١ أشرنا سابقا أن الذكرى السابعة لثورة ديسمبر تتزامن مع الذكرى ال ٧٠ للاستقلال من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥' ورغم القمع الوحشي للثوار ومجزرة فض الاعتصام بالقوة' وإشعال نار الحرب الجارية بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات وأراضي البلاد لمصلحة المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب' استمرت جذوة الثورة متقدة وازداد بريقها توهجا. كما في خروج المواكب في بعض المدن بمناسبة الذكرى السابعة لثورة ديسمبر التي فرقتها الشرطة في أمدرمان بالغاز المسيل للدموع مع حملة اعتقالات للثوار كما حدث في القضارف دنقلا. الخ وخرجت المواكب بعد دعوات من الثوار اسفيريا لإحياء ذكرى اندلاع الثورة في 19 ديسمبر 2018 التي أطاحت برأس النظام السابق عمر البشير في ابريل 2019.وهي اول مظاهرات في مدن سودانية مثل امدرمان وعطبرة والفاشر بورتسودان القضارف. الخ التي خرجت لاحياء لذكرى ديسمبر منذ بداية الحرب بين الجيش ومليشيا الدعم السريع. إضافة لنشاط الأحزاب السياسية ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي التي أكدت التمسك بمبادئ الثورة واستمرار النضال من أجل الحرية والسلام والعدالة.و أن صوت الشارع ما زال حاضراً وأن مطالب ديسمبر لم تسقط بالتقادم. وحملت لجان المقاومة، الأجهزة الأمنية كامل المسؤولية عن سلامة المعتقلين وطالبت بإطلاق سراحهم فوراً دون قيد أو شرط. وجددت هذه القوى التزامها بأهداف الثورة القائمة على الحرية والسلام والعدالة والحكم المدني الديمقراطي، داعية إلى وقف الحرب فوراً والانخراط في عملية سياسية شاملة تضمن وحدة السودان وسيادته. ٢ انطلقت المواكب في ظروف تعاني فيها البلاد من ويلات الحرب التي شردت الملايين وأدت لمقتل وفقدان الآلاف ، وتدمير البنية التحتية، والابادة الجماعية ونهب الأراضي ومناجم الذهب وممتلكات المواطنين واحتلال منازلهم، وتوقف عجلة الاقتصاد، وتدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، اضافة لخطر تقسيم البلاد وتمزيق وحدتها باطالة أمد الحرب وتصاعدها بعد احتلال الفاشر وبابنوسة وهجليج وما يحدث من جرائم الحرب في جنوب كردفان من قصف للمدارس والمستشفيات وقصف محطات الكهربا٨كما حدث اخيرا في عطبرة ونزوح الآلاف مع الأوضاع الإنسانية المتدهورة. َمما يهدد السيادة الوطنية، ويزيد من حمى التدخل الدولي للمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، بهدف نهب ثروات البلاد ،هذا إضافة لخطر المجاعة التي تهدد حوالي ٢٦ مليون مواطن سوداني، فضلا عن مصادرة الحريات والحقوق الأساسية من طرفي الحرب، وحالات التعذيب للمعتقلين حتى الموت، لابديل غير وقف الحرب والديمقراطية والسلام والحكم المدني الديمقراطي. ٣ كما اوضحنا سابقا لم تكن ثورة ديسمبر حدثا عفويا، بل كانت تحولا نوعيا لتراكم كمي طويل من المقاومة الباسلة لشعب السودان ضد نظام الانقاذ الفاشي الدموي لحوالي 30 عاما التي عبرت عنها الهبات والاضرابات والمظاهرات، والاعتصامات التي واجهها النظام باطلاق الرصاص الحي مما أدي إلي مئات الشهداء كما حدث وسط الطلاب وأبناء البجا وكجبار والمناصير وهبة سبتمبر 2013 ويناير 2018، وشهداء التعذيب الوحشي في سجون وبيوت أشباح النظام، والالاف المشردين من أعمالهم والمعتقلين، وضحايا التعذيب الوحشي في المعتقلات، والشهداء في حروب الابادة في الجنوب حتى تم انفصاله، اضافة لقمع المرأة التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة نظام الانقاذ الذي استهدفها، وفي جرائم الابادة الجماعية في دار فور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان، وثورة ديسمبر التي استشهد فيها المئات من الشباب والكنداكات، كل ذلك لم يفت في عضد جماهير شعبنا، التي ما زالت تواصل نضالها لوقف الحرب واستكمال مهام الثورة. ٤ كما جاءت ثورة ديسمبر رغم خصوصيتها علي خطي تجربة الثورة المهدية وثورة اكتوبر 1964م وتجربة انتفاضة مارس- ابريل 1985 في السودان التي اوضحت أن الثورة تقوم عندما تتوفر ظروفها الموضوعية والذاتية التي تتلخص في: – الأزمة العميقة التي تشمل المجتمع باسره، ووصول الجماهير لحالة من السخط بحيث لا تطيق العيش تحت ظل النظام القديم. – تفاقم الصراع داخل النظام الحاكم الذي يشمل الطبقة أو الفئة الحاكمة والتي تؤدي الي الانقسام والصراع في صفوفها حول طريقة الخروج من الأزمة، وتشل اجهزة القمع عن أداء وظائفها في القهر، وأجهزة التضليل الأيديولوجي للجماهير. – وأخيرا، وجود القيادة الثورية التي تلهم الجماهير وتقودها حتى النصر. ٥ طرحت ثورة ديسمبر شعارات الحركة الوطنية و الجماهيرية التي رفعتها بعد انفجارها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية فى معركة الاستقلال ١٩٥٦، وثورة اكتوبر ١٩٦٤ كما في : - الحرية والديمقراطية والحياة المعيشة الكريمة، وتوفير حق العمل للعاطلين. - العدالة والسلام ووقف الحرب والسيادة الوطنية. - استعادة أموال وممتلكات شعب السودان المنهوبة. - محاسبة الفاسدين الذين دمروا البلاد ومشاريعها الصناعية والزراعية والخدمية. - قومية الخدمة المدنية والنظامية، وعودة المفصولين من الخدمة المدنية والنظامية. - حل المليشيات (الكيزان والجنجويد، وجيوش الحركات)، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية. وغير ذلك من الأهداف التي تم التوقيع عليها في ميثاق قوي الحرية والتغيير الموقع عليه في يناير ٢٠١٩ الذي تم الانقلاب علية بالتوقيع على" الوثيقة الدستورية" المعيبة التي كرست الشراكة مع العسكر وقننت الجنجويد دستوريا، وحتى" الوثيقة الدستورية" كما أوضحنا سابقا تم الانقلاب عليها، كما في التوقيع على اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ومناصب، وأخيرا تم إطلاق رصاصة الرحمة عليها بتدبير انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة، وفشل حتى في تشكيل حكومة، وجاء الاتفاق الإطارى بتدخل إقليمي و دولي، الذي أدي للصراع بين الجيش والدعم السريع حول مدة دمجه في الجيش، واشعل نيران الحرب الجارية حاليا، التي تتطلب مواصلة المقاومة الجماهيرية لوقفها ومنع تمددها واطالة أمدها، واسترداد الثورة في ذكراها السادسة وذكرى الاستقلال من داخل البرلمان. . ٥ في الذكرى السابعة لثورة ديسمبر والاستقلال من داخل البرلمان نستلهم تجربتها في عدم تكرار انتكاسة ثورة اكتوبر 1964، وانتفاضة مارس - أبريل ١٩٨٥، مهم مواصلة الثورة في أوسع حراك جماهيري قاعدي حتي تحقيق أهدافها في الآتي: - وقف الحرب واستعادة مسار الثورة وقيام الحكم المدني الديمقراطي. - المحاسبة وعدم الافلات من العقاب في جرائم الحرب، ومجزرة فض الاعتصام وبقية الجرائم ضد - الإنسانية. - تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة ووقف نهب وتهريب الذهب، وتخصيص جزء من عائداته لتنمية مناطق الانتاج والمحافظة علي البيئة، ومراجعة كل الاتفاقات حول تأجير الأراضي الزراعية التي تصل الي 99 عاما، لمصلحة شعب السودان والمناطق المحلية. - رفض سياسة التحرير الاقتصادي، وتحسين الأوضاع المعيشية وتركيز الأسعار ودعم السلع الأساسية، ومجانية خدمات التعليم والصحة وتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية لدعم الإنتاج وتقوية الصادر والعملة المحلية وتوفير العمل للعاطلين ،الخ. وتقليل الصرف علي جهاز الدولة وميزانية الحرب والأمن والدفاع التي تتجاوز ٩٠٪، وزيادة ميزانية التعليم والصحة والتنمية، ووقف الحرب التي اورث شعبنا الفاقة والمسغبة . - تحقيق السلام والحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة بالأتي :- * الديمقراطية وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات. * رفع حالة الطوارىء ، واطلاق سراح كل المحكومين. *الترتيبات الأمنية بحل كل المليشيات " دعم سريع ، جيوش الحركات..الخ" ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية. . * تسليم البشير والمطلوبين في جرائم الابادة الجماعية للجنايات الدولية بعد محاكمة علي كوشيب. * عودة النازحين لمنازلهم وقراهم ، وإعاد تأهيل واعمار مناطقهم وتعمير ما دمرته الحرب ، وعودة المستوطنين لمناطقهم ، والتنمية المتوازنة. * قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة، وحماية ثقافة ولغات المجموعات المحلية. * قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية ، الذي يقرر كيف تحكم البلاد؟ ، ويضع الإطار لدستور ديمقراطي بمشاركة الجميع ، وقانون انتخابات ديمقراطي ولجنة مستقلة تضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية. - الغاء كل الاتفاقيات العسكرية التي تفرط في سيادتنا الوطنية، -قيام علاقاتنا الخارجية علي أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. والتمسك بوحدة السودان شعبا وارضا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة