كشف صحافيون سودانيون حاورتهم فرانس24 عن واقع مزر ومأساوي لحال السلطة الرابعة في السودان منذ اندلاع الحرب قبل نحو ثماني أسابيع. حيث بات الصحافيون في هذا البلد الغارق في دوامة العنف بين العسكريين، يقبعون تحت التهديد والتخويف والضرب والاعتداء واقتحام المنازل ومصادرة الأجهزة وحتى "قصف" منازلهم... فيما لا يزال صحافيون وعمال آخرون محتجزين من قبل قوات الدعم السريع في مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون بالخرطوم. هذا، وتعمل مجموعة من الصحافيين على مبادرة تدعو لوقف الحرب. "معظم الصحافيين توقفوا عن العمل"
للوقوف على أوضاع الصحافيين في السودان، حاورت فرانس24 مروة الحاج صحافية سودانية مقيمة في لندن، والتي سجلت من جانبها وقوع "حالات تعد ونهب لمنزل الإعلاميين إسراء زين العابدين وطارق كبلو بمنطقة كافوري وتهديد أمن وسلامة أبنائهما. وقع اعتداء على الصحافي وليد النور وتم نهب هاتفه. تعرض الزميل الصحافي السنوسي إلى نهب عدد من أجهزة الكمبيوتر والهواتف من منزله". وأوضحت الحاج أيضا: "تقوم مجموعات مسلحة بنهب منازل المواطنين وترويعهم، ومن الثابت في معظم الحالات أن من يقوم باقتحام المنازل ونهبها وتحطيم ما تبقى منها أو احتلالها هي قوات تابعة لقوات الدعم السريع".
وبالنسبة إلى المتابعات القضائية بحق المعتدين على الصحافيين في السودان، أوضحت الصحافية مروة الحاج وهي عضو اتحاد الصحافيين البريطانيين بأنه ورغم الاعتداءات التي تستهدفهم "لم تقم أي جهة بإيداع شكاوى لأن البلد في حالة فوضى وهناك شلل تام لكافة مؤسسات الدولة القانونية والعدلية. السائد الآن هو قانون الحرب فقط. ربما عندما يسكت صوت الرصاص فبإمكان صوت القانون أن يعلو حينها. نعمل أنا ومجموعة من الصحافيين الآن على مبادرة للدعوة إلى وقف الحرب وتغليب الصوت الداعي إلى السلام". وبالنسبة إلى حالة القطاع الصحفي والإعلامي في السودان اليوم، قالت الحاج: "لا توجد الآن مؤسسة صحفية تعمل في السودان عدا بعض المواقع الإلكترونية وهو ما يعني توقف معظم الصحافيين عن العمل".
من جانبه، قال الصحافي السوداني فتح الرحمن يوسف سيد أحمد كاتب: "الصحافيون مثل المواطنين باتوا يمكثون في منازلهم حيث لا يوجد عمل عدا بعض الصحف الإلكترونية. لا يتم إصدار الصحف الورقية كما لا يوجد بث للقنوات التلفزيونية ما عدا التلفزيون القومي الذي يبث من خارج مقره الرئيسي. أعتقد أن هذه الحرب فاقمت من الظروف الصعبة التي أصلا كان يعاني منها الصحافيون، كانت رواتبهم زهيدة جدا لكن الآن حتى هذه العائدات المالية بات يستحيل تحصيلها". "صحافيون رهائن داخل مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون"
وفيما يتعلق بوضع الصحافيين والإعلاميين المحتجزين في هيئة الإذاعة والتلفزيون بأم درمان، والتي لا تزال متوقفة عن البث، فيما يعود آخر تحديث لموقعها الإلكتروني الرسمي إلى 15 أبريل/نيسان أي تاريخ اندلاع المعارك، قالت الحاج: "منذ اندلاع شرارة الحرب تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون، من المؤكد أنها لم تبذل جهدا كبيرا في هذا الأمر إذ أنها كانت المكلفة بحماية هذه المؤسسة الاستراتيجية. الآن، تحاول القوات المسلحة استرجاع هذا المرفق الاستراتيجي بشن عمليات عسكرية نوعية لكنها لم تنجح في استعادتها، وفي المقابل لم تتمكن قوات الدعم السريع من تشغيل هذه المؤسسة".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة