لايمكن لشخص ان يكابر وينكر ان الاوضاع المعيشية للناس قد ساءت كثيرا عن الحد الذى كانت عليه أيام بداية الثورة على الطاغية البشير والمطالبة بالاطاحة به حيث خرج الناس أول ماخرجوا احتجاجا على سياسات الحكومة التى نتج عنها الغلاء الفاحش وصفوف الوقود والخبز والنقود ، وذهاب الامور من سيئ الى اسوأ حتى تكللت جهود الثوار بالنجاح واقتلعوا الطاغية وحزبه وكان الناس يؤملون فى تحسن الاوضاع المعيشية فى البلد لكن بكل آسف ساءت الاوضاع اكثر وارتفعت اسعار المواد التموينية بشكل مخيف الى ان و صل الحال ببعض الناس الى ترك اساسيات عجزوا عن توفيرها لذويهم وفشلوا فى الحصول عليها واعياهم توفير ثمنها . وازاء هذا الوضع المتازم تتصارع فى الساحة رؤيتان واحدة تقول لابد من الخروج على الحكومة والتظاهر ضدها حتى يتم اصلاح الأمر أو فلتذهب الحكومة غير مأسوف عليها ان لم تستطع تحقيق هذا المطلب ، والرؤية الثانية تعتبر ان الحكومة قد ورثت بلدا منهوبة واقتصادا منهارا ووضعا بالغ السوء وإن بقايا النظام البائد ما زالت تمسك ببعض المفاصل وتعمل على زيادة معاناة الناس حتى يحنوا الى النظام السابق أو على الاقل يفقدوا الثقة فى حكومتهم وينفضوا من حولها ويضعف بالتالى سندها الشعبى ويدعو القائلون بهذه الرؤية الى ضرورة الصبر وامهال الحكومة فترة تستطيع فيها معالجة بعض اثار التركة المثقلة للنظام البائد وعلاج الوضع الصعب الان ، ويروا ان الأيام كفيلة باثبات ان هذه الحكومة بقليل من الصبر عليها ومساندتها ستعبر بالبلد من عمق الازمة وضيقها الى افق الحل ووسعه. الدعوات لمليونية إسقاط قوى الحرية والتغيير يوم السبت 21 مارس 2020م اشعلت وسائط التواصل الاجتماعي. وانتشرت بوستات على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعى تنادى بالمشاركة في مليونية (معاش الناس) التي دعت لها قوى الحراك الشعبي الموحد (حشد)، وتحالف القوى الوطنية لتصحيح المسار. وحوت المنشورات شعارات على شاكلة: (لا لسياسة الندرة والإذلال) و(حكومة لا توفر العيش ولا الدواء ولا الوقود ولا الأمن .. تسقط بس) و(لا لتجويع الشعب). ان الحكومة مطالبة ان تستجيب لهذه الدعوات ولابد ان يعى مناصرو الحكومة ومنسوبو قوى إعلان الحرية والتغيير ان الأحوال قد بلغت حدا يصعب على الناس تحمله وان لهم الحق فى الاحتجاج على الوضع الاقتصادى الصعب والمناداة باصلاح الحال ، وانه ليس بالضرورة ان يكون كل مناد باسقاط قحت محسوبا على النظام البائد ، وان كل دعوة للتظاهر ضد الحكومة ليست بالضرورة صادرة عن الكيزان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة