... كم مَرَّة صُدِمُوا بحقيقة مُرَّة ، تُمثل عثرة يتساقطون عندها خلال اندفاعهم المألوف لتنفيذ أي جزء مهما تواضع ، ليتدرَّج مع الزمن كي يصبح فاتحاً أي ثغرة ، تمكِّنهم من الانسلال لوسط هدفهم ، المهيَّأ بعناية قصوى تفكيراً وترتيبا ومقارنة لما يحتاج ذاك الانسلال من ماديات ، مهما بلغت تهون ، وسبب صدمتهم أن حكمتهم كيهود حكماء ، تواجهها حكمة حكماء جمهورية مصر العربية ، المتخذين لهم موقعاً لم ولن يستطع هؤلاء اليهود من اقتحامه لما يحظى به من مناعة ، مهمتهم وحيدة مراقبة اليهود حكماء وغير حكماء لاتقاء شرهم جميعا ، بكيفية علمية لطيفة ، متغلبة على الشك ، متخلصة من أي تسرُّب بشري مزوَّداً بوجهين ، لهم قوانينهم الخاصة وميزانيتهم المريحة ، ودرجات وظيفية متسامية وفق شروط ضامنة اعتبار الانصاف والاستحقاق . رئيسهم السيسي بعيداً كل البعد عن الأجهزة المخابراتية المدنية كالعسكرية ، باستشارتهم والتمعن في التقارير الدورية المرفوعة له من طرفهم ، وضَعَ لتحركاته في الميدان وعلى كل المستويات تصاميم مبدئية ، وأخرى لضبط مناورات لا تُرى بل سارية وبقوة ، بين كواليس القادة المهتمين بالموضوع سطحاً وجوهراً ، عرباً كانوا أو غير عرب ، وحتى الساعة استطاع إبعادَ مصر عما قد يصبح تورطاً تفقد به مكانتها وأهمتها كقائدة للعروبة ، المكوِّنة الصرح الغير قابل للتزحزح من مكانه حيال أية حِيَل يتعلم منها الشيطان أحيانا ، ولم يكن مثل الموقف المحمود بالسهل على مصر الدولة والشعب ، بل هي موجات من التضحيات ، نابعة عن قناعة أن ما لمصر التاريخ والكلمة ، إن ضاع الأول تبدَّدت الثانية ، ولتُقرَأَ بعدهما الفاتحة على روح العرب مهما كانوا . لقد كانت لي مع "البهلولية" اليهودية المغربية البلجيكية ، نقاشات مطوّلة ونحن في بروكسيل حيث جمعنا القدر لسنوات ، اختزنَت فيها ذاكرتي الشيء الكثير من أسرار ، تجعل اليهود عندي بمثابة كتاب أقرأ فيه ما يقارب أحداث اليوم ، بتفاصيل تؤكد ، أن مصر كانت وستظل الوجهة الأكثر تعرُّضاً لمؤامرات اليهود بإيعاز من حكماء يعتقدون أن الانتصار على فرعون موسى سيتم بدخولهم لتلك الأرض ، التي لها مع أصحاب هذه الملة ، ثأر محفور بالتوارث في ألْبَابِ يهود العالم ، ولما فشلوا بالحرب وتعذر عليهم فتح أبواب سيناء لأهالي غزة كغطاء ، لتسلل ملحق لمن تفننوا في التقان التنكر ، ليكونوا بمثابة جماعة حصان طروادة يزحفون بالخروج من بطنه نحو القاهرة ، لتأسيس نواة تغذي محتضنيها بالأموال وميزات أخرى ، وهكذا ينطلق اشتعال النار في الهشيم ، ولما علم اليهود بوقوف مصر ضد التهجير المُراد به شيئا آخر ، حكماء مصؤ كانوا على بينة منه جملة وتفصيلا ، عمدوا لفكرة تأسيس مجلس للسلام يرأسه خليلهم ترامت ، كواجهة لما يختفي من أسلوب ماكر جديد ، يتحكم اليهود به تحكماً مباركاً من طرف الغرب ، وجهات ظل تحالفها مع اليهود مُغلق عليه لأجل لاحق ، كمفاجأة غير سارة للمسلمين .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة