبارها عملاً إنسانياً كأي عمل إنساني ومن ثم يخضع للنقد والتعديل ومناقشته كما نناقش أي عمل أدبي!!,
    يقول شكري عياد: "الحداثة تستهدف أنسنة الدين, أي إرجاع الدين إلى الإنسان, وإحلال الأساطير محل الدين, وإرجاع المقدسات و الغيبيات إلى جسم الإنسان ".

    إذن المقصود من كل هذا أن يصبح الإسلام حرماً مستباحاً لكل ناعق, فلا ثوابت تبقى, ولا عقائد تدوم ومن ثم يتفكك الإسلام وتتمزق أواصره وروابطه.
    ما أريد قوله أن الخطاب العلماني خطاب متصادم مع الإسلام وثوابته وأنه خطاب معاد له على طول الخط, ولكنه يتعامل بازدواجية فمن جهة أخرى تحاول بعض الأصوات العلمانية التخفيف من حدة تلك السياقات الفجة الصادمة للشعور العام فتقول:"ولم يكن تطور العلمانية في كل تلك الحقب والمراحل معادياً للأديان على الإطلاق فوفقاً للنظام العلماني فإن العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية لأصحاب أي ديانة هي من صميم الحقوق والحريات المدنية للأفراد التي يجب أن تصونها وتحميها الدولة التي يفترض أن تظل محايدة لا تمارس تمييزاً مع أو ضد أي عقيدة دينية, وهو البند المتضمن في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. فقط تحول التدابير العلمانية دون تحويل الدين إلى سلطة أو السياسة إلى استبداد وقهر".

    والتناقض الصارخ لموقف العلمانية من الإسلام تجده في علاقتهم بكتاب "الإسلام وأصول الحكم" لمؤلفه/علي عبد الرازق، فبالرغم من هجوم العلمانية الحاد على الإسلام.
    إلا أنها لا تجد غضاضة من الالتجاء إلى هذا الكتاب - وهو أحد الأساطير الداعمة لفكرتهم- والاتكاء عليه في إثبات أنه لا يوجد في الإسلام حكومة ولا نظام حكم رغم أن كاتبه أزهري وصيغ بأسلوب شرعي !
    وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ* وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ* وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ* أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ), [النور:47:50[.

    وهذا التناقض العلماني الواضح, أثار حفيظة بعض العلمانيين وقد ساءه أن يكون الاعتماد - عند الاستشهاد على فصل الدين عن الدولة - على نص ديني آخر, فيقول عادل ضاهر: "إنه ومع افتراض وجود علاقة في الإسلام بين الدين والدولة فإثبات ذلك يعود لاعتبارات منطقية مفهومية فتلك فقط هي التي يمكن أن تبين ما إذا كان بالإمكان الربط على نحو ضروري بين الإسلام والدولة, فإذا كان ثمة شيء في طبيعة الدين أو في طبيعة القيم أو في طبيعة الألوهية يتنافى أو لا يتنافى مع الاعتقاد بوجود رباط عضوي ضروري بين الإسلام والسياسة فإن هذا يمكن اكتشافه عن طريق تحليل الطبيعة المنطقية للدين, وليس عن طريق اللجوء إلى نص ديني آخر".

    ومن العجيب - حقاً - أنه في الوقت الذي يحاول فيه العلمانيون في بلادنا هدم الإسلام واتخاذ الوسائل كافة التي من شأنها محاصرته وتقويضه, يشهد الغرب صحوة دينية متزايدة، وعودة مرة أخرى إلى الكنيسة, وتزايد تدخلها في الشأن السياسي والاجتماعي, بل واستلهام التراث المسيحي من قبل الساسة في مخاطبة الجماهير يقول أ.د./مصطفى حلمي: "فقد استطاعت الحركة الأصولية البروتستانتية أن تلعب دوراً مؤثراً في الحياة السياسية الأمريكية واستعادة المفاهيم والتصورات التي طرحتها الأصولية في بدايات القرن وصبغها بأبعاد سياسية, واستخدامها في الواقع السياسي الأمريكي, بل وامتدادها لتشمل السياسة الخارجية الأمريكية, وكان المرشحون الثلاثة إبان انتخابات الرئاسة عام 1980 أندرسون وكارتر وريجان كانوا يعلنون جميعاً انتماءهم إلى الإنجيلية".

    وتقول كارين آرمسترونج - أستاذة الأديان المقارنة بجامعة أكسفورد - : "إن الدين أصبح قوة يعمل لها حساب, وانتشرت صحوة دينية لم تكن تدور بخلد الكثيرين في الخمسينيات والستينيات, إذ كان العلمانيون يفترضون أن الدين خرافة تجاوزها الإنسان المتحضر العقلاني, وأنه على أحسن الفروض مجرد نشاط فردي عاجز عن التأثير في الأحداث العالمية....",
    لقد جرجرت العلمانية الشعوب الإسلامية إلى متاهة حقيقية فكانت سراباً يحسبه الظمآن ماء, حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً, فكانوا كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى..
    ------------------------------
    نشرت مجلة "سايكولوجيكل ساينس" دراستان تؤكدان بأن ألعاب الفيديو والأفلام العنيفة تؤدي لانعدام الإحساس بآلام ومعاناة الآخرين.

    وبحسب الدراستين اللتين أشرف عليهما براد بوشمان أستاذ علم النفس في جامعة "مشيجن" فان التعرض لوسائل الإعلام العنيفة يخفض الإحساس بالإيثار وحب الغير.

    وأجرت الدراسة الأولى اختباراً على عينة من 320 طالباً تم تقسيمهم لفريقين، لعب أحداهما ألعاباً عنيفة لمدة عشرين دقيقة فيما لعب الفريق الأخر ألعاباً غير عنيفة.
    وبعد دقائق من الانتهاء من اللعب تابع الفريقان شجاراً عنيفاً استمعوا لجلبة يحدثها صوت أنين أحد المتشاجرين ، وجاءت فترة رد فعل الفريق الأول والذي لعب ألعاباً عنيفة أطول 73 ثانية في مستوى السعي لمساعدة الضحية في الشجار, فيما استغرق رد فعل الفريق الذي لعب ألعاباً غير عنيفة 16 ثانية. كما لم يلاحظ بعض المشاركين في فريق الألعاب العنيفة وجود الشجار من أساسه.

    فيما أجرت دراسة ثانية اختباراً شمل 162 شاباً حضر نصفهم أفلاماً عنيفة ادعى خلالها شاب بإصابته في الكاحل ووقع منه عكازاه اللذان يستند إليهما دون أن يتمكن من التقاطهما، حيث تطلب رد الفعل بالتوجه لالتقاط عكازي الشاب 26 ثانية إضافية لدى من حضروا الأفلام العنيفة.
    وفي دراسة أخرى أفاد باحثون بأن الأطفال بين سن عامين وخمسة أعوام الذين يتابعون مشاهد عنف على التلفزيون لمدة ساعة في اليوم يزداد عندهم احتمال أن يتسموا بعدوانية شديدة في مرحلة لاحقة من طفولتهم.

    وأشار الدكتور ديميتري كريستاكيس معد الدراسة وهو من معهد الأبحاث التابع لمستشفى سياتل للأطفال : أن العديد من الأباء ليسوا على دراية بأن العروض و ألعاب الفيديو التي يشاهدها أطفالهم تنطوي على عنف أوغير مناسبة لفئتهم العمرية، مشيراً إلى أن الأطفال في هذ العمر لا يستطيعون التمييز بين الخيال والواقع ويحتاجون لشرح، مؤكداً أن الأطفال يفهمون من العنف في أفلام الرسوم المتحركة أن العنف مرح وليس له عواقب وذلك عندما يتدمر رأس شخص في فيلم رسوم متحركة ويعود فجأة سليماً ، فيضحك الأطفال وهم يعتقدون بالفعل أنه ليست هناك عاقبة خطيرة من ضرب شخص ما في رأسه .
    وقد نصحت بعض الدراسات الأسر بمنع أبنائهم دون سن الثالثة عشر بالكلية من مشاهدة أي أفلام فيها عنف ولو كانت هذه الأفلام كرتونية كما نصحوا بضرورة حماية الصحة العقلية للطفل من مداهمة المخاوف التي قد تنتابه، من هذه الأفلام.

    وبحسب الباحثين فإن "التعرض لوسائل الإعلام العنيفة يؤدي لانعدام الإحساس النفسي وانخفاض نسق دقات القلب وفي حساسية التوصيل الكهربائي للجلد لدى متابعة مشاهد عنف حقيقية".
    _______________
    صحيفة سيريانيوز السورية بـ"تصرف"
    ---------------------------------------------
    تساءل تقرير اقتصادي لراديو هولندا عن إمكانية أن يكون القطاع المصرفي الإسلامي هو البديل المؤهل عن القطاع المصرفي التقليدي الذي فقد مصداقيته مع الأزمة المالية الحالية .
    ورداً على هذا التساؤل جاء في التقرير : أن قطاع المصارف الإسلامية يقوم بعمله دون صعوبات في خضم هذه الأزمة المالية ،وفي الوقت الذي تتوالى فيه ضربات الأزمة المالية بشدة على الآخرين استطاعت المصارف الإسلامية زيادة رؤوس أموالها واستقطاب المزيد من الزبائن .

    وعلى الرغم من القيود المفروضة عليها فقد زاد عدد البنوك الإسلامية في لندن التي تعتبر مركز البنوك الإسلامية في غرب أوروبا وتأسس مصرفان إسلاميان جديدان مؤخراً .
    وقال عبد الله تركستاني مدير مركز الأبحاث الإسلامية : إذا نظرنا إلى تأثيرات الأزمة المالية السلبية على المصارف الإسلامية نلاحظ أنها ضئيلة مقارنة ببقية البنوك وقد تأثرت كل المؤسسات بالأزمة المالية الضخمة والبنوك الإسلامية تأثرت أيضاً بها بنسبة ضئيلة جداً حتى أنها لا تكاد تذكر .

    ويعتبر الباحث في الشئون الإسلامية "رودني ولسون" : أن النظام المصرفي الإسلامي قائم على العدل و أضاف قائلاً : المعاملات المصرفية يجب أن تكون نزيهة وكل الأطراف المعنية يجب أن تتعامل بنزاهة مع بعضها البعض مما يعني أن الفائدة في المعاملات المصرفية من المحرمات .
    ويؤكد البروفسور في الاقتصاد الدولي "هانس فيسر" : أن المعاملات المصرفية للبنوك الإسلامية تتطابق مع الأرقام الواقعية وبالتالي الأموال تصرف على شراء وبيع البضائع والخدمات. والمتاجرة بالأموال المطالبة بمستحقات لا تدخل ضمن المعاملات المصرفية الواقعية أمر غير مسموح به.

    وأضاف أن العنصر الذي تشدد عليه هذه المصارف هو كونها مصارف لا تتعامل بالفائدة الربوية وهناك عناصر أخرى مثل ضرورة أن تنطلق كل المعاملات المصرفية من قاعدة الشراء والبيع للبضائع والخدمات الواقعية وعدم التعامل في تجارة شراء وبيع الأموال أو مستحقات مالية بعيدة عن المعاملات الواقعية .
    وقال: كما أن المصارف الإسلامية لا تسمح بالاستثمارات المالية في مجالات محرمة شرعاً ، مثل الكحول والمراهنات وكل الأنشطة المخالفة للقيم الإسلامية ويتفق الجميع على أمر واحد وهو أن الأزمة المالية تدفع إلى تغيير في السياسة الاقتصادية الراهنة.

    وأضاف أنه قد يبدو أسلوب المصارف الإسلامية لأول وهلة وكأنه غريب أو دخيل غير أنه في الواقع قريب جداً من التعامل المصرفي الأخلاقي.
    وقد ازداد عدد البنوك الإسلامية في أوروبا بشكل ملحوظ خلال الألفية الجديدة ، وتقدر اليوم قدرتها المالية بقيمة 800 مليار دولار في أوربا.
    ______________
    وكالة الأنباء البحرينية بـ"تصرف"
    -----------------------------------------
    ليس التعصب مقتصراً على أهل ملة أو فكرة, أو توجه؛ إنه يتعرض للجميع, حتى ليغدو الغشاء الذي يغطي العقول, أو يقلل من فاعلية الفكرة الحقة.


    ولعله مزيج من الركون المطلق إلى ما قادت إليه الجهود الفكرية البشرية الموسومة بالنقص, والمعرضة دوماً للخطأ, من جهة, والاحتفاء بمظاهر غريزة القطيع التي توهم بالانقطاع عن الإنسانية العاقلة, أو المعاداة لها, من جهة أخرى.



    لو استجابت الإنسانية إلى التعصب لما انتفعت بالمناقشات الفكرية والمناظرات, ولما انصاع مفكرون إلى المعطيات الجديدة؛ فتحولوا, بل, وانقلبوا من النقيض إلى النقيض, ولم يجمدوا على قانون الإلف والعادة, ولم يحجبهم ذلك عن السماع والتفاعل الإيجابي. إنها أمارة الإنسانية, وآية الحيوية والحياة.





    لو أقر الجميع للحقيقة بالأسبقية, لعضوا عليها بالنواجذ, ولطلبوها, ولو كان دونها خرطُ القتاد, ولجْمُ النفوس عن كبرها, وأنفتها, أو غرورها. لو انتبه الكل إلى افتقاره إلى ما يكمله لسعى إلى المخالف, وهو يتوخى لديه الكمال, والتصويب, أو الإكمال, والتصويب.



    في مثل هذه البيئة يترعرع الفكر, ويرقى مستوى الجدل إلى مقامات التعاون من أجل القبض على الحقائق, وتسخيرها لمنفعة البشر.


    وبمثل ذلك يكون التمسك بما يعتقده حاملُه الحق؛ فلا يفرط به, مجاملةً, أو تماشياً مع رأي غالب, أو نفاقاً, وميوعةً في المواقف, لا لشيء سوى التقدير للحق, لا لما يحمل بالذات, وإلا يكن فلا جدية, ولا تعويل على تجلية حجة, أو إقامة دليل.




    كل ذلك يتعرض للترنح حين يلتفت المرء إلى شقه الآخر: الهوى, ويا لها من قوة طاغية, إذا استبدت! حينها تقصي العقل, وتملي عليه, فتسيره, وتوظفه. ومن هنا يُذم النقاش, وييأس الناس من قدراته في إحداث التحولات, فكم سمعنا من عامتهم أنه لا فائدة من نقاش بين حزبين, أو حركتين؛ إذ لا أحد يقنع الآخر.


    ينشأ التعصب حين يكون الهدف هو الانتصار للذات, أو للقوم, أو للجماعة, أو للحزب, بغض النظر عن التعاطي مع الفكرة المطروحة, فالموقف من فكرة الخصم سلبي وجاهز, والطرف الآخر لا يتوقع خيرا يكون خصمُه السبيلَ إليه, إنه يجرده من أي خير, ويعزله عن أية نية سليمة, أو فكرة صائبة, فهل غدا الخصم شيطاناً رجيماً؟! حتى الشيطان صدق في أحد المواقف, وهو الكذوب!


    يخشى المتعصب إن هو قبل, ولو بينه وبين نفسه بفكرة مصدرها أحد خصومه أن ينساق إلى قبوله كاملاً, وهل هذا مسوغ لمعاداة الحق الذي يجري على لسانه؟!


    وهنا ينهض الإنصاف خلقاً رفيعاً, وسمةً إنسانيةً راقيةً, حتى مع العدو, والبغيض, قال تعالى:" ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" ويزداد الأمر خطورةً في نظر المتعصب حين ينتابه القلق على أتباعه, والخوف من تفلتهم, إن هو أعلن عن موافقة الخصم للحق في مسألة, أو قضية. حينها يتربى في أولئك الأتباع خلق التخطئة الدائمة, وتعسف التذنيب والتأثيم, وافتراض سوء النية, عندما يبدو الفعل خلواً من السلبية في الظاهر.





    وتصاحب التعصب أخلاق مرافقة ليست مقتصرة على التسرع والعجلة في غير موضعها, والإسراف في التشنيع على الخصم والمخالف, بما يعنيه ذلك من الوقوع في الظلم في حق الآخرين, وسرعة اتهامهم, دون دليل, أو بينة, ثم التعميم في الأحكام, فأولئك متخلفون! وأولئك عملاء! وهؤلاء نفعيون! وهكذا, غاضا نظره عن نماذج تَنِدُّ بوضوح عن تلك الصفات.




    ونحن واجدون في نصوص القرآن الكريم الكثير من التحرز في إطلاق الأحكام على الناس, فكثيراً ما تجد في آي التنزيل " أكثرهم لا يعقلون", وليس كلهم, ولو عدت إلى أحد سياقاتها فقد تجدها مسبوقةً بصفة قبيحة لهم, كالافتراء على الله, ومع ذلك لم يجردهم الله من العقل:" يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون" ومثلها قوله تعالى:" لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون" هذا المنطق يستخدمه الله سبحانه حتى مع الذين هم على النقيض مع الإيمان والحق؛ فكيف يكون مع من يختلفون في فهمه؟!
    ------------------------------
    الإعتماد على السحر والخرافات دلالة من دلالات التخلف، ولكن المجتمعات الغربية في ذروة تقدمها عادة تعتمد عليهما مصدراً أكيداً للمعرفة، وذلك بعد أن كان أساطين العلم الغربي قد حدثونا بأن تطور المجتمعات يتلخّص في مراحل ثلاث، هي: مرحلة الخرافة، ومرحلة الدين، ثم مرحلة العلم التي تلغي الخرافة والدين.
    ولكن ما بال القوم قد عادوا يتراكضون إلى نقطة الصفر الأولى، ويستنجدون بمعارف الكهانة التي تَرْجُمُ بالغيب؟!

    قبل أن نجيب عن ذلك السؤال لا بد أن نؤكد أن جموع المندفعين في صفوف العرافين والكهان ليسوا فقط من العوام والدهماء، وإنما في الطليعة منهم أرباب الصناعة ومديرو الشركات الكبرى والعلماء ومخططو السياسة الخارجية ومشاهير شخصيات المجتمع يتسابقون لطرق أبواب المنجمين والعرافين الذين يبرز كل واحد منهم قائمة بأهم زبائنه من عِلية القوم، مِنْ َمنْ يحسن الرعاع بهم الظن ويندفعون في تقليد أفعالهم بدافع الإعجاب.
    المجتمع الأميركي تقود خطاه حركة رأس المال، ويعد رجال الأعمال مثاله الأعلى. فالكل يتوق إلى تحقيق بعض ما حققه هؤلاء. والأميركيون الذين يبرزون في مجالات علمية، ورياضية، وفنية، وأدبية يميلون غالباً إلى ترجمة نجاحاتهم إلى (رأس المال)، لأن (رأس المال) هو اللغة الوحيدة المفهومة في أميركا.

    ولذلك فإنه ليس عيباً -بل فخراً- أن يقال إن هذا العالم يساوي كذا مليون دولار، وإن هذا الرياضي يُشترى بكذا مليون دولار. وهكذا فعندما اتجه رجال المال إلى عالم السحر، فقد اتجه الجميع إليه، وأصبحت صناعة السحر واحدة من أروج الصناعات في أميركا تتناوب وسائط الإعلام في الإعلان عنها ليل نهار، ويقدر رأسمالها بعشرات البلايين من الدولارات!
    إن ساحرة مثل تيريل بريل أصبحت تنافس المحللين الاقتصاديين المختصين في منافسة وتحليل تطورات الأسواق المالية، ومعظم زبائنها يفضلون الاعتماد عليها؛ لأنها -كما يزعمون- تبتُّ في الأمر بسرعة البرق، وتكشف لهم عن تطورات ومآلات أسواق الأسهم بأسرع مما يفعل المحللون المختصون. وتقول هي عن نفسها إنه ليس بينها وبين رؤية كل تلك التطورات حجاب! ويقول أحد زبائنها وهو البليونير "هـ.ل. هنت" إنه لا يتجرأ على توقيع عقد قيمته عدة ملايين من الدولارات قبل أن يستشيرها.

    ويقول روبرت باكر -وهو ساحر معروف في أسواق الأسهم والسندات- إن تنبؤاته المالية هي في مستوى التنبؤات والإستشارات ودراسات الجدوى التي يعدها كبار المختصين، وتستغرق زماناً طويلاً، وتستهلك مالاً وفيراً، وإن الفرق الوحيد بينه وبينهم هو أنه لا يقرأ بحثاً ولا يكتب سطراً، وإنما يقرأ تموجات عقله، وينقلها شفاهة إلى أصحاب الشأن
    . وتقول مجلة (إدارة الأفراد personnel journal وهي من الدوريات المحترمة في إدارة الأعمال إن مديري الشركات قد لجُّوا في شكهم وتبرمهم بمعايير التوظيف التقليدية، لأن تلك المعايير مهما اختلفت فإنها تتحد في غاية واحدة هي غاية البحث عن الجوانب الإيجابية في الشخص المتقدّم للوظيفة، الأمر الذي يخفى عن الشركة الجوانب السلبية في حياة طالب الوظيفة. وبانتشار الكورسات، والكتيبات المتعلّقة بكيفية استجوابات التوظيف Interviews فقد تكامل تكتيك إخفاء الجوانب السلبية على أصحاب ومديري الشركات، ولتجاوز كل ذلك دفعة واحدة، فقد لجأ كثير من مديري الشركات إلى الاستعانة بفريق من المنجمين والكهان والسحرة المختصين بقراءة الخطوط، معتقدين أن تلك القراءة تكشف عن نوع الشخصية، وعللها وعقدها، الأمر الذي يوفر للشركات تكاليف المخاطرة بتوظيف أشخاص معلولين لا يفيدون كثيراً في تطوير الأداء ودفعه إلى الأمام.
    البوليس الأميركي أصبح يلجأ إلى السحرة عندما يعييه الأمر، وكم من قضية غامضة رفع أمرها، ليبت فيها السحرة والكهان. وتقول صحيفة "نيويورك تايمز": إن إدارة بوليس نيويورك عندما تستنفد كل وسائل تكنولوجيا البحث المتقدمة، فإنها تستعين بالساحرة دروثي إليسون، التي قدمت لهم في الماضي معلومات كثيرة مفيدة.

    وكشفت إدارة الـ C.I.A أنها أنفقت أكثر من عشرين مليون دولار على نحو خمسة عشر ساحراً وساحرة وظفتهم الوكالة في برنامج النظر عن بعد Remote Viewing حيث كلف بعض الأشخاص بمهمة تجاوز الزمن والمكان، للوصول والاستحواذ على ما تخبئه عقول الأعداء، واستخلاص بعض الأسرار المخبوءة بهذا الذهن أو ذاك.
    وقد زعموا أن أحد السحرة تمكن فعلاً من أن يرى عملية سرقة يقوم بها بعض اللصوص، وكلف آخر بتخيل شكل بعض الغواصات المعادية، وتمكن من إنجاز تلك المهمة بنجاح، وأعطي آخر نوط الجدارة؛ لأنه أعطى معلومات عن (150) هدفاً لم يكن هنالك من سبيل لنيل معلومات عنها سوى ذاك السبيل، وتنبأ آخر بأن جنرالاً أميركياً سيختطف في إيطاليا في توقيت معين، وبالفعل جرت محاولة الاختطاف في ذاك التوقيت.

    العقل العملـي:
    ولأن الأميركي صاحب عقل عملي بحت، فإنه يركز دائماً على الجانب المضيء في الموضوع. فإن كان لصديقه حسنة واحدة وعشرة أخطاء، فإنه يركز بصره على تلك الحسنة اليتيمة، متناسياً مجموع الأخطاء. وهكذا يتعامل مع موضوع السحرة، أي بالتركيز على إيجابياتهم –المزعومة- وتناسي سلبياتهم. وتقول الدوائر المسؤولة إن (80%) من تنبؤات السحرة كانت خاطئة، ولكن المخابرات استفادت كثيراً من الـ(20%) الباقية من حصيلة هذه التنبؤات والتخرصات.
    ولا تخلو سلبيات المنجمين وأخطاؤهم من أن تكون مثيرة للتسلية والترفيه وشد الخيال. ساحرة اسمها شون روبينز أصدرت في عام 1980م كتاباً بعنوان A Head of Myself شرحت فيه تاريخ حياتها، وضمنته فصلاً يضم (59) نبوءة كاذبة لم يتحقق منها شيء حتى الآن، أي أن نسبة الكذب كانت (100%) من جملة نبوءاتها، ولكن مهنة الساحرة لم تصب بالإخفاق بسبب ذلك. وقد ظل كتابها يقرأ على نحو واسع، ربما لأن البعض ما زال يمني نفسه بتحقيق تلك النبوءات، أو لأن الجميع استمتعوا بما فيه من خيال مرهف، وقد كان كتابها مترعاً بحق بأطياف الخيال المسرف


    شهادات لممارسة الدجل:
    لقد أصبحت إيجابيات السحر القليلة - كما يعتقدون- محط دراسة جادة من قبل بعض العلماء. ويعترف هؤلاء العلماء بأنهم إنما يستخدمون الطريقة العلمية لدراسة ظاهرة غير علمية، أي ظاهرة غير محسوسة، ولا خاضعة للتجربة، ولكنهم مع ذلك مصممون على اكتشاف سر الظاهرة، وجعله أمراً متاحاً للجميع، وتمليك جميع الخلق تلك القدرات الخارقة في الإحساس والحدْس والتنبؤ.
    ويحاول أرباب علم النفس التخاطري Para psychology أن يحيطوا علماً بالأسرار التالية:
    - قدرة السحرة - وبعض الأسوياء- على رؤية الأشياء، والأماكن، والحوادث خارج البيئة المحيطة دون استخدام الحواس الخمس.
    - قدرة بعض الأشخاص على قراءة العقل الآخر، والتخاطب عن بعد مع الآخرين ومن غير استخدام الحواس الخمس.
    - القدرة على رؤية المستقبل بلا استخدام الحواس.

    وفي كتاب ظهر حديثاً، وظل في قائمة الكتب الأحسن مبيعاً لمدة (93) أسبوعاً، عنوانه: Embraced By The Light أعلنت صاحبته "بيتي ج. إيدي" - وهي عالمة طبيعية- تعاطفها مع مهنة السحر باعتبارها تضيف جديداً إلى العلم البشري. كما أصدر طبيب يدعى "لاري دوري" كتاباً بعنوان: Brayw is Good أعلن فيه أن ظاهرة السحر يمكن أن تفيد في تطوير إمكانات وقدرات الإنسان!
    وكان ذلك خير تشجيع لرواج مهن الخرافة لدى مختلف الأوساط، حيث غدا العرافون يتلفعون بأثواب العلم المستحدثة فوق أثوابهم الكهنوتية الرثة، ويدعون أن إنجازاتهم ليست إنجازات عفوية، وإنما تقوم على المتابعة الوثيقة لإيقاع داخلي في النفس الإنسانية يعرفون مساربه جميعاً، ويدلهم على مجمل علاقات الإنسان. ، و قد تم تشكيل اتحاد عام للسحرة اسمه The American Association of psychics مهمته التدقيق في كفاءات أصحاب تلك المهنة، ومنح شهادات موثقة لممارسة ذلك اللون من ألوان الدجل.


    عودة الجهل من جديد:
    وهكذا ونحن نقترب من نهاية ما يسمى بعصر اندحار الخرافة وتتويج العلم، عدنا لنشهد من جديد اندياح دوائر الخرافة في رقع واسعة من مجتمعات الحضارة الصناعية الغربية، وهي دوائر تعمل على محاصرة العلم، وتعلن تمرد الروح على بعض خرافات وأساطير العلم الغربي!
    إن خرافات العلم قد أزهقت روح الإنسان، حين أوهمته بأنه كائن ميكانيكي من كائنات الكون. وكما يقول د ستيوارت كوفمان -أستاذ الفيزياء، في معهد سانتافي- فإن تطور العلم قد مزق اطمئنان الإنسان، وذلك منذ أن جاء كوبرنكس ليعلن أننا لسنا مركز الكون، ثم جاء نيوتن من بعده ليعلن أن الجاذبية هي التي تحرّك الأشياء، ثم جاء دور دارون ليعلن أننا مجرّد كائنات أميبية متطورة بمحض الصدفة ليس إلا، وأنه لا يوجد قانون يحكم الكون سوى قانون الصراع الذي يحتم البقاء للأقوى.

    وكما يقول د. روج والش -أستاذ الفلسفة والأمراض العقلية بجامعة كاليفورنيا-: حقاً لقد وسعت العلوم مدى إدراكنا واستيعابنا للكون وأخرجتنا من العصور المظلمة إلى عصر النور ، ولكن العلوم أيضاً جعلت حياتنا كماً أجوف، بلا معنى وبلا مغزى، ومجرّد إضافة كمية حيوانات وجمادات، ولذلك فلا غرو أن ينتزع الناس أنفسهم من هذا الإطار، ويقتحموا بهذا التسارع دنيا الأسرار مستخدمين التصورات الخرافية للحقيقة.

    إن ارتداد المجتمعات الغربية لمرحلة الخرافة ربما أمكن تفسيره من هذا المدخل، ولكن جميع الحضارات في لحظات انحطاطها الروحي وفي إبان التيه الذي يبعدها عن دنيا الإيمان تقيض لها الشياطين فتستحوذ عليها وتجلب عليها بخيلها ورجلها تؤزها أزاً وتمعن بها في دنيا الفتون.
    _________
    د. محمد وقيع الله بـ"ـصرف"
    islamweb






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de