إقالة د. حيــدر بدوى، وتضارب مواقف البرهان وحمدوك فى زيارة وزير الخارجية الأمريكى للخرطوم، تعكس بصورة صارخة أزمة الهوية القديمة المستجدة فى المجتمع السودانى. هل نحن عرب أم أفارقــة... العروبيون فى الحكومة هم الذين أفشلوا زيارة بومبيـو.. وأنا أتحدث عن البعثيين والشيوعيين والإتحاديين. والشيئ المؤسف أن هؤلاء القوم لا رأى مستقل لهم حتى فى العروبية. وإنما هم تابعون.. (شادين بالضنب) يعنى بكرة لو العرب كلهم أو جلهم طبعوا مع إسرائيل فلن يكون لهم مانع من التطبيع.. أما موقف مبدئى قومى ينبع من تقييم المصالح السودانية الغير مرتبطة بدول أجنبية فلا يملكونه.. أما الجناح الأخر فهو بدوره لا رؤية قومية إسترتيجية لهم. و إنما هو رزق اليوم باليوم فيما يخص السياسة الخارجية.. فهم يساومون بالمبادئ لإخراج السودان من قائمة الإرهال.. علاقات السودان بأى دولة وتطبيع علاقته معها يجب أن تبنى على رؤيا مبدئية واضحة نابعة من الإستراجية القومية.. وليس بيع وشراء فى سوق أم سويقـا.. وأنا لو رئيس إسرائيل لقلت لحكومة حمدوك، لو تريد التطبيع معنا لرفع اسم بلادك من قائمة الإرهاب فأحتفظ بتطبيعك.. ما عاوزينو.. لأنك لا تنطلق من مبدأ وإنما من مصلحة وقتية.. ولو أرجعت أمريكا السودان فى القائمة ربما قطعت علاقاتك معنا.. نكسون قال لو السادات طلب منا أى شئ ليطرد الخبراء السوفييت لأعطيناه له.. ولكنه لم يطلب، بل لم يطلع أمريكا على خطته.. هذه هى الوطنية والرؤيا القومية. السادات الله يرحمه لم يكن ليعطى (رسنه) لأحد ويكون تحت رحمته ومع السياسات الدولية المتقلبة والبيع والشراء حتى مع الأعداء، فإنه لم يضمن أن تتسرب خطته الى السوفييت الذين فاجأهم القرار.. كما فاجأ قرار الحرب كل دول الغرب. كنت أتمنى لو الحكومة أبلغت بومبيو أن علاقتنا مع إسرائيل ليست مرتبطة بأى إعتبار سوى مصالحنا القومية مع هذه الدولة. ونحن لا نبيع سياستنا الخارجيـة.. ثم يعلنون الإستعداد للتطبيع بدون إتفاق مع أمريكا.. وأمريكا حينها لأحترمت السودان وحكومته الجديدة ورفعت العقوبات فوراً..
09-19-2020, 11:19 AM
Abureesh Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة