اتفاق جوبا جاء معالجًا شاملاً لجذور الأزمة السودانية، مستهدفًا إصلاح اختلالات السلطة والثروة المتراكمة منذ الاستقلال، ومرورًا باتفاقيات تاريخية كأديس أبابا ونيفاشا. وقد سعى لبناء نظام جديد قائم على الشراكة الحقيقية والتنوع، مع معالجة مجالات حيوية مثل الاقتصاد والأمن والخدمات وحقوق الأرض.
غير أن التطبيق أخفق في تحقيق هذا الرؤية. فبعد حصول النخب على حصصهم (كـ25٪)، تحول التركيز من بناء شراكة فعلية في كل هياكل الدولة – من الوزارات إلى القطاع الأمني والاقتصادي ومستويات الحكم الأربعة – إلى الاحتفاظ بالكراسي فقط. وما تحقق لم يكن سوى منافع فردية، بينما ظل الشعب والإقليم بلا فائدة، واستُبعدت حركات أخرى من المشاركة الفعلية.
وهكذا، غاب التنفيذ الجاد بآليات واضحة، رغم أن الاتفاق كان ملكًا للشعب قبل أن يكون للحركات المسلحة. لكن طعم السلطة حوّل الأولويات من جوهر الشراكة إلى صراع على المقاعد، مما أضاع فرصة تاريخية للإصلاح الحقيقي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ادم ابكر عيسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست