السماء مفتوحة... لكن لمن يملك ثمنها كتبه عبد الكريم إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-07-2025, 10:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2025, 02:49 AM

عبد الكريم ابراهيم
<aعبد الكريم ابراهيم
تاريخ التسجيل: 08-14-2022
مجموع المشاركات: 58

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السماء مفتوحة... لكن لمن يملك ثمنها كتبه عبد الكريم إبراهيم

    03:49 AM October, 20 2025

    سودانيز اون لاين
    عبد الكريم ابراهيم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في وطنٍ أنهكته الحرب، وتفرّق فيه الناس بين نازح ولاجئ، لا تزال العودة إلى الديار حلمًا يراود آلاف السودانيين الذين غادروها مرغمين لا مختارين. ومع كل بارقة أمل، يتشبث المواطن بما تبقى من خيوط الوطن، منتظرًا أن تفتح له الأبواب، لا أن تُغلق في وجهه بأرقام لا تُطاق.
    تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خبرًا مفرحًا عن قرب تدشين العمل بمطار الخرطوم، عبر رحلات داخلية لطيران بدر، في ظل استمرار توقف الناقل الوطني "سودانير" لأعمال صيانة طالت أكثر مما ينبغي، دون أفق واضح للحل. لكن ما أُعلن من أسعار التذاكر لم يكن مجرد خبر عابر، بل صدمة حقيقية. إذ أفادت الأنباء أن سعر التذكرة الداخلية بين الخرطوم وبورتسودان بلغ ما بين 800 إلى 900 ألف جنيه سوداني، بينما وصلت تذكرة الرحلة من القاهرة إلى الخرطوم إلى أكثر من 2.1 مليون جنيه. وإن صحت هذه الأرقام، فإنها لا تمثل مجرد تسعير، بل حاجزًا نفسيًا وماديًا أمام آلاف السودانيين الذين يعيشون ظروفًا مأساوية بسبب الحرب، ويبحثون عن وسيلة آمنة للعودة إلى ديارهم.
    هذه الأسعار، التي لا يمكن وصفها إلا بالخرافية، تضع المواطن السوداني في مواجهة قاسية مع الواقع. فإما أن يختار مشقة السفر برًا، رغم المخاطر، أو أن يبقى في المنافي القسرية، محاصرًا بخدمات منهكة وأوبئة تفتك بالبشر، فقط لأنه لا يملك ثمن العودة.
    كنا ننتظر من شركات الطيران، وعلى رأسها شركتا بدر وتاركو، أن تبادرا بتسيير رحلات مجانية أو بأسعار رمزية، مساهمةً منها في تخفيف معاناة المواطنين، لا أن تُسعر التذاكر وكأنها تُباع في مزاد لمن يملك لا لمن يحتاج. لقد سبقتها جهات وطنية بمبادرات طوعية، مثل منظومة الصناعات الدفاعية ومبادرة السلطان حسن برقو، التي وفرت العودة المجانية لمن تقطعت بهم السبل، خاصة في دول مثل مصر، ليبيا، وإريتريا، حيث يتمركز العدد الأكبر من كبار السن والمرضى والطلاب.
    فهل يُعقل أن تكون هذه المبادرات أكثر إنسانية من شركات يفترض أنها تمثل نبض الوطن؟ وهل يُعقل أن تُجهز السلطات مطار العاصمة كأولوية وطنية، ثم تأتي الشركات لتضرب هذا الجهد عرض الحائط بأسعار تنفر لا تُقرب؟
    نعلم أن ظروف التشغيل معقدة، وأن الحرب أثقلت كاهل الجميع، لكنكم الآن أمام لحظة مفصلية في تاريخ الوطن. فإما أن تكونوا شركاء في التخفيف، أو أن تُضاف أرقامكم إلى قائمة من زادوا أوجاع البلد والمواطن.
    نُناديكم لأننا نعلم أنكم قادرون على أن تكونوا أكثر رحمة، وأكثر وعيًا باللحظة، وأكثر إدراكًا لحجم المسؤولية. فهل تعيدون النظر؟ هل تراجعون التسعير؟ هل تضعون الإنسان قبل الحسابات؟
    وفي الختام، نرفع مناشدة صادقة إلى السلطات السودانية، بأن تُعيد تشغيل الناقل الوطني "سودانير" بشكل عاجل، وأن تتكفل بتسيير رحلات مجانية أو مدعومة لكبار السن، والعجزة، والمرضى، والطلاب، الذين اضطروا لمغادرة أوطانهم مجبرين لا مختارين. فهؤلاء لا يملكون ترف الانتظار، ولا قدرة على دفع تكاليف العودة، لكنهم يملكون حقًا أصيلًا في أن يعودوا إلى ترابهم، بكرامة وسلام.
    وبين سودانير الغائبة وبدر وتاركو الحاضرة، سيظل النازحون بين مطارات مغلقة وأسعار لا ترحم... فهل ضاعت العودة في التسعير؟
    العودة إلى الوطن ليست رفاهية، بل حق إنساني، وواجب وطني.
    وإذا الوطنُ نادى ولم تُجبِ القلوبُ
    فأيُّ نداءٍ بعده يُستجابُ؟
    نحنُ الذينَ إذا اشتدّ الحنينُ بنا
    نبكي على ترابٍ لا يُباعُ ولا يُغابُ























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de