19 ديسمبر المنهجيَّةُ ضِدَّ الهَمَجيَّةِ علي تولي 19 ديسمبر تجديدُ عصارةِ الوَعيِّ الثوريِّ، وامتدادُ حيويَّةُ الشبابِ واسْتِبْسالهم الثوري الذي لا يعرفُ النكوصَ ولا التراجع، 19 ديسمبر نهايةُ التضليلِ والتَّحايُلِ على الشعبِ؛ ونهاية السياسة الانتهازية البغيضة وإيقاف انتاج نفسها مهما تغيَّرت الأشكال وتبدلت ملامح السلطة المستبدَّة.. 19 ديسمبر مولود يكبر في الوعي الثوري وتتجدَّد فيه ملامح الشعارات العظيمة وتعلُو فيه مراتب الحريَّة والسلام والعدالة.. تمرُّ علينا هذه الذكرى وهي لن تمرَّ لتتلاشَى وتذوب في طيِّ النسيان ليخلو للنعامة جوُّها.. فإنها ذكرى تُجسِّدُ ضمير الثوَّار الحَيِّ وحُبَّهم لِمَن فاضَتْ أرواحُهم أمام بوابات القيادة العامة التي منوط بها حماية أي مواطن، وسيظل العهد بيننا وبين الشهداء في شعارنا( يا نجيب حقهم يا نموت زيَّهم).. ذكرى بها ينهض الضمير الثوري أمام القاتل الذي مازال يترَّبع عرشَ السُّلطةِ والقصر الجمهوري مازال يَمُورُ بالعسكرِ والمُتعَسْكِرِينَ عُنْوَةً وَاقْتِدارا.. إِنَّها ثورةُ الوَعيِ التي مازالت تنتظرُ كفاءاتِ الوطنِ أنْ تقودَ الوطنَ وتصلحُ أوَدَ السِّيَاسة والاقتصاد.. وأن تلقي الحياة الكريمة ورغد العيش بظلالها على بلادٍ حَبَاهَا اللهُ بالموارِدِ.. سَتُجَدِّدُ الثورةُ ذاتَها وأدواتها.. للوصول إلى بُغيتها الكبرى.. لتأسيس دولةِ المؤسسات.. دولة القانون.. دولة المساواة في الحقوق والواجبات.. إن 19 ديسمبر ضَمِنَتْ لِهذا الشَّعبِ شرعيَّةً دوليَّةً هِيَ الْلَّبنة الأولى التي ستُأسس لصَرحِ دَولةٍ عظيمةٍ؛ وإننا نعتزُّ بِشرفِ ثوريتنا.. ونعتزُّ بانتمائنا لهذا السودان .. الوطن العظيم.. وسنبدد معالم الجهل والانتهازية الموروثة التي مازالت بقاياها تَجُوسُ خِلالَ دَهَاليزِ القصر ودواوين الحُكْم بِكُلِّ صَلفٍ وغرور وغفلة.. 19 ديسمبر من أجل إيقاف هذا العبث والتطاوُلِ على الحقوق العامَّةِ والخاصَّة.. ومن أجل بَتْرِ الجذور الأمنيَّة العبثية الممتدة بكل عنجهية وهمجية من العهد البائد.. وبناء جيش أساسه الانتماء إلى منابعه القديمة المعهودة.. وتسريح وإلغاء العصابات المجرمة.. وكل نبت شيطاني متطفل على العسكرية.. والذي ألحق من العار والفوضى في استغلال الزَّيِّ العسكريِّ وحمل الأسلحة دون وجه استحقاق أو دراية أو هدف.. سوى امتلاك زعماء هذه العصابات على خيرات هذا البلد الآمن وترويع إنسانه وتجويعه.. 19 ديسمبر من أجل أن ينحازَ رئيسُ الوزراء لكافَّةِ الشَّعب وأن يترك الثلة القليلة الانتهازية التي تحجِّم صلاحياته وتحد من عطائه الوطني المحض.. والنهوض الذاتي المستقل للسودان بعيداً عن محاور الاستلاب الامبريالي والليبرالي المُذلَّة. ولتخليص السودان من القبضة الدكتاتورية الأوتوقراطية والخروج به إلى رحاب الحرية الديمقراطية.. 19 ديسمبر من أجل القضاء المستقل.. وتغيير وزير العدل والنائب العام ومن أجل المسواة في أن يعيش الجميع السلام الحقيقي، وإخراج كل من له عداوة وسابقة في خيانة الوطن والمواطنين في دمائهم أو مالهم وممتلكاتهم ومحاسبته أمام القضاء بكل شفافية.. وإنهاء حجة السلام الزائف وإعادة تأهيل الحياة الكريمة للنازحين عبر قنوات رسمية.. وبث روح الوعي الثوري بين عناصر الحركات من أجل سودان يسع الجميع دون انتقاص من حقهم في النضال الثوري بل إخراجهم من مشايعة الأطماع الجنجويدية الهمجية.. 19 ديسمبر الحرية والسلام والعدالة.. المحاكم.. القصاص.. إعادة الشركات التي في معية العسكر وأذيال النظام البائد. وبداية انطلاق ثورة النهوض بالسودان الحديث.. بخطط علمية ونظريات منهجية.. وإخراجه من الفوضى والعبثية.. وسيادة الجهل والهمجية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة