المعلوم في كل الثورات السابقة في السودان لايستمر المد الثوري بعد إسقاط الانظمة ليوم واحد، و من هنا كانت ام المصائب حيث ينفرد سارقي الثورات، وسماسرة الارصفة السياسية بأمر الحكم بلا رقيب.
ثورة ديسمبر ارست ادب جديد بفضل وعي هذا الجيل المغبون بمرارات الماضي، و إنتهازية النُخب التي ظلت تتداول الفشل لعقود، ولا تزال جاهدة للسطو علي ديسمبر المجيدة برغم التضحيات.
اعتقد جهات كثيرة يزعجها الحراك الثوري في الشارع، و يُريد البعض الهدوء للجلوس علي الكراسي ظناً منهم انه الجو المناسب لإدارة المرحلة، وتحقيق اهداف الثورة.
يجب الإبقاء علي قوة الشارع لأن فيها امان للثورة، وحفظاً لمكتسباتها.
قسماً بالله لو لا هذا الشارع لايمكن قوة في الارض ان تخيف كهنة النظام البائد، من يظن ان الدعم السريع، او الجيش سيقف في طريقهم فهو واهم.
حتي الآن الجيش كما تركه مجرم الحرب البشير، و الدعم السريع هم من صنعوه، و وضعوا فيه الغام لا تزال عصية علي الحل حيث يسيطر علي كل مفاصله ضباط إسلاميين من الصف الاول، و يعرفون كيف لهم ان يطوعوه لمصلحتهم.
للأسف فرطت القوى السياسية في إعتصام القيادة، فكانت النكسة، فأرجوا ان لا يتكرر الخطأ بتخويف الشباب من الخروج الي الشوارع، حتي تتحقق اهداف الثورة.
اكرر و نعلم كيف يعمل كهنة النظام البائد، و العقبة الوحيدة امامهم هي الشارع، و هم علي قناعة ان حتفهم سيكون علي يد شباب الثورة، لذلك عملوا جاهدين لضرب صفوف الثورة، لتضعف ثم الإنقضاض عليها، و نعلم كيف حشدوا ############انهم للمشاركة في فض الإعتصام، و لدينا معلومات تفيد بمشاركة ضباط إسلاميين خارج الخدمة في هذه الجريمة البشعة سننشر اسماءهم علي الملأ في مقبل الايام.
كنت ممن يؤيدون بقاء إعتصام القيادة حتي يصل آخر مواطن سوداني لقناعة ان الثورة انجزت كل مطلوباتها، ثم يغادر بإرادته بلا إكراه، ويظل موقع الإعتصام مزار يؤرخ لأعظم ثورة في تاريخ السودان ابهرت الاعداء قبل الاصدقاء.
التراخي و التفريط في عنفوان الثورة اعاد الروح في جيفة النظام البائد ليعودوا و ينفثوا روائح فسائهم الكريه، و إزكام الإنوف بعد طهور الثورة المباركة.
اطلقوا العنان للشارع، و ادعموا اي حراك يطالب بتحقيق اهداف الثورة، و من يرى انه يمكن للكيزان إستغلال الامر للتخريب اتركوهم فهم يسوقون انفسهم إلي حتفها.
لا تخشوا علي الثورة طالما الشارع يعي مطالبه، و يتابع ثورته التي مهرها بدماء ذكية.
خوفكم، وتخويف الشارع من الكيزان اعطاهم رصيد، واعاد ثقتهم الكذوبة في ان بمقدورهم ضرب هذه الثورة الراسخة في وجدان كل اهل السودان.
دائماً اردد،، قسماً بالله لو مات كل اهل السودان، ولم يتبقي غير "الكيزان" لا يمكنهم ان يحكموا السودان الي يوم الدين،،
اتركوهم يخرجوا من جحورهم فإنهم كالحشرات تقذف بنفسها الي التهلكة.
يجب ان تكون كل محطات الثورة منارات لجرد الحساب، من 19 ديسمبر مروراً ب 3 يونيو، و رديفه 29 رمضان، إنتهاءً ب 30 يونيو الذي جعلته إرادة الشعب العظيم ان يكون يوم عزة، و كرامة بعد ان كان يوم حسرة، و ندامة، وهزيمة، و إنكسار.
إن خمدت جذوة الثورة في الشارع، فعليكم ان تسلموا رقابكم إلي كهنة النظام البائد طائعين مختارين، و لكم العبرة في 30 يونيو الذي اعاد الثورة إلي نصابها.
30 يونيو يوم مُقدس يجب ان يكون الخروج فيه فرض عين لطالما لا تزال هناك متاريس في طريق قطار الثورة التي لا يمكن رفعها إلا بسواعد شباب الثورة.
لابديل للشارع لتحقيق مطلوبات الثورة إلا الشارع.
الرحمة و المغفرة للشهداء في عليائهم، و الشفاء للجرحى، و المصابين، و عودة كل المفقودين إلي اهلهم، و اصدقائهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست