سبب تسريع الحكومة لتنفيذ السياسات الاقتصادية التي تصفها بأنها مؤلمة ولكنها ضرورية ، هو أنه في نهاية الشهر، سيراجع صندوق النقد الدولي أدائها ويقرر ما إذا كان كافيا لتأهيلها للانتقال إلى الخطوة التالية، المسماة "نقطة القرار".
لكن نقطة القرار هذه ليست نهاية العملية بل مجرد خطوة واحدة من بين العديد من الخطوات الأخرى.
إذا قدم الصندوق مراجعة لطيفة واتخذ خطوة صغيرة أو كبيرة نحو تخفيف الديون، وهو أمر وارد وممكن تمامًا، فإن الحكومة ستدعي تحقيق انتصار تاريخي وسوف يتحفنا تلفزيون لقمان بزغاريد وحوارات صديقة مع الوزراء واهل الحل والعقد تليق بأعلام دولة شمولية هدفه غسيل مخ الشعب خدمة للحكومة ليس تنويره.
لكن الحقيقة هي أن السودان توقف لحد كبير عن خدمة ديونه منذ ثمانينيات القرن السابق. لذا فإن أي تخفيف للديون سيبدو جيدًا في دفاتر المحاسبة، لكن الاقتصاد والحياة اليومية في السودان لن تتغير مثقال ذرة.
يأتي الإعفاء من الديون بثمن فادح ، لكنه مرحب به بعد أن تم دفع التكلفة الباهظة مسبقا. فمن دفع مليار دولار لشراء حمار مكادي يمكنه الاحتفال باستلامه لان الصفقة نهائية وما دفعه غير قابل للاسترداد. لكن الحقيقة ان تخفيف الديون وحده لا يكفي لتحسين تفاصيل الحياة اليومية في جمهورية قحت الموسعة. ما زال علي الحكومة ان تقوم بواجبها المنزلي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عماد الدرديرى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست